النصائح الأمريكية غيرت الخطة.. الهجوم البري على غزة لا يسير وفق ما تعهدت به إسرائيل
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
الهجوم البري على غزة بدأ بشكل أكثر حذرا مما تعهدت به إسرائيل، وبدا كأنه استجابة لاقتراح أمريكي بتأجيل الاجتياح البري الشامل، والقيام بدلاً من ذلك بتوغلات محدودة في القطاع، بشكل مبدئي على الأقل.
ووفق تقرير لوكالة "بلومبرج"، وترجمه "الخليج الجديد"، فإنه بدلا من القيام بغزو بري واسع النطاق، بدأ الجيش الإسرائيلي ببطء ما تصفه إسرائيل بالمرحلة الثانية من حربها ضد "حماس".
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السبت، إن قواته دخلت قطاع غزة الجمعة، وبدأت "المرحلة الثانية من الحرب"، ولكنه لم يصف ما تقوم به القوات الإسرائيلية على أنه "غزو".
وأعلن الجيش الإسرائيلي السبت، أن القوات الإسرائيلية توغلت في الجزء الشمالي من القطاع، وأنها لا تزال هناك.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد، أن قواته وسعت توغلها مع دخول مزيد من القوات إلى غزة.
وحتى الآن، فإن توغلات القوات الإسرائيلية في قطاع غزة أصغر حجماً وأضيق نطاقاً، مما أبلغه الإسرائيليون إلى وزير الدفاع الأميركي ومسؤولين أميركيين في البداية.
اقرأ أيضاً
الولايات المتحدة تشدد على عودة الاتصالات لغزة وتنفي أي نية لإرسال قوات إلى غزة
ولفت تقرير "بلومبرج"، إلى أن هذه الخطوة تشير إلى أن الجيش أخذ بنظر الاعتبار الضحايا المدنيين، والمخاوف من امتداد الصراع إلى حزب الله في الشمال، ووسط الضغوط السياسية الداخلية على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ونقلت الوكالة عن مسؤولين، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لمناقشة قضايا حساسة، إن إسرائيل تريد تدمير "حماس" كمنظمة، وضمان أن غزة لن تعود مصدر تهديد.
ويظل مدى واقعية ذلك الهدف غير واضح، حسب الوكالة، التي أشارت إلى ضغط الولايات المتحدة وغيرها من الحلفاء على إسرائيل، لحملها على أن تكون أكثر تحديدا لأهدافها، فضلا عن رسم رؤية لما سيحدث بعد ذلك.
وأوضح التقرير أن قرار الشروع في غزو بري يشير بالفعل إلى تحول في التركيز بعيدا عن التفاوض بشأن الرهائن، الذين احتجزت "حماس" نحو 230 منهم منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.
ويشير أيضا إلى الاعتقاد بأن "حزب الله" المدعوم من إيران لن يلجأ لقرار الدخول في قتال شامل، وسيكتفي بمناوشات قصيرة الأمد، وبالتالي لن يتم فتح معركة على جبهتين.
ويقول المسؤولون، حسب الوكالة، إن الشعور السائد هو أن "حماس" كانت تحاول كسب الوقت، بهدف إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن أسبوعيًا، بينما تطالب بوقف إطلاق نار واسع النطاق وتبادل للأسرى.
اقرأ أيضاً
إعلام عبري: صندوق تعويضات الحرب الإسرائيلي يقترب من الإفلاس
وذكرت الوكالة، أن المسؤولوين يقولون إن الأجهزة الأمنية شكلت مجموعة مهمتها استهداف كل قيادي في "حماس"، متورط في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، وقد قُتل بعضهم بالفعل.
والهدف الآخر الذي تتم مناقشته على نطاق واسع، وفق "بلومبرج"، هو أن إسرائيل لن تعيد قطاع غزة بالكامل إلى من سيحكم في نهاية المطاف بدلا من حماس.
وتخطط إسرائيل لإنشاء منطقة عازلة لمنع تكرار أي هجوم، وفقًا لعدد من المسؤولين.
وأمام ذلك، كشف تقرير آخر لصحيفة "نيويورك تايمز" وترجمه "الخليج الجديد"، أن مسؤولين في الإدارة الأمريكية، حذروا من أنه سيكون من الصعب التكهن بما ستقوم به إسرائيل في نهاية المطاف، مع تكثيفها لعمليات القصف وتوسيع التوغلات البرية في الأيام الثلاث الماضية، وهو ما يؤشر إلى موقف أكثر عدائية.
ولفت التقرير إلى أن قرار إسرائيل بالقيام ذلك بتوغلات محدودة في غزة يتماشى مع ما اقترحه وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن على نظيره الإسرائيلي يوآف جالانت خلال الأيام القليلة الماضية.
وفي محادثاته الهاتفية مع جالانت، أكد أوستن الحاجة إلى تفكير متعمق في كيفية قيام القوات الإسرائيلية باجتياح بري لقطاع غزة، حيث تملك حماس "شبكة معقدة من الأنفاق أسفل مناطق مكتظة بالسكان".
اقرأ أيضاً
نتنياهو: قرار توسيع العملية البرية في غزة حظي بإجماع مجلس الحرب
وقال مسؤولون أمريكيون، إن الإسرائيليين حسنوا ونقحوا خططهم بعد جهود منسقة من أوستن ومسؤولين أمريكيين.
ورغم ذلك، فإن مسؤولي الإدارة الأمريكية، أكدوا مراراً أن الولايات المتحدة لم تبلغ إسرائيل بما عليها فعله، ولا تزال تدعم الغزو البري.
ورأى مسؤولون أمريكيون أن عوامل أخرى أثرت في تخطيط إسرائيل للحرب، ومن بينها التأثير المحتمل على مفاوضات إطلاق الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس في القطاع، وحقيقة أن السياسيين الإسرائيليين، والقادة العسكريين، منقسمين بشأن كيفة وحتى ما إذا كان من الضروري شن اجتياح بري.
ولكن مسؤولين سابقين وحاليين في البنتاجون وكذلك قادة عسكريين سابقين ممن قادوا عمليات عسكرية في أماكن حضرية، قالوا، إنه يبدو أن إسرائيل تقوم بـ"مرحلة عملياتية"، مع تقدم وحدات استطلاع صغيرة إلى القطاع لتحديد أماكن مقاتلي حماس، والاشتباك معهم لتحديد نقاط ضعفهم.
وقال مايك ميلوري، وهو ضابط استخبارات سابق، ومستشار سابق لسياسة الشرق الأوسط: "ما إن تحدد إسرائيل نقاط الضعف والثغرات، ستجلب وحدات القتال الرئيسية إلى المعركة".
وتؤيد الدول الغربية بشكل عام ما تقول إنه حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكن الغضب الدولي يتصاعد بسبب عدد ضحايا القصف فيما تتزايد الدعوات إلى "هدنة إنسانية" للسماح بوصول المساعدات إلى المدنيين في غزة وتخفيف الأزمة الإنسانية.
اقرأ أيضاً
بعد صد التوغل البري.. القسام تدك قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية
المصدر | بلومبرج/ نيويورك تايمز - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: غزة اجتياح بري إسرائيل فلسطين أمريكا نصائح رهائن أسرى القوات الإسرائیلیة اقرأ أیضا
إقرأ أيضاً:
من سيملأ الفراغ شمال شرقي سوريا في حال انسحبت القوات الأمريكية؟
أثارت الأنباء عن احتمال اتخاذ الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب قرار سحب قوات بلاده من سوريا، تساؤلات عن الجهة التي ستملأ الفراغ في مناطق شمال شرقي سوريا الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية أداة واشنطن المحلية.
وتسيطر "قسد" التي يشكل الأكراد عمودها الفقري على مساحات واسعة من محافظات الحسكة ودير الزور والرقة، وهي المناطق الغنية بالثروات النفطية والزراعية والحيوانية.
من سيملأ الفراغ؟
الأكاديمي والباحث في مركز "الحوار السوري" أحمد القربي، أشار إلى سيناريوهات عديدة لمستقبل مناطق "قسد".
وفي حديثه لـ"عربي21" أشار إلى ما جرى في العام 2019، عندما اتخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ولايته السابقة قرار الانسحاب من سوريا، قبل أن يتراجع عنه، وقال قربي: "حينها استفادت روسيا والنظام السوري من قرار الانسحاب، في حين أن تركيا لم تستطع إلا السيطرة على منطقة صغيرة عند حدودها في ريفي الحسكة والرقة (نبع السلام)".
وأضاف قربي: "بالتالي أي انسحاب الولايات المتحدة اليوم يعزز السيناريو السابق ذاته، لأن روسيا تتمتع بعلاقة جيدة مع ترامب، ولأنها تمتلك أوراق قوة أكثر من تركيا، التي لا تمانع عودة النظام إلى حدودها".
وبحسب الباحث، ثمة سيناريو آخر، يتحكم فيه القرار الأمريكي، بمعنى طريقة انسحاب واشنطن، وهل سيتم بالتنسيق مع تركيا التي أعلنت عن استعدادها تولي مهمة القضاء على بقايا تنظيم الدولة (داعش).
بذلك، يؤكد القربي، أن القرار الأمريكي هو المتحكم الأول بالطرف الذي سيملأ الفراغ، روسيا والنظام، أم تركيا.
وكانت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، قد كشفت الأسبوع الماضي، عن اقتراح تركيا على واشنطن أن يتولى الجيش التركي مسؤولية قتال تنظيم "داعش" في سوريا، في حال سحب الولايات المتحدة لقواتها وقطعها لدعمها العسكري عن "قسد".
قسد وتحالف عشائري
الكاتب والسياسي والكردي، علي تمي، يرى أن تركيا هي الجهة الأقدر على ملء الفراغ الذي سيخلفه الانسحاب الأمريكي، نظراً لانشغال روسيا بما يجري في أوكرانيا، وعدم قدرة النظام السوري على سد الفراغ، غير أنه استبعد أن تُعهد المهمة لتركيا.
وأشار لـ"عربي21" لفشل تجربة تركيا مع فصائل "الجيش الوطني" في مناطق الشمال السوري، وقال: "باعتقادي ستعتمد الولايات المتحدة على فصائل التنف والعشائر السورية والذين هم من أبناء المنطقة".
وبحسب تمي، فإن الولايات المتحدة لن تنسحب من كامل سوريا، بل من الشريط الحدودي مع تركيا، والأخيرة ستتولى حماية حدودها.
النظام السوري
أما رديف مصطفى نائب رئيس رابطة المستقلين الكرد السوريين، شكك باحتمال انسحاب واشنطن من سوريا، واستدرك في حديثه لـ"عربي21" بقوله: " لكن في حال حدوث هذا الانسحاب فإن نظام الأسد هو الذي سيملأ هذا الفراغ".
وأرجع ذلك إلى "العلاقة التي تربط حزب "العمال" الكردستاني الذي يهيمن على قرار "قسد"، بالنظام السوري"، وقال إن "قسد مستعدة للاتفاق مع النظام في حال جرى الانسحاب، وربما تركيا تسد الفراغات في بعض المناطق الحدودية".
تركيا
من جهته، استبعد الكاتب والمحلل السياسي باسل المعراوي أن تسحب الولايات المتحدة قريباً قواتها من سوريا، وقال لـ"عربي21": "واشنطن اليوم بحاجة في معركتها مع المحور الإيراني- الروسي في المنطقة لتركيا الحليف القديم في حلف "ناتو".
وأضاف أن "واشنطن سمحت لتركيا بضرب قوات قسد، وعلاقة أنقرة بواشنطن قد تتحسن أكثر في عهد ترامب، ولم يخف ذلك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عندما قال إنه سيبحث مع ترامب إكمال الحلقات المفقودة من الحزام الأمني على طول الحدود التركية السورية".
فوضى وسباق
أما محمد صالح الباحث في "معهد أبحاث السياسة الخارجية" فتحدث لموقع "بيزنس إنسايدر" عن عواقب انسحاب أمريكي غير مدروس على غرار ما جرى في أفغانستان.
وقال إن "أي انسحاب أمريكي يتم على عجل سيقلب توازن القوى المتقلقل في المنطقة، وقد يفضي ذلك إلى ظهور "سباق محموم" بين إيران وروسيا والنظام السوري وتركيا على مناطق سيطرة "قسد" الغنية بالموارد".
وتحتفظ أمريكا بنحو 900 جندي في سوريا، يتوزعون على المناطق الخاضعة لسيطرة "قسد" في شمال شرق سوريا، وقاعدة "التنف" عند المثلث الحدودي العراقي الأردني.