برمة ينادي بتذكير المجتمع المحلي بالتفريق بين غنائم الحرب وأملاك المواطنين
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
رصد – نبض السودان
أكد رئيس حزب الأمة القومي المكلف فضل الله برمة ناصر، أهمية جهود الإدارة الأهلية في السودان، في الحفاظ على السلام والاستقرار، وناشدهم بالابتعاد عن نشر الانقسامات والاضطرابات، وعدم تشجيع الاصطفاف والتجنيد والزج بأبنائهم في الحرب الدائرة بالبلاد حالياً.
وقال برمة ناصر في رسالته الاسبوعية التي عنونها بـ(نداء للإدارات الأهلية ودورهم لتحقيق السلام)، إن الإدارة الأهلية بالسودان تعتبر رمزاً من رموز السلام والسلطة والحكمة داخل المجتمع.
وأضاف بأن لها وضع استثنائي ومقدرة على نشر العدل والسلام، بعد العواقب المدمرة للحروب المستمرة بالوطن الحبيب.
وأشار إلى أن رسالته تهدف إلى تذكير الإدارة الأهلية بدورهم ورسالتهم للسلام، وضرورة نزع فتيل الأزمة والحرب في الوطن العزيز، ووجه لهم ما أسماه “النداء الإنساني، الوطني والديني”.
وأكد برمة أهمية جهود الإدارة الأهلية المستمرة في الحفاظ على السلام والاستقرار، وضمان ومعالجة الصراعات القبلية التي حدثت بعد حرب أبريل 2023م.
وناشدهم بالابتعاد عن نشر الانقسامات والاضطرابات، وعدم تشجيع الإصطفاف والتجنيد والزج بأبنائهم في هذه الحرب، بجانب العمل على تحقيق المصالحات السلمية الداخلية والوطنية.
ودعا الإدارة الأهلية إلى الاستفادة من سلطتهم واحترامهم داخل المجتمع لتعبئة السكان المحليين في عملية التعافي والانسجام، وتشجيع المجتمعات بارتباطهم الملموس ببعضهم.
ونادى بتشجيع المسؤولية الجماعية نحو حصر واستعادة العناصر المسروقة، وتذكير المجتمع المحلي بأن هناك فرق بين غنائم الحرب وأملاك المواطنين.
واختتم برمة بالقول إن الشعب السوداني يتطلع لمواقف الإدارة الأهلية التاريخية التي عودوه عليها، وناشدهم بالوقوف إلى جانب الأرامل واليتامى ومسح دموع المظلومين المكتوين بنار الحرب، ورد الأموال المسلوبة التي تسربت لأقاليم السودان المختلفة لأصحابها.
وأكد أن دورهم في السودان لا يقتصر على وقف الحرب فحسب، بل يستمر لينشر الوئام والاستقرار والرخاء للجميع.
واعتاد رئيس حزب الأمة القومي، توجيه رسالة اسبوعية تعنى بمجريات الأحداث في البلاد، خاصة حرب 15 ابريل وما ترتب عليها من نتائج كارثية.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: المجتمع المحلي برمة ينادي الإدارة الأهلیة
إقرأ أيضاً:
السودان.. حرب بلا معنى
تحدثنا سابقا في هذا المكان عن السر الذي يكمن خلف غياب الأخبار التي تتناول أسماء أدبية من السودان رغم وجود أسماء أدبية لامعة مثل الطيب صالح ومحمد الفيتوري وإبراهيم إسحق وغيرهم، وتوقعت أن يكون هذا الغياب الإعلامي محصوراً فقط في الجانب الثقافي، لكن الذي يظهر جليا الآن هو أن هذا الغياب يشمل جانباً آخر لا يمكن تجاهله وخاصة في العصر التقني المجنون الذي نعيشه ونقصد بذلك الحرب المدنية الشرسة التي تدور رحاها في السودان الآن والذي ذهب ضحيتها حتى هذه اللحظة أكثر من 150000 شخص وشرّدت أكثر من 11 مليون شخص والمشكلة أن القادم أسوأ من ذلك بكثير إذا لم يتحرك العالم لإيقاف هذه الحرب المدمرة.
لا يبدو أن السودان يحمل أهمية كبيرة للغرب الأبيض حيث لم تتحرّك الأمم المتحدة لإيقاف هذه الحرب ولم نر منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر والمنظمات الدولية الأخرى تتمركز في الخرطوم لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة التي يحتاجها المكلومين هناك. من الجوانب المظلمة في هذه الحرب جرائم الاعتداء الجنسي التي أصبحت بحسب تقرير بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة “منتشرة” في هذه الحرب رغم عدم وجود إحصاءات دقيقة لهذه الاعتداءات بسبب صعوبة حصرها أثناء الحرب وبسبب الخوف الذي يعتري الضحايا من التصريح بها. التعذيب والتجويع والسرقة جرائم أخرى ترتكب يوميا.
وربما يكون هذا الغياب بسبب صعوبة فهم الطبيعة الديموغرافية للسودان؛ حيث يجد البعض صعوبة في التفريق بين الطرفين بنفس الطريقة التي يميزون بها الصراع في غزة، على سبيل المثال، بين قوات الاحتلال الصهيوني الذين يمثّلون الجانب الشرير والفلسطينيين أصحاب الأرض الذين يدافعون عن أرضهم ويقاومون من احتلّها ويمثّلون الجانب المظلوم في هذه الحرب. ويزداد الأمر تعقيدا عندما يجد المتابع انقساما بين السودانيين أنفسهم إلى الدرجة التي يحملون فيها السلاح ضد بعضهم البعض. هذا بالإضافة إلى إشكالات قبلية لا تنتهي بين طرفي الصراع الذي بدأ في 2023 بين قوات الجيش السوداني النظامية التي يقودها عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي بعد اختلاف على مقاسمة السلطة بينهما. خرجت ميليشيا الدعم السريع من رحم قوات الجانجويد التي ارتكبت جرائم حرب في دارفور إبان حكم عمر البشير.
كل حزب يعتقد أنه سيكسب الحرب التي يبدو أنها ستطول. أصابع الاتهام تتجه إلى قوات الدعم السريع في ارتكاب جرائم الاغتصاب الجنسي والتعذيب والتجويع والسرقة في هذه الحرب الأمر الذي يجعل من هذه القوات الطرف الشرّير الظالم أمام العالم لأن الذي يرتكب هذه الجرائم والحماقات ضد مواطنيه لا يستحق أن يحكم أو يشارك في حكم هذا الوطن. وتتضح الأمور أكثر لدى المتابع البعيد من خارج السودان عندما يعرف حقيقة الدعم الذي يأتي من جهات خارجية تسعى لتحقيق مآربها التجارية الخاصة التي لا علاقة لها بالسودان. أما قادة الجيش النظامي فهم في ورطة لأنهم إن قدّموا التنازلات للميليشيا خسروا الوطن، وإن قاتلوها فستستمر هذه الحرب التي تؤدي إلى ذات النتيجة.
khaledalawadh @