مسؤولة بالمفوضية الأوروبية: مصر لديها القدرة على أن تصبح مركزًا للمعرفة في المنطقة فيما يتعلق بالمياه
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
أكدت فلوريكا فينك هويجر مدير إدارة شئون البيئة بمفوضية الاتحاد الأوروبي، أن مصر لديها الطموح والقدرة على أن تصبح مركزًا للمعرفة في المنطقة بأسرها فيما يتعلق بالمياه التي باتت تحديا للجميع سواء في أفريقيا أو الشرق الأوسط أو أوروبا.
وأشادت هويجر، في حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الاثنين، بدور مصر في معالجة أزمة المياه، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي أسهم بمنح تقدر بنحو 550 مليون يورو لتمويل مشروعات المياه في مصر على مر العقود الماضية، وعززت هذه المنح بموارد تمويلية ميسرة تناهز 3 مليارات يورو في قطاع المياه بالتعاون مع مؤسسات التمويل الأوروبية.
وقالت مسئولة ملف البيئة بالمفوضية الأوروبية، إن التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي في مجال المياه يحتل أولوية متقدمة، مشيرة إلى أن المياه تعد مصلحة موحدة ومشتركة للجانبين.
وحول زيارتها الحالية الى مصر، أفادت المسئولة الأوروبية، بأن هذه الزيارة تعد الأولى بالنسبة لها إلى القاهرة والثانية إلى مصر حيث إنها قامت بزيارة إلى شرم الشيخ العام الماضي وشاركت في فعاليات مؤتمر المناخ.
وقالت إنها تشارك خلال الزيارة الحالية في أسبوع القاهرة للمياه في دورته السادسة، مضيفة أن الاتحاد الأوروبي شريك منظم لهذا الحدث، لأننا نؤمن حقًا أن مصر ليس لديها الطموح فحسب بل لديها أيضًا القدرة على أن تصبح مركزًا للمعرفة في المنطقة فيما يتعلق بالمياه، مشيرة إلى أن المياه تعد تحديا للجميع سواء في أفريقيا أو الشرق الأوسط أو أوروبا.
وأشارت إلى أن مباحثاتها مع وزير الموارد المائية والري هاني سويلم، خلال زيارتها لمصر، تتركز على سبل تعزيز التعاون بين الجانبين في مجال المياه لاسيما من خلال تبادل الخبرات والزيارات وعقد المزيد من الاجتماعات، معربة عن أملها في ترجمة التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي في إعلان مشترك يصدر بعد نجاح المفاوضات الجارية يكون بمثابة منصة مشتركة خاصة لتكثيف وتعزيز التعاون في مجال المياه بين الجانبين ويدشن عملية تعقد في إطارها اجتماعات رفيعة المستوى واجتماعات ذات طابع فني وعناصر أخرى.. مؤكدة ثقتها في توقيع هذا الإعلان المشترك في ضوء توافر الإرادة لدى الجانبين بشأنه وفي إطار الاستعدادات لمؤتمر كوب 28 المنتظر في دولة الإمارات.
وفيما يتعلق بالتصعيد الدائر في قطاع غزة والتداعيات البيئية وخاصة المياه.. قالت هويجر، إن هذه الحرب مأساة للمدنيين، وكل الحروب لها تداعيات ضخمة على المدنيين وكذلك على البيئة، لأن القنابل لها تأثيرات على المدى الطويل على التلوث وعلى الأرض والمياه الجوفية وغيرها، وقد رأينا ذلك أيضا في أوكرانيا"، مضيفة "سنرى وبعد توقف هذه الحرب تأثيراتها طويلة الأمد على البيئة"، معربة عن أملها في سرعة الوصول إلى حل ينهى هذه الحرب.
وعن تأثير التصعيد في غزة على المياه واستخدام المياه كسلاح ضد المدنيين هناك وإمكانية توقيع اتفاقية دولية تحول دون استخدام المياه كسلاح في الحروب، قالت المسئولة الأوروبية إن المياه ومع الأسف تم استخدامها كسلاح في العديد من الصراعات لكن هذه المرة تبدو أكثر وضوحا، نظرا لوجود ما يزيد على مليونين من البشر في غزة لم يعد لديهم مصدر للمياه، مؤكدة على ضرورة احترام القانون الإنساني، مشددة على أن الوصول إلى المياه هو من حقوق الإنسان كما أن منع استخدام المياه سلاحا في الحروب منصوص عليها في بنود معاهدة جنيف التي يجب التقيد بها واحترامها.
وفي سياق آخر، وصفت هويجر، مؤتمر المناخ في دورته السابعة والعشرين (كوب 27) بأنه كان ناجحا للغاية.. مشيدة بحسن استضافة مصر لهذا الحدث الكبير.
واعتبرت المسئولة الأوروبية أن إدراج المياه على جدول أعمال مؤتمر المناخ يعد أمرا بالغ الأهمية لما يعكسه من أهمية تسليط الضوء على مدى الارتباط بين تغير المناخ والمياه.
وحول تقييمها للتعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي في مجال البيئة.. قالت هويجر "إن الجانبين يقومان بدور كبير فيما يتعلق بالأجندة المتعددة الأطراف الخاصة بالمياه".. مشيرة إلى مشاركة مصر الفعالة في مؤتمر الأمم المتحدة لمراجعة منتصف المدة لعقد المياه والذي عقد في مارس الماضي بنيويورك كما هو الحال بالنسبة للاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى التعاون أيضا فيما يتعلق بالتنوع البيولوجي العالمي ومعاهدة البلاستيك العالمية «معاهدة التلوث البلاستيكي العالمية».
وأضافت أن المياه تتصدر التعاون بين الجانبين في مجال البيئة، لافتة إلى أن هناك ما يسمى بفريق أوروبا والذي تتشارك فيه الدول الأعضاء في الاتحاد وخاصة إيطاليا وألمانيا وفرنسا والتشيك التعاون مع مصر ليس فقط من خلال التمويل بل من خلال القدرات التقنية في هذا الصدد وبخاصة فيما يتعلق بالمياه ومعالجتها، مشيرة إلى أن هناك عددا من الأفكار لتعزيز التعاون بين الجانبين بالإضافة إلى التعاون في مجال التنوع البيولوجي والتعامل مع التلوث والبلاستيك.
وبالنسبة لدعم الاتحاد الأوروبي لمصر، قالت هويجر، إن هذا الدعم يأتي في إطار الشراكة التي تربط بين الجانبين، منوهة بما أشار إليه وزير الموارد المائية والري فيما يخص التكلفة الضخمة للمشروعات التي تقيمها مصر في مجالي البنية التحتية والمياه.
وعلى صعيد آخر، أكدت المسئولة الأوروبية على التعاون الوثيق بين مصر والاتحاد الأوروبي في قطاع الطاقة والطاقة المتجددة لاسيما على ضوء ما تذخر به مصر من إمكانيات فيما يتعلق بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح.. مشيرة إلى اتفاقية الشراكة في قطاع الطاقة بين مصر والاتحاد الأوروبي.
وحول أهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي لمنع العواقب الوخيمة التي ستكون لها تأثيرات كبيرة على مجتمعاتنا مثل الأوبئة المستقبلية وكذا التداعيات على الأمن الغذائي، أوضحت هويجر، أن التنوع البيولوجي يسهم حقًا في القدرة على احتجاز الكربون وتخزين مياه الكربون في الغلاف الجوي، لذا فهي في الواقع دائرة تشبه إلى حد ما دائرة الحياة، قائلة إننا نعمل حاليا وبشكل كبير على تقليل الانبعاثات.
وأشارت إلى أهمية الحفاظ على التنوع البيولوجى لحماية البيئة، قائلة: «الأشياء جميعها ترتبط ببعضها البعض، ولا يمكن لنا أن ننتج الغذاء إذا لم يكن النظام البيئي في حالة جيدة».
وقالت المسئولة الأوروبية، إن المياه بالفعل هي مورد شحيح، فالتغير المناخي أدى إلى فقدان حياة البشر والحيوانات، منوهة بالتوقعات بأن نصف سكان العالم قد يعانون من الشح المائي، ما يجعل هناك حاجة إلى تحول منهجي وأن نضع في الاعتبار النظم البيئية وتطورها.
وعن الخطط الطموحة الأوروبية لاستقلالية الطاقة والسياسة الصناعية الأوروبية الجديدة، قالت هويجر، إنه في ضوء تداعيات الحرب الأوكرانية والآثار الجانبية للاعتماد على الغاز والنفط الروسي، كان على الدول الأوروبية أن تتجه بشكل كبير إلى مصادر الطاقة المتجددة، وقد تجاوزنا بالفعل ما خططنا له بالفعل، بسبب هذا الطرح لمصادر الطاقة المتجددة، نعتقد أننا نسير في الاتجاه الصحيح لتحقيق الأهداف المرجوة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مصر الاتحاد الأوروبي المياه المفوضية الأوروبية مشروعات المياه في مصر التنوع البیولوجی بین الجانبین التعاون بین مشیرة إلى فی مجال فی قطاع إلى أن على أن
إقرأ أيضاً:
وزير الري : دعم الاتحاد الأوروبي ساهم فى مواجهة تحديات ندرة المياه
اكد الدكتور هانى سويلم وزير الموارد المائية والري، على اهمية دعم الاتحاد الأوروبي لمصر فى رفع كفاءة الري، واعادة استخدام المياه، مشيرا إلى أنه ساهم فى دعم جهود مصر لمواجهة تحديات ندرة المياه والأمن الغذائي، وقد توج هذا التعاون بتوقيع "إعلان الشراكة المائية بين مصر والاتحاد الأوروبي" خلال فعاليات مؤتمر COP28 المنعقد في عام ٢٠٢٣
وذلك خلال لقاءه السفيرة أنجلينا إيخورست سفير الإتحاد الأوروبى في مصر ، للتباحث حول سُبل تعزيز الشراكة المائية بين مصر والإتحاد الأوروبى ، ومناقشة مقترحات تطوير خطط العمل الإستراتيجية (٢٠٢٤ - ٢٠٢٧) طبقاً لأولويات الوزارة ، والتنسيق المشترك في فعاليات اسبوع القاهرة الثامن للمياه والمزمع عقده في شهر أكتوبر ٢٠٢٥ .
واشار الوزير إلى أن دعم الأمن المائي في مصر تحقق من خلال الإدارة المستدامة للموارد المائية وتعزيز الحوار وتبادل الخبرات التى تعزز القدرات التكنولوجية والعلمية والإدارية في مصر والاتحاد الأوروبي، وبناء القدرات في مجال الإدارة المتكاملة للموارد المائية استنادًا إلى مبادئ المساواة والمنفعة المتبادلة .
ولفت لوجود عدد من المشروعات الجارى تنفيذها بالتعاون مع عدد من دول الإتحاد الأوروبى مثل البرنامج القومى الثالث للصرف ، ومشروع تحسين نوعية المياه في مصرف كيتشنر ، ومشروع "تحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر" ، ومشروع النهج القطاعى المتكامل JISA ، ومشروع مراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد .
وأوضح أنه ومع محدودية الموارد المائية فإن مصر تسعى لرفع كفاءة إستخدام المياه من خلال العديد من المشروعات والإجراءات التي تندرج تحت مظلة "الجيل الثانى لمنظومة الرى 2.0" .
و تقوم الوزارة حالياً بتأهيل المنشآت المائية و دراسة التحكم الآلى في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، ودرسة استخدام المواد الصديقة للبيئة فى تأهيل الترع، والتوسع في مشروعات الرى الحديث طبقاً لاولويات الوزارة، والتوسع فى مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، و دراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء، وتوجه الوزارة لتطبيق مبادئ الحوكمة، وتحديث منظومة الإدارة بالإعتماد على التكنولوجيا الحديثة والرقمنة والإعتماد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي .
وتم خلال اللقاء مناقشة موقف مبادرة "المرفق الأوروبي الأخضر" تحت مظلة "مبادرة فريق أوروبا" والتي تم توقيعها خلال فعاليات "اسبوع القاهرة السابع للمياه" لعام ٢٠٢٤ بين مصر والاتحاد الأوروبي ، وهي مبادرة تمثل خطوة حيوية فى التعامل مع التحديات التي تواجه مصر لا سيما في قطاعي المياه والزراعة اللذان يعدان ركيزتان يعتمد عليهما فى تحقيق التنمية المستدامة في مصر .