كاتبة أسترالية: جرائم (إسرائيل) في غزة كشفت وجه الغرب الدموي
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
سيدني-سانا
جرائم “إسرائيل” في غزة بكل ما تحمله من بشاعة فاقت الأوصاف أحدثت وفقاً للكاتبة الأسترالية كيتلين جونستون صحوة عالمية، انكشف فيها وجه الغرب الدموي على حقيقته.
الكاتبة تساءلت في مقال نشرته على موقعها في منصة ميديام عن المدى الذي ستصل إليه وسائل الإعلام الغربية في تغطيتها على جرائم “إسرائيل” رغم انكشافها أمام العالم بأسره، وإلى متى ستواصل ماكينات الغرب الإعلامية اجترار الأكاذيب والذريعة ذاتها في محاولة لتبرير كم المجازر المروعة والمذابح اليومية، التي ترتكبها “إسرائيل” في غزة بشكل خاص وفي فلسطين المحتلة بشكل عام.
وقالت جونستون: إن قوى الغرب الإستعمارية بقيادة “إسرائيل” والولايات المتحدة كشفت من خلال المجازر، التي ترتكب بحق الفلسطينيين وجهها الحقيقي القبيح أمام الجميع، وعلى الرغم من أن الرأي العام الغربي خاضع لسيطرة البروباغندا، التي تروج لمزاعم “الحرية والديمقراطية” والجميع يعيش في وهم منسوج بعناية من قبل أولئك، الذين يتحكمون بطريقة تفكير وكلام وأفعال وأصوات الناخبين والمدنيين، سواء في أوروبا أو الولايات المتحدة إلا أن التحرك الشعبي العالمي من احتجاجات في الشوارع ومنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي يؤكد حدوث صحوة لدى الجميع في الغرب.
وحول استمرار الإعلام الغربي بإعادة وتكرار ما حدث خلال عملية طوفان الأقصى، وتجاهل كل المجازر التي ترتكبها “إسرائيل” قالت جونستون: إن كل هذه المحاولات أصبحت بالية ومكشوفة والحقائق والفيديوهات والصور المروعة لكل الضحايا، الذين يرتقون جراء جرائم “إسرائيل” لم تعد لتترك مجالاً أمام استمرار هذه الأكاذيب، التي كلما طالت كلما انقلبت على المروجين لها.
وأوضحت جونستون أن أحدا لم يعد باستطاعته إخفاء حقيقة أن “إسرائيل” وباشتراك مباشر مع الولايات المتحدة والغرب تقتل أطفال غزة، وتشن حملة إبادة جماعية لإنهاء وجودهم ووجود أهلهم وأرضهم بشتى أنواع الأسلحة والقذائف، التي تنهال عليهم من السماء ومن البحر والبر، وسط ظلام دامس ودون اتصالات أو طعام أو ماء.
باسمة كنون
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
صحفية أسترالية يسعى اللوبي الصهيوني لتمزيق سمعتها (بورتريه)
صحفية ومعلقة سياسية أسترالية، كانت لسنوات واجهة الأخبار التليفزيونية في أستراليا كمذيعة للبث المسائي.
على مدار 40 عاما الماضية، كانت شخصية محورية في بناء أستراليا متعددة الثقافات والمتسامحة، صنعت لنفسها سمعة طيبة يسعى اللوبي الصهيوني إلى تمزيقها لأنها تجرأت على انتقاد جرائم الاحتلال في قطاع غزة.
ماري كوستاكيديس، يونانية الأصل، ولدت عام 1954 في فيريا باليونان، وبعد ذلك بعامين هاجرت عائلتها إلى أستراليا.
التحقت كوستاكيديس بمدرسة "فورت ستريت" الثانوية للبنات، وجامعة "سيدني"، حيث درست اللغة اليونانية الحديثة والفلسفة والفرنسية والألمانية والإيطالية. وأكملت دبلوم في التربية، وحصلت أيضا على منحة للدراسات العليا للدراسة في جامعة "أرسطو" في مدينة سالونيك شمال اليونان.
عملت مدرسة في جامعة "سيدني"، ومسؤولة أبحاث في إدارات الصحة والشباب والخدمات المجتمعية في ولاية "نيو ساوث ويلز"، ومترجمة في المحكمة ومحررة ترجمات، كما استضافت وقدمت برامج على محطات الراديو في أستراليا.
خلال مهمتها كمترجمة في ما يسمى "قضية المؤامرة اليونانية" في أواخر السبعينيات، نظمت دورة تحويل للمترجمين اليونانيين في لجنة الشؤون العرقية في "نيو ساوث ويلز" بالتعاون مع قسم اللغة اليونانية الحديثة بجامعة سيدني، لتسهيل التحويل من اللغة الرسمية إلى اللغة الديموطيقية أو اليونانية العامية، بعد بضع سنوات، تبنت اليونان أيضا اللغة العامية كلغة لجميع الوثائق الرسمية.
واصلت كوستاكيديس مشاركتها في الظهور التلفزيوني في مسلسل تلفزيوني للأطفال. وظهرت في عدة أفلام كمذيعة أخبار.
ومع بداية الثمانينيات كانت كوستاكيديس عضوا في فريق الإدارة الذي أنشأ وطور تلفزيون "إس بي إس" وفي عام 1980 بدأت في تقديم برنامجها الرائد "أخبار العالم" لمدة 20 عاما، واستقالت منه في عام 2007 بسبب التغييرات التي اعتقدت أنها تقوض معايير التلفزيون وبسبب ما ادعت أنه خرق للعقد.
ووفقا لزملائها في العمل كانت كوستاكيديس غير سعيدة بـ"إدخال الإعلانات داخل برامج الأخبار"، وكان رحيلها "ضربة كبيرة" وأشار الكثيرون إلى أن "هيئة البث المتعددة الثقافات قد فقدت طريقها".
خلال مسيرتها عينت في عدة مجالس وجمعيات من بينها: اللجنة الاستشارية للجمهورية في أوائل التسعينيات، وعملت أيضا في مجلس "وسام أستراليا"، وعضوا مؤسسا في مجلس مؤسسة "جيمس جويس"، وعضوا نشطا في "جمعية كازانتزاكي"، وعملت في مجلس معايير الإعلان، ومجلس المخدرات والكحول، ومجلس السرطان، واللجنة الاستشارية ومؤسسة المئوية الدستورية.
وشغلت منصب عضو مجلس إدارة مؤسسة "فريد هولوز"، ومجلس مسرح سيدني، ومجلس المكتبة الوطنية الأسترالية، ومجلس مؤسسة "ريس ميد"، واللجنة الاستشارية لمؤسسة "سيدني للسلام"، وجامعة سيدني، ومؤسسة "فرايليش" التابعة للجامعة الوطنية الأسترالية، ومؤسسة الخصوصية.
واستضافت كوستاكيديس حفل توزيع جوائز الأعمال العرقية، لأكثر من خمس دورات، والذي سلط الضوء على التمييز الذي يواجهه المهاجرون والسكان الأصليون في مجال الأعمال.
في عام 2009، عينت في لجنة التشاور الوطنية لحقوق الإنسان التي استقصت مدى كفاية حماية وتعزيز حقوق الإنسان في أستراليا.
ولم يقتصر عملها في الإعلام والصحافة على البث التلفزيوني والإذاعي وإنما امتد إلى نشر أعمالها من قبل وسائل الإعلام المستقلة بما في ذلك مجلة السياسة العامة واستخدمت منصة التواصل "إكس/تويتر سابقا".
دعمت المحرر والناشط والناشر الأسترالي، جوليان أسانج، مؤسس موقع "ويكيليكس" ففي عام 2011، قدمت له الميدالية الذهبية لمؤسسة "سيدني للسلام " ووصفت "ويكيليكس" بأنه "موقع إلكتروني مبتكر غيّر ميزان القوة بين المواطن والدولة من خلال الكشف عن ما تقوم به الحكومات حقا باسمنا".
وقالت إن معاملة الولايات المتحدة لأسانج كانت تهدف إلى "إغلاق ويكيليكس وتجريم نشاط هذا الناشر". وانتقدت محاكمة وتسليم أسانج في المملكة المتحدة ووسائل الإعلام لعدم اهتمامها بالقضية.
تتميز مسيرة كوستاكيديس باهتمامها بالعدالة الاجتماعية، وفي المشاركة في الخطاب العام وإلقاء المحاضرات ورئاسة المنتديات العامة، والمساهمة بمقالات الرأي التحريرية في الصحافة السائدة ووسائل الإعلام المستقلة عبر الإنترنت.
كما تغطي صحافتها القضايا الجيوسياسية والديمقراطية وحرية الصحافة، إضافة إلى التعليق في مجالات أخرى بما في ذلك الشرق الأوسط والأمن القومي والصين وإخفاقات وسائل الإعلام الرئيسية.
وفي شباط/ فبراير 2024 وقعت مع مجموعة من النشطاء في مجال حقوق الإنسان ضمت عربا ويهودا أستراليين، رسالة إلى محكمة العدل الدولية قالوا فيها بأن أستراليا ملزمة بمنع أي عمل من شأنه أن "يزيد من تعريض بقاء الشعب الفلسطيني للخطر، والفشل في القيام بذلك يعني التواطؤ في الإبادة الجماعية".
وجاء في المذكرة أنه "في غياب أي رد من الحكومة الأسترالية على حكم محكمة العدل الدولية، تراقب ما لا يقل عن 100 مجموعة، تمثل المجتمع المدني بقلق، فشل أستراليا في التحرك لمنع الإبادة الجماعية في غزة، وتشعر بالقلق من أن الحكومة لا تعكس مخاوفها بتقاعسها".
وسيبدأ الاتحاد الصهيوني في أستراليا مطاردة الساحرات للصحفية الشهيرة لمواقفها الأخلاقية مما يجري في غزة من حرب الإبادة، ففي تموز/ يوليو العام الماضي قال الاتحاد الصهيوني إنه سيقدم شكوى إلى لجنة حقوق الإنسان الأسترالية، زاعما أن كوستاكيديس انتهكت قوانين التمييز العنصري بنشرها على "إكس" رابطا لخطاب للأمين العام لحزب الله، الشهيد حسن نصر الله.
وفي الفيديو الذي أعيد تغريده يقول زعيم حزب الله: "هنا ليس لكم مستقبل، ومن النهر إلى البحر أرض فلسطين للشعب الفلسطيني وللشعب الفلسطيني فقط".
وأعلى اقتباس نصر الله في التغريدة كتبت كوستاكديس: "الحكومة الإسرائيلية تحصل على بعض الأدوية الخاصة بها. لقد بدأت إسرائيل شيئا لا يمكنها إنهاءه بهذه الإبادة الجماعية".
وزعم رئيس الاتحاد الصهيوني جيريمي ليبلر بأن ماري كوستاكديس "أساءت استخدام منصتها لنشر نظريات المؤامرة لإنكار استخدام حماس للعنف الجنسي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر".
ونشر تغريدة لها تقول فيها "إن تحقيق للأمم المتحدة لم يجد أي دليل على العنف الجنسي من قبل حماس".
ودافعت كوستاكيديس عن ذلك بقولها أن الهدف من هذه التغريدة هو "القول إن إسرائيل تدعو إلى التصعيد، إنها تدعو إلى الانتقام لأنها تنفذ إبادة جماعية".
وقالت أن هذه الاتهامات ترقى إلى مستوى "محاولة لتصويري على أنني مغتصبة ومنكرة للهولوكوست". وكتبت على "اكس": "هذا لأنني كنت أشارك تقارير الصحفيين المستقلين الذين يتمتعون بتقدير كبير للغاية والذين كتبوا عن عدم وجود أدلة موثوقة على مزاعم "الاغتصاب المنهجي والواسع النطاق" من قبل حماس".
وأصدرت هيئة الدفاع عن ماري كوستاكديس بيانا قالت فيه بأنها تفتخر بالدفاع عنها من التهم الموجهة إليها من قبل الاتحاد الصهيوني الأسترالي بموجب قانون التمييز العنصري بسبب مشاركتها تغريدات حول غزة.
وقال البيان "لقد قدمنا دفاعها أمام لجنة حقوق الإنسان هذا الأسبوع. تعليماتها واضحة، لن يتم تخويفها، ولن يتم تكميم أفواهها، ولن تتوقف عن تغطية الأحداث الدولية كما فعلت طوال حياتها المهنية. وهذا يشمل إسرائيل والثآليل وكل شيء".
وكشف البيان أن الاتحاد الصهيوني الأسترالي يستخدم القانون الأسترالي كسلاح في محاولة للحد من الانتقادات الموجهة لدولة الاحتلال بسبب أعمال الإبادة الجماعية التي ترتكبها.
"لن يخيفنا هؤلاء في مواجهة ذبح عشرات الآلاف من الأطفال ومئات الأطباء والممرضات والصحفيين وغيرهم من المدنيين" بحسب بيان هيئة الدفاع.
منذ بدء الحرب المتوحشة والدموية في غزة، كانت ماري كوستاكديس قوة أخلاقية على وسائل التواصل الاجتماعي حيث قدمت تحديثات حية، وشاركت تقارير عن الدمار والموت في قطاع غزة، وحسابات لأشخاص عاديين يحاولون النجاة من هذا النزاع المميت.
كانت ماري ولا تزال وستبقى بحسب ما نقل عنها، مدافعة عن حق الشعب الفلسطيني في الحرية وبناء دولته.