عندما سأله الصحفي الشهير "فريد زكريا" عام 2016 كيف يريد أن يتذكره الناس في إسرائيل، أجاب "بنيامين نتنياهو" قائلا: "أود أن يتذكرني الناس باعتباري حامي إسرائيل، هذا يكفي بالنسبة لي". وقد ظل رئيس الوزراء الأطول خدمة في تاريخ دولة الاحتلال يُردد تلك العبارة على مدار عقد كامل من الزمان باللغتين العبرية والإنجليزية، ويرفعها لافتة انتخابية رابحة له: "قد لا تحبني وقد لا تثق بي، لكني وحدي مَن يستطيع الحفاظ على سلامتك" (1).

 

قدَّم بنيامين نتنياهو نفسه للناخبين في إسرائيل بوصفه نجما سياسيا وقائدا ذا كاريزما يمتلك عبقرية سياسية تعود بجذورها إلى جيل المؤسسين الأوائل لدولة الاحتلال، وهو يمتلك وجها إعلاميا مقبولا ولكنة إنجليزية مميزة تغلف ثقة ضحية جرَّبت قسوة العالم، تاركة عند مستمعيه أثرا يصعب تجاوزه. وقد تحدث نتنياهو، الذي يحب تشبيه نفس برئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل، ذات مرة في أحد البرامج الحوارية الإسرائيلية قائلا: "إن القدرة على اكتشاف الخطر مقدما والاستعداد له هي اختبار لأدائنا.. لم تتفوَّق الأمة اليهودية قط في توقع الخطر، فقد تفاجأنا مرارا وتكرارا، وكانت المرة الأخيرة هي الأسوأ (يقصد الهولوكوست). وهذا لن يحدث تحت قيادتي"، ثم ختم بينما تعالى التصفيق الحار من حوله: "هذا ما تتوقعه مني دولة إسرائيل، وهذا ما سأفعله" (1).

كان نتنياهو من أوائل مَن تبنوا مقولة "صراع الحضارات" وأعاد توظيفها سياسيا بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، وعلى هذا الأساس حشد ناخبيه ومؤيديه تحت شعار "يهودية الدولة". (الصورة: شترستوك)

بعد عدة أشهر صعبة عاشها نتنياهو منذ تنصيب حكومته السادسة ومحاولته تمرير بعض التشريعات التي تشل يد المراقبة القضائية وتطلق يد السلطة التنفيذية في ظل برلمان عاجز ودستور غير مكتوب؛ بدا أخيرا أن نتنياهو قد لعب ورقة رابحة بعد أن نبذته إدارة "جو بايدن" وتأجَّلت زياراته إلى العواصم العربية إلى أجل غير مسمى. لقد كان نتنياهو يأمل في تحقيق مساعيه لبناء ما وصفه غير مرّة بالشرق الأوسط الجديد، عبر توسيع دائرة التطبيع مع الدول العربية، وربطها بمشاريع اقتصادية وتفاهمات أمنية، وهو أمر لا يمكن أن يُهدئ الاحتجاجات على رئيس الوزراء المحاصر فحسب، بل لربما منحه أيضا جائزة نوبل، وعزَّز سمعته عن أنصاره باعتباره رجل الدولة الأكثر موهبة في تاريخ إسرائيل (2).

 

لكن المجد المُتوهَّم لنتنياهو انقلب كابوسا في ليلة وضحاها. ففي فجر السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، انتهت – إكلينيكيا – مسيرة أطول رؤساء الوزراء خدمة في تاريخ إسرائيل، التي فاق طولها عدد سنوات تولي المؤسس "ديفيد بن غوريون" للمنصب ذاته. وعلى عكس ما ردد طوال مسيرته السياسية كلها عن أنه منقذ إسرائيل، بدا الرجل أمام العالم زعيما يقود دولته نحو الخراب.

 

لكن ما يثير الاهتمام في شخصية "نتنياهو" ليس كل الأضواء المسلطة عليه، بل ما يُمثِّله الآن من انكسار تاريخي مؤلم للتيار اليميني الأكثر تطرفا في دولة الاحتلال وحزبه الأكثر شعبية "الليكود"، بجانب إصراره طوال السنوات الماضية على تصوير الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي صراعا بين الحضارتَيْن الإسلامية والغربية. لقد كان نتنياهو من أوائل مَن تبنوا مقولة "صراع الحضارات" وأعاد توظيفها سياسيا بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، وعلى هذا الأساس حشد ناخبيه ومؤيديه تحت شعار "يهودية الدولة"، وأطلق العنان للتطرف اليهودي، وأعلن بوضوح رفض حل الدولتين وأي عملية سلام مع الفلسطينيين. قدَّم نتنياهو نفسه بوصفه زعيما يهوديا يقود دولة يهودية نحو الخلاص، فإذا به يتلقى ضربة مؤلمة لا يبدو أنه أو دولته سيتعافيان منها قريبا.

 

رحلة الصعود "بنيامين نتنياهو" ووالده "بنزيون نتنياهو". (الصورة: غيتي)

في الرابع من يوليو/تموز 1976، كان "بن نتاي" مثله مثل أغلب الأميركيين يحتفل بالذكرى المئتين لاستقلال الولايات المتحدة الأميركية، حتى قطع ليلته رنين الهاتف وأتته أنباء غير سعيدة. قبل أيام قليلة من ذلك التوقيت، خطفت جماعة من الفدائيين الفلسطينيين طائرة فرنسية أقلعت من تل أبيب وحوَّلت مسارها إلى مطار عنتيبي في أوغندا، ومن ثمَّ داهمت قوة تابعة للجيش الإسرائيلي المطار وحرَّرت أكثر من 100 رهينة. ولكن العملية أسفرت عن مقتل ضابط إسرائيلي وحيد اسمه "يونَتان نتنياهو" (3). التقط "بن نتاي" سماعة الهاتف، وأصغى جيدا لمحدثه، وعندما سألته زوجته حينذاك عن المتصل رد قائلا: "إنه إيدو، يخبرني أن يوني (يونتان) قد توفي" (4).

 

أيقظ ذلك الخبر "بن نتاي" من ثمالته، فتذكر فجأة أنه يهودي إسرائيلي اسمه بنيامين من عائلة نتنياهو، وأن أباه "بنزيون نتنياهو" مؤرخ صهيوني يميني عمل سكرتيرا ومساعدا شخصيا لـ"زئيف جابتونسكي"، الزعيم الصهيوني ومؤسس الحركة "التنقيحية" التي تمخَّض عنها مولد اليمين الصهيوني المتطرف، وهي حركة آمن بها الحاخام "ناتان ميلَكوفسكي" جد بنيامين، الذي قاد سيارته لمدة سبع ساعات إلى نيويورك لإبلاغ والديه بخبر مقتل ابنهما البكر، حيث استقبله والده (بنزيون) بابتسامة سرعان ما تلاشت عندما عرف الخبر، "فأطلق صرخة رهيبة مثل حيوان جريح" (5).

 

كانت الصرخة بمنزلة إشارة الانطلاق لمسيرة نتنياهو السياسية. لقد وعد نتنياهو الأب ابنه الأكبر "يوني" بأن يكون قائدا سياسيا وعسكريا مرموقا، أما بيبي (بنيامين) فرشحه ليلعب دورا اقتصاديا، في حين كان "إيدو" الابن الأصغر مرشحا للمجال الأكاديمي. لكن بعد مقتل "يوني" الابن الأكبر، شعر بنيامين أن عليه أن يحل مكان أخيه. وهكذا بدأ نتنياهو رحلته السياسية مُحمَّلا بعُقدتين، الأولى عقدة الضحية التي تشعر بالغضب وعدم الثقة في كل مَن حولها، وقد ورثها من أبيه بنزيون الذي رفضت الأكاديمية العِبرية الاعتراف به أو إعطاءه فرصة عمل بالمجال الأكاديمي نتيجة مواقفه الأيدولوجية المؤيدة لأفكار جابتونسكي، والمعارضة لليسار الصهيوني ومواقف ديفيد بِن غوريون، ما دفعه للهجرة إلى الولايات المتحدة. أما الثانية فهي عقدة الانتقام والهوس بالسيطرة وتدمير جميع الخصوم نتيجة مقتل أخيه في عملية عنتيبي (6).

بين عامي 1984-1988 أصبح نتنياهو مندوبا لإسرائيل في الأمم المتحدة، إذ سوَّق لنفسه على أنه خبير في الإرهاب، وكانت مؤهلاته الوحيدة نشاطه في معهد يونتان وكونه شقيق يوني المقتول في عملية عنتيبي. (الصورة: شترستوك)

التحق بنيامين بالخدمة العسكرية ضابطا في وحدة "متكال" (سايرت متكال). وبعد إنهاء خدمته العسكرية عام 1972 سافر إلى الولايات المتحدة للدراسة، لكنه عاد عام 1973 ليشارك في حرب أكتوبر، ثم سافر مرة أخرى كي يلتحق بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا عام 1976، ودرس العمارة ثم حصل على ماجستير في إدارة الإعمال. وبعد تخرجه عمل في مجال المبيعات حتى عام 1978، وهو العام الذي تسلم فيه منصب مدير معهد يونتان لدراسة الإرهاب. لم يملك بنيامين أي مؤهلات سابقة ترشحه للانتقال من مجال المبيعات إلى السياسة، غير أن معهد يونتان للإرهاب كانت عائلة نتنياهو قد افتتحته بعد مقتل ابنها، ومن ثم دخل بنيامين إلى عالم السياسة بفضل الرابطة العائلية ليس إلا.

 

لقد شاهد إحدى خطب بنيامين ذات مرة سفير إسرائيل بالولايات المتحدة "موشيه أرنس"، فأعجب بمهاراته في العرض والإلقاء بجانب لكنته الإنجليزية المميزة، وكان اسم يونتان نتنياهو قبل سنوات قد اشتهر في إسرائيل كلها بعدما حوَّلته إلى بطل قومي، فعرض عليه أرنس أن يشغل منصب الملحق السياسي للسفارة الإسرائيلية بواشنطن عام 1982، وكان هذا أول منصب سياسي يتقلده نتنياهو الابن. بين عامي 1984-1988 أصبح نتنياهو مندوبا لإسرائيل في الأمم المتحدة، إذ سوَّق لنفسه على أنه خبير في الإرهاب، وكانت مؤهلاته الوحيدة نشاطه في معهد يونتان وكونه شقيق يوني المقتول في عملية عنتيبي. وفي هذه الفترة أصدر نتنياهو كتابه الأول "كيف تستطيع النظم الديمقراطية الانتصار على الإرهاب؟"، لكن في الحقيقة لم يكن الكتاب غير تجميع لعدة محاضرات أُلقيت في المعهد حرَّرها نتنياهو ليس إلا (6).

 

في تلك الفترة تحديدا برزت آراء نتنياهو الابن وتوجهاته السياسية، التي استمدها من تاريخ أبيه وجدّه وعلاقتهما بالحركة التنقيحية، ففي لقاء أجراه معه الصحفي اليميني "يعقوب أحيمئير" عام 1985، لم تكن إجابات نتنياهو تختلف عما يجيب به اليوم في أي لقاء صحفي، حيث سُئل: "هل هنالك حاجة إلى التفاوض مع العدو؟"، فأجاب: "دعني أسألك: هل كانت هنالك حاجة إلى الحديث مع هتلر؟"، في أعقاب ذلك سأله الصحفي: "هل سنبقى نقاتل طَوال الوقت؟"، فأجابه نتنياهو: "هنالك توقُّع أن تتحوَّل إسرائيل إلى ديزني لاند. لن يحدث ذلك. أليست هناك شعوب على مدار التاريخ عاشت كلَّ الوقت في حروب؟ مثلما يبقى هنالك دائما قَتَلة ومجرمون، ونبقى دائما نحتاج إلى الشرطة؛ لا يمكن البحث عن نهاية ذلك" (6).

أصدر نتنياهو كتابه الأول "كيف تستطيع النظم الديمقراطية الانتصار على الإرهاب؟"، لكن في الحقيقة لم يكن الكتاب غير تجميع لعدة محاضرات أُلقيت في المعهد حرَّرها نتنياهو ليس إلا. (الصورة: مواقع التواصل) إلى قمة الليكود

منذ بداية رحلته السياسة إلى يومنا هذا، يُردِّد نتنياهو الابن المقولات نفسها، فهو يُشبِّه أعداء إسرائيل بهِتلر ويدعو للاستعداد الدائم للحرب. وقد وجد نتنياهو في تلك المقولات تعويضا عما يفتقده من تاريخ عسكري وسياسي تتميز به معظم القيادات التي كانت موجودة على الساحة الحزبية في إسرائيل في ذلك الوقت، خاصة قيادات حزب الليكود اليميني، الذي رأسته ثلاث شخصيات شكَّلت حكومات في إسرائيل: "مناحم بيغِن"، الأب المؤسس لليكود وقائده التاريخي، والمُعارض الشرس لبِن غوريون، و"إسحاق شامير"، الذي كان عضوا بعصابة الليحي الصهيونية التي حاربت عام 1948، و"أرييل شارون"، الذي شارك في كل حروب إسرائيل تقريبا وكان جنرالا ترك بصمة في العسكرية الإسرائيلية. لقد كان جميعهم من الجيل الأول الذي أسس دولة الاحتلال الإسرائيلي، أما نتنياهو فكان من الجيل الثاني الذي وُلد بعد عام 1949، بجانب افتقاره إلى أي تاريخ عسكري أو سياسي، خاصة أن وحدة "متكال" التي خدم بها نتنياهو لم يكن من اختصاصها إلا أنشطة تكتيكية ليس لها علاقة بأي أعمال عسكرية شاملة (6).

صادف دخول نتنياهو لحزب الليكود تغييرات سياسية مهمة استغلها أفضل استغلال، إذ كانت الحياة الحزبية في إسرائيل آنذاك على موعد مع زلزال عنيف. فبعد عقد مؤتمر مدريد للسلام عام 1991، خسر حزب الليكود الانتخابات، وسقطت حكومة شامير، وصعد إلى الحكم حزب العمل بقيادة "إسحاق رابين"، المنافس الأساسي لليكود. وفي أعقاب الخسارة اندلعت في الليكود حروب داخلية بين القيادات القديمة، وظهرت فرصة ذهبية لصعود نتنياهو الابن إلى رئاسة الحزب متفوقا على شارون والجيل الجديد من أبناء قيادات الحزب، فأصبح أول رئيس لحزب الليكود من الجيل الثاني، وأول رئيس حكومة وُلد بعد قيام دولة إسرائيل (6).

لكن فوز نتنياهو كشف عن هوسه بالسيطرة وشكوكه في مَن حوله والتلاعب بهم قبل تدميرهم نهائيا، إذ بدأ نتنياهو بعد فوزه برئاسة الحزب، وبمساعدة المدير العام للحزب آنذاك "أفيغدور ليبرمان"، بتغيير لوائح الحزب، بهدف منح رئيسَ الحزب صلاحيات غير مسبوقة. ثم سيطر نتنياهو بمساعدة ليبرمان على كل فروع الليكود في إسرائيل وأتى بكل المخلصين له لينهي أي نفوذ للقيادات القديمة. وفي عام 1993 أتت لنتنياهو فرصة ذهبية أخرى للنيل من خصمه الأبرز رئيس حكومة حزب العمل رابين، ففي أعقاب توقيع اتفاق أوسلو عام 1993، قاد نتنياهو حملة تحريضية على رابين، وفي عام 1994 شارك نتنياهو في مظاهرة كبيرة في الخليل رُفعت فيها رسومات لرابين وصوَّرته على أنه فرعون مصر، وكُتب عليها: "لقد تجاوزنا فرعون وسنتجاوز هذا أيضا" (6).

أشاع نتنياهو أن بيريز ينوي تقسيم القدس، حتى نال مراده وحقق فوزه الأول برئاسة الوزراء، بعدما دمَّر خصومه واحدا تلو الآخر، ثم بدأت حقبة جمهورية اليمين الجديدة في إسرائيل. (الصورة: رويترز)

بعد التوقيع على اتفاق أوسلو "ب" عام 1995، وقف نتنياهو في القدس على شرفة في "ساحة صهيون" يهتف بخيانة رابين ويطالب بمعاقبته، وفي تلك التظاهرة رُفعت صور لرابين في زي الشرطة النازية وصور أخرى له في جسم كلب يرتدي الكوفية الفلسطينية، ثم أُحرقت صوره. وقد أدت الحملة في غضون شهر لاغتيال رابين على يد متطرف يهودي، ورفضت عقيلته "ليا رابين" مصافحة نتنياهو في الجنازة، ومن ثمَّ عَلق في ذاكرة اليسار الصهيوني الدور التحريضي الذي لعبه نتنياهو للتخلص من خصمه بأشد الطرق دناءة.

 

بعد اغتيال رابين، اختير "شمعون بيريز" رئيسا للحكومة، لكنه لم يعلن عن انتخابات مبكرة، فقد أراد أن يثبت جدارته للانتخابات القادمة، فأصدر قرارا باغتيال الشهيد "يحيى عياش"، أحد أهم قياديي الجناح العسكري في حركة حماس، كما أعلن عن حملة عسكرية على لبنان، سُميت "عناقيد الغضب". لكنه فشل في تحقيق أهداف واضحة من القرارين، فبعد اغتيال عياش انتقمت له حركة حماس بسلسلة من العمليات داخل إسرائيل، أعادت لذهن الصهاينة قضية الأمن الشخصي؛ ما زاد من شعبية نتنياهو الذي كان يُقدِّم نفسه على أنه المنقذ و"الخبير في الإرهاب". علاوة على ذلك، فشلت عملية "عناقيد الغضب" في تحقيق أهدافها وجلبت على إسرائيل نقدا دوليا واسعا. استغل نتنياهو تلك الأخطاء، كما أشاع أن بيريز ينوي تقسيم القدس، حتى نال مراده وحقق فوزه الأول برئاسة الوزراء، بعدما دمَّر خصومه واحدا تلو الآخر، ثم بدأت حقبة جمهورية اليمين الجديدة في إسرائيل.

 

عقدتان

على عكس ما يظهر من خطابه، يَعتبر نتنياهو نفسه شخصا علمانيا، وهو من أصل أشكنازي وله ميول ليبرالية. وقد وصل إلى مقر رئاسة الوزراء لأول مرة وعمره 44 سنة، وأحدث دخوله رئاسة الوزراء زلزالا في الحياة السياسية الإسرائيلية، إذ مَثَّل صعوده إيذانا بأفول الجيل القديم من السياسيين، وانتصارا شبه حاسم على أربع قوى مركزية: الجيل القديم في الليكود، والجيل القديم في حزب العمل، وجيل أبناء الزعماء التاريخيين في حزب الليكود المُسمَّى بطبقة "الأمراء" بعدما قضى على طموحهم السياسي، بالإضافة إلى تكتل الشرقيين بحزب الليكود وزعيمهم "ديفيد ليفي" بعدما ضمه إلى حكومته ثم اضطره إلى الانسحاب منها. كما أعاد نتنياهو هندسة جمهور الليكود، إذ تألفت القاعدة الجماهيرية للحزب من المزراحيم (يهود الشرق الأوسط وشمال أفريقيا) والمتدينين، وأولئك الذين لم يُكملوا تعليمهم الجامعي، والفقراء، ولكنها توسعت لتشمل المستوطنين، ومن ثمَّ تحوَّل الليكود من حزب ليبرالي محافظ إلى حزب شعبوي بالكامل (7).

شغل "دان مريدور" منصب وزير المالية في حكومة نتنياهو الأولى، واستقال بسبب نكث نتنياهو وعوده له، فضلا عن الفساد السياسي الذي تورَّط فيه. (الصورة: رويترز)

في تلك المرحلة اكتشف نتنياهو قوة الشعارات الدينية، فاستغلها في معركته مع خصومه، ما دفع حركة "حباد" الدينية لدخول الساحة السياسية لأول مرة وتأييد مرشح في الانتخابات الإسرائيلية. غير أنها لم تكن المرة الأخيرة، فقد انتهج نتنياهو سياسة ربط حزب الليكود بالجمعيات الدينية وبمشروع هيمنة اليمين على المجال السياسي والاجتماعي في إسرائيل، ومن ثمَّ أصبح المجتمع المدني اليميني الظهير السياسي الأول لحزب الليكود ولنتنياهو شخصيا طوال مسيرته السياسية.

 

كي يحافظ نتنياهو على هذا الظهير ويدفع المزيد من المستوطنين للانخراط تحت مظلة حزبه، قدم للمجتمع اليميني ما كان مقتنعا به منذ شبابه، وهو استحالة عقد أي اتفاق مع الفلسطينيين. وهكذا أصرَّ نتنياهو في ولايته الأولى على تفريغ اتفاق أوسلو من مضمونه، ولم يلتزم بسائر التعهُّدات الإسرائيلية في الاتفاق، وبذلك أنهى أوسلو عمليا، الذي لم تبقَ منه إلا سلطة فلسطينية متعاونة مع تقسيم الضفة الغربية إلى ثلاث مناطق. سرعان ما تحوَّل هذا الواقع إلى أساس مشروع اليمين الجديد في العَقد الأخير، المتمثِّل في بقاء سلطة فلسطينية شكلية، مع تصفية القضية على أرض الواقع.

 

لم يكن هذا التلاعب والخداع من شيم نتنياهو مع الفلسطينيين وحدهم، إذ دفع "بيبي" كل مَن عمل معه إلى لعنِه سرًّا، على حد قول "دان مريدور"، الذي شغل منصب وزير المالية في حكومة نتنياهو الأولى، واستقال بسبب نكث نتنياهو وعوده له، فضلا عن الفساد السياسي الذي تورَّط فيه (7). وقد وصف مريدور شخصية نتنياهو قائلا: "كانت لبيبي مشكلة في سياسته. فمن جهة، صرَّح أنه سينفذ اتفاق أوسلو، ومن جهة أخرى شكَّل ائتلافا حكوميا ضيقا يعتمد على قواعد يمينية-دينية. ثم هناك شخصيته؛ إذ كان يتصرَّف وكأنه يستطيع أن يخدع أي إنسان. إن بيبي رجل كلما عرفتَه أكثر، آثرت ألا تعرفه. ومَن يعرفه لا يستطيع تحمُّله. إن كل قدراته هي قدرات ممثِّل، فمنصته هي التلفاز، حيث يبدأ كل شيء وينتهي. لقد فهم بيبي أحد الأمور المركزية في العالم الحديث، وهو الإعلام الجماهيري، وخاصة التلفاز. إن الأمر المهم عند بيبي هو الانطباع لا الواقع. إنه رجل تسويق رائع، لكن ليس لديه منتَج للتسويق. كان لبيغن وشامير مُنتَج، ولبيريز مُنتَج. أما بيبي فليس لديه غير التسويق" (8).

على حد وصف العديد من أصدقائه وزملائه، يتمتع "بيبي" بعناد وتهور وتراجيديا شخصية وأنانية غير مسبوقة تجعله يرى نفسه مركزا للعالم. (الصورة: رويترز)

في الفترة الأولى من ولايته ظهرت للعلن شخصية نتنياهو الحقيقية، ومدى هوسه بالسلطة واندفاعه بدون إدراك لمآلات قراراته. ففي بداية حكمه لم يتنصَّل نتنياهو فحسب من كل تعهدات أوسلو، بل وفتح نفقا تحت الجدار الجنوبي من المسجد الأقصى عام 1996، ما أشعل مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال أسفرت عن مقتل 17 جنديا صهيونيا واستشهاد 100 فلسطيني، وفي العام التالي، حاولت إسرائيل اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس "خالد مشعل" في عمَّان، لكن أخفقت المحاولة، وأفضت في نهاية المطاف إلى خضوع إسرائيل لطلب أردني بإرسال الترياق الذي يُبْطِل مفعول السم في جسد مشعل، والإفراج عن زعيم حماس في السجون الإسرائيلية الشيخ أحمد ياسين (8).

 

على حد وصف العديد من أصدقائه وزملائه، يتمتع "بيبي" بعناد وتهور وتراجيديا شخصية وأنانية غير مسبوقة تجعله يرى نفسه مركزا للعالم، مثلما قالت زوجته مرة: "بدون بيبي ستكون إسرائيل مفقودة (في الضياع)". لقد نَمَت هذه الأنانية لدى نتنياهو منذ وقت مبكر، حيث قضى بعض سنوات طفولته ومراهقته وحيدا في إسرائيل دون أن يتكبَّد والداه عناء الاتصال به، فتعلَّم الاعتماد على نفسه والاستقلالية المفرطة، لكنه عوَّض غياب أبيه بمحاولة اقتباس أفكاره، وتقمَّص شعوره الدائم بالظلم والاستياء من العالم. كان بنزيون رجلا عنيدا وصعب المراس، لكنه كان في نظر أبنائه مثلا أعلى يجب أن يسيروا نحوه. ففي شبابه، بشَّر بنزيون بآراء "زئيف جابوتنسكي"، زعيم الحركة التنقيحية اليمينية التي دعت إلى إقامة "إسرائيل الكبرى" على ضفتَيْ نهر الأردن، وإقامة "جدار حديدي" بين الدولة الوليدة والعرب الذين يحيطون بها (9).

 

عقيدة الكارثة الوشيكة

تطرق بنزيون نتنياهو إلى موقفه من العرب والفلسطينيين في مقابلة أجرتها معه صحيفة "معاريف" عام 2009 أكد فيها أنه لا يؤمن بوجود شعب فلسطيني، ولا يؤمن بحل الدولتين، ولا يؤمن بغير القوة، وهو موقف ورثه منه بنيامين بالكامل، حيث قال بنزيون حينها: "ليس هناك من شعبين هنا، بل هناك شعب يهودي وسكان عرب.. وليس هناك شعب فلسطيني". وحين سألته المراسلة: "ما الحل إذن؟"، أجاب بأنه "ليس هناك من حل سوى القوة، والحكم العسكري القوي. لا ينبغي لنا أن ننتظر نشوب تمرُّد كبير كي نباشر العمل، بل علينا أن نتصرَّف على الفور وبقوة كبيرة كي نمنعهم من الاستمرار". إنه موقف تبنَّاه جابوتنسكي قديما عبر مقولته الأساسية بعدم إمكانية حل الصراع مع الجماعات القومية العربية في فلسطين، لأنها لن تقبل بوجود استيطاني غريب في بلادها، كما لا يمكن نزع اعتراف منها عبر "مسيرة سلام" معهم وتقديم تنازلات لهم، وإنما من خلال ضربهم بقوة (10).

 

في الكتاب الذي حرَّره بنيامين نتنياهو أسهم بنزيون بمقال قصير حاول فيه نفي صفة "التحرر الوطني" عن فصائل المقاومة الفلسطينية، وشبَّه أعداء إسرائيل بالنازيين، وهو تشبيه أصبح فيما بعد إحدى المقولات الأساسية لنتنياهو في كل أحاديثه وخطبه السياسية. لكن الإسهام الأهم لبنزيون كان كتابه عن الحاخام "إسحاق أبرابانيل" (1437-1508). ويُعَدُّ أبرابانيل في نظر بنزيون أهم شخصية يهودية في القرون الوسطى؛ فقد كان حاخام اليهود في الأندلس ومنظّرهم وقائدهم. كما أنه عايش فترة مرَّ فيها اليهود بتحولات عميقة على المستوى الفكري والاجتماعي والسياسي، ومثَّلت فترته عملية الانتقال من العصور الوسطى إلى العصر الحديث. وفي هذه الفترة من تاريخ اليهود شاعت بينهم التوجهات المشيحانية القائمة على فكرة الخلاص التي أخذت تُنذر بكارثة وشيكة تستدعي قدوم المسيح المخلص".

كتاب "بنزيون نتنياهو" عن الحاخام "إسحاق أبرابانيل". (1437-1508). (الصورة: مواقع التواصل)

يُعَدُّ قدوم المخلص ركنا ثابتا في العقيدة اليهودية، لكن بحسب العقيدة اليهودية ليس على اليهود سوى انتظاره بعد وقوع الكارثة. ومن ثمَّ تُمثِّل الصهيونية في نظر بنزيون خروجا عن إرادة الله إلى العمل داخل التاريخ لجلب الخلاص دون الاكتفاء بانتظاره. ولذا تبنَّى نتنياهو تلك المقولة التي أسَّسها أبوه نقيضا لفكر أبرابانيل، ورأى أن على الزعيم الصهيوني أن يمنع الكارثة التي تلوح دائما في الأفق.

 

لفت نظر المؤرخ الإسرائيلي بِنْزَكِين تأثير أبرابانيل وفكره على نتنياهو الابن، لا سيَّما تبنّيه لفكرة الصراع الحضاري بين الغرب والإسلام، حيث يقول: "ليس من الصعب تمييز الخطوط المشتركة بين الفكر السياسي الذي حمله أبرابانيل والفلسفة السياسية التي يحملها نتنياهو، إذ يعتقد نتنياهو أن هنالك صراعا بين الغرب (المسيحي-اليهودي) ضد الإرهاب (الإسلامي). لكن أكثر ما أخذه بنيامين نتنياهو من أبرابانيل هو دمج الفكر السياسي مع تاريخ الكوارث، بداية يتحدَّث عن تاريخ الكارثة اليهودية، ثم يشير إلى الخطر الكامن في كارثة مستقبلية حقيقية، وفي النهاية يعلن حالة الطوارئ" (10).

 

بعد مقتل أخيه وعزمه على أن يحل مكانه، تبنَّى بنيامين نظرية "الكارثة الوشيكة"، وأصبحت من مقولاته الأساسية وبنى عليها فلسفته وشعاراته السياسية، إذ روّج لنفسه على أنه الزعيم المخلص الذي سيمنع تلك الكارثة التي تلوح في الأفق، لكنه في محاولة منعه للكارثة تحول هو نفسه إلى كارثة، وفي تلك الحالة يجد نفسه في حاجة إلى نظرية "صراع الحضارات" التي يستخدمها دائما في أوقات الحرب.

 

صراع الحضارات.. وهلاوس أخرى نتنياهو يستغل التاريخ ويستخرج منه مقولات تدعم الفكرة الأساسية التي يقدم نفسه سياسيا من خلالها لناخبيه الإسرائيليين، وهي فكرة الكارثة الوشيكة. (الصورة: الفرنسية)

بعد الهزيمة الساحقة التي تلقاها جيش الاحتلال في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، صرَّح نتنياهو أكثر من مرة بأن المعركة التي تخوضها حكومته معركة باسم "جميع البلاد المتحضرة". يبدو إذن أن نتنياهو لديه خطابان، مثلما لديه اسمان "بنيامين" و"بن نتاي"، وكذلك شخصيتان؛ الأميركية والعبرية اليهودية. إذ يحرص نتنياهو في خطابه الخارجي الذي أتقنه طوال سنوات عمله دبلوماسيا وضيفا دائما بوسائل الإعلام الأميركية على تقديم دولة إسرائيل جزءا من العالم الغربي والحضارة الغربية ذات الأصول المسيحية-اليهودية، كما أن سياساته الداخلية الاقتصادية أقرب إلى الليبرالية منذ توليه وزارة المالية في حكومة شارون، حيث حوَّل إسرائيل إلى غابة من الشركات الناشئة، وخاصة شركات التقنية والدفاع السيبراني والتجسس. ولتحفيز النمو الاقتصادي قلَّص الدعم السنوي الكبير لليهود الأرثوذكس (الحريديم)، ما أدى إلى هزيمة الليكود في الانتخابات وقتها. وقد تعلَّم نتنياهو الدرس جيدا، ومن ثمَّ خصَّص إعانات سنوية وميزانيات إضافية ضخمة للحريديم، لدرجة أن أسرة حريدية واحدة تتلقى الآن مساعدة مالية تبلغ أربعة أمثال تلك التي تتلقاها أسرة غير حريدية، مع العلم أن الحريديم يمتنعون عن دخول الجيش، ونصف رجالهم على الأقل عاطلون عن العمل (11).

 

في الوقت نفسه، فإن نتنياهو هو أكثر سياسي إسرائيلي انغماسا في التاريخ، هذا ما أشار إليه أستاذ التاريخ "أفنير بِنْزَكِين"، الذي ذهب إلى أن نتنياهو يستغل التاريخ ويستخرج منه مقولات تدعم الفكرة الأساسية التي يقدم نفسه سياسيا من خلالها لناخبيه الإسرائيليين، وهي فكرة الكارثة الوشيكة: "أدرك نتنياهو الابن أنه يستطيع بترميم وتصعيد وإدارة الكارثة الكامنة الحفاظ على وعي سياسي يهودي جماعي، كصمغ يحافظ على وحدة الكيان السياسي اليهودي. وبناء على هذا المنظور، لا يمكن حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني من خلال اتفاق سلام، وإنما يجب أن يُدار من خلال تصعيد الوضع وتحويله إلى واقع غير قابل للحل. وتهديد عرب إسرائيل يجب ألا يحل تماما من خلال مساواة كاملة في الحقوق أو تبادل مناطق، بل يجب فقط احتواؤه والإبقاء على مكانتهم بوصفهم طابورا خامسا يهدد قلب الوجود اليهودي. لا يجب القضاء على التهديدات، وإنما يجب الحفاظ عليها وتصعيدها، لأنها تحمل خدمة كبيرة لبلورة وعي سياسي وتاريخي مشترك وناجع. وهكذا يرقص نتنياهو بحماسة أمام الكارثة التي تلوح في الأفق بعد أن يؤججها ثم يمنع تحقيقها، مع إبقاء الوجود اليهودي في حالة طوارئ" (12).

ستُمثِّل هزيمة نتنياهو وسقوطه زلزالا عنيفا في صفوف اليمين بالعالم كله، وسيؤدي فشله الحتمي إلى تشققات عميقة وواسعة المدى في أغلب الأوساط السياسة التي اعتبرته مثالا وانتهجت سياساته نفسها طيلة عقود. (الصورة: الفرنسية)

في كتابه "مكان تحت الشمس" يتضح جليًّا هذان الخطابان اللذان يحاول نتنياهو الموازنة بينهما رغم ما بينهما من تناقض، فقد سبقت النسخة الإنجليزية من كتاب نتنياهو مقال صامويل هنتنغتون وكتابه عن صِدام الحضارات، اللذيْن نُشرا عاميْ 1993 و1996 على الترتيب. ورغم أن كتاب "مكان تحت الشمس" لا يطرح أي تنظير سياسي، غير أنه يوضح مدى قرب مؤلفه من شبكة اليمين المحافظ في ذلك الوقت، فبعد نشر كتابه وصدور كتاب صامويل هنتنغتون، بدأ الصعود الملحوظ لليمين في العالم كله، وهو ما يفسر أيضا تشعُّب علاقاته بالأحزاب اليمينية والقومية في الولايات المتحدة وأوروبا وحتى الهند.

 

لا تختلف المقولات التي طرحها نتنياهو في كتابه "مكان تحت الشمس" عما طرحه في كتابه حول "الإرهاب" أو عما يقوله في المقابلات الصحفية أو يُصرح به يوميا بشكل هوليودي. إن مقولة نتنياهو الأساسية هي أن إسرائيل جزء من الحضارة الغربية، وأنها ليست مكروهة لأنها دولة احتلال، بل لأنها دولة غربية ليبرالية في محيط إسلامي يكره الغرب وقيمه ومدنيته. ولذا، لا تُعَدُّ الهزيمة التي مُني بها جيش الاحتلال في 7 أكتوبر/تشرين الأول مجرد هزيمة خرافات رئيس وزراء يميني طالما ادَّعى أنه حامي الدولة ومنقذها، بل ستُمثِّل هزيمة نتنياهو وسقوطه زلزالا عنيفا في صفوف اليمين بالعالم كله، وسيؤدي فشله الحتمي إلى تشققات عميقة وواسعة المدى في أغلب الأوساط السياسة التي اعتبرته مثالا وانتهجت سياساته نفسها طيلة عقود.

———————————————————————-

المصادر والمراجع  The End of Netanyahu. Yair Rosenberg  The Gaza war will be the final straw for Netanyahu’s long political career. Ksenia Svetlova. Benjamin Netanyahu’s Two Decades of Power, Bluster and Ego. بنيامين نتنياهو، مهند مصطفى.  Benjamin Netanyahu’s Two Decades of Power, Bluster and Ego بنيامين نتنياهو، مهند مصطفى.  The End of Netanyahu بنيامين نتنياهو، مهند مصطفى. Benjamin Netanyahu’s Two Decades of Power, Bluster and Ego  بنيامين نتنياهو، مهند مصطفى.  Benjamin Netanyahu’s Two Decades of Power, Bluster and Ego  بنيامين نتنياهو، مهند مصطفى.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة بنیامین نتنیاهو دولة الاحتلال نفسه على أنه حزب اللیکود اتفاق أوسلو نتنیاهو من فی إسرائیل نتنیاهو فی د نتنیاهو ل نتنیاهو لا یمکن هو نفسه من خلال على هذا لم یکن فی تلک ومن ثم

إقرأ أيضاً:

لابيد يطالب حكومة نتنياهو بالاستقالة: مسؤولة عن أسوأ كارثة في تاريخ إسرائيل

طلب زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، حكومة نتنياهو بتقديم استقالتها، واتهمها بالمسؤولية عن «أسوأ كارثة في تاريخ إسرائيل».

وقال إنه يجب على وزير العدل ياريف ليفين، الاستقالة من منصبه بسبب دوره الكبير فيما وصفه بـ«إخفاقات 7 أكتوبر»، حسبما جاء في نبأ عاجل لقناة «القاهرة الإخبارية».  

مقالات مشابهة

  • نتنياهو: إسرائيل عرضت مكافأة 5 ملايين دولار مقابل كل محتجز يتم تحريره في غزة
  • أردوغان يدعو لوقف الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة
  • نتنياهو أمام الكنيست: «نحن في حرب جديدة على وجود ومستقبل إسرائيل»
  • جبهاتُ المقاومة تهشِّمُ عظمَ “إسرائيل”.. العدوّ الصهيوني يعاني من تزايد الهجرة العكسية
  • ما الذي يفكر فيه سفير واشنطن الجديد في إسرائيل؟.. هذه أهم مواقفه السابقة
  • خبير: فريق ترامب الحالي داعم رئيسي لليمين المتطرف في إسرائيل
  • تعرف على محمد عفيف المسؤول الإعلامي في حزب الله الذي اغتالته إسرائيل
  • مات الصديقان.. مصرع «بنيامين وبطرس» وإصابة 2 في حادث انقلاب سيارة بالمنيا
  • لابيد يطالب حكومة نتنياهو بالاستقالة: مسؤولة عن أسوأ كارثة في تاريخ إسرائيل
  • هآرتس: القضاة لم يبتلعوا الطُعم الذي حاول نتنياهو استغلاله