بدور القاسمي لناشري العالم: آمنوا بقوة الكلمة المكتوبة ودورها في توحيد العالم أو تفرقته
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
الشارقة - الوكالات
أكدت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة "هيئة الشارقة للكتاب"، أن العاملين في صناعة النشر عليهم أن يبقوا ملتزمين ومؤمنين بقوة الكلمة المكتوبة والدور الذي تلعبه في توحيد العالم أو تفرقته، وقالت: "يجب أن تبقى صناعة النشر حافزاً للتغيير المنشود، ودافعاً للتبادل الثقافي، ومنصة للتحول الاجتماعي، ومعاً يمكننا بناء مستقبل يواصل فيه الأدب وقطاع النشر إحداث التأثير الإيجابي على الأفراد والمجتمعات في جميع أنحاء العالم.
وأضافت :"إن قطاع النشر اليوم يقف على بوابة التاريخ، ليستعيد الدور الأساسي الذي لعبه على مدار قرون. في زمن انتشرت فيه المعلومات الخاطئة والمضللة والأخبار الزائفة وثقافة إلغاء الآخر، وهيمنت فيه خوارزميات الذكاء الاصطناعي على الفضاء الرقمي لتصنع فقاعات زائفة، يتحمل الناشرون مسؤولية تقديم محتوى موثوق تم التحقق منه والبحث فيه بشكل شامل، ويمتلكون فرصة فريدة لاستعادة الثقة في الإنسانية وبناء مستقبل تنتصر فيه الحقيقة على البهتان".
جاء ذلك خلال كلمتها في افتتاح فعاليات الدورة الـ13 من "مؤتمر الناشرين" الذي أقيم أمس في مركز أكسبو الشارقة، بحضور سعادة أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، ونخبة من قيادات صناعة الكتاب وخبراء في مجال النشر من 106 دول حول العالم.
وتحدث خلال الافتتاح كلًٌ من: يوم تشول هو، رئيس جمعية الناشرين الكوريين، ونوريا كابوتي برال، الرئيس التنفيذي لمجموعة "بنغوين راندوم هاوس"، وبورتر أندرسن، رئيس تحرير مجلة "ببلشينغ بيرسبيكتيف"، وإيان تشابمان، الرئيس التنفيذي لـ"سايمون آند شاستر"، وجو هينري، المدير التنفيذي لـ"بوك برانش".
وقالت الشيخة بدور القاسمي: "في زمن يتشكل فيه الرأي العام، وتنتشر فيه الآراء بسرعة كبيرة، تبرز أهمية استمرار الناشرين بتوفير قاعدة راسخة للحقيقة تُمكّن الأفراد من بناء فهم صحيح للقضايا العالمية المعقدة عليهم، وهذه هي رسالة الناشرين التي نبني عليها مصداقيتنا لدى قرّائنا ومجتمعاتنا، والتي ينبغي لنا حمايتها بكافة الوسائل في ظل جميع التوجهات وتحت كل الظروف".
وتابعت: "لكي نكون قادرين على الوفاء بعهدنا، يتوجب على صناعة النشر أن تتكيف مع التغيرات الكبيرة والمتسارعة التي يشهدها عالمنا، فنحن نقف على مفترق طرق بين التقليدي والمبتكر، ويتوجب علينا أن نجد مسارنا في هذا المشهد المضطرب، فإن تبني الابتكار يعد من أبرز الطرق التي يمكننا من خلالها مواكبة هذا التغيير المستمر".
استكشاف قطاع النشر
ومع الاحتفاء بكوريا الجنوبية ضيف شرف دورة العام الجاري من "معرض الشارقة الدولي للكتاب"، شارك يوم تشول هو، رئيس جمعية الناشرين الكوريين، رؤاه حول مشهد النشر الكوري وأهمّ التحديّات والفرص التي يمرّ بها. وقال: "إنّه فخر كبير لكوريا التواجد اليوم في هذا المؤتمر حيث يُمكننا مناقشة الفرص وأهمّ الأنظمة والبرامج الخاصة بسوق النشر في كوريا مع الحاضرين من مختلف أنحاء العالم. لقد شهدنا في الآونة الأخيرة العديد من الإنجازات والتحوّلات في صناعة النشر وهو الأمر الذي يفتح لنا آفاقاً واسعة من الإمكانات والتعاون مع كافة الأطراف المعنيين.
وأضاف: إنّ السوق الكوري يتميّز بكونه مستداماً ويعتمد على توظيف التقنيات المتطوّرة، التي تساعد بدورها على إحداث تأثير إيجابي كبير وقد لمسنا ذلك من خلال الانتشار الكبير للكتب الرقميّة، كما أنّنا من خلال الذكاء الاصطناعي يُمكننا ملء الثغرات بين الناشرين وقطاع النشر والحفاظ على المعلومات وابتكار أنظمة جديدة خاصة بذلك".
من جانبها، شاركت نوريا كابوتي برال، الرئيسة التنفيذية لمجموعة "بنغوان راندوم هاوس" في نقاش مع بورتر أندرسن، رئيس تحرير مجلة "ببلشينغ بيرسبيكتيف"، حيث شهد النقاش التطرق إلى أبرز التحديّات التي تواجه سوق النشر العالمي وتحديداً تلك المتعلّقة بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
وقالت برال: "الجميع يّدرك أن للذكاء الاصطناعي تأثيره المتوّقع على سوق النشر، ولكن لايزال الوقت مبكراً لفهم طبيعة هذا التأثير، والمهمّ في هذا الإطار هو أنّ هذه التكنولوجيا ستتيح فرصاً وإمكانات كبيرة على العديد من الأصعدة، وستلعب دوراً في تمكين العنصر البشري وتعزيز الذكاء والإبداع الإنساني وهو المحور الرئيس في القطاع". وأشارت برال إلى أنّ مجموعة "بنغوان راندوم هاوس" تنتشر في 9 دول حول العالم وتحتضن آلاف المؤلفين، وتقوم ببيع ملايين كتب سنوياً.
وتطرّقت كذلك في حديثها إلى التحدّيات التي يشهدها سوق النشر في إسبانيا، وتناولت أهميّة تعزيز حضور القراءة والكتاب بين أوساط الأطفال واليافعين مؤكّدة التزامهم تجاه توفير المحتوى المُلهم والجذاب لهذه الفئات.
فرص ثمينة للتواصل من خلال لقاءات نقاشية
وتضمن المؤتمر مجموعة متنوعة من اللقاءات النقاشية، تناولت كلٌّ منها موضوعات محددة، منها ديناميكيات المناطق المختلفة مثل بلدان شرق آسيا، بالإضافة إلى توفير رؤية شاملة حول الولايات المتحدة، كما سلطت اللقاءات الضوء على تطور مشهد الكتاب الكوري، واستعرضت استراتيجيات التفاعل مع العالم العربي، ومستجدات مشهد الكتاب في كل من الهند والقارة الأفريقية، إلى جانب سوق النشر الياباني، وشملت النقاشات تقييم سوق المكتبات العالمي واستكشاف الابتكار في النشر بالإضافة إلى دور الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز والطباعة عند الطلب في مستقبل قطاع النشر.
واستكشفت اللقاءات أنواع وصيغ النشر، ومنها الروايات المصورة والكتب الصوتية المخصصة للأطفال، وشهدت نقاشات حول ترجمة كتب الكبار والأطفال، وتحويل الأعمال الروائية إلى أفلام سينمائية، وإتمام الصفقات، وتوقيع العقود، ونماذج الأعمال الرقمية، كما بحثت المعايير العالمية لصناعة الكتاب، وآليات والوصول إلى أسواق جديدة، والعمليات المشتركة للنشر العابر للحدود، واستراتيجيات التواصل الاجتماعي، واستخدام الذكاء الاصطناعي في النشر، وغيرها من القضايا التي تهم الناشرين والعاملين في صناعة الكتاب.
وتوقفت اللقاءات النقاشية عند مبادرة "ببلش هير" حيث استعرضت الدور القيادي للمرأة، وبناء شركات نشر ناجحة، وترسيخ العدالة وتكافؤ الفرص، وتعزيز العمل المشترك في منظومة النشر.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
زيلينسكي يعلق على الضربة التي شنتها روسيا بصواريخ "أوريشنيك"
اشتكى فلاديمير زيلينسكي، الرئيس الأوكراني، يوم الجمعة من "شركاء أوكرانيا الأعزاء" بسبب غياب ردة الفعل على الضربة التي شنتها روسيا بصواريخ "أوريشنيك" الفرط صوتية الجديدة على أوكرانيا.
روسيا: العالم الأحادي القطب أصبح شيئا من الماضي واشنطن تعرب عن قلقها بعد إطلاق روسيا صاروخ "أوريشنيك"وبحسب روسيا اليوم، وقال زيلينسكي عبر قناته على "تلجرام"، بعد أن حصل في السابق على الضوء الأخضر من الغرب لضرب العمق الروسي: "يجب على العالم أن يرد على هذا. الآن لا يوجد رد فعل قوي من العالم.. إنه (بوتين) يختبركم أيها الشركاء الأعزاء.. إذا لم يكن هناك رد فعل قوي على تصرفات روسيا، فإنهم سيرون هذا (القصف) ممكنا".
وكشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساء الخميس، عن تنفيذ القوات الروسية اختبارا ناجحا لأحدث منظومة صواريخ فرط صوتية متوسطة المدى تحمل اسم "أوريشنيك".
وأكد الرئيس أن اختبارات صواريخ "أوريشنيك" في الظروف القتالية جاءت ردا على الأعمال العدوانية التي ترتكبها دول "الناتو" ضد روسيا، مضيفا أنه "تم توجيه الضربة إلى مصنع في دنيبروبيتروفسك بواسطة صاروخ باليستي فرط صوتي لكنه دون رأس نووية".
وشدد على القول: "في حالة تصعيد الأعمال العدوانية، سنرد بشكل حاسم وبطريقة مماثلة"، موصيا النخب الحاكمة في تلك الدول التي لديها خطط لاستخدام قوتها العسكرية ضد روسيا، بأن تفكر بجدية في الأمر.
ومن جانبها، أعربت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير مساء يوم الخميس، عن قلق الولايات المتحدة إزاء إطلاق روسيا الصاروخ الفرط صوتي الجديد على أوكرانيا.