صحيفة روسية: إسرائيل معزولة وأمريكا عملت على تهميش دور الأمم المتحدة
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
نشرت صحيفة "فزغلياد" الروسية تقريرًا تحدثت فيه عن تأييد أكثر من 120 دولة قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يدعو إلى هدنة في منطقة الصراع العربي الإسرائيلي؛ حيث تم انتقاد الوثيقة بشدة من قبل الدبلوماسيين الإسرائيليين، الذين وصفوها بأنها مثال على الفساد.
وتساءل الكاتب لماذا كانت ردود فعل تل أبيب على القرار، الذي يبدو أمرًا اعتياديًا، هكذا؟ ولماذا يُطلق على نتائج التصويت "احتجاج ضد الهيمنة الأمريكية"؟
ووفق التقرير الذي ترجمته "عربي 21"، أن إسرائيل انتقدت بشدة القرار الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي يدعو إلى وقف إطلاق النار فورًا في منطقة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وقال المندوب الدائم لإسرائيل لدى الأمم المتحدة، ''جلعاد إردان''، إن هذا اليوم سيُدرج في التاريخ كمثال على الفساد وأن الأمم المتحدة لم يعد لديها أي شرعية أو أهمية.
كما وصف وزير الخارجية الإسرائيلي، ''إيلي كوهين''، دعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة بأنها "مقرفة"، وقال كوهين: "إسرائيل تعتزم تدمير حماس تمامًا كما تعامل العالم مع النازيين وتنظيم الدولة".
وأشارت الصحيفة إلى أنه تم تطوير الوثيقة من قبل مجموعة من أكثر من 20 دولة عربية بقيادة الأردن وبدعم من عدد من الدول الأخرى، بما في ذلك روسيا؛ حيث تدين الوثيقة العنف ضد المدنيين من الجانبين وتدعو إلى وقف لإطلاق النار على المدى الطويل، وكذلك إلى الإفراج الفوري عن المدنيين الذين يتم احتجازهم بشكل غير قانوني. بالإضافة إلى ذلك؛ تشير الوثيقة إلى ضرورة تكوين آلية لحماية المدنيين الفلسطينيين.
وقد دعمت أكثر من 120 دولة القرار، فيما صوتت ضد القرار النمسا، وكرواتيا، والتشيك، وغواتيمالا، والمجر، وجزر مارشال، وميكرونيزيا، وبابوا غينيا الجديدة، وباراغواي، وتونجا، وفيجي، وناورو. بالإضافة إلى إسرائيل والولايات المتحدة.
ومن بين الدول التي امتنعت عن التصويت كانت كندا، والدانمرك، وفنلندا، وجورجيا، وألمانيا، والهند، والعراق، وإيطاليا، واليابان، ولاتفيا، وبولندا، وكوريا الجنوبية، ورومانيا، ومولدوفا، وصربيا، وأوكرانيا، وبريطانيا.
وبينت الصحيفة أن المندوب الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة، ''فاسيلي نيبينزيا''، وصف اعتماد القرار بأنه انتصار للعقلانية، والعدالة والإنسانية.
من جهته، قال وزير الخارجية الروسي، ''سيرغي لافروف''، في مقابلة مع وكالة "بيلتا"، إن موسكو تحافظ على اتصالاتها مع إسرائيل بشكل كامل، ولكنها ترسل إشارات بضرورة البحث عن حل سلمي، كما حذر الوزير من أن تدمير قطاع غزة وطرد مليوني نسمة من الجيب سيخلق كارثة تستمر لعقود طويلة، إن لم تكن قرونًا. ووفقًا لرأي لافروف، فإن بدء المفاوضات المباشرة لإنشاء دولتين فلسطين وإسرائيل الآن أمر صعب.
إسرائيل تصارع للبقاء
ووفق الصحيفة؛ فقد أوضح المتحدث ''سيمون تسيبيس''، الموظف في معهد أبحاث الأمن الوطني بجامعة تل أبيب أن الذين لا يعيشون في إسرائيل لا يفهمون حجم الكارثة التي وقعت في 7 تشرِين الأول/ أكتوبر، والحالة الأخلاقية التي يعيشها المجتمع الإسرائيلي. ففي يوم الهجوم، توفي المزيد من المدنيين والعسكريين أكثر من جميع الحروب المجتمعة منذ تأسيس إسرائيل، كما قال أيضا: "قد يظن البعض من النظرة الأولى أن قرار الأمم المتحدة العادي بشأن وقف إطلاق النار لا يجب أن يثير ردًا بهذه الحدة، لكن إسرائيل الآن تخوض صراعًا من أجل مستقبلها وبقائها نتيجة لهجوم حماس، لأنها تعرضت لهزيمة أخلاقية وشهدت انكسارًا أخلاقيًا حادًا".
ووفقا لتسيبيس، فإن الشرق الأوسط تسود عليه قوانين خاصة لا يمكن لسكان أوروبا أو أمريكا الجنوبية أو الشمالية فهمها. وهنا من الضروري الرد بالمثل حيث يعتبر عدم الرد من قِبل العرب والمسلمين الذين يعيشون حولهم كنوع من الضعف، وهذه الخاصية ثقافية ووطنية وتقليدية للشرق الأوسط.
ونقلت الصحيفة عن ''سيمون تسيبيس'' أيضًا أن "معظم الدول التي دعمت القرار تخشى من الجالية المسلمة داخلها، وربما كانوا يريدون التصويت ضد إسرائيل، لكن الأمور ستكون هادئة لهم في بلدهم، وهو نوع من الخداع، لأنهم في الواقع يفهمون حق إسرائيل؛ حيث إنه خلال العشرين سنة الماضية، اجتاحت موجة من اللاجئين، بمن فيهم من جنوب أفريقيا والشرق الأوسط، جميع أنحاء أوروبا، فلم يعد هناك دولة لا تحتوي على جالية مسلمة كبيرة أو صغيرة".
وتابع قائلًا: "إن إسرائيل لم تكن معزولة دوليًّا في تاريخها كما هي الآن. والدول التي امتنعت عن التصويت منقسمة، حتى فيما بينها، فلم يتبق لإسرائيل أي دعم، باستثناء الولايات المتحدة ودولتين أو ثلاث دول غربية كبيرة أخرى".
ووفقًا لرأي ''تاراسوف''، وهو خبير في قضايا دول الشرق الأوسط، فإن نتائج التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة تشير إلى ظهور الدوافع لإنشاء دولة فلسطينية وتعني فقدان إسرائيل لسلطتها الدولية؛ حيث تغيرت الأوضاع، وتراجع نفوذ الولايات المتحدة في العالم وبدأت الدول تعمل وتفكر بشكل مستقل؛ فالتصويت في الأمم المتحدة هو نوع من المعركة التكتيكية والدبلوماسية، وهو عرض لقدرات الدبلوماسية الأمريكية في تمرير قرار يتوافق مع مصالحها، وفي الماضي كانوا ناجحين في هذا، لكن مع إسرائيل فشلوا.
محاولات لتهميش دور الأمم المتحدة
وبينت الصحيفة أن قطر والكويت وحتى السعودية لا يرغبون في أن يكونوا عرائس خاضعة، مثلما هو الحال مع الدول الأوروبية، ولا يمكن تبسيط الوضع، كما فعلت الولايات المتحدة في السابق مع العراق وأفغانستان، حيث كانت لديها المزيد من الفرص لتبرير أفعالها التدميرية التي تنتهك قواعد ومبادئ القانون الدولي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة ودول أخرى في المجتمع الغربي قد قامت بالكثير من الأشياء السلبية لضمان تهميش دور الأمم المتحدة بالفعل. وحتى في الحقبة السوفياتية، قيل إن الأمم المتحدة ستصبح فرعا لوزارة خارجية الولايات المتحدة، والواقع أن الأمم المتحدة لم ترد على أعمال واشنطن المدمرة ولا يمكن أن تكون أداة فعالة لحفظ السلم.
ولفتت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة تعتاد على العمل وفقًا لاستراتيجية الفوضى المدارة، التي تصبح أكثر صعوبة في التحكم، فمن السهل عندما يعمل الإرهابيون الذين يتم التلاعب بهم من قبل الولايات المتحدة بشكل نقطي ضد أعداء أمريكا، ولكن الأمر مختلف عندما تجتاح أعداد ضخمة من الجماهير المتطرفة كل شيء في طريقها، ويشكل اتخاذ القرار مثالًا على حقيقة أن الجماعة الغربية يجب أن تراعي توازنا معينا، لأن العالم الإسلامي لا يمكن أن يدفع إلى التطرف.
وذكرت الصحيفة أنه على خلفية تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة، وسعت إسرائيل عمليتها البرية في قطاع غزة، مستعرضة قواتها الخاصة والمركبات المدرعة المدعومة بضربات جوية وبحرية مكثفة، وظهرت فيديوهات على الإنترنت تظهر فيها أعمدة من المدرعات تتحرك ببطء عبر مناطق رملية مكشوفة في غزة، وهذا ما أكد وجود قوات برية في غزة.
مرحلة جديدة من التصعيد
وفي بيان أصدرته وزارة الخارجية الروسية، يوم السبت، أشير إلى أن المواجهة الفلسطينية-الإسرائيلية دخلت مرحلة جديدة من التصعيد. ففي 28 تشرين الأول/أكتوبر، بدأت إسرائيل عملية عسكرية برية في قطاع غزة، كما قالت الوزارة في بيانها: "لقد حذرنا مرارًا من التداعيات الخطيرة لهذه الخطوة، التي ستؤثر سلبًا على جميع أطراف النزاع وستؤدي إلى تدهور حاد في الوضع الإنساني، مما سيفاقم مزيدًا من وضع المدنيين في غزة".
وبينت الصحيفة أنه في ليلة السبت، قامت الطائرات الإسرائيلية بشن هجمات على 150 نفقًا ومخبأً تحت الأرض في شمال قطاع غزة؛ حيث تعتبر الأنفاق الواسعة التي تملكها حماس هدفًا رئيسيًا للهجوم من قبل الجيش الإسرائيلي.
ومع ذلك، أعلن ''علي بركة''، عضو قيادة حركة حماس في الخارج، عن خسائر كبيرة للعدو وفشل محاولة الهجوم البري للجيش الإسرائيلي على قطاع غزة من ثلاث جهات.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الإسرائيلي غزة إسرائيل غزة طوفان الاقصي وقف الحرب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجمعیة العامة للأمم المتحدة الولایات المتحدة الأمم المتحدة الصحیفة أن قطاع غزة أکثر من لا یمکن ووفق ا من قبل إلى أن
إقرأ أيضاً:
ترحيب أممي بإعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان
في بيان ترحيب بإعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، حث الأمين العام للأمم المتحدة الأطراف على الاحترام الكامل والتطبيق العاجل لجميع الالتزامات.
التغيير: وكالات
رحب الأمين العام للأمم المتحدة بإعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان. وأعرب عن أمله في أن يضع هذا الاتفاق حدا للعنف والدمار والمعاناة للناس في البلدين.
وحث الأمين العام أنطونيو غوتيريش- بحسب مركز أخبار الأمم المتحدة، الأطراف على الاحترام الكامل والتطبيق العاجل لجميع الالتزامات بموجب الاتفاق. وحثها أيضا على اتخاذ خطوات فورية باتجاه تطبيق قـرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 بشكل كامل.
وأكد بيان صادر عن المتحدث باسم الأمم المتحدة أن المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) مستعدان لدعم تطبيق الاتفاق بما يتوافق مع ولايتيهما.
ورحبت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت، بإعلان وقف إطلاق النار. وقالت إن الاتفاق يمثل نقطة انطلاق لعملية دقيقة تتأسس على التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701، بما يستعيد الأمان والأمن الذي يستحقه المدنيون على جانبي الخط الأزرق.
وفي بيان صحفي، قالت هينيس بلاسخارت: “ومع ذلك، يتطلب ضمان استدامة هذا الاتفاق عملا جادا والتزاما كاملا وثابتا من كلا الطرفين. من الواضح أن العودة إلى الوضع السائد في السابق والمتمثل بانتقاء بنود معينة من قـرار مجلس الأمن رقم 1701 لتنفيذها وتجاهل بنود أخرى والاكتفاء بالتصريحات دون التطبيق الفعلي، لن يكون كافيا”.
وقالت إن الجانبين لا يمكنهما تحمل تبعات فترة أخرى من التنفيذ غير الجاد للقرار تحت ستار الهدوء الظاهري. وأشادت المنسقة الخاصة بالطرفين لاغتنامهما الفرصة لإنهاء هذه “الحقبة المدمرة”. وقالت إن الوقت قد حان لاتخاذ خطوات ملموسة لترسيخ هذا الإنجاز الذي تحقق اليوم.
وكانت جينين هينيس-بلاسخارت قد اختتمت زيارة إلى إسرائيل استغرقت يومين، التقت خلالها محاورين رئيسيين وكبار المسؤولين، بما في ذلك وزير الخارجية جدعون ساعر ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، وناقشوا الحاجة إلى حلول مستدامة، ترتكز على تنفيذ القرار 1701.
مزيد من الهجمات والنزوحوعلى صعيد الوضع الإنساني، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن الضاحية الجنوبية لبيروت شهدت ضربات كبيرة بعد دقائق فقط من إصدار أكثر من 20 أمرا بالإخلاء، كما استهدفت الغارات الجوية اليوم الثلاثاء منطقة مكتظة بالسكان في وسط بيروت، دون سابق إنذار.
وأوضح المكتب أن هذه الهجمات تسببت في أضرار وإصابات ومزيد من النزوح، حيث لجأ العديد من الأشخاص سابقا إلى وسط بيروت. وأكدد مجددا على أن جميع أطراف النزاع يجب أن تتخذ جميع الاحتياطات اللازمة لحماية المدنيين، بما في ذلك أولئك الذين يسعون إلى الاحتماء في منازلهم أو في ملاجئ مؤقتة.
حتى 24 نوفمبر، سجلت المنظمة الدولية للهجرة ما يقرب من 900 ألف نازح داخل لبنان منذ أكتوبر 2023.
مساعدات غذائية وصحيةبرنامج الأغذية العالمي قال إن العديد من الأشخاص المتضررين يواجهون تحديات كبيرة في تأمين المأوى ويحتاجون بشكل عاجل إلى سكن مناسب ومواد أساسية للبقاء دافئين وآمنين مع اقتراب أشهر الشتاء.
واستجابة لذلك، تمكن البرنامج، بالتعاون مع الحكومة اللبنانية وشركاء آخرين، من الوصول إلى أكثر من 640 ألف شخص بالمساعدات الغذائية أو النقدية في عام 2024، بما في ذلك حوالي 500 ألف شخص منذ 23 سبتمبر.
بدورها، نشرت منظمة الـيونيسف، بالتعاون مع السلطات الصحية، وحدات صحية متنقلة لتوفير الرعاية الطبية العاجلة والتطعيمات للأسر والأطفال النازحين. ومنذ 23 سبتمبر، تم الوصول إلى أكثر من 240 ألف شخص.
الوسومأنطونيو غوتيريش إسرائيل الأمم المتحدة المنظمة الدولية للهجرة اليونفيل برنامج الأغذية العالمي بيروت جينين هينيس لبنان