بالتوازي مع آلة القتل العسكريّة التي يمتلكها جيش الإحتلال الإسرائيلي، مدعومًا بالأساطيل والبوارج الغربية، ليدكّ الأبنية السكنية في غزة فوق رؤوس قاطنيها، ويقتل آلاف الأطفال والنساء والشيوخ، هناك جيشٌ اسرائيلي ثانٍ غيرُ مرئي، لا يقلّ تدريبًا وتسليحًا، يتخطّى الأول عديدًا، ويخوض معركة من نوع آخر، مسرحها يتجاوز غزة ليشمل الفضاء العالمي برمّته، وتأثيرها لا يقتصر على مسار الحرب في الميدان الغزّاوي فحسب، بل يطال حاضر الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ومستقبل القضيّة الفلسطينية.



جيش اسرائيل الإلكتروني لتشويه الحقائق
اسرائيل التي اتقنت استخدام الدعاية الكاذبة منذ ما قبل زمن بلفور ووعده، لا تغفل هذا السلاح أبدًا في حربها على غزة، لذلك أطلقت "جبهة التوعية" عبر الفضاء الافتراضي، أو ما يعرف بـ"جيش إسرائيل الإلكتروني". مهمتُه إدارة المعركة عبر مختلف شبكات التواصل الاجتماعي، ليقدّم للرأي العام الغربي روايته الخاصة. وقد وصفت صحيفة يديعوت أحرونوت "جبهة التوعية" بأنّها لا تقلّ أهمية عن ساحات القتال. بالتوزاي نشط القسم الرقمي في وزارة الخارجية الإسرائيلية منذ الساعات الأولى ل"طوفان الأقصى"، ونشر تباعًا نحو ألف منشور وتغريدة باللغات الإنكليزية والإسبانية والعربية والفارسية والروسية، حصلت على أكثر من 320 مليون مشاهدة، وفق صحيفة "غلوبس" الإسرائيليّة، وقد وصف الصحفي نافو تربلسي مراسل شؤون التكنولوجيا والإنترنت في الصحيفة المذكورة ما يقومون به، بأنّه معركة التأثير في الرأي العام العالمي.

مراد: تضليل ممنهج لتوجيه الرأي العام الغربي
تلقى تلك المعركة صداها في الإعلام الغربي، الذي يردّد الأكاذيب الإسرائيلية، ويتبنّاها إلى حدّ التماهي معها في تشبيه حماس بداعش، وفق مقاربة الدكتور غسان مراد، الاستاذ الباحث في حوسبة اللغة والإعلام الرقمي، ورئيس مركز الأبحاث في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية، لافتًا في اتصال مع "لبنان 24" إلى أنّ توصيف هجوم حماس بالإرهابي، وتشبيهه بهجمات الحادي عشر من أيلول 2001، مؤشّرٌ حيال مدى توجيه الرأي العام الغربي، الذي تشّرب الإسلاموفوبيا، ومحاولة إقناعه بأنّ ما حصل هو عملية إرهابية قام بها مسلمون عرب، وإغفال حقيقة وجود مقاومين يحاربون دولة عنصرية احتلّت أرضهم.

الإعلامي الغربي يسقط في فخ صورة "الطفل المتفحّم"
الصورة الأولى التي بثتها اسرائيل في معركتها الدعائية، وكان لها التأثير الأكبر لدى الرأي العام العالمي في الساعات الأولى ل"طوفان الأقصى"، نشرها رئيس حكومة العدوّ بنيامين نتنياهو، إدّعى أنّها لطفل اسرائيلي متفحّم أحرقته حماس وفق روايته. ثم كتب عبر حسابه "أحرقوا عشرات الأطفال وأعدموهم وقطعوا رؤوسهم. لم نشهد مثل هذه الوحشية في تاريخ دولة إسرائيل. إنّهم أسوأ من "داعش"، وهكذا يجب أن نتعامل معهم". إدعاء نتنياهو الكاذب بقتل حماس للأطفال، بغياب أي دليل أو صورة، تناقلته على الفور الصحف الأجنبية. صحيفة "ذا صن" عنونت في صفحتها الأولى "المتوحشون يقطعون رؤوس الأطفال في مذبحة"، فيما كتبت "التايمز" "لقد قطعت حماس حناجر الأطفال في مذبحة" وهكذا فعلت "ديلي ميل" و"ديلي تلغراف" وغيرها من الصحف العالميّة.

أميركي يكشف زيف الصورة
ما كشفه الصحفي الأميركي جاكسون هينكل من زيف صورة الطفل المتفحم التي نشرها نتنياهو، بحيث تبين أنّها تعود إلى كلب في عيادة طب بيطري، تمّ تزييفها عن طريق الذكاء الاصطناعي، تجاهله الإعلام الغربي. كذلك "لم يحذف نتنياهو ما كتبه حتى الآن وجرى على أساسه بناء وتبنّي السردية الغربيّة" وفق مراد، مشيرًا إلى أنّ مراسلة CNN سارة سيدنر تبنّت رواية نتنياهو، بحيث شاهدها عشرات الملايين عبر العالم، وعندما ظهرت حقيقة الصورة اكتفت بالإعتذار عبر تغريدة على حسابها على منصّة X، لم يشاهدها إلا عدد قليل من أولئك الذين تبنّوا كلامها عن أنّ "حماس" قطعت رؤوس الأطفال. يمارس الإعلام الغربي تعتيمًا متعمّدًا لمجريات الميدان في غزة، على سبيل المثال يقول مراد "لا نشاهد المجازر على شاشات التلفزة الفرنسية وصور مجازر الأطفال التي يقوم بها الاسرائيليون، بل تكتفي هذه الوسائل الإعلامية بالأخبار التي تتناسب مع اللّوبي الاسرائيلي الّذي يتحكّم بالإعلام الفرنسيّ" ولتأكيد التحيّز الغربي وممارسة التعمية الإعلامية، لفت مراد إلى إيقاف الشركة الفرنسية المسؤولة عن القمر الصناعي "يوتل سات" Eutelsat، بثّ "قناة الأقصى"، بما يتنافى مع الحقوق الدولية التي تكفل حرّية التعبير.

الإعلام الغربي يسكت إعلامييه بالقوة ويطرد بعضهم
انحياز الإعلام الغربي لسلطات الإحتلال الإسرائيلي لم يتوقف عند حدّ تبني روايتهم، بل ذهبت وسائل إعلام غربية إلى طرد عاملين لديها حاولوا أن يقدّموا محتوى منحازًا لشيء من الموضوعيّة. على سبيل المثال لا الحصر، فُصِل المراسل الرياضي جاكسون فرانك من موقع "فيلي فويس" الإخباري، الذي انضم إليه أخيرًا بعد أن كتب على موقع إكس "أتضامن مع فلسطين دائما"، فردّ الموقع بإقالته. شبكة "إم إس إن بي سي" الأميركية أوقفت 3 من أبرز مذيعيها المسلمين مهدي حسن وأيمن محيي الدين وعلي فلشي بعد عملية "طوفان الأقصى". "بي بي سي" البريطانية أوقفت التعامل مع صحفيّة مستقلة وأحالت ستة من صحفييها العرب في مكتبها في القاهرة إلى التحقيق، بدعوى "نشاطهم المتحيز لفلسطين على حساباتهم في مواقع التواصل". صحيفة "ذي غارديان" البريطانية أنهت عقدا استمر أكثر من أربعين عامًا مع رسام الكاريكاتور ستيف بيل، بسبب رسم كاريكاتوري، أظهر فيه نتنياهو مُرتديا قفازات ملاكمة، وهو يحدد جزءٌا من خريطة تمثّل قطاع غزة تمهيدا لاقتطاعه، مع عبارة "يا سكان غزة اخرجوا الآن".     حجب الصورة متعذّر في زمن "السوشيل ميديا"..ولكن رغم تفوق الدعاية الإسرائيلية تاريخيًّا، تراجعت قدرتها على احتكار الحقائق بظل انتشار وسائل التواصل الإجتماعي، بحيث لم يعد المسرح الإعلامي مقتصرًا على "أحادية الرواية الإسرائيلية"، بدليل ما نشهده من تبدّل نسبي في الموقف الغربي، وفي إطاره يمكن وضع تصريح وزيرة الحقوق الاجتماعية الإسبانية إيوني بيلارا، بتوصيفها ممارسات إسرائيل في غزة بأنّها "جريمة حرب وإبادة جماعية" ودعوتها الدول الأوروبية إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، ووجوب تقديم نتنياهو للمحكمة الجنائيّة الدوليّة.   الرأي العام الغربي بدوره بدأ يرى صورة مغايرة، وإن بشكل محدود، لاسيما بعد مجزرة مستشفى المعمداني، رغم محاولات نتنياهو وبايدن إلصاقها بحركة الجهاد الإسلامي، وقد عمّت التظاهرات مدن مدريد وباريس وواشنطن ولندن ومانشتستر وبرلين وعواصم غربية أخرى تنديدًا بالمجازر الإسرائيلية.
لكن المعركة الإعلاميّة عبر صفحات منصّات التواصل الإجتماعي ليست متكافئة، يلفت مراد، كونها مملوكة من شركات غربية، تمتثل لتوجّهاتها وإلّا تواجه عقوبات جدّية، مشيرًا إلى أنّ الاتحاد الأوروبي فرض على شركة "ميتا" التي تملك وتدير فيسبوك وإنستغرام وواتساب وماسنجر وثريدز، تقييد ومحو كلّ ما يدعم "حماس" والقضية الفلسطينية. بالفعل أعلنت شركة "ميتا" أنّها حذفت محتوى ما يقارب ثمانمئة ألف منشور وصورة وفيديو، كان أغلبها مؤيّدًا لحركة حماس، وحذفت شبكة "القدس الإخبارية". كما استخدمت إجراءً قيّدت من خلاله التّوزيع على إنستغرام لكلمات معيّنة تدعم القضيّة الفلسطينيّة، يُحجب المحتوى عندما يقوم المستخدم بالبحث عنها. كذلك فعلت المفوّضية الأوروبيّة بتهديد منصّة "إكس X" بفرض عقوبات عليها، ودعت مالكها إيلون ماسك إلى "حذف كلّ ما يُتداول من محتوى كاذب مرتبط بالنّزاع، خلال 24 ساعة".   بأي حال، جرائم غزّة عرّت المنظومة الإعلامية الغربية، التي انخرطت في الدعاية السوداء لشيطنة المقاومة، فأسقطت كبريات الصحف والوكالات الأجنبية نفسها عن سابق تصميم في فخ الرواية الإسرائيلية، ونزعت عن عملها الضوابط المهنيّة والحد الأدنى من الحياد والمهنية وحرية التعبير، وضربت أخلاقيات المهنة والقيم الإنسانيّة في الصميم.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الإعلام الغربی العام الغربی الرأی العام

إقرأ أيضاً:

وحدات الاستخبارات الإسرائيلية التي وفرت معلومات لاغتيال حسن نصر الله

قالت إسرائيل إنها خططت لاغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله منذ مدة طويلة، وعكفت لسنوات على جمع معلومات استخباراتية عن تحركاته هو وعدد من قادة الحزب وعناصره وترسانته العسكرية.

وعقب محاولات اغتيال عدة وعمليات استخبارتية فاشلة، وسنين من التخطيط الاستخباراتي منذ حرب لبنان الثانية عام 2006، قصف سلاح الجو الإسرائيلي في 28 سبتمبر/أيلول 2024 المقر المركزي للحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت، واغتالت فيه نصر الله وقيادات أخرى لبنانية وإيرانية.

وقالت صحف إسرائيلية إن هذه العملية الاستخباراتية تعاونت فيها 3 وحدات رئيسية تابعة لـ"شعبة الاستخبارات العسكرية" (أمان)، هي الوحدة 8200 والوحدة 9900 والوحدة 504.

وشعبة الاستخبارات العسكرية جهاز استخباراتي تابع للجيش الإسرائيلي، يتكون من عدة وحدات، وهو المسؤول عن جمع المعلومات العسكرية وتحليلها، ويعمل بالتنسيق مع باقي أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية مثل الاستخبارات الخارجية (الموساد) وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك).

شعار الوحدة 8200 في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (موقع الجيش الإسرائيلي) الوحدة 8200

أكبر الوحدات في شعبة الاستخبارات العسكرية، مهمتها جمع المعلومات الرئيسية، إضافة إلى تطوير أدوات جمع المعلومات وتحديثها باستمرار، مع تحليل البيانات ومعالجتها، وإيصال المعلومات للجهات المختصة، وكثيرا ما تشارك هذه الوحدة وتمارس عملها من داخل مناطق القتال.

التاريخ

يعود تاريخ الوحدة 8200 إلى فترة الانتداب البريطاني على فلسطين، حين سعت كيانات عدة لجمع المعلومات وفك التشفير، فنشأت هذه الوحدة وعُرفت باسم "وحدة التحصيل المركزية".

وانتقلت الوحدة عام 1953 إلى معسكر غليلوت وتغيّر اسمها إلى الوحدة 515، وأنشئ فيها قسم "مرام" المختص بالأنظمة الحاسوبية، ثم خضعت لعدة تطورات وأنشئت فيها عدد من الأقسام المختصة.

وفي بداية القرن الـ21 تطورت الوحدة وأصبحت وكالة استخباراتية مركزية وشاركت في جمع معلومات عن كبار الشخصيات في حزب الله أثناء حرب يوليو/تموز 2006.

وفي عام 2010 أشارت صحيفة "لوموند ديبلوماتيك" الفرنسية إلى أن الوحدة 8200 تدير قاعدة عسكرية كبيرة في صحراء النقب، تسمى قاعدة أوريم، وتقع على بعد 30 كيلومترا من بئر السبع.

هيكل الوحدة

تتكون بشكل رئيسي من الشباب (ذكورا وإناثا) الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و21 عاما، ويدير الوحدة قائد برتبة "عميد" تبقى هويته سرية خلال فترة ولايته، ونائبه يكون برتبة "مقدم"، وفي حالة الحاجة لذكر أسميهما تستخدم الحروف الأولى منهما فحسب.

إخفاق أمام طوفان الأقصى

فشلت الوحدة 8200 في التنبؤ بطوفان الأقصى الذي باغت إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حين استطاع مقاتلو كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- التسلل إلى قاعدة أوريم العسكرية ومداهمتها وقتل من فيها، وأخذوا ملفات استخباراتية معهم ومعلومات حساسة وأجهزة ذات قيمة عالية، وانسحبوا من دون أي أضرار في صفوفهم.

إضافة إلى ذلك سيطرت المقاومة على مستوطنات غلاف غزة ساعات عدة، وقتل عدد كبير من العسكريين وأسر العشرات.

حاولت الوحدة في تحليل أولي تبرير ما حدث وأشارت إلى وجود ثغرة أمنية استخباراتية لم يستطع خبراؤها تفسيرها، وذلك وفق ما ورد في صحيفة "جوريزاليم بوست" الإسرائيلية.

وقادت الوحدة 8200 نشاطا على مواقع التواصل الاجتماعي بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، استهدفت فيه قادة حماس وجهازها العسكري، وتركز على إثارة مشاعر الكره ضد المقاومة.

شعار الوحدة 990 في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (موقع الجيش الإسرائيلي) الوحدة 9900

وحدة من جهاز الاستخبارات الإسرائيلية مهمتها جمع المعلومات الاستخبارية الجغرافية والمرئية، وتتعامل مع مجالات فك التشفير البصري ورسم الخرائط الدقيقة وخرائط الأقمار الصناعية.

وتؤدي الوحدة دورا أساسيا في التخطيط الإستراتيجي للعمليات والتدابير المضادة، ويطلق عليها "الأخت الصغرى" للوحدة 8200، وقد تأسست عام 1948 في شكلها الأولي، قبل أن تتطور وتتوسع.

تتكون الوحدة 9900 من 5 وحدات فرعية وهي:

وحدة الأقمار الصناعية

تأسست عام 1997 وكانت بمنزلة وكالة استخباراتية وطنية تتبع لإسرائيل، مهمتها توفير معلومات استخباراتية لجميع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.

تطورت وحدة الأقمار الصناعية فأصبحت تتعامل مع تطوير "تكنولوجيا الأقمار الصناعية النانوية"، وهي نوع من الأقمار الصناعية خفيفة الوزن وصغيرة الحجم، ويعمل جنود نظاميون في الجيش الإسرائيلي على تشغيلها وصيانتها.

وحدة الطائرات بدون طيار

تأسست هذه الوحدة عام 2020 وحازت على جائزة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي للابتكار. مهمتها تشغيل الطائرات بدون طيار وإرسالها بطلعات جوية بهدف جمع صور دقيقة وسريعة وعالية الجودة.

أنشئت لهدفين: الأول عملياتي يتعلق بقدرة الطائرة بدون طيار على العمل قريبا من الأرض ورصد الأفراد والأهداف بدقة عالية، وفي حالة سقوطها فإن معلوماتها محمية ضد التسرب، والثاني اقتصادي، إذ يمكن عن طريق الطائرة من دون طيار تركيب كاميرات مراقبة لتصوير المناطق بدقة عالية وبتكلفة منخفضة.

وحدة رسم الخرائط

توفر هذه الوحدة للجيش معلومات جغرافية مع إمكانية رسم الخرائط في اللحظة نفسها التي تحدث فيها الأحداث. وقد بدأت عملها وحدة للخرائط الكلاسيكية، تتعامل مع التضاريس والخرائط الفيزيائية، قبل إعلان قيام إسرائيل، وفي مارس/آذار 1948 أنشئت فرقة الخرائط والتصوير الفوتوغرافي بقيادة المقدم بنحاس يويلي.

وتعاونت الفرقة حينها مع قسم المسح الإلزامي، وموظفي رسم الخرائط الذين عملوا على الأرض، وكانت مهمة الفرقة حينها إعداد خرائط للاحتياجات العملياتية للجيش الإسرائيلي خلال حرب النكبة.

تطورت الوحدة لتتعامل مع الخرائط الرقمية، وأصبحت تهتم بتوفير الدعم الاستخباراتي الجغرافي الدقيق لكافة وحدات الجيش الإسرائيلي، وللقوات الخاصة.

تضم الوحدة فرقا خاصة مهمتها رسم تصورات ثلاثية الأبعاد ونماذج معمارية للأهداف المطلوبة، مما يسمح بالتخطيط للهجمات بدقة، وبسبب قدرتها على تصميم النماذج المعمارية ثلاثية الأبعاد أدت دورا أساسيا هاما في اغتيال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي عبد العظيم بو العطا عام 2019، بعد تحليل طويل الأمد للمبنى الذي كان فيه القيادي.

وحدة التحليل أو فك التشفير

وهي المركز المسؤول عن التحليل الاستخباراتي للوحدة 9900 على جميع الجبهات، كما يتولى مسؤولية توجيه عمليات جمع المعلومات.

ويتمثل هدف الوحدة في تحويل البيانات المرئية التي جُمعت إلى معلومات استخباراتية دقيقة، كما تتخصص في تحليل الصور الحية الواردة من وحدات جمع المعلومات من الوحدة 9900 أو من القوات الخاصة.

ويشمل تحليل البيانات: المستوى الجغرافي والجوي والاتصالات والإشارات، ومع تطور التكنولوجيا أصبحت الوحدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي للكشف المبكر عن التحركات أو التغييرات التي تحدث.

وحدة إدارة الحرب

تتولى مسؤولية نقل المعلومات الاستخباراتية إلى الجنود على الأرض بطريقة تمكّنهم من القتال والمواجهة على نحو أفضل، من خلال تقنيات حديثة وخرائط متقدمة، بهدف كشف الهدف بطريقة مثلى. وكان الهدف الأساسي من إنشاء هذه الوحدة هو الكشف عن مواقع "العدو المتخفي" كما تسميه الوحدة.

وتقدم الوحدة المعلومات للجنود من خلال نظام إشارات المرور:

اللون الأحمر يدل على وجود تهديد فوري ويحتاج إلى إجراء عاجل. اللون الأصفر يشير إلى تحذير محتمل أو خطر محتمل، مما يتطلب الاستعداد والانتباه وأخذ الحذر. اللون الأخضر يدل على أن الوضع آمن ولا يوجد تهديد مباشر. وحدة شلف

وهي وحدة استطلاع جوي مشتركة بين الوحدة 9900 وسرب الطيران 100، تقدم رؤية جوية من خلال بث مباشر يتضمن صورا وفيديوهات تلتقطها الطائرات وتنقل على نحو فوري للقادة والمقاتلين، بهدف الدعم الميداني المباشر.

وتتحمل وحدة 9900 مسؤولية تشغيل معدات التصوير المتقدمة، في حين يتولى سرب الطيران 100 مسؤولية تشغيل الطائرات.

شعار الوحدة 504 في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (موقع الجيش الإسرائيلي) الوحدة 504

وتسمى أيضا "مجموعة الاستخبارات البشرية"، هي وحدة استخبارات عسكرية في الجيش الإسرائيلي، وتجمع معلوماتها الاستخباراتية عبر تجنيد عملاء لها خارج أماكن السيطرة الإسرائيلية في المناطق الحدودية في سوريا ولبنان ومصر وأيضا في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وتركز الوحدة 504 على العمل داخل لبنان أكثر من أي منطقة أخرى، وتجمع معلوماتها عبر استخدام المعدات المتطورة، وجمع البيانات من الميدان، وإحضار المعلومات حول البنى التحتية المختلفة، وتستعمل جميعها غالبا في التخطيط للعمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي.

تأسست عام 1949 وسميت حينئذ "موديعين 10″، ولقبت بـ"تصميم الاستخبارات البشرية" وكان رئيسها الأول ديفيد كرون، ووصلت أوج عملها خلال الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان، وحينئذ استجوبت مقاتلين لحزب الله وأدارت شبكة واسعة من العملاء.

وخلال حرب الأيام الستة عام 1967، نشطت الوحدة في تقديم المعلومات حول أماكن مدافع الجيش الأردني، وبعد فترة وجيزة من انتهاء "مؤتمر القوانين الثلاثة" في الخرطوم الذي تلا الحرب، نجح عميل من الوحدة في الحصول على البروتوكولات السرية للمؤتمر.

عناصر الوحدة 504

تعتمد الوحدة على 3 عناصر رئيسية لتيسير عملياتها، هي:

العميل، وهو المورد الأساسي وصاحب المعلومة الاستخباراتية. ضباط المهمات الخاصة، ويطلق عليهم اختصارا بـ"كاتام"، وهم المسؤولون عن تجنيد العملاء وتشغيلهم، ويدير كل ضابط منهم مجموعة من العملاء، ويوجههم لمهماتهم. المقاتلون، وهم عنصر حماية يتواجد في كل عملية تشرع بها الوحدة، ويُختارون بعناية، ويمرون بتدريب عسكري، بداية من لواء غولاني ثم تدريب داخلي في "مكافحة الإرهاب"، إضافة إلى أداء أنشطة سرية داخل إسرائيل وخارجها. ويضمن المقاتلون في الوحدة "أمان العميل والضابط وسرية العملية"، ويؤمنون اللقاءات بين العميل والضابط، فيفحصون منطقة اللقاء، وينسقون طرق الاتصال مع العميل.

ويعمل الضباط والجنود المقاتلون جنبا إلى جنب لتقديم المعلومات الاستخباراتية إلى مديرية الاستخبارات العسكرية لتحللها.

ويلزم أعضاء الوحدة بحضور دورة في اللغة العربية مدتها تصل إلى 9 أشهر، إضافة إلى دراسة للمكان والثقافة واللهجة المحلية للمنطقة المستهدفة.

اختصاصها وعملها

يشابه عمل الوحدة 504 المهام التي يضطلع به الموساد والشاباك، وقد تتداخل مهامهم وقد تتم بتنسيق مشترك بينهم، خاصة في العمليات عند المناطق الحدودية.

والموساد من جهة أخرى يدير عملاء ويجمع معلومات وينفذ عمليات في جميع أنحاء العالم، مع تركيز خاص على إيران، وقد تقدم الوحدة 504 الدعم للموساد عند الحاجة إلى عدد أكبر من الأفراد لعملية سرية، بمساعدة وحدات من القوات الخاصة في الجيش الإسرائيلي.

وتميل أهداف وحدة 504 إلى أن تكون أقل إستراتيجية من الموساد والشاباك، وتتعلق أكثر بالعمليات العسكرية الجارية، وتنفذ عملياتها وتحقيقاتها ميدانيا وبسرعة ضمن الخطوط الأمامية في الجيش الإسرائيلي، لمساعدة القوات على التقدم وتجنب الكمائن أثناء العملية.

دورها في عملية "السيوف الحديدية"

ومنذ العملية العسكرية التي شنها الاحتلال الإسرائيلي في أكتوبر/تشرين الأول 2023 على قطاع غزة، أدارت الوحدة أكثر من 30 ألف مكالمة أمر إجلاء، وأرسلت ما يزيد عن 10 ملايين رسالة نصية، وقدمت أكثر من 9 ملايين بلاغ مسجل، وألقت نحو 4 ملايين منشور تدعو فيها السكان إلى ترك منازلهم في القطاع.

رغم أن مقرها الرئيسي يقع في منشأة 1391، فقد أنشأت منشآت ميدانية جنوب القطاع للتحقيق مع الغزيين فور بداية العملية العسكرية الإسرائيلية على القطاع، وأجرت كما تقول تحقيقا مع نحو 300 غزي زعمت أنهم تابعون لحركة حماس والجهاد الإسلامي.

مقالات مشابهة

  • أستاذ علوم سياسية: عزيمة مصر أفشلت مخطط نتنياهو في إزاحة سكان غزة إلى سيناء.. فيديو
  • شهداء وجرحى في الاعتداءات الإسرائيلية على الضفة الغربية وقطاع غزة
  • من هي الإعلامية صفاء أحمد التي قتلتها غارة إسرائيلية؟
  • شاهد.. فيديو من داخل الطائرات الإسرائيلية التي أغارت على مدينة الحديدة
  • متظاهرون يجتازون الحواجز ويتظاهرون أمام منزل نتنياهو للمطالبة باتفاق في غزة (شاهد)
  • متظاهرون إسرائيليون يخترقون حواجز الشرطة ويقتربون من منزل نتنياهو
  • إعلام لبناني: الغارة الإسرائيلية التي استهدفت شقة سكنية في الكولا جنوب بيروت قتلت شخصين
  • أول فيديو للطائرات الإسرائيلية التي قصفت ميناء الحديدة باليمن ”شاهد”
  • واشنطن بوست: بعض القنابل الإسرائيلية التي اغتالت نصر الله أميركية من طراز BLU-109
  • وحدات الاستخبارات الإسرائيلية التي وفرت معلومات لاغتيال حسن نصر الله