انطلاق اجتماع الطاقة الذرية والوكالة الدولية لمناقشة مشروع الأفرا لزيادة إنتاجية المحاصيل
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
تلقي التغيرات المناخية بتبعات كبيرة على حياة الإنسان والحيوان والتربة الزراعية في البلدان الأفريقية حيث يعتمد أكثر من 80 في المائة من سكان القارة الافريقية على الزراعة والرعي مما خلق أوضاعاً شديدة الخطورة في بعض البلدان.
وطبقاً للتقارير الصادرة عن الاتحاد الأفريقي ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، تهدد موجات الجفاف الحالية بنفوق نحو 30 مليون رأس من الماشية في شرق أفريقيا اي نحو 20 في المائة من مجمل الثروة الحيوانية في القارة والبالغ عددها نحو 160 مليون رأس، كما تشير أيضاً إلى تراجع الإنتاج الزراعي في افريقيا بنحو 20 في المائة في خلال العامين الماضيين بسبب التغيرات المناخية والظواهر الطبيعية الناجمة عنه.
كما يتسم نمط النمو الاقتصادي في معظم البلدان الأفريقية بضعف التكيف مع التكنولوجيات الحديثة، ولا سيما في القطاع الزراعي، وهو قطاع منخفض الإنتاجية إلى حد كبير حيث يعتمد على الزراعة التقليدية على نطاق واسع. لذا نجد أن الكميات التي يتم إنتاجها منخفضة نسبيًا مقارنة بأجزاء أخرى من العالم، مع استخدام ممارسات الإنتاج غير المستدامة من قبل غالبية المزارعين. فعلى سبيل المثال، تقل انتاجية محاصيل الحبوب في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى عن 2000 كجم/هكتار، مقارنة بـ 5000 كجم/هكتار في شرق المحيط الهادئ. وبالإضافة إلى ذلك، فإن انخفاض إنتاجية الزراعة التقليدية له أيضاً مستوى منخفض من القيمة المضافة.
وفي هذا الإطار تقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتنفيذ مشروع للتعاون الفني بين البلدان الأفريقية من خلال مشروعات الأفرا وذلك بهدف زيادة الإنتاجية الزراعية لتوفير الأمن الغذائي لدول القارة من خلال تطوير نظم متكاملة لإنتاج المحاصيل الزراعية والتعامل مع التربة والثروة الحيوانية على مستوى بعض المشروعات المختارة وذلك للتكيف مع التغيرات المناخية. حيث تستضيف هيئة الطاقة الذرية المصرية فاعليات اجتماعات الخبراء لمناقشة نتائج المشروع بعد مرور عامين على انطلاقه في يناير 2022 والذي تشارك فيه 13 دول أفريقية وتشمل مصر، جنوب أفريقيا، راوندا، نيجيريا، المغرب، موريشيوس، موريتانيا، ليبيا، كينيا، غانا، أثيوبيا، ايسواتيني والجزائر. وستستمر الاجتماعات من 30 أكتوبر حتى 2 نوفمبر 2023.
وقد افتتح اجتماع الخبراء الدكتور عمرو الحاج رئيس هيئة الطاقة الذرية و / فيكتور تسوما ممثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية والدكتور/ محمد كساب الاستاذ المساعد بقسم بحوث الاراضي بالهيئة والمنسق الوطني للاجتماعات والدكتور إبراهيم أوسامي حسن المنسق الوطني للإنتاج النباتي والدكتور ولاء فكري حسانين المنسق الوطني للإنتاج الحيواني . وقد أعرب الحاج في كلمته بشكر ممثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية والترحيب بالخبراء من الدول الأفريقية المشاركة كما رحب بالدكتور حسام شوقي رئيس مركز بحوث الصحراء والدكتور عصام ياسين عضو لجنة الزراعة بمجلس النواب و العلماء الحاضرين من الجهات المصرية متمنياً التوفيق لهم في الاجتماعات للوصول إلى مشروعات تنموية حقيقية متكاملة تهدف إلى تحقيق الامن الغذائى للبلدان الأفريقية.
وقد صرح الدكتور / محمد كساب المنسق الوطني للاجتماعات بأن الاجتماعات ستناقش الموقف الوطني للدول المشاركة وكذلك تبادل خبرات التنفيذ والدروس المستفادة، كذلك مشاركة ومناقشة التقنيات النووية وغيرها والاستراتيجيات اللازمة للتنفيذ الناجح للمشروعات من خلال الخبراء التقنيين كما تشمل ايضاً مراجعة الدعم التنظيمي و المؤسسي وسبل المضي قدمًا من أجل التنفيذ الناجح للمشروعات ووضع خطط العمل للمراحل القادمة مع الجداول الزمنية للتنفيذ. كما أوضح بأن المشروع يهدف إلى تطوير نموذج لزيادة الإنتاجية الزراعية على مستوى المزارع المختارة بالدول المشاركة بالمشروع بالأفرا من خلال نظام متكامل للمحاصيل والثروة الحيوانية باستخدام العلوم والتكنولوجيا النووية، مع الأخذ في الاعتبار اعتماد الممارسات الذكية المناخية ضمن النظام المتكامل لإنتاج محاصيل التربة والثروة الحيوانية.
وقد عرض الدكتور كوش أوسكار ممثل دولة كينيا والمنسق العلمي للمشروع ان التغيرات المناخية تؤثر بشكل كبير على الانتاج الزراعي في افريقيا وكذلك نقص الغذاء وان من اهم تحديات المشروع هو توصيل التكنولوجيات الجديدة لمستوى المزارعين في افريقيا.
وقد أشاد الدكتور عمرو الحاج رئيس الهيئة بأهمية انعقاد هذا الاجتماع للخبراء بمصر حيث يعد فرصة طيبة لتبادل الخبرات بين المعنيين بقطاع الزراعة والثروة الحيوانية وبحوث الاراضي فى مصر والدول الافريقية وذلك لدعم الاطار الاستراتيجي لتوفير الغذاء في افريقيا ومواجهة أثار التغيرات المناخية كما أضاف
بأن هذا الاجتماع يأتي في اطار مشروعات التعاون الفني مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومشروعات الأفرا والتي تدعمها الهيئة لتبادل الخبرات الدولية في المجالات المختلفة.
و صرح الدكتور شريف الجوهري المتحدث الرسمي للهيئة بأن اجتماعات الخبراء ستناقش أهم القضايا والتحديات التي تواجه الزراعة في الدول الأفريقية نتيجة التغيرات المناخية ومنها انخفاض مستويات خصوبة التربة وتدهور الأراضي وقلة توافر المياه ، كما تشمل التحديات التي تواجه الإنتاج الحيواني .
وأوضح أن المناقشات ستركز على تبادل الخبرات خاصة في مجال استخدام التقنيات النووية النظائرية وغير النظائرية لتطوير الممارسات الزراعية الذكية مناخيًا.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
خبراء يناقشون دور القطاعات المختلفة في مواجهة التغيرات المناخية
قال علي أبو سنة، الرئيس التنفيذي لجهاز شؤون البيئة، أن البيئة والتنمية وجهين لعملة واحدة، منوها بالتحولات الجذرية لمفهوم الاستثمارات بالقطاع البيئي حيث عملت وزارة البيئية علي خلق فرص واعدة للقطاع الخاص بمشروعات الطاقة المتجددة، والمخلفات، والمحميات، كما أحدثت تحولات جذرية بمفاهيم الاستثمار البيئي من خلال عقد شراكات مع القطاع الخاص لدعم العمل البيئي.
وأضاف أنّ الاهتمام بالمعايير البيئية هو السبيل للمنتجات المصرية للوصول إلى العالمية والتصدير للاتحاد الأوروبي، والتي أصبحت تضع الالتزام بالاشتراطات البيئية أحد المتطلبات الأساسية للتصدير المنتجات إليها.
القطاع الخاص هو شريك رئيسي في عمليات التنميةوأشار «أبو سنة»، خلال حلقة نقاشية نظمتها وزارة البيئة، حول دور القطاعات المختلفة في مواجهة التغيرات المناخية، على هامش احتفالات يوم البيئة الوطني 2025، إلى أن القطاع الخاص شريك رئيسي في عمليات التنمية، منوها بمجمع العاشر من رمضان للمخلفات، والذي أنشأته الحكومة وطرحه للقطاع الخاص لإدارته واستغلاله الاستغلال الأمثل ولتنفيذ السياسات سواء بمخلفات الهدم والبناء أو المخلفات الصلبة فالعلاقة مع القطاع الخاص علاقة متشعبة بالاقتصاد والتنمية والجزء الاجتماعي وغيرها من المجالات التي تتيح فرص لعقد الشراكات من أجل التنمية الشاملة.
من جهته أكد عماد عدلي، رئيس المكتب العربي للشباب والبيئة ممثلاً عن القطاع المدني، أنّ تجربة إعلان يوم البيئة الوطني مناسبة رسمية نموذج واقعي ملهم للإصرار علي النجاح لتحقيق حلم شخصي لمدة تصل إلى 30 عاما إلى أن أصبح حقيقة بفضل جهود الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، كما هو نموذج لمساندة الحكومة للمبادرات الناجحة بتحويل مبادرة سنوية للمكتب العربي للشباب والبيئة للاحتفاء بالبيئة وتشجيع الشباب لحمايتها إلى مناسبة وطنية تحشد لها الدولة كل الجهود الرسمية والمدنية لجعل البيئة عنصرا أساسيا في كل الأعمال بما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة.
تشجيع الشباب لحمايتها إلي مناسبة وطنيةوأوضح «عدلي» أهمية مؤسسات المجتمع المدني في التحول الأخضر بل في حماية البيئة وتحقيق نقلة نوعية تصب في صالح الإنسان البسيط، مشيرًا إلى أن كل الأنشطة بالقطاعات المتنوعة إذا ما راعت البيئة في أعمالها فإنها تراعي شروط التنمية المستدامة فالتحول الأخضر مسار للصمود والمرونة للمجتمعات المحلية، وتحسين جودة الحياة للمواطن.
وقال أحمد جابر، أستاذ الهندسية البيئية كلية الهندسة جامعة القاهرة، ممثلا عن القطاع الأكاديمي، إن مفهوم التحول الأخضر لا يعني مشروعات خضراء فقط بل هو محاولة المجتمعات المختلفة للارتقاء بأدائها الاقتصادي والبيئي والاستخدام الأفضل للموارد وخفض الاستهلاك وتحسين الأداء في الجبهات الاقتصادية لتحقيق التنمية المستدامة، فالتحول الأخضر تغير حقيقي مجتمعي لذلك يجب النظر لنمط الإنتاج والاستهلاك مضيفاً أن التعليم هو الأداة الحقيقية للنهوض بالمجتمعات فتطوير كافة القطاعات مرتبط بالتعليم لذلك لا بد من ربط المدارس والجامعات بفكرة حماية البيئة لتكون سند حقيقي وقوى للجهود الرسمية ليتحول حماية البيئة الي واقع قوى بمجتمعنا.