تحت عنوان "رفض استجرار الحرب الى لبنان"، تحرك نواب من المعارضة باتجاه قيادات سياسية ودينية معلنين العمل على تحقيق هذا العنوان، لاسيما أن للحرب انعكاساتها على السياسة والاقتصاد والمجتمع وغير ذلك. لم يخرج هذا الفريق عن هواجس الفئة الأكبر من اللبنانيين، فمن اختبر مرارة الأمر لا يريد تكرار التجربة .ومن اكتوى بفعل عدوان تموز الإجرامي ليس مستعدا للخوض في التخبط نفسه .

ومن هنا كانت المواقف المتتالية لقوى المعارضة من القوات والكتائب وحركة تجدد والتغيريين وغيرهم التي تشير صراحة إلى أن لبنان لا يتحمل جره إلى أية مغامرة عسكرية.   أطلق هؤلاء النواب المنضوون تحت لواء المعارضة النداء واخذ البعض منهم على عاتقه إجراء الاتصالات وعقد اللقاءات في مبادرة منهم لبذل ما أمكن للدفع في اتجاه تحييد البلد، مع تضامنهم لما يجري في غزة ، وتأكيدهم أن العدو الإسرائيلي لا يرحم أحدا.   وفي قراءة المعارضة فإن ضرورة عدم زج لبنان في أتون هذه الحرب تشكل المطلب الاساس للبلد المنهار اصلا . وهذه القراءة لا تختلف عن قراءة المعنيين بالشأن العام وكذلك الأمر بالنسبة إلى مختلف القطاعات الرئيسية. وفي المقابل هناك إقرار منها بأن الفريق الأخر لم يتحرك في السياق عينه وهو مطالب بأن يقف وقفة موحدة ضد تعرض البلد للدخول في ساحة الصراع.   فهل تنجح المعارضة في هذا المسعى ، بعدما رفعت الصوت وأصدرت بيانا واضحا حول ضرورة حماية لبنان واللبنانيين؟

تقول مصادر نيابية معارضة ل"لبنان ٢٤" إن المعارضة ستواصل العمل سواء من خلال تحرك داخلي أو خارجي من أجل العمل على أبعاد لبنان عن المخاطر وإن مطالبتها مؤخرا بعقد جلسة نيابية لهذه الغاية لم يتم الصرف النظر عنها إنما المسألة تتصل بوجود اجماع على ذلك. تفيد أن اندلاع الحرب يعني ان على البلد السلام في ظل وضع مهترىء يعاني منه على كل الأصعدة، لافتة إلى أن هناك حاجة للتعالي عن الصغائر وتجنب الأنقسام والسير بمنطق سليم يقود إلى هدف واحد لأن الحروب لا تميز بين السكان أو المواطنين .

وترى المصادر نفسها أن العمل على تشكيل شبكة امان لبنانية هي مسألة يسعى إليها الجميع في هذا الظرف بالذات، وهناك دعوة لأن يشترك بها الأفرقاء اللبنانيون من أجل تفادي ثمن أي مغامرة جديدة نحن بغنى عنها وتقول أن القيادات الدينية على اختلافها تؤيد المبدأ القائل بحياد لبنان وتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة ورفض تحويله إلى ساحة حرب إقليمية وينغمس فيها الجميع من دون أي تخطيط وعلى ما يبدو أن هناك من يريد ذلك للأسف تحت عدة مسميات .

"لا لتكرار سيناريو حرب تموز " ..هذا ما تشدد عليه المصادر التي تتوقع ارتفاع وتيرة الضغط من القوى السيادية لمنع التلاعب بمصير اللبنانيين الذين بدأوا بالتأقلم مع الواقع الجديد في البلاد والبعض بدأ يرتب اوضاعه ، وتوضح أن ما من نية في بعث أي رسالة إلى الهيئات الدولية لتحييد لبنان لكن إذا استدعت الحاجة فكل شي مباح ومعلوم أن دولا عديدة حذرت من ادخاله في المواجهات ، أما بالنسبة إلى حزب الله فإن قراره يرسمه وحده من دون العودة به إلى الدولة اللبنانية ، لكنه في الوقت نفسه يدرك أن النقمة عليه تزداد إذا لجأ إلى قرار لا يصب في مصلحة اللبنانيين ولبنان الذي اعتمد على الدول الصديقة في إعادة بناء البنى التحتية وأعمار المناطق التي تدمرت عندما شنت إسرائيل الحرب عليه.

وهكذا تسابق المعارضة أي توجه يعيد لبنان إلى واقع تدميري ولن تتراجع عن اتخاذ أي خطوة تصب في سياق الذود عن البلد وابنائه . المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

بعد فشلها.. ماذا تعرف عن مبادرة تومايني بالسودان؟

“مبادرة تومايني”، تصدرت محركات البحث خلال الساعات القليلة الماضية وذلك بعدما أعلنت المعارضة المسلحة في جنوب السودان عن انهيار محادثات مبادرة تومايني.
لذلك بدأ المواطنين يبحثون عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة لمعرفة كافة التفاصيل الكاملة حول المبادرة.

مبادرة تومايني 


هي مبادرة تهدف إلى إنهاء الصراع السياسي في جنوب السودان.

فشل المبادرة

أكد لوال داو، الأمين العام لتحالف حركات المعارضة،خلال مؤتمر صحفي في نيروبي أن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود، بسبب ما وصفه بـ "تغير موقف الحكومة وعرقلتها للعملية".

وذكر داو أن الحكومة عدّلت وفدها وأعادت فتح جميع البروتوكولات التي تم التفاوض عليها مسبقًا، مما دفع المعارضة لرفض العودة إلى نقطة البداية.

وأضاف: "الوساطة والرئيس الكيني ويليام روتو حثّوا الأطراف على الاستمرار لتحقيق السلام قبل عيد الميلاد، إلا أن الحكومة انسحبت من المحادثات متجاهلة هذا النداء".

كما انتقد داو تصرفات وفد الحكومة، مشيرًا إلى اختيارهم الإقامة في فنادق باهظة رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة للمواطنين الذين لم تُدفع رواتبهم منذ عام، ووصف هذه الخطوة بأنها "تجسيد لعدم الحساسية تجاه محنة الشعب".

الحكومة تنفي

في المقابل، نفى فوت كانق شول، وزير النفط ونائب رئيس وفد الحكومة، مزاعم انهيار المحادثات، وأكد أن الحكومة طلبت فقط تأجيل المفاوضات لإجراء مشاورات في جوبا.

وأوضح كانق أن وفد الحكومة وافق على أجندة الوساطة الجديدة التي شملت مناقشة الإطار الزمني، لكن المعارضة أصرت على حصر النقاش في بروتوكولات تقاسم السلطة فقط.

وأضاف كانق أن الحكومة ملتزمة بمواصلة العملية السياسية، لكنها ترى ضرورة مشاركة كافة الأحزاب السياسية الموقعة على اتفاقية السلام الشامل لضمان تنفيذها بشكل شامل.

الوساطة: تقدم رغم التحديات

من جهته، صرح السفير محمد قويو، نائب كبير الوسطاء، بأن المحادثات حققت تقدمًا ملموسًا خلال الأشهر السبعة الماضية، بما في ذلك تطوير إطار تفاوضي موحد يأخذ في الاعتبار مواقف جميع الأطراف.

وأكد قويو أن الوساطة ستستأنف المفاوضات منتصف يناير 2025 في نيروبي.

مستقبل مبادرة تومايني

رغم التصعيد بين الحكومة والمعارضة، تبقى مبادرة تومايني ملتزمة بالعمل نحو تحقيق سلام شامل ودائم لشعب جنوب السودان. ومع تعليق المحادثات، يبقى الوضع السياسي في البلاد عالقًا وسط ترقب دولي لإحراز تقدم ينهى الأزمة المستمرة.

مقالات مشابهة

  • رئيسا "المحطات المائية" و"مصر العليا" للكهرباء يشهدان مبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان"
  • أسواق اليوم الواحد.. الدولة تكثف جهودها لتوفير السلع بأسعار مناسبة تخفيفا على المواطنين|فيديو
  • أسواق اليوم الواحد.. الدولة تكثف جهودها لتوفير السلع بأسعار مناسبة (فيديو)
  • غادة عبدالرحيم تكتب: الشباب فى قلب الرئيس.. مبادرة “بداية جديدة” سفينة العبور نحو تنمية الإنسان
  • غارديان: خذل العالم سوريا والآن عليه ترك أمر مستقبلها لشعبها
  • الإدارة الذاتية الكوردية تعلن عن مبادرة للاتفاق مع فصائل المعارضة السورية
  • رسالة كاتبة إلى أختها المعارضة التي ماتت قبل أن ترى سقوط بشار
  • موقف مرتقب لفرنجية: البلد بدو رئيس رجّال
  • بعد فشلها.. ماذا تعرف عن مبادرة تومايني بالسودان؟
  • العدوان على اليمن.. مؤامرةٌ ظاهرُها المعاناة وباطنُها العذاب