الشباب تُطلق أولى فعاليات حملة "تعزيز المشاركة السياسية لشباب مصر في الانتخابات الرئاسية"
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
أطلقت وزارة الشباب والرياضة ، من خلال الإدارة المركزية للتعليم المدني ، أولي فعاليات الحملة القومية لتعزيز المشاركة السياسية لشباب مصر في الإنتخابات الرئاسية القادمة في 5محافظات [ الشرقية ، الجيزة ، الوادي الجديد ، بني سويف ،سوهاج ] ، والتي تحمل شعار " شارك ٠٠ الكلمة كلمتك " ، بمشاركة 2000 شابًا وشابة من أعضاء مراكز الشباب وبرلمان الشباب ونموذج محاكاة مجلس الشيوخ وأعضاء أندية التطوع والفتاة وشباب yly , تحت رعاية الدكتور أشرف صبحي ؛ وزير الشباب والرياضة .
وتضمنت فعاليات الانطلاقة الأولي الحديث حول :" مفهوم المشاركة السياسية ومستوياتها وأشكالها، وانعكاسات المشاركة السياسية على تحقيق الأمن والاستقرار كأحد أهم مقومات التنمية ومتطلباتها، وأهمية دور الشاب/ة في المشاركة الإيجابية خلال الانتخابات القادمة، من خلال توعية الأسرة والمجتمع بضرورة المشاركة في العملية الانتخابية، ثم التركيز على البعد المعرفي للمشاركة السياسية كقيمة مجتمعية وركيز أساسية لبناء المجتمع واستقراره في ظل الجمهورية الجديدة".
وشهدت محافظة الشرقية داخل مسرح قصر ثقافة الزقازيق ، تدشين الحملة القومية لتعزيز المشاركة السياسية لشباب مصر والتي تتزامن مع الإستعداد لممارسة الاستحقاق الدستوري الإنتخابي لإنتخاب رئيس جمهورية مصر العربية وفقًا للتوقيتات الزمنية واجراءتها التنفيذية للعملية الإنتخابية.
وتحدث الدكتور محمد محروس ، أستاذ القانون الدستوري بكلية الحقوق جامعة الزقازيق حول :" المشاركة السياسية للشباب ودورها في التأثير على المشهد السياسي المصري وأن أساس التنمية ينبع من فكرة المشاركة ، وأكد سيادته على عظمة الدولة المصرية والجمهورية الجديدة في تمكين الشباب في كافة مناحي الحياة وتقدير دورهم وتصدرهم المشهد الوطني بشكل غير مسبوق".
واستقبل مركز الصفا للتنمية الشبابية بمحافظة الجيزة أولي الفعاليات ، بحضور الدكتور حسن سلامه ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ، حيث أكد علي أهمية تعزيز مفاهيم المشاركة السياسية لدى الشباب، وزيادة الوعي لدى الشباب بأهمية مشاركتهم في الحياة السياسية، وتطوير قدرات الشباب والشابات في اليات تفعيل المشاركة السياسية، وتعزيز الوعي لدى الشباب بالقوانين التي تعكس حقوقهم في المشاركة السياسية، وتعميق الوعي بأهمية الهوية والتي تعتبر مدخل للمشاركة السياسية الديمقراطية ، كذا تناول معايير الاختيار بين المرشحين ، أشكال المشاركة السياسية ،الانتخابات الرئاسية في مصر وأهميتها ، الجهات المسئولة عن تنظيم الانتخابات ، الإنتخابات وصورة مصر في الخارج ".
وتناولت الفعاليات بمركز التنميه الشبابيه بقطاع الخارجه بمحافظة الوادي الجديد ، الحديث حول : " مفهوم المشاركة السياسية
دوافع المشاركة السياسية ، المراحل التي يمر بها الفرد ليكون مشارك سياسي ، كيف تكون المشاركة السياسية فعالة ، أهمية المشاركة السياسية ، دور الشباب في المشاركة السياسية من خلال التوعية والتثقيف وأهمية المشاركة في الانتخابات الرئاسية ،بحضور الدكتوره هند اشرف عباس أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري " ، وشددت على أن تمكين الشباب من المشاركة السياسية لا يقل أهمية عن مختلف أوجه التمكين الأخرى، فالتمكين السياسي يحقق اكتمال الصورة لعملية تمكين الشباب ".
واستقبل نادي الإدارة المحلية بمحافظة بني سويف أولي الفعاليات بحضور الدكتور عبد العليم مشرف ، استاذ القانون الدستورى بكلية الحقوق ، مؤكدًا علي أن المشاركة السياسية للشباب ضرورية لانخراطهم في العملية الديمقراطية مكتملة الأركان وتسهم في إحياء قيم الديمقراطية الحقة لديهم .
وتضمنت فعاليات اليوم الأول بمركز التعليم المدني بمحافظة سوهاج حول أهمية المشاركة في الانتخابات الرئاسية ، بحضور الدكتور صبري جلبي ، أستاذ القانون الدستوري ووكيل كلية الحقوق بسوهاج ، متحدثًا عن أن الانتماء والولاء للوطن يعد شرطًا أساسيًّا لمن أراد تحقيق الإنجازات والنجاحات، مضيفًا أن البناء الحقيقي هو الاستثمار في عقول البشر ، إن المشاركة في الحياة السياسية تعد ركيزة أساسية لبناء الجمهورية الجديدة ، وأوصي المشاركين بأن يكونوا أشخاصًا إيجابيين، وأن يسهموا في العملية الانتخابية عن طريق الادلاء بأصواتهم، وعدم الالتفات إلى الأفكار الهدَّامة.
ومن المقرر أن يتم تنفيذ ١٦٢ لقاء حواري بمحافظات الجمهورية ، بمشاركة أساتذة متخصصين في العلوم السياسية والقانون الدستوري ، وذلك في إطار الحملة القومية لتعزيز المشاركة السياسية في الانتخابات الرئاسية 2024 ، ونشر الوعي والتثقيف السياسي لحث المواطنين والشباب على المشاركة في الاستحقاق الرئاسي المقبل ، باعتبارها واجب وطني ومسؤلية تقتضيها واجبات المواطنة ، وأن الحملة تشمل جميع فئات الشباب في كل أنحاء الجمهورية وأن الأمانة تقتضي المشاركة في الإدلاء بالصوت أمام صناديق الاقتراع وتوظيف الحقوق الدستورية ليشهد العالم على عظمة الشعب المصري ويكون نموذجًا يحتذى به أمام كل الدول .
يُذكر إن الهئية الوطنية للانتخابات ، قد أعلنت إجراء الانتخابات الرئاسية في الفترة من العاشر إلى الثاني عشر من ديسمبر المقبل، وقالت إن من المتوقع إعلان نتائج الانتخابات في 18 ديسمبر، وفي حال اللجوء إلى جولة ثانية ستعلن النتائج النهائية بموعد أقصاه 16 يناير 2024.
#وزارة_الشباب_و_الرياضة
#المكتب_الإعلامي_و_المتحدث_الرسمي
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فی الانتخابات الرئاسیة المشارکة السیاسیة المشارکة فی
إقرأ أيضاً:
منظومة الصراع الرقمي وتمكين الوعي والتربية
في خضم التحوّل الرقمي المتسارع الذي يشهده عالمنا اليوم، أضحت التربية الرقمية وتفعيلها ذا أهمية بالغة لأجل مواجهة مخاطر التأثير الرقمي التي تهدد الجيل الشاب على مختلف الجبهات: النفسية والعقلية والأخلاقية؛ إذ تواجه المجتمعات الحديثة تحديات غير مسبوقة نتيجة الانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية الحديثة والمنصات الرقمية والأفلام التي تحمل في طياتها رسائل ومحتويات يمكن أن تؤثر سلبًا على عقول الشباب، وتمتد مخاطرها في توجيههم لصالح تنظيمات إرهابية وإجرامية. أبرز هذه المخاطر ما ينطوي عليه تأثير المحتوى الرقمي العنيف الذي يترك بصماته على السلوك والعواطف والقدرات العقلية؛ فيقتضي تبني إستراتيجية تربوية رقمية علمية وفلسفية تهدف إلى تمكين الشباب من استيعاب هذا الواقع ومواجهته.
تتعدد مصادر التأثير الرقمي كما تتعدد مظاهر تأثيره السلبي على المستوى الفردي والجمعي؛ فأظهرت دراسة دولية حديثة «نُشرت في موقع The Australian» وجود ارتباط بين ممارسة الألعاب الإلكترونية -خاصة تلك التي تحتوي على ما يُسمّى بصناديق الغنيمة «loot boxes»- وزيادة مخاطر ممارسة القمار ومشكلات الصحة النفسية المرتبطة، وأشار الباحثون إلى أن شراء هذه الصناديق يمكن أن يؤدي إلى مظاهر نفسية مثل القلق، التوتر، الاكتئاب، والسلوك الاندفاعي التي تعد عوامل خطر مشتركة مع الإدمانات السلوكية الأخرى، وحذروا من أن الأطفال الذين يشاركون في شراء هذه الصناديق يكونون عرضة لمشكلات الخوض في القمار مستقبلا. كذلك، كشف تقرير صادر عن منظمة «CyberSafeKids» في عام 2023 أن 65% من الأطفال الأيرلنديين الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و12 عامًا تعرضوا لاتصالات خارجية من غرباء عبر الإنترنت؛ ليؤكد وجود ظاهرة نقص الوعي والرقابة الأسرية فيما يتعلق بسلامة الأطفال على الإنترنت الذي يرفع من احتمالية تعرضهم لمحتوى ضار أو استغلال من قبل مجموعات وجهات خطيرة.
باتت المنصات الرقمية والألعاب الإلكترونية أدوات سهلة الاستغلال من قبل منظمات إرهابية وإجرامية تهدف بواسطتها إلى التجنيد والأدلجة العقلية؛ فتستغل هذه الجهات المساحات الافتراضية للتواصل مع الشباب والتأثير على أفكارهم وسلوكياتهم عن طريق تقديم محتوى موجّه أو عبر تفاعلات مباشرة؛ فيسهل استدراج فئة الشباب وما دونهم وتجنيدهم لتحقيق مآرب تلك المنظمات، وتتطلب مثل هذه الظاهرة وعيًا مجتمعيًّا وأدوات فعّالة لرصدها ومكافحتها.
عبر ما يمكن رصده وقراءته، نجد أن كثيرا من فئة الشباب -فيما يمكن أن نطلق عليه بالجيل الرقمي- يعتمد على منصات مثل «تيك توك» و«يوتيوب» باعتبارها مصادرَ رئيسة للمعلومات؛ فيعرّضهم لخطر التضليل الإعلامي والتوجيه الفكري والمعرفي الخاطئ، ويبرز في مثل هذه الحالة مفهوم «الواقع الافتراضي» لـ«جان بودريار»؛ حيث تتلاشى الحدود بين الحقيقة والوهم؛ ليصبح الشباب عرضةً للتلاعب الفكري المقصود وغير المقصود؛ إذ يمكن استغلال الخوارزميات الذكية في هذه المنصات لتمرير المحتوى المتطرّف كما أظهرت دراسة لجامعة قناة السويس المصرية أن بعض الألعاب والمنصات تبث أفكارًا تتعارض مع القيم المجتمعية والدينية. كذلك تُشير دراسة نشرتها صحيفة المواطن الإلكترونية السعودية إلى تعرّض ما يقدّر بـ30% من الأطفال الذين يستخدمون الألعاب عبر الإنترنت إلى التنمّر؛ فيؤدي إلى تزايد ظاهرة العزلة الاجتماعية والقلق التي تُضعف الروابط الاجتماعية، وتجعل الفرد أكثر تقبلًا للتأثيرات الخارجية بما في ذلك التجنيد من قبل الجماعات الإجرامية.
بجانب ما يمكن أن تسببه الألعاب الإلكترونية من مخاطر فردية ومجتمعية؛ فإن الأفلام لا تقل خطرا؛ حيث إن المشاهد العنيفة أو تلك التي تُجسّد مظاهرَ الإرهاب يمكن أن تُسهم في زرع السلوكيات غير الأخلاقية في عقول الناشئة؛ فوفقَ دراسة نُشرت في مجلة «PubMed» وجدت علاقة بين التعرض المفرط للمحتوى العنيف وزيادة معدلات الاكتئاب والسلوك العدواني بين المراهقين، وكذلك فإن بعض الأفلام يمكن استعمالها أدواتٍ ترويجية غير مباشرة لجماعات متطرّفة وإجرامية عبر تقديم شخصيات «بطولية» تنتمي لهذه الجماعات؛ للدفع إلى الانحياز الأيديولوجي لدى المشاهدين واستثارة عواطفهم وإعادة توجيه عقولهم، وهذا ما يحدث أيضا بواسطة بعض الأغاني والموسيقى أو الأناشيد المغلّفة بأطر دينية، ولكن تحوي في باطنها رسائل نفسية خفية تخدم أيديولوجيات لا تنتمي للدين.
تشير العديد من التقارير والدراسات إلى أن عمليات تجنيد الشباب في المنظمات الإرهابية تحدث عبر الإنترنت، ويمكن أن تعتمد مثل هذه الجماعات الإرهابية على تقنيات الذكاء الاصطناعي لاستهداف الأفراد من فئة الشباب والأكثر إدمانا على الإنترنت والأنظمة الرقمية، وتتقاطع في هذا الشأن فلسفة الفيلسوف الإيطالي «غرامشي» المعنية بـ«الهيمنة الثقافية» مع الواقع الرقمي؛ إذ لم يعد السعي للسيطرة على الوعي الجمعي محصورًا على الأدوات التقليدية، ولكنه امتد إلى الفضاء الافتراضي؛ حيث تُصاغ السرديات وتُشكّل القناعات عبر محتوى مُصمم بعناية من قبل مجموعات متخصصة وقادرة على اختراق المجتمعات الإنسانية وأفرادها.
في ضوء هذه المشهد المخيف الذي يهدد مجتمعاتنا وأفرادها؛ فإنه من الضرورة أن نتوجه إلى تفعيل عاجل وحثيث لمواجهة هذه التحديات وإيجاد حلول لها بدايةً عبر ممارسة فاعلة للتربية الرقمية التي تأتي بأشكالها المتعددة منها وأهمها داخل المحيط الأسري والتعليمي عن طريق التوعية والمتابعة وإدراج مناهج مخصصة لتنمية الوعي الرقمي والتربية على ممارسة التحصينات اللازمة، وحينها تبرز الضرورة إلى تفعيل الأخلاقيات الرقمية التي يمكن بواسطتها إعادة تعريف مفهوم المسؤولية الرقمية ومواضع مخاطرها، ونستحضر في هذا المعرض فلسفة الأخلاق لـ«إيمانويل كانط» التي تُرجّح استنادَ الفعل الأخلاقي إلى عامل الواجب، لا إلى عامل المصلحة، ويمكن أن نتبنّى مثل هذه المبادئ الفلسفية في فضائنا الرقمي وممارسته اللامحدودة عبر إبراز دور الحكومات والمؤسسات التعليمية والأسر ومسؤوليتها في مضاعفة الوعي الرقمي عبر عدة سبل منها تقييد المحتوى الضار بواسطة استعمال خوارزميات الذكاء الاصطناعي، وتفعيل التعليم النقدي عن طريق تدريب الشباب على تحليل المحتوى الرقمي والتمحيص بين النافع والضار بواسطة مناهج تعليمية متخصصة تتبنّى استعمال التقنية الدفاعية، وكذلك دفع أفراد المجتمع إلى تطبيق التوازن الرقمي عبر آلية تحديد أوقات الاستعمال، وإدماجهم في برامج ثقافية واجتماعية ورياضية ذات أهداف وحوافز معنوية ومادية. لهذا لا بد من تحالف قوى ثلاث لأجل التفعيل القوي للتربية الرقمية، ونعني بهذه القوى: حكومات تفرض التشريعات الصارمة فيما يتعلق بالممارسة الرقمية الضارة، ومؤسسات تعليمية تعمل على إدراج المنهج النقدي في عملية التعليم وتطوير القدرات الرقمية المضادة للمخاطر الرقمية، وأسر تتبنى مشروع توعية وتملك أدوات مراقبة للممارسات الرقمية، وبوجود هذا التفاعل الثلاثي يمكن تحويل الفضاء الرقمي من ساحة حرب أيديولوجية إلى فضاءٍ إيجابي يُغني العقل والنفس ويعود نفعه للفرد والمجتمع.
د. معمر بن علي التوبي أكاديمي وباحث عُماني