الهجوم البري على غزة بدأ بشكل أكثر حذرا مما تعهدت به إسرائيل، وبدا كأنه استجابة لاقتراح أمريكي بتأجيل الاجتياح البري الشامل، والقيام بدلاً من ذلك بتوغلات محدودة في القطاع، بشكل مبدئي على الأقل.

ووفق تقرير لوكالة "بلومبرج"، وترجمه "الخليج الجديد"، فإنه بدلا من القيام بغزو بري واسع النطاق، بدأ الجيش الإسرائيلي ببطء ما تصفه إسرائيل بالمرحلة الثانية من حربها ضد "حماس".

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السبت، إن قواته دخلت قطاع غزة الجمعة، وبدأت "المرحلة الثانية من الحرب"، ولكنه لم يصف ما تقوم به القوات الإسرائيلية على أنه "غزو".

وأعلن الجيش الإسرائيلي السبت، أن القوات الإسرائيلية توغلت في الجزء الشمالي من القطاع، وأنها لا تزال هناك.

كما أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد، أن قواته وسعت توغلها مع دخول مزيد من القوات إلى غزة.

وحتى الآن، فإن توغلات القوات الإسرائيلية في قطاع غزة أصغر حجماً وأضيق نطاقاً، مما أبلغه الإسرائيليون إلى وزير الدفاع الأميركي ومسؤولين أميركيين في البداية.

اقرأ أيضاً

الولايات المتحدة تشدد على عودة الاتصالات لغزة وتنفي أي نية لإرسال قوات إلى غزة

ولفت تقرير "بلومبرج"، إلى أن هذه الخطوة تشير إلى أن الجيش أخذ بنظر الاعتبار الضحايا المدنيين، والمخاوف من امتداد الصراع إلى حزب الله في الشمال، ووسط الضغوط السياسية الداخلية على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

ونقلت الوكالة عن مسؤولين، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لمناقشة قضايا حساسة، إن إسرائيل تريد تدمير "حماس" كمنظمة، وضمان أن غزة لن تعود مصدر تهديد.

ويظل مدى واقعية ذلك الهدف غير واضح، حسب الوكالة، التي أشارت إلى ضغط الولايات المتحدة وغيرها من الحلفاء على إسرائيل، لحملها على أن تكون أكثر تحديدا لأهدافها، فضلا عن رسم رؤية لما سيحدث بعد ذلك.

وأوضح التقرير أن قرار الشروع في غزو بري يشير بالفعل إلى تحول في التركيز بعيدا عن التفاوض بشأن الرهائن، الذين احتجزت "حماس" نحو 230 منهم منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.

ويشير أيضا إلى الاعتقاد بأن "حزب الله" المدعوم من إيران لن يلجأ لقرار الدخول في قتال شامل، وسيكتفي بمناوشات قصيرة الأمد، وبالتالي لن يتم فتح معركة على جبهتين.

ويقول المسؤولون، حسب الوكالة، إن الشعور السائد هو أن "حماس" كانت تحاول كسب الوقت، بهدف إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن أسبوعيًا، بينما تطالب بوقف إطلاق نار واسع النطاق وتبادل للأسرى.

اقرأ أيضاً

إعلام عبري: صندوق تعويضات الحرب الإسرائيلي يقترب من الإفلاس

وذكرت الوكالة، أن المسؤولوين يقولون إن الأجهزة الأمنية شكلت مجموعة مهمتها استهداف كل قيادي في "حماس"، متورط في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، وقد قُتل بعضهم بالفعل.

والهدف الآخر الذي تتم مناقشته على نطاق واسع، وفق "بلومبرج"، هو أن إسرائيل لن تعيد قطاع غزة بالكامل إلى من سيحكم في نهاية المطاف بدلا من حماس.

وتخطط إسرائيل لإنشاء منطقة عازلة لمنع تكرار أي هجوم، وفقًا لعدد من المسؤولين.

وأمام ذلك، كشف تقرير  آخر لصحيفة "نيويورك تايمز" وترجمه "الخليج الجديد"، أن مسؤولين في الإدارة الأمريكية، حذروا من أنه سيكون من الصعب التكهن بما ستقوم به إسرائيل في نهاية المطاف، مع تكثيفها لعمليات القصف وتوسيع التوغلات البرية في الأيام الثلاث الماضية، وهو ما يؤشر إلى موقف أكثر عدائية.

ولفت التقرير إلى أن قرار إسرائيل بالقيام ذلك بتوغلات محدودة في غزة يتماشى مع ما اقترحه وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن على نظيره الإسرائيلي يوآف جالانت خلال الأيام القليلة الماضية.

وفي محادثاته الهاتفية مع جالانت، أكد أوستن الحاجة إلى تفكير متعمق في كيفية قيام القوات الإسرائيلية باجتياح بري لقطاع غزة، حيث تملك حماس "شبكة معقدة من الأنفاق أسفل مناطق مكتظة بالسكان".

اقرأ أيضاً

نتنياهو: قرار توسيع العملية البرية في غزة حظي بإجماع مجلس الحرب

وقال مسؤولون أمريكيون، إن الإسرائيليين حسنوا ونقحوا خططهم بعد جهود منسقة من أوستن ومسؤولين أمريكيين.

ورغم ذلك، فإن مسؤولي الإدارة الأمريكية، أكدوا مراراً أن الولايات المتحدة لم تبلغ إسرائيل بما عليها فعله، ولا تزال تدعم الغزو البري.

ورأى مسؤولون أمريكيون أن عوامل أخرى أثرت في تخطيط إسرائيل للحرب، ومن بينها التأثير المحتمل على مفاوضات إطلاق الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس في القطاع، وحقيقة أن السياسيين الإسرائيليين، والقادة العسكريين، منقسمين بشأن كيفة وحتى ما إذا كان من الضروري شن اجتياح بري.

ولكن مسؤولين سابقين وحاليين في البنتاجون وكذلك قادة عسكريين سابقين ممن قادوا عمليات عسكرية في أماكن حضرية، قالوا، إنه يبدو أن إسرائيل تقوم بـ"مرحلة عملياتية"، مع تقدم وحدات استطلاع صغيرة إلى القطاع لتحديد أماكن مقاتلي حماس، والاشتباك معهم لتحديد نقاط ضعفهم.

وقال مايك ميلوري، وهو ضابط استخبارات سابق، ومستشار سابق لسياسة الشرق الأوسط: "ما إن تحدد إسرائيل نقاط الضعف والثغرات، ستجلب وحدات القتال الرئيسية إلى المعركة".

وتؤيد الدول الغربية بشكل عام ما تقول إنه حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكن الغضب الدولي يتصاعد بسبب عدد ضحايا القصف فيما تتزايد الدعوات إلى "هدنة إنسانية" للسماح بوصول المساعدات إلى المدنيين في غزة وتخفيف الأزمة الإنسانية.

اقرأ أيضاً

بعد صد التوغل البري.. القسام تدك قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية

المصدر | بلومبرج/ نيويورك تايمز - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: غزة اجتياح بري إسرائيل فلسطين أمريكا نصائح رهائن أسرى القوات الإسرائیلیة اقرأ أیضا

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: إسرائيل تبنت عقيدة أمنية جديدة بعد فشلها الكبير في 7 أكتوبر

قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن المعلومات التي كشفتها القناة 12 الإسرائيلية بشأن قدرة حزب الله اللبناني على الوصول إلى مدينة حيفا لو انخرط بهجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تعتبر منطقية بالنظر إلى الخطورة التي كان يمثلها الحزب في ذلك الوقت.

ووفقا لما قاله حنا -في تحليل للجزيرة- فقد كانت إسرائيل تضع حزب الله على رأس المخاطر منذ عام 2006، حتى إن وزير الدفاع السابق يوآف غالانت كشف عن أنه طلب توجيه ضربة له قبل الحرب لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغه بأن الأمر يتطلب موافقة الولايات المتحدة.

وكانت القناة 12 قد كشفت في تحقيق أن رئيس الأركان المستقيل هيرتسي هاليفي قال إن الحزب كان بإمكانه الوصول إلى مدينة حيفا لو أنه قرر الانخراط في الحرب يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى جانب حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

ووصف حنا حزب الله بأنه كان المركز الرئيسي لاهتمامات إسرائيل الأمنية لأنها كانت تعتقد دائما أن الخطر سيأتيها من جبهة لبنان، وهو ما عرّضها لانهيار سياسي وإستراتيجي واستخباري عندما جاء الهجوم من قطاع غزة.

وإلى جانب الفشل العسكري والاستخباري الذي كشفه في إسرائيل، فقد كشف طوفان الأقصى أيضا عن وجود خلل كبير في المنظومة السياسية وعقيدتها الأمنية، لأن الجيش فشل في إحباط الهجوم حتى بعد ساعات من وقوعه، كما يقول حنا.

إعلان

عقيدة أمنية جديدة

لذلك، فإن تغيير رئيس الأركان وقادة الفرق والعمل على خلق مناطق عازلة بالقوة في لبنان وسوريا وغزة يعكس أننا إزاء نظرة أمنية جديدة لدولة الاحتلال، برأي الخبير العسكري.

ولفت تقرير القناة 12 إلى أنه تم إطلاع ضابط الاستخبارات التابع لنتنياهو على استعدادات حماس للهجوم قبل وقوعه لكنه لم يبلّغه بذلك، مشيرة إلى أن موظفي مكتب غالانت حاولوا إيقاظ ضابط الاستخبارات المسؤول لحظة الهجوم لكنهم لم يتمكنوا من ذلك.

وقالت القناة إن هاليفي أعرب عن استغرابه من عدم نشر هذه المعلومات في وقت سابق، وقال إنها كانت ستساعد المؤسسة الأمنية في مواجهة الانتقادات الشديدة التي تعرضت لها.

وكان تحقيق نشره الجيش الإسرائيلي الخميس الماضي أقر بفشل الجيش والاستخبارات الكارثي في التعامل مع هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي يعتبر أكبر عملية تشنها المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل على الإطلاق.

مقالات مشابهة

  • تحليل لهآرتس عن تحقيقات 7 أكتوبر: حماس تفوقت على الجيش الإسرائيلي
  • إغلاق نظام الذكاء الاصطناعيّ التابع لوزارة التعليم الإسرائيليّ بسبب رفضه اعتبار الشهيد يحيى السنوار إرهابيًا .. تفاصيل
  • إعلام عبري: إسرائيل ستستأنف القتال وتعيد تهجير فلسطينيي شمال غزة
  • سياسي إرتيري: اليمن كسر الهيمنة الأمريكية وأثبت قدرة الشعوب على المواجهة
  • ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
  • 3 منهم في حالة خطرة.. إصابة 4 أشخاص في عملية طعن شمال كيان الاحتلال الإسرائيلي
  • لا حرب دون مصر ولا سلام أيضا
  • نتنياهو يهدد بـ"عواقب إضافية" لحماس إذا رفضت الخطة الأمريكية بشأن غزة
  • مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي يعترف: تلقينا تحذير من هجوم حماس ليلة 7 أكتوبر لكن نتنياهو ظل نائما
  • خبير عسكري: إسرائيل تبنت عقيدة أمنية جديدة بعد فشلها الكبير في 7 أكتوبر