أكدت فلوريكا فينك هويجر مدير إدارة شئون البيئة بمفوضية الاتحاد الأوروبي، أن مصر لديها الطموح والقدرة على أن تصبح مركزًا للمعرفة في المنطقة بأسرها فيما يتعلق بالمياه التي باتت تحديا للجميع سواء في أفريقيا أو الشرق الأوسط أو أوروبا.

وأشادت هويجر، في حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الاثنين، بدور مصر في معالجة أزمة المياه، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي أسهم بمنح تقدر بنحو 550 مليون يورو لتمويل مشروعات المياه في مصر على مر العقود الماضية، وعززت هذه المنح بموارد تمويلية ميسرة تناهز 3 مليارات يورو في قطاع المياه بالتعاون مع مؤسسات التمويل الأوروبية.

وقالت مسئولة ملف البيئة بالمفوضية الأوروبية، إن التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي في مجال المياه يحتل أولوية متقدمة، مشيرة إلى أن المياه تعد مصلحة موحدة ومشتركة للجانبين.

وحول زيارتها الحالية الى مصر، أفادت المسئولة الأوروبية، بأن هذه الزيارة تعد الأولى بالنسبة لها إلى القاهرة والثانية إلى مصر حيث إنها قامت بزيارة إلى شرم الشيخ العام الماضي وشاركت في فعاليات مؤتمر المناخ.

وقالت إنها تشارك خلال الزيارة الحالية في أسبوع القاهرة للمياه في دورته السادسة، مضيفة أن الاتحاد الأوروبي شريك منظم لهذا الحدث، لأننا نؤمن حقًا أن مصر ليس لديها الطموح فحسب بل لديها أيضًا القدرة على أن تصبح مركزًا للمعرفة في المنطقة فيما يتعلق بالمياه، مشيرة إلى أن المياه تعد تحديا للجميع سواء في أفريقيا أو الشرق الأوسط أو أوروبا.

وأشارت إلى أن مباحثاتها مع وزير الموارد المائية والري هاني سويلم، خلال زيارتها لمصر، تتركز على سبل تعزيز التعاون بين الجانبين في مجال المياه لاسيما من خلال تبادل الخبرات والزيارات وعقد المزيد من الاجتماعات، معربة عن أملها في ترجمة التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي في إعلان مشترك يصدر بعد نجاح المفاوضات الجارية يكون بمثابة منصة مشتركة خاصة لتكثيف وتعزيز التعاون في مجال المياه بين الجانبين ويدشن عملية تعقد في إطارها اجتماعات رفيعة المستوى واجتماعات ذات طابع فني وعناصر أخرى.. مؤكدة ثقتها في توقيع هذا الإعلان المشترك في ضوء توافر الإرادة لدى الجانبين بشأنه وفي إطار الاستعدادات لمؤتمر كوب 28 المنتظر في دولة الإمارات.

وفيما يتعلق بالتصعيد الدائر في قطاع غزة والتداعيات البيئية وخاصة المياه.. قالت هويجر، إن هذه الحرب مأساة للمدنيين، وكل الحروب لها تداعيات ضخمة على المدنيين وكذلك على البيئة، لأن القنابل لها تأثيرات على المدى الطويل على التلوث وعلى الأرض والمياه الجوفية وغيرها، وقد رأينا ذلك أيضا في أوكرانيا"، مضيفة "سنرى وبعد توقف هذه الحرب تأثيراتها طويلة الأمد على البيئة"، معربة عن أملها في سرعة الوصول إلى حل ينهى هذه الحرب.

وعن تأثير التصعيد في غزة على المياه واستخدام المياه كسلاح ضد المدنيين هناك وإمكانية توقيع اتفاقية دولية تحول دون استخدام المياه كسلاح في الحروب، قالت المسئولة الأوروبية إن المياه ومع الأسف تم استخدامها كسلاح في العديد من الصراعات لكن هذه المرة تبدو أكثر وضوحا، نظرا لوجود ما يزيد على مليونين من البشر في غزة لم يعد لديهم مصدر للمياه، مؤكدة على ضرورة احترام القانون الإنساني، مشددة على أن الوصول إلى المياه هو من حقوق الإنسان كما أن منع استخدام المياه سلاحا في الحروب منصوص عليها في بنود معاهدة جنيف التي يجب التقيد بها واحترامها.

وفي سياق آخر، وصفت هويجر، مؤتمر المناخ في دورته السابعة والعشرين (كوب 27) بأنه كان ناجحا للغاية.. مشيدة بحسن استضافة مصر لهذا الحدث الكبير.

واعتبرت المسئولة الأوروبية أن إدراج المياه على جدول أعمال مؤتمر المناخ يعد أمرا بالغ الأهمية لما يعكسه من أهمية تسليط الضوء على مدى الارتباط بين تغير المناخ والمياه.

وحول تقييمها للتعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي في مجال البيئة.. قالت هويجر "إن الجانبين يقومان بدور كبير فيما يتعلق بالأجندة المتعددة الأطراف الخاصة بالمياه".. مشيرة إلى مشاركة مصر الفعالة في مؤتمر الأمم المتحدة لمراجعة منتصف المدة لعقد المياه والذي عقد في مارس الماضي بنيويورك كما هو الحال بالنسبة للاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى التعاون أيضا فيما يتعلق بالتنوع البيولوجي العالمي ومعاهدة البلاستيك العالمية «معاهدة التلوث البلاستيكي العالمية».

وأضافت أن المياه تتصدر التعاون بين الجانبين في مجال البيئة، لافتة إلى أن هناك ما يسمى بفريق أوروبا والذي تتشارك فيه الدول الأعضاء في الاتحاد وخاصة إيطاليا وألمانيا وفرنسا والتشيك التعاون مع مصر ليس فقط من خلال التمويل بل من خلال القدرات التقنية في هذا الصدد وبخاصة فيما يتعلق بالمياه ومعالجتها، مشيرة إلى أن هناك عددا من الأفكار لتعزيز التعاون بين الجانبين بالإضافة إلى التعاون في مجال التنوع البيولوجي والتعامل مع التلوث والبلاستيك.

وبالنسبة لدعم الاتحاد الأوروبي لمصر، قالت هويجر، إن هذا الدعم يأتي في إطار الشراكة التي تربط بين الجانبين، منوهة بما أشار إليه وزير الموارد المائية والري فيما يخص التكلفة الضخمة للمشروعات التي تقيمها مصر في مجالي البنية التحتية والمياه.

وعلى صعيد آخر، أكدت المسئولة الأوروبية على التعاون الوثيق بين مصر والاتحاد الأوروبي في قطاع الطاقة والطاقة المتجددة لاسيما على ضوء ما تذخر به مصر من إمكانيات فيما يتعلق بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح.. مشيرة إلى اتفاقية الشراكة في قطاع الطاقة بين مصر والاتحاد الأوروبي.

وحول أهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي لمنع العواقب الوخيمة التي ستكون لها تأثيرات كبيرة على مجتمعاتنا مثل الأوبئة المستقبلية وكذا التداعيات على الأمن الغذائي، أوضحت هويجر، أن التنوع البيولوجي يسهم حقًا في القدرة على احتجاز الكربون وتخزين مياه الكربون في الغلاف الجوي، لذا فهي في الواقع دائرة تشبه إلى حد ما دائرة الحياة، قائلة إننا نعمل حاليا وبشكل كبير على تقليل الانبعاثات.

وأشارت إلى أهمية الحفاظ على التنوع البيولوجى لحماية البيئة، قائلة: «الأشياء جميعها ترتبط ببعضها البعض، ولا يمكن لنا أن ننتج الغذاء إذا لم يكن النظام البيئي في حالة جيدة».

وقالت المسئولة الأوروبية، إن المياه بالفعل هي مورد شحيح، فالتغير المناخي أدى إلى فقدان حياة البشر والحيوانات، منوهة بالتوقعات بأن نصف سكان العالم قد يعانون من الشح المائي، ما يجعل هناك حاجة إلى تحول منهجي وأن نضع في الاعتبار النظم البيئية وتطورها.

وعن الخطط الطموحة الأوروبية لاستقلالية الطاقة والسياسة الصناعية الأوروبية الجديدة، قالت هويجر، إنه في ضوء تداعيات الحرب الأوكرانية والآثار الجانبية للاعتماد على الغاز والنفط الروسي، كان على الدول الأوروبية أن تتجه بشكل كبير إلى مصادر الطاقة المتجددة، وقد تجاوزنا بالفعل ما خططنا له بالفعل، بسبب هذا الطرح لمصادر الطاقة المتجددة، نعتقد أننا نسير في الاتجاه الصحيح لتحقيق الأهداف المرجوة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مصر الاتحاد الأوروبي المياه المفوضية الأوروبية مشروعات المياه في مصر التنوع البیولوجی بین الجانبین التعاون بین مشیرة إلى فی مجال فی قطاع إلى أن على أن

إقرأ أيضاً:

مسؤولة أميركية لـ«الشرق الأوسط»: أولويتنا في السودان وقف القتال

أكدت الإدارة الأميركية أنها لا تزال منخرطة جداً في السودان، ولن تتخذ طرفاً في النزاع الدائر حالياً في البلاد، وتدعم الشعب السوداني وطموحاته نحو حكومة مدنية. وقالت نائبة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، مينيون هيوستن، في مقابلة خاصة مع «الشرق الأوسط» هي الأولى لمسؤول أميركي في عهد الرئيس دونالد ترمب عن ملف السودان، إن هذا الموقف لن يتغيَّر رغم كل المكاسب الميدانية التي حققها الجيش السوداني في الفترة الأخيرة.

التغيير: وكالات

وشدَّدت هيوستن على ضرورة وقف الأعمال العدائية فوراً، مشيرة إلى تعاون وثيق من قبل إدارة ترمب مع دول المنطقة للحرص على إنهاء الصراع الدائر، و«ضمان وقف الأعمال العدائية لتهيئة الظروف لحكومة بقيادة مدنية تعطي الشعب السوداني ما يستحقه، وأن الولايات المتحدة لن تتنازل عن هذا الجهد». كما أكدت على الاستمرار في سياسة المحاسبة عبر العقوبات، وضرورة الاستمرار في توفير المساعدات الإنسانية.

وقالت هيوستن: «نحن نعلم أن الوضع في السودان كارثي. إنها أكبر أزمة إنسانية في العالم. ما نراه في السودان أمر مؤسف، ومن المهم أن يعرف المتابعون والعالم أن الولايات المتحدة لا تزال منخرطة جداً في هذا الملف». وأضافت أن الإدارة الأميركية الحالية تعمل على جبهات متعددة، و«تشمل جهودنا الدبلوماسية الانخراط مع الاتحاد الأفريقي، والأمم المتحدة، والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية، بالإضافة إلى السعودية ودول أخرى».

واشنطن مستعدة للضغط

وأكدت، المسؤولة الأميركية أن الولايات المتحدة كانت واضحةً للغاية بشأن ما تحاول تحقيقه في السودان، قائلة: «كنا صريحين للغاية حول ضرورة أن يكون تدخل الشركاء والدول الأخرى في الأزمة (السودانية) تدخلاً بنّاءً يؤدي إلى وقف الأعمال العدائية، لأنه بخلاف ذلك فستكون هذه الدول متواطئةً في إطالة أمد النزاع، ومتواطئةً في خلق مزيد من المعاناة للسودانيين، وخلق مزيد من عدم الاستقرار، وهذا لن يؤدي إلى السلام».

كما تعمل الإدارة الأميركية على الجبهة الإنسانية، إذ إن هناك كثيرًا من العمل بمشاركة الشركاء المنفذين الذين يعملون على دعم الاحتياجات الحيوية للناس في السودان، وكذلك اللاجئين في الدول المجاورة ودعم جهودها لقبول اللاجئين. وأشارت إلى أهمية تدابير المساءلة فيما يتعلق بالعقوبات.

ولدى واشنطن 31 تصنيفاً للعقوبات في الوقت الحالي بين «قوات الدعم السريع» والقوات المسلحة السودانية، وهذا أمر مهم للإدارة الأميركية بوصفه إجراء آخر لدفع الطرفين المتحاربين للجلوس إلى طاولة المفاوضات، ووقف الأعمال العدائية، وإعطاء الشعب السوداني ما يستحقه.

التزام طويل تجاه السودان

وأوضحت أن واشنطن تطلب من الشركاء الإقليميين الاستمرار في لعب دور بنّاء في الجمع بين الطرفين، وأن نركز على احتياجات الشعب السوداني «وهو أمر أكثر أهميةً من أي شيء آخر».

وشدَّدت هيوستن على أن التزام واشنطن «هو تجاه شعب السودان، والالتزام بالسلام الدائم، والالتزام بوقف الأعمال العدائية، وهذا الالتزام لا يتزعزع ». وأكدت أن وزارة الخارجية الأميركية، تحت قيادة الوزير ماركو روبيو، تواصل العمل مع الشركاء المنفذين على الأرض للتأكد من وصول المساعدات الإنسانية إلى مَن يحتاجونها، كما تواصل الوزارة دعوة الجهات الفاعلة الإقليمية والحكومات الدولية، إلى بذل مزيد من الجهد، وأن تبذل الدول المانحة مزيدًا، لأن ما نراه في السودان وفي جنوب السودان يظهر أهمية تضافر الجهود العالمية لحل الأزمة.

لا استثمار مع الأسلحة

وأشارت المسؤولة الأميركية إلى أنه لا يمكن دعم أي جهود تتعلق بالتقدم الاقتصادي والاستثمار ما لم يتم إخماد نار الأسلحة، لذلك «سنركز في هذا الوقت على الشعب السوداني وإنهاء القتال، فكلا الطرفين مسؤول عن الدمار في السودان، وعن عدم الاستقرار الإقليمي. لذا يبقى تركيزنا منصبّاً على جلب الطرفين إلى طاولة المفاوضات لتهيئة الظروف لوصول المساعدات الإنسانية إلى مَن يحتاجونها قبل كل شيء».

وأشارت إلى أنه خلال الأسبوعين الأولين من مارس، كان يوجد 2.1 مليون شخص تلقوا مساعدات إنسانية مهمة لأنهم كانوا على حافة المجاعة. وعن العقوبات، قالت هيوستن، إنها مهمة بوصفها أداةً لدفع الطرفين المتحاربَين إلى وقف الأعمال العدائية.

نقلاً عن صحيفة الشرق الأوسط

الوسومالولايات المتحدة الأمريكية انهاء حرب السودان

مقالات مشابهة

  • طريقة عمل الغريبة بشكل محترف
  • بدء العمل بالتوقيت الصيفي في معظم الدول الأوروبية
  • “القسام” تعرض تسجيلا لأسير صهيوني لديها تحت عنوان “الوقت ينفد”
  • مسؤولة أميركية لـ«الشرق الأوسط»: أولويتنا في السودان وقف القتال
  • اتصال هاتفي بين وزيري خارجية مصر والإمارات لتكثيف وتيرة التنسيق المشترك
  • واشنطن: الحكومة اللبنانية مسؤولة عن نزع سلاح حزب الله
  • «محمد بن راشد للمعرفة» توزِّع 50 ألف كتاب
  • حين تصبح الصراحة فرضَ عين
  • مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم يتعلق بإحداث منطقة التسريع الصناعي لعين جوهرة
  • وفد رفيع المستوى لـ «منظمة السلامة الأوروبية» يزور الشركة الوطنية لخدمات الملاحة الجوية