تلقي التغيرات المناخية بتبعات كبيرة على حياة الإنسان والحيوان والتربة الزراعية في البلدان الأفريقية حيث يعتمد أكثر من 80 في المائة من سكان القارة الافريقية على الزراعة والرعي مما خلق أوضاعاً شديدة الخطورة في بعض البلدان.
وطبقاً للتقارير الصادرة عن الاتحاد الأفريقي ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، تهدد موجات الجفاف الحالية بنفوق نحو 30 مليون رأس من الماشية في شرق أفريقيا اي نحو 20 في المائة من مجمل الثروة الحيوانية في القارة والبالغ عددها نحو 160 مليون رأس، كما تشير أيضاً إلى تراجع الإنتاج الزراعي في افريقيا بنحو 20 في المائة في خلال العامين الماضيين بسبب التغيرات المناخية والظواهر الطبيعية الناجمة عنه.

ونتيجة لهذه التغيرات المناخية تواجه القارة الأفريقية تدهوراً شديداً في وضع الأمن الغذائي فيها، حيث بلغ عدد المتضررين من أزمة الغذاء الراهنة حوالي 346 مليون شخص وفقًا لأحدث التقديرات.
كما يتسم نمط النمو الاقتصادي في معظم البلدان الأفريقية بضعف التكيف مع التكنولوجيات الحديثة، ولا سيما في القطاع الزراعي، وهو قطاع منخفض الإنتاجية إلى حد كبير حيث يعتمد على الزراعة التقليدية على نطاق واسع. لذا نجد أن الكميات التي يتم إنتاجها منخفضة نسبيًا مقارنة بأجزاء أخرى من العالم، مع استخدام ممارسات الإنتاج غير المستدامة من قبل غالبية المزارعين. فعلى سبيل المثال، تقل انتاجية محاصيل الحبوب في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى عن 2000 كجم/هكتار، مقارنة بـ 5000 كجم/هكتار في شرق المحيط الهادئ. وبالإضافة إلى ذلك، فإن انخفاض إنتاجية الزراعة التقليدية له أيضاً مستوى منخفض من القيمة المضافة.


وفي هذا الإطار تقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتنفيذ مشروع للتعاون الفني بين البلدان الأفريقية من خلال مشروعات الأفرا وذلك بهدف زيادة الإنتاجية الزراعية لتوفير الأمن الغذائي لدول القارة من خلال تطوير نظم متكاملة لإنتاج المحاصيل الزراعية والتعامل مع التربة والثروة الحيوانية على مستوى بعض المشروعات المختارة وذلك للتكيف مع التغيرات المناخية. حيث تستضيف هيئة الطاقة الذرية المصرية فاعليات اجتماعات الخبراء لمناقشة نتائج المشروع بعد مرور عامين على انطلاقه في يناير 2022 والذي تشارك فيه 13 دول أفريقية وتشمل مصر، جنوب أفريقيا، راوندا، نيجيريا، المغرب، موريشيوس، موريتانيا، ليبيا، كينيا، غانا، أثيوبيا، ايسواتيني والجزائر. وستستمر الاجتماعات من 30 أكتوبر حتى 2 نوفمبر 2023.

وقد افتتح اجتماع الخبراء الدكتور عمرو الحاج رئيس هيئة الطاقة الذرية و / فيكتور تسوما ممثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية والدكتور/ محمد كساب الاستاذ المساعد بقسم بحوث الاراضي بالهيئة والمنسق الوطني للاجتماعات والدكتور إبراهيم أوسامي حسن المنسق الوطني للإنتاج النباتي والدكتور ولاء فكري حسانين المنسق الوطني للإنتاج الحيواني . وقد أعرب الحاج في كلمته بشكر ممثل  الوكالة الدولية للطاقة الذرية والترحيب بالخبراء من الدول الأفريقية المشاركة كما رحب بالدكتور  حسام شوقي رئيس مركز  بحوث الصحراء والدكتور عصام ياسين عضو لجنة الزراعة بمجلس النواب و العلماء الحاضرين من الجهات المصرية  متمنياً التوفيق لهم في الاجتماعات للوصول إلى مشروعات تنموية حقيقية متكاملة تهدف إلى تحقيق الامن الغذائى للبلدان الأفريقية.

وقد صرح الدكتور / محمد كساب المنسق الوطني للاجتماعات بأن الاجتماعات ستناقش الموقف الوطني للدول المشاركة وكذلك تبادل خبرات التنفيذ والدروس المستفادة،  كذلك مشاركة ومناقشة التقنيات النووية وغيرها والاستراتيجيات اللازمة للتنفيذ الناجح للمشروعات من خلال الخبراء التقنيين كما تشمل ايضاً  مراجعة الدعم التنظيمي و المؤسسي وسبل المضي قدمًا من أجل التنفيذ الناجح للمشروعات ووضع خطط العمل للمراحل القادمة مع الجداول الزمنية للتنفيذ. كما أوضح بأن المشروع يهدف إلى تطوير نموذج لزيادة الإنتاجية الزراعية على مستوى المزارع المختارة بالدول المشاركة بالمشروع بالأفرا من خلال نظام متكامل للمحاصيل والثروة الحيوانية باستخدام العلوم والتكنولوجيا النووية، مع الأخذ في الاعتبار اعتماد الممارسات الذكية المناخية ضمن النظام المتكامل لإنتاج محاصيل التربة والثروة الحيوانية.
وقد عرض الدكتور كوش أوسكار ممثل دولة كينيا والمنسق العلمي للمشروع ان التغيرات المناخية تؤثر بشكل كبير على الانتاج الزراعي في افريقيا وكذلك نقص الغذاء وان من اهم تحديات المشروع هو توصيل التكنولوجيات الجديدة لمستوى المزارعين في افريقيا.
وقد أشاد الدكتور عمرو الحاج رئيس الهيئة بأهمية انعقاد هذا الاجتماع للخبراء بمصر حيث يعد فرصة طيبة لتبادل الخبرات بين المعنيين بقطاع الزراعة والثروة الحيوانية وبحوث الاراضي فى مصر والدول الافريقية وذلك لدعم الاطار الاستراتيجي لتوفير الغذاء في افريقيا ومواجهة أثار التغيرات المناخية كما أضاف 
بأن هذا الاجتماع يأتي في اطار مشروعات التعاون الفني مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومشروعات الأفرا والتي تدعمها الهيئة لتبادل الخبرات الدولية في المجالات المختلفة.

و صرح الدكتور شريف الجوهري المتحدث الرسمي للهيئة بأن اجتماعات الخبراء ستناقش أهم القضايا والتحديات التي تواجه الزراعة في الدول الأفريقية نتيجة التغيرات المناخية ومنها انخفاض مستويات خصوبة التربة وتدهور الأراضي وقلة توافر المياه ، كما تشمل التحديات التي تواجه الإنتاج الحيواني .


وأوضح أن المناقشات ستركز على تبادل الخبرات خاصة في مجال استخدام  التقنيات النووية النظائرية وغير النظائرية لتطوير الممارسات الزراعية الذكية مناخيًا.

IMG-20231030-WA0007 IMG-20231030-WA0008 IMG-20231030-WA0006 IMG-20231030-WA0005

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

إيران تسعى لدرء قرار ضدها والوكالة الذرية تعلّق على ضربة إسرائيل

قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إنه ليس هناك ما يشير إلى أن جزءا من مجمع بارشين العسكري -الذي استهدفته إسرائيل خلال هجوم جوي الشهر الماضي- منشأة نووية أو به أي مواد نووية.

جاء ذلك ردا على سؤال من صحفي عن تصريح صدر عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -الاثنين الماضي- قال فيه إن إسرائيل ضربت "جزءا محددا من البرنامج النووي" الإيراني.

ونفذت مقاتلات إسرائيلية يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي موجات من الهجمات على أهداف عسكرية إيرانية بعد بضعة أسابيع من إطلاق إيران وابلا من الصواريخ شمل نحو 200 صاروخ باليستي صوب إسرائيل.

في غضون ذلك، تواصلت المحاولات الإيرانية لدرء مساع غربية لاستصدار قرار ضدها في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الذرية، من خلال وضع حد أقصى لمخزونها من اليورانيوم يقل قليلا عن الدرجة اللازمة لصنع أسلحة.

وذكر أحد تقريرين سريين، قدمتهما الوكالة للدول الأعضاء، أن إيران عرضت عدم زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى درجة نقاء تصل إلى 60%، وهي درجة قريبة من نسبة 90% المطلوبة لصنع سلاح نووي، واتخذت الاستعدادات اللازمة لذلك.

وقال دبلوماسيون إن العرض كان مشروطا بتخلي القوى الغربية عن مساعيها لإصدار قرار ضد إيران في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الذي يضم 35 دولة هذا الأسبوع بسبب عدم تعاونها مع الوكالة، وأضافوا أن المساعي مستمرة رغم ذلك.

"يعقد الأمور"

وكانت وزارة الخارجية الإيرانية قالت أمس الأربعاء إن الوزير عباس عراقجي أبلغ نظيره الفرنسي جان نويل بارو أن الضغط من جانب فرنسا وألمانيا وبريطانيا لتقديم قرار ضد طهران من شأنه أن "يعقد الأمور" ويتناقض مع "الأجواء الإيجابية التي نشأت بين إيران والوكالة الذرية".

ونص أحد التقريرين الفصليين على أنه خلال زيارة غروسي إلى إيران الأسبوع الماضي "تمت مناقشة إمكانية عدم قيام إيران بتوسيع مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%".

وأضاف التقرير أن الوكالة تأكدت من أن إيران "بدأت تنفيذ التدابير التحضيرية لذلك". وقال دبلوماسي كبير إن وتيرة التخصيب إلى هذا المستوى تباطأت، وهي خطوة ضرورية قبل التوقف.

ورفض دبلوماسيون غربيون مبادرة إيران باعتبارها محاولة جديدة في اللحظة الأخيرة لتجنب الانتقاد في اجتماع مجلس المحافظين، تماما مثلما فعلت عندما قطعت تعهدا غامضا بالتعاون بقدر أكبر مع الوكالة الذرية في مارس/آذار العام الماضي، ولم يتم إطلاقا الوفاء به بشكل كامل.

مقالات مشابهة

  • مواجهة قوية.. تصعيد نووي جديد بين إيران والوكالة الذرية
  • " التغيرات المناخية وتأثيرها على التنمية المستدامة " فى منشأة رحمي بالفـيوم
  • مصر والوكالة الدولية للطاقة الذرية تعززان التعاون في الأمن النووي
  • تفاصيل اجتماع لجنة الزراعة بمجلس النواب لمناقشة ملف قصب السكر والنهوض به
  • خطط الزراعة لدعم مزارعي المحاصيل الشتوية الاستراتيجية
  • إيران تسعى لدرء قرار ضدها والوكالة الذرية تعلّق على ضربة إسرائيل
  • ندوة عن التغيرات المناخية ودعم المشروعات الخضراء الذكية بمجمع إعلام السويس
  • جامعة الفيوم تنظم ندوة حول "التغيرات المناخية وتأثيرها على الزراعة"
  • "التغيرات المناخية تحديات وآليات التكيف".. ندوة بكلية الزراعة بجامعة الفيوم
  • "التغيرات المناخية وتأثيرها على الزراعة" ندوة بجامعة الفيوم