حالة من الاحباط سادت أوصال الشعب السوداني بعد سوء الأوضاع التي آلت اليها مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور وثاني اكبر المدن في السودان بعد انسحاب قوات الفرقة 16 مشاة الي خارج المدينة بعد نفاذ المخزون القتالي لديهم وترك المدينة لمليشيا الدعم السريع بهذه الطريقة.

عندما تخوض حرباً فأنك حتماً تضع الخسارة من ضمن الاحتمالات الواردة و عند المعارك ربما تجبرك ظروف المعركة على التراجع تارة أو التقدم تارة أخرى ولكن ما لا نجد له تفسيراً كيف تترك قوات الفرقة 16 تقاتل كل تلك الفترة دون وصول اي إمداد يدعم موقفها القتالي لا سيما وأنها ظلت تقاتل في مليشيا ظل امدادها من السلاح المقاتلين مفتوحاً؟.

المعلومات المتواترة أكدت أن القوة التي ظلت تهاجم نيالا تم تجميعها من كل ولايات دارفور ومرتزقة من عدد من دول الجوار فكل هذه الحشود كانت مرصودة بواسطة استخبارات الجيش لكن لم يحدث اي تدخل لتشتيتها قبل دخول نيالا خاصة وإنها كانت موجودة خارج المدينة وفي مناطق مكشوفة يسهل استهدافها بالطيران.

لا أحد يستطيع الإنكار أن ضباط وجنود وضباط صف الفرقة 16 ضربوا اروع الأمثلة للبسالة والشجاعة وقدموا دروساً في الثبات والجسارة جعلت المليشيا وانصارها في حالة ذهول وهلع ولكن في النهاية اجبروا على الانسحاب بسبب الهجوم المتواصل وتكاثف النيران داخل قيادة الفرقة ونفد مخزون الذخائر خاصة المدافع كما أن المياه انقطعت على مدى ثلاث أيام وانتهت المعينات الطبية حتى ان الشاش الذي يضمد الجراح لم يتبق لأطباء السلاح الطبي المرافقين للجنود، فكان لازما عليهم الانسحاب حفاظاً على ما تبقى من جنود وآليات حربية.

نعم سقطت نيالا وهذه الحقيقة المرة التي يجب أن نتجرعها وقبل كل ذلك يجب أن نستخلص منها الدروس والعبر لما هو قادم فالسيناريو القادم أخطر مما كان عليه في الفترة الماضية فإذا لم تستوعب قيادة الجيش خطورة الأمر و إذا لم تحدث مستجدات وتصحيح لمكامن الخلل فأن الأوضاع ستكون في غاية التعقيد.

فمن السيناريوهات الخطيرة أن تفرض مليشيا الدعم السريع المتمردة واقعاً يماثل لحد كبير النموذج الليبي ( حكومتين في دولة واحدة ) فما اصدرته قيادة المليشيا من قرارات في نيالا بتعيين مدير للشرطة وقائد للفرقة والنداءات لتطبيع الحياة بالمدينة تعني لدرجة كبيرة النية في تشكيل حكومة موازية تتخذ من نيالا عاصمة لها وهي خطوة خطيرة ان تمت تعتبر قيدومة لفصل دارفور عن السودان رغماً عن ان المليشيا فقيرة ولا تمتلك اي مشروع سياسي او اجتماعي واقتصادي.

الأخطر من ذلك أن تتجه المليشيا للتوسع نحو ولايات أخرى انطلاقا من نيالا التي ستكون مركزا للإمداد من جهات خارجية داعمة لها لما يتوفر للمدينة من بنيات تحتية مثل المطار الدولي وحدودها المتاخمة لأفريقيا الوسطى.

إن سقوط عاصمة ولاية جنوب دارفور في يد المليشيا يعني أن عمليات التعبئة والاستنفار والتحشيد ستكون مستمرة وبالتالي استمرارية امداد الخرطوم والمدن الأخرى بأعداد أكبر من المقاتلين إلى جانب امدادها بالسلاح عبر مطار نيالا .

على قيادة الجيش وعلى البرهان تتدارك الامر بصورة عاجلة لقطع الطريق امام المليشيا وانصارها من الداخل وحلفائها من الخارج من فرض سياسة الامر الواقع فحينها سيكون الخطر ليس على نيالا وحدها، بل على السودان باكمله.

على كل نترك هذه الرسائل على بريد قواتنا المسلحة التي ما لانت لها عزيمة ولا تراجعت ثقتنا بها ونجدد معها تأكيدنا المسبق بأنه لو تبقى جندياً واحداً يقاتل انابة عن هذا الشعب لدعمنا وساندناه.

المصدر: نبض السودان

كلمات دلالية: الجديدة الرسائل ضياءالدين

إقرأ أيضاً:

البرهان يدعو الأمم المتحدة إلى اتخاذ إجراءات لتنفيذ القرارات الخاصة بوقف إدخال السلاح لدارفور

السودان – دعا رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان عبد الفتاح البرهان الأمم المتحدة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان تنفيذ قرارات مجلس الأمن الخاصة بوقف إدخال السلاح إلى إقليم دارفور.

واستقبل البرهان بمدينة بورتسودان بشرقي السودان امس الإثنين المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للسودان رمطان لعمامرة.

وأكد البرهان، وفقا لبيان صادر عن إعلام مجلس السيادة، التزام السودان بالعمل المشترك مع الأمم المتحدة وبلورة رؤية مشتركة لمستقبل العمل في كافة المجالات.

وأشار البرهان إلى التزام حكومة السودان بحماية المدنيين، داعيا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لممارسة الضغوط على قوات الدعم السريع وإدانة الانتهاكات التي تمارسها بصورة أكثر صرامة ووضوح.

وشدد “على ضرورة أن تتخذ المنظمة الدولية الإجراءات اللازمة لتنفيذ قرارات مجلس الأمن الخاصة بوقف إدخال السلاح إلى إقليم دارفور ووقف الهجوم على مدينة الفاشر”.

ومن جانبه قال المبعوث الأممي في تصريح صحفي “لقد تناول اللقاء الأوضاع في السودان”.

وأضاف “أكدت خلال اللقاء انخراط الأمم المتحدة وتشجيعها للحل التفاوضي بشأن الأزمة في السودان”، موضحا أهمية تضافر الجهود من أجل مساعدة الشعب السوداني على تجاوز هذه المحنة والإسراع في العودة للأوضاع الطبيعية والتفرغ لعمليات إعادة البناء والإعمار.

وقال “إن الحرب استكملت قرابة العامين وأسفرت عن الكثير من الضحايا، وإن المنظمة الدولية تعمل جاهدة من أجل تقليص المدة الزمنية للحرب وتقليل عدد ضحاياها”، مؤكدا استعداد مؤسسات الأمم المتحدة لمزيد من التعاون مع السودان بغية التوصل لحل للأزمة السودانية ووقف معاناة الشعب السوداني.

وكان مجلس الأمن الدولي قد اعتمد في 13 يونيو الماضي قرارا يطالب بأن توقف قوات الدعم السريع حصارها لمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور بالسودان، وهو الحصار المستمر منذ 10 مايو الماضي.

 

المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • البرهان يدعو الأمم المتحدة إلى اتخاذ إجراءات لتنفيذ القرارات الخاصة بوقف إدخال السلاح لدارفور
  • البرهان يدعو الأمم المتحدة لاتخاذ إجراءات لوقف إدخال السلاح إلى دارفور
  • السودان..« قوات الدعم السريع» تسيطر على قاعدة عسكرية في دارفور
  • مناوي يزور قبر الفيتوري في لفتة إنسانية عميقة تعظيما للأدب والأدباء والمثقفين – صورة
  • إيران: لا اتصال مباشر لدينا مع قيادة سوريا الجديدة
  • قوات الدعم السريع السوداني يسيطر على قاعدة عسكرية شمال دارفور
  • كيف احتمى نازحون بجبل مرة في دارفور؟
  • الجيش السوداني يُعلن السيطرة على قاعدة"الزرق" شمال دارفور
  • السودان...إصابات بقصف مدفعي للدعم السريع على أم درمان
  • هل ستكون سوريا حاضنة للإخوان؟