الحرب بالوكالة
م. #أنس_معابرة
يمكن تعريف #الحرب_بالوكالة على أنها أن تخوض #معركة نيابة عن أحد ما، قد يكون أحد أفراد أسرتك، أو أحد الزملاء في العمل، واحياناً نخوض المعركة نيابة عن أشخاص لا نعرفهم من الأساس.
صحيح أن للمؤمن دور في المجتمع، يعمل من خلاله على تقويم المعوج، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكن في حدود طاقاتك وامكانياتك، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
إن السبب الأكبر لخوضنا المعارك نيابة عن الآخرين هو عدم قدرتنا على قول “لا”، خوفاً من أن يكرهنا الآخرون، أو أن يصفونا بالسلبيين، تخيل!!! أنت تخسر نفسك أحياناً من أجل أناس قد يلقوا بك على قارعة الطريق في أقرب فرصة.
إذا كان الأمر لا يعنيك في قضية ما، أو أن هنالك سلطة تعلو سلطتك ومسؤولة عن هذا الامر، لا تتدخل فيه، أنت بذلك تخوض معارك الآخرين بالوكالة، أنت تخسر من جهدك ووقتك من أجل راحة البعض، الذين قرروا أن يتهربوا من المسؤولية، ويلقوا بها إلى غيرهم.
وستجد في حياتك الكثير من الأشخاص الذين يجيدون فن التهرب من المسؤولية، يحاولون دائماً أن يجدوا مبرراً لتجنب القيام بالأعمال الموكلة إليهم، أن يجدوا من يقوم بهذه الأعمال نيابة عنهم، وقد يلجؤون إلى ذلك بطرق مباشرة، أو قد يستعملون الحيل المختلفة لإيقاع أحدهم في المعركة بدلاً منهم.
ولو دخلت في معركة أحد هؤلاء وفزت، سيكون النصر حليفهم، وسيفتخرون بذلك الإنجاز الذي حققته أنت، وستجد الكثير منهم في بيئات العمل من الزملاء والرؤساء، أما إن خسرت فستكون الهزيمة من نصيبك وحدك، وسيكونون أول من يلقي عليك اللوم لتدخلك في شؤونهم الخاصة، أو لتعديك على صلاحياتهم ومجال أعمالهم.
إن القدرة على قول “لا” صريحة واضحة في مكانها الصحيح هي مهارة تحتاج إلى الكثير من الممارسة والتدريب، البعض منا لا يعرف كيف يقول لا لأحد أبناءه، أو لزوجته، او لأحد زملاءه في العمل، او حتى جيرانه، وقد يجد نفسه متورطاً في مصيبة كبيرة ترهقه مادياً أو نفسياً أو عاطفياً على الأقل.
إن أهم قاعدة في التعامل مع متطلبات الأسرة هي أن توفر لهم كل ما يحتاجونه، بالإضافة إلى ربع ما يطلبونه فقط، وبالتالي عليك أن تكون متمرساً في قول لا لبعض طلباتهم أحياناً.
أما في العمل؛ فهنالك مجموعة من القواعد التي تحدد صلاحيات كل موظف، بالإضافة إلى وصف العمل الواجب عليك القيام به، وقواعد السلوك الأربع؛ كالاحترام والعدالة والصدق وتحمل المسؤولية، التي يجب أن نلتزم بها في التعامل مع الجميع، لا في ميدان العمل فقط.
خلاصة القول:
يجب ان تعلم واجباتك تجاه محيطك جيداً، ثم تقوم بتلك الواجبات على اكمل وجه، لا تحاول أن تتهرب من المسؤولية المناطة بك تحت أي ظروف، بل كن بقدر المسؤولية التي أُوكلت إليك.
بالمقابل؛ لا تتنطع لتقوم بمسؤوليات الآخرين، لا تتردد في تذكيرهم بواجباتهم، ولا ترهق نفسك في خوض معاركهم، ودعهم يتحملون نتيجة ذلك التهرب، ولا تتردد في أن تقول “لا” لبعض طلباتهم في مكانها الصحيح.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الحرب بالوكالة معركة نیابة عن
إقرأ أيضاً:
نهار عابر.. العجز البشرى أمام الواقع السوري
أهداءًا إلى مهندس المناظر “أنسى أبو سيف” ، تنافس المخرجة السورية رشا شاهين بفيلمها الروائي القصير نهار عابر في مسابقة الأفلام القصيرة ضمن فعاليات النسخة الـسادسة من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي للفيلم القصير.
كما شارك فى فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولى الدورة الـ 45 ، تدور أحداث حول حياة امرأة غيرتها الحرب بالكامل فى سوريا وبعد فترات من اتخاذ القرار التقت مع رجل ايضا فقد أسرته فى الحرب وقررا قضاء ليله معًا غيرت مسار حياتهما ليكتشف الثنائي خلال لقائهما حاجتهما إلى التواصل العاطفي والإنساني، العمل المصريان ريم حجاب، وخالد كمال ، قدمت المخرجة عملاً سينمائيًا تميز على جميع المستويات بدايه من اختيارها لقصة إنسانية من قلب الحرب والدمار، حولت ان تنقل ما تعكسه الحرب على حياة الانسان بشكل عام وبشكل خاص فى حياة إمراة فقدت ابنها اثناء الحرب وقامت بدفنه فى فناء المنزل رغبه منها بالاحتفاظ برؤيته وأن كان أصبح هيكلاً عظمى ولكن لم تمنعها الامومة من ذلك كما لعبت المناظر وتوجيه الاضاءه دورًا جيدًا فى الانتقال من حاله لحاله فى حدوث تطورات فى حياة البطلة بدايه من السواد الذى كان يغيم على حياتها تدريجيًا بدايه ظهور ألوان دافئه تدل على رقه ورومانسية البطلة وصولا للصورة الرمادية والرياح التى أصبحت عليها فهو فـيلمٌ تتشابك فيه معاناة الشخصيات مع العجز البشري في مواجهة الفقد، للحرب أن تسلب منا حتى أبسط مظاهر الحياة وخاصه فى وضع مزيدًا من مشاعر التوتر التى ظلت تلازم البطلان طيلة أحداث الفيلم ورغم ذلك نجد أن المشاهد تتميز بالدفء واختيار شريط الصوت لتقديم مظاهر الحياة هناك وايضا استخدام رمزيه تعطل الراديو والشبكات للدلاله على مدى جفاء استمتاع هؤلاء الاشخاص بأبسط الاشياء وهو الراديو والتلفزيون مظاهر الامتاع والتشويق .
وقد أكدت على ذلك مخرجة العمل بمدى تأثرها بالمخرج المصري الراحل محمد خان، والذى كان دافعًا لميلاد فكرة الفيلم، وذلك أثناء دراستها في معهد السينما بالقاهرة وخاصه حين قدم المخرج محمد خان قصة فيلمه بناء على حادثة قرأها في إحدى الصحف، وهو فيلم “موعد على العشاء”، وكيف ينطلق المؤلف في الكتابة من الشخصيات التي يراها في الواقع ليكتب نصًا للسينما وبناء على ذلك بنيت أحداث فيلمها نهار عابر مع إمراة سلبت الحرب منها مشاعرها وبرائتها وانوثتها ايضا لتلتقى بصحفى شاب اثاره الفضول لدخول عالمها الخاص ويظل الارتباك ملازما له كما تفعل الحرب ،ولكن على رغم من التحديات، عملت المخرجة مع مهندس المناظر أنسي أبو سيف، والذي أبدع في تصور المشاهد في الأماكن الجديدة، توالذى أضفى التجربة الغنية، والذى استغرق التحضير لهذا الفيلم ما يقارب عامين من العمل الشاق، بين معاينات المواقع والتعديلات المتواصلة على السيناريو، فهو فيلم لم يوجه للحديث عن الحرب، بل عن الأمل والإنسانية في أحلك الأوقات، إذ تظل لمحات من الحياة الطبيعية قادرة على مقاومة الخراب الدائم .
العمل إنتاج: باهو بخش – صفي الدين محمود ، مصمم المناظر: أنسي أبوسيف مدير التصوير: مصطفى الكاشف ، مونتاج: منى ربيع ، ميكساج: أحمد جابر.