يعبر مهاجرون من الهند بأرقام قياسية الحدود الجنوبية للولايات المتحدة الأمريكية بشكل غير قانوني عبر رحلة محفوفة بالمخاطر ومدفوعة بعدد من الأسباب، بحسب تاريني بارتي، في تقرير بحيفة "ذا وول ستريت جورنال" الأمريكية (The Wall Street Journal) ترجمه "الخليج الجديد".

بارتي أضافت أن "نحو 42 ألف مهاجر من الهند عبروا الحدود الجنوبية بشكل غير قانوني خلال السنة المالية بين أكتوبر (تشرين الأول) 2022 وسبتمبر (أيلول) الماضي، وفقا لبيانات الجمارك وحماية الحدود الأمريكية".

وأوضحت أن "هذا أكثر من ضعف العدد مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، عندما وصل عبور الهنود إلى أعلى مستوى تاريخي (...) وبدلا من القبض عليهم أثناء التهرب من السلطات، يسلم الهنود أنفسهم؛ لأنهم يريدون طلب اللجوء في الولايات المتحدة".

و"أدت مجموعة من العوامل إلى قفزة كبيرة في عدد المهاجرين الذين يعبرون الحدود الأمريكية بشكل غير قانوني من الهند"، كما تابعت بارتي.

وبينت أن "السياسات القومية الهندوسية التي ينتهجها رئيس الوزراء ناريندرا مودي تؤدي إلى طرد بعض السكان، كما يتم على وسائل التواصل الاجتماعي تداول قصص نجاح لهنود قاموا بالرحلة ووجدوا وظائف، وهي بمثابة عامل جذب".

وأردفت: "وكذلك يتدفق مهربون، يتنكرون في هيئة وكلاء سفر، عبر القرى، خاصة في ولايتي البنجاب وهاريانا الشماليتين (..) كما يأتي العديد من الهنود إلى الولايات المتحدة لأسباب افتصادية".

اقرأ أيضاً

بينهم وزيرة سابقة.. محكمة هندية تبرئ 69 هندوسياً متطرفاً من قتل 11 مسلماً

40 يوما

بعد المرة الثانية التي تعرض فيها أرشديب سينج (23 عاما)، أحد مؤيدي حزب سياسي للسيخ في البنجاب، للتهديد من جانب رجال يعتقد أنهم ينتمون إلى حزب "بهاراتيا جاناتا" الحاكم في الهند، اتخذ والده الترتيبات كي يغادر البلاد، كما قالت بارتي.

وزادت بأن "رحلة سينج استغرقت أربعين يوما في الصيف الماضي من قريته في البنجاب إلى (ولاية) كاليفورنيا (الأمريكية)".

وأضافت أنه "كان يسترشد في رحلته بأصوات رجال لم يلتق بهم قط عبر الهاتف المحمول، إذ كانوا يرسلون له كل بضعة أيام تذاكر رقمية لرحلاته وتعليمات حول مكان مقابلة المهرب المحلي التالي".

وعن رحلته قال سينج إنه سافر جوا من نيودلهي إلى المجر، حيث احتُجز في غرفة صغيرة لمدة 10 أيام ومُنح قطعا من الخبز وبعض الماء.

ومن المجر، سافر جوا إلى فرنسا، ثم إلى مكسيكو سيتي في المكسيك، حيث قال إنه ظل محتجزا في غرفة لمدة أسبوع آخر.

وأضاف أنه بعد رحلة أخرى طويلة بالحافلة، قطع مع رجل في شاحنة صغيرة المسافة إلى الحدود الأمريكية، وعبر إلى كاليفورنيا، وهو ضعيف يتضور جوعا.

وفي كاليفورنيا، تم نقله إلى مركز رعاية، حيث رأى العديد من الأشخاص الآخرين الذين قاموا برحلة مماثلة من ولايته البنجاب.

وقال: "تبين أن الطريق هنا لا يقل خطورة عن البقاء في البنجاب".

اقرأ أيضاً

مودي بين نارين.. هل يرضي الخليج أم النزعات الهندوسية المتطرفة؟

ترحيل مكلف

ويقول مسؤولو إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الهجرة من الهند ودول أخرى خارج نصف الكرة الغربي جعلت من الصعب وقف تدفق الدخول غير القانوني على الحدود الأمريكية، وإن افتقار واشنطن إلى علاقات راسخة مع تلك البلدان بشأن الهجرة يجعل ترحيل المهاجرين أبطأ وأكثر تكلفة، كما زادت بارتي.

وللمرة الأولى هذا العام، من المتوقع أن يحصل المهاجرون من دول أخرى غير المكسيك وجواتيمالا وهندوراس والإكوادور، حيث تستقبل الولايات المتحدة عادة طالبي اللجوء، على أغلبية طفيفة عندما يتم إحصاء إجمالي الاعتقالات للمهاجرين بشكل غير قانوني خلال السنة المالية.

وقال ديباك أهلواليا، محامي الهجرة الذي يمثل سينج، إنه يشهد عددا متزايدا من حالات اللجوء للاضطهاد السياسي والديني من الهند، وخاصة من مجتمع السيخ.

وفي وقت سابق من العام الجاري، فرضت حكومة مودي قيودا على الاتصالات في جميع أنحاء البنجاب واعتقلت العشرات، عندما أطلقت حملة مطاردة لناشط يدعو إلى إقامة وطن مستقل للسيخ، كما أضافت بارتي.

اقرأ أيضاً

انتصار القومية الهندوسية.. مودي يحصد أصوات الفقراء رغم البطالة

المصدر | تاريني بارتي/ وول ستريت جورنال- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الهند مهاجرون أمريكا مودي الحدود الأمریکیة بشکل غیر قانونی من الهند

إقرأ أيضاً:

أبوبكر الديب يكتب: "حماية الاستثمارات" تشجع تدفق رأس المال السعودي لمصر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بعد أيام من موافقة مجلس الوزراء السعودي على اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة جمهورية مصر العربية وافق مجلس النواب المصري على قرار رئيس جمهورية مصر العربية رقم 607 لسنة 2024 بشأن الموافقة على اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة بين البلدين. 
وفي رأيي تحقق الاتفاقية عددا من الأهداف، أهمها تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة بين مصر والسعودية، وتقوية العلاقات الاقتصادية والتجارية بينهما، وزيادة الاستثمارات المشتركة والترويج للفرص الاستثمارية واطلاق المزيد من المبادرات الاستثمارية وخلق فرص عمل جديدة وزيادة الدخل القومي والاحتياطي النقدي الأجنبي بالبنك المركزي وتحقيق الرخاء والازدهار وصولا للتنمية المستدامة بينهما وتبادل المعرفة والخبرات والتكنولوجيا  وتنمية الموارد البشرية. 
وهنا نشير الي تصريحات سابقة لوزير الاستثمار السعودي، خالد عبد العزيز  الفالح، في اجتماع سابق مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الحكومة المصرية، بإن المملكة لديها توجه بزيادة استثمارات صندوق الاستثمارات العامة السعودي في مصر.. وتوجه بتحويل ودائعنا في مصر إلى استثمارات.
ويصل إجمالي الودائع السعودية لدى البنك المركزي نحو 10.3 مليار دولار، حيث سجلت الودائع قصيرة الأجل نحو 5 مليارات دولار، فيما سجلت الودائع طويلة ومتوسطة الأجل نحو 5.3 مليار دولار، بحسب تقرير الوضع الخارجي الصادر عن البنك المركزي  ويعمل تحويلها لاستثمارات علي انعاش الاقتصاد المصري ويرفع من قيمة الجنيه مقابل الدولار. الفالح شدد علي أن حكومتي المملكة العربية السعودية ومصر تسعيان للارتقاء بمستوى العلاقات بين البلدين في جميع المجالات وهو امر يشجع علي تدفق الاستثمارات السعودية في شرايين الاقتصاد المصري. 
وأتوقع ارتفاع حجم الاستثمارات السعودية في مصر من 30 مليار الي 60 مليار دولار خلال 10 سنوات.
وتشير الي أهم عوامل انتعاش هذه الاستثمارات هو التقارب والتفاهم الشديدان بين قيادتي وشعبي البلدين، ورؤية المملكة 2030 التي دفعت لزيادة الاستثمارات السعودية في مصر، فضلًا على الإصلاح الاقتصادي الذي قامت الحكومة المصرية بتطبيقه عام 2016، بهدف جذب الاستثمارات الخارجية، خصوصا الاستثمارات السعودية لكبر حجمها.
ومن ضمن العوامل التي شجعت على الاستثمارات السعودية في مصر، مجال التشريعات القانونية بإنهاء أي أزمة على وجه السرعة، إضافة إلى إنشاء العديد من المناطق الصناعية والبنية التحتية ومشروعات عملاقة كمحور قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة، ومد الطرق والجسور ومشروعات البنية التحتية فالقاهرة والرياض عقدتا خلال السنوات الماضية العديد من الاتفاقيات الاقتصادية والتنموية، منها مشروع الربط الكهربائي الذي سيحول البلدين إلى مركزين مهمين للطاقة في الشرق الأوسط ويربطان شبكات الطاقة من الخليج العربي لأفريقيا وأوروبا، ووجود علاقات قوية بين رجال الأعمال السعوديين ونظرائهم المصريين، ويقوم مجلس الأعمال بدور مهم في تنشيط وتدفق التجارة والاستثمار بين البلدين.
وأتوقع أن يتنامى حجم الاستثمارات السعودية في مصر خلال السنوات الـ 10 المقبلة، خصوصا بعد الانتقال للعاصمة الإدارية الجديدة، والاستثمار في محور قناة السويس، واستصلاح ملايين الأفدنة للزراعة، ومشاريع الكهرباء والمياه والنقل واللوجستيات، وقطاعات الصناعة والسياحة والعقارات، وهما ركيزتا الأمن والاستقرار، ويوجد أكبر جالية مصرية على الأراضي السعودية تتجاوز مليون وسبعمائة ألف مصري يقابلهم أكبر جالية سعودية خارج المملكة يعيشون على الأراضي المصرية تقدر بنحو مليون سعودي، كما أن السياحة السعودية تشكل أكثر من 20% من السياحة العربية القادمة لمصر.
ومن ضمن العوامل التي شجعت على الاستثمارات السعودية في مصر، مجال التشريعات القانونية بإنهاء أي أزمة على وجه السرعة، إضافة إلى إنشاء العديد من المناطق الصناعية والبنية التحتية ومشروعات عملاقة كمحور قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة، ومد الطرق والجسور ومشروعات البنية التحتية. وأن الرياض والقاهرة عقدتا خلال السنوات الماضية العديد من الاتفاقيات الاقتصادية والتنموية، منها مشروع الربط الكهربائي الذي سيحول البلدين إلى مركزين مهمين للطاقة في الشرق الأوسط يربطان شبكات الطاقة من الخليج العربي لأفريقيا وأوروبا، ووجود علاقات قوية بين رجال الأعمال السعوديين ونظرائهم المصريين، ويقوم مجلس الأعمال بدور مهم في تنشيط وتدفق التجارة والاستثمار بين البلدين.

مقالات مشابهة

  • بعد تدفق المهاجرين..تحذيرات في ليبيا من خطط لتوطينهم
  • إيلون ماسك يخسر أكثر من ربع ثروته في وقت قياسي
  • تدفق آلاف اللاجئين السوريين إلى القرى اللبنانية عبر النهر الكبير وسط مخاوف أمنية
  • أبوبكر الديب يكتب: "حماية الاستثمارات" تشجع تدفق رأس المال السعودي لمصر
  • أوكرانيا: الاجتماع مع أمريكا في جدة بدأ بشكل بناء
  • ارتفاع قياسي في حوادث معاداة المسلمين بأمريكا
  • بسبب حرب غزة.. ارتفاع قياسي في حوادث معاداة المسلمين بأمريكا
  • السيد الرئيس أحمد الشرع في مقابلة مع وكالة رويترز: الأمن والازدهار الاقتصادي مرتبطان بشكل مباشر برفع العقوبات الأمريكية التي فرضت على نظام الأسد، فلا نستطيع أن نقوم بضبط الأمن في البلد والعقوبات قائمة علينا
  • «ديش بارتي» ولمة رمضان
  • العثور على 15 جثة لمهاجرين أفارقة بعد أيام من غرق قاربين قبالة سواحل اليمن