يتساءل العديد من متابعي منصات التواصل عن الأسباب التي جعلت منصة تيك توك تبدو منحازة بشكل كبير إلى الرواية الفلسطينية للأحداث الجارية في غزة، منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول)، بدلاً من تلك الإسرائيلية، كما هو الحال على فيسبوك أو يوتيوب أو إكس، وغيرها من مواقع التواصل.

ودفعت هذه النظرة إلى منشورات تيك توك إلى رفع الصوت من قبل الأطراف المتطرفة والإسرائيلية في الولايات المتحدة إلى زعم أن المنصة تهدد الأمن القومي، بإدعاء أنها تنشر معلومات كاذبة عن الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وتروج لمقاطع فيديو أمام الشباب، تؤيد "الرواية الإرهابية"، حسب وصفهم.

ويظهر من خلال مراجعة منشورات تيك توك أن المستخدمين أكثر تقبلاً للمحتوى الذي يميل إلى تأييد فلسطين، مع حصول الوسوم المتعلقة بالقضية الفلسطينية على مشاهدات أكثر من الوسوم المرتبطة بإسرائيل.

"تيك توك" تنفي اتهام #ماليزيا بحظرها للمحتوى المؤيد للفلسطينيين https://t.co/95l8mKhJRA

— 24.ae (@20fourMedia) October 27, 2023

وفي تقرير لموقع "سيمافور"، بدا أن نسبة كبيرة من مستخدمي تيك توك يعبرون ببساطة عن دعمهم للقضية الفلسطينية، ولكن هناك محتوى آخر مهم يتضمن كل شيء بهذا الملف، بدءاً من التفسيرات التاريخية عن القضية، بعضها مشوه للحقائق، والبعض الآخر دقيق جداً، يتم مشاركة لقطات جوية من غزة، وهناك طبعاً الادعاءات المضللة أو المبالغ عنها بشأن التوسع الحربي، الذي بدأ في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، ومقارنات بين هجوم حماس على إسرائيل وتاريخ الأخيرة في الداخل الفلسطيني.
وفي الملف عينه، هناك عوامل عدة تفسر هذه الشعبية المتزايدة للمشاعر المؤيدة للفلسطينيين والمعادية لإسرائيل عبر تيك توك.


1 - الشعبية بين الشباب

واحدة من الأسباب الواضحة لرواج النظرة المؤيدة لفلسطين هي أن النسبة الأكبر من مستخدمي تيك توك من الشباب، وأظهرت استطلاعات الرأي أن الأجيال الشابة، على الأقل تلك المتواجدة في الولايات المتحدة، أكثر ميلاً للتعاطف مع فلسطين وانتقاد إسرائيل من الأمريكيين الأكبر سناً. من دون نسيان أن جيل "زد" يتجه بشكل متزايد إلى تيك توك للحصول على الأخبار، بحسب دراسة رويترز، من وسائل الإعلام التقليدية. كما أن تطبيق تيك توك يحظى بشعبية خاصة في العديد من البلدان، التي يميل سكانها إلى تأييد فلسطين أكثر من الولايات المتحدة، بما في ذلك إندونيسيا وتركيا.


2 - الخوارزمية الجاذبة

يقول أستاذ الاتصالات بالجامعة الأمريكية، أدريان ماساناري، إن خوارزمية تيك توك، مثل باقي منصات التواصل، قائمة على فكرة المشاركة، التي بدورها تغذي الاستقطاب، إذ أن مقاطع الفيديو المقترحة في التطبيق تعتمد بشكل كبير على سلوك المستخدم نفسه، لذا فإن إظهار الاهتمام بفيديو واحد متعلق بفلسطين يمكن أن يؤدي إلى تدفق هذا النوع المحتوى على صفحة "من أجلك"، وبالتالي يبدو أمام المستخدم كما لو أن كل المحتوى الموجود على المنصة يأتي من هذا المنظور المحدد، الأمر الذي قد يدفع بالمزيد من منشئي المحتوى إلى إبداء رأيهم عن حرب إسرائيل على حماس، من خلال المنظور الفلسطيني.

بسبب حرب #غزة.. #أوروبا تبدأ "تحقيقاً: حول 3 منصات إلكترونية بسبب المحتوى https://t.co/ndt85k6t25

— 24.ae (@20fourMedia) October 26, 2023
3 - الاستياء من فيسبوك وإنستغرام

يلجأ العديد من الشباب إلى تطبيق تيك توك لشعورهم بخيبة أمل من المنافذ الإعلامية التقليدية، ومنصات التواصل الاجتماعية الأخرى.
ويعتبر مستخدمو تيك توك أن التطبيق يوفر نافذة غير مراقبة بشأن قضايا متعددة، واصفين المنصة بأنها وسيلة فعالة لنشر المعلومات. وهذه النظرة تضاف إلى الانتقادات العديدة التي وجهت إلى انستغرام وفيسبوك بالأسابيع الماضية لحجبها - عن طريق الخطأ بحسب اعترافات ميتا (المالكة للمنصتين) - مواداً تتعلق بالأقصى أو فلسطين، بحجة دعم الإرهاب، مقللة ظهور المحتوى المؤيد لفلسطين، ومضيفة بشكل غير دقيق كلمة "إرهابي" إلى بعض السير الذاتية للحسابات المكتوبة باللغة العربية، أو حاجبة صفحات وحسابات عن المنصة.

إنستغرام تقول إن "خللاً غير مقصود" حجب منشورات #فلسطينhttps://t.co/wH53BKDycZ

— 24.ae | منوعات (@24Entertain) October 17, 2023
4 - الترويج المدفوع للمواد

أدت الحرب، كما أي حدث مشابه، إلى طوفان من المعلومات الكاذبة أو المسيئة على منصات التواصل، من جميع أطراف النزاع. ويسمح تيك توك، كما منصات أخرى، بتعزيز المنشورات في نتائج البحث مقابل بضعة دولارات، بحسب مجلة "فورتيون"، الأمر الذي يفتح طريقاً منخفض التكلفة لنشر الدعاية حول الحرب.
وذكرت تيك توك الأسبوع الماضي إنه منذ اندلاع حرب غزة وإسرائيل، أزالت المنصة أكثر من 775000 مقطع فيديو، وأغلقت أكثر من 14000 بث مباشر انتهكت إرشاداتها الخاصة بالترويج للعنف أو الإرهاب، أو خطاب الكراهية أو الأكاذيب.

تيك توك أزالت أكثر من 500000 فيديو عن أحداث فلسطينhttps://t.co/1cjOAapK1e

— 24.ae | منوعات (@24Entertain) October 15, 2023
5- غياب الهند

لا يمكن لأي مستخدم على منصة إكس (تويتر سابقاً) ، ألا ينتبه إلى المحتوى المناهض للرواية الفلسطينية والداعمة لإسرائيل تنتشر بقوة من خلال الحسابات المنبثقة أو المسجلة في الهند.
أما على تيك توك، فيغيب هذا المحتوى تماماً، والسبب يعود إلى أن السلطات الهندية اتخذت عام 2020 قراراً بحظر تطبيق تيك توك، من بين منصات أخرى، منذ الاشتباك العسكري مع الصين آنذاك. كما أن اليمين الهندوسي، المهيمن سياسياً في الهند، والمتحالف مع إسرائيل، كان المنضوين بداخله يضخون كميات ضخمة من المحتوى المؤيد لإسرائيل على الإنترنت، أغلبه مضخم وغير دقيق، ولكن كل ذلك غائب عن تيك توك بسبب الحجب، ما ترك فراغاً كبيراً في المنشورات لمعادلة تلك التي تدعم الرواية الفلسطينية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل إسرائيل فلسطين تيك توك الهند منصات التواصل أکثر من تیک توک

إقرأ أيضاً:

منصات ممتعة في أي وقت وأي مكان مع أفضل الألعاب

منصات ممتعة في أي وقت وأي مكان مع أفضل الألعاب

مقالات مشابهة

  • التواصل الاجتماعي ووعي الشباب
  • الحصادي: ما أكثر الفتاوى التي لا يطمئن لها القلب وهي متناقضة ومثار شك وليس عليها نور النبوة
  • ما هو مرض أيمن العلي المُلقب بـ ملك جمال الأردن؟
  • الكاتبة ليزا خضر: الكتابة عندي حالة دفق، ولم أفكر يوما بالجائزة، وكانت رغبتي بأن تُنشر الرواية
  • المنظمات الأهلية الفلسطينية: توثيق أكثر من 35 ألف طفل يتيم في قطاع غزة
  • أكثر من 100 ألف مستفيد من حملة التوعية بسرطان الثدي في الباحة
  • منصات التواصل.. صواريخ المقاومة تضرب بن غوريون وتحاصر إسرائيل
  • شاهد بالفيديو.. حفل زواج بسيط بإحدى القرى السودانية يخطف الأضواء على مواقع التواصل الاجتماعي وسط إعجاب منقطع النظير من أغاني التراثية التي قدمتها النسوة الحاضرات
  • منصات ممتعة في أي وقت وأي مكان مع أفضل الألعاب
  • تقرير: المتفجرات التي أسقطت على قطاع غزة أكثر مما ألقي خلال الحرب العالمية الثانية