لا تشبه حركة نزوح بعض العائلات من مناطق الضاحية الجنوبية الى غيرها من المناطق، وتيرة نزوح العائلات الجنوبية الى صور وبيروت، ولكن في واقع الحال فانّ القلق والرعب الذي يعيشه البعض في الضاحية يجعل كثيرين يفكرون في الابتعاد عن منازلهم خوفا من توسع دائرة القصف الاسرائيلي او الدخول في حرب شاملة بين "حزب الله" واسرائيل، في توقيت مباغت بالنسبة لهم.


 
لذا يسود الترقب والحذر اجواء الضاحية الجنوبية، وتحديدا اكثر المناطق المعرضة لخطر الاستهداف الاسرائيلي كما حصل في عدوان تموز 2006، كحارة حريك وبئر العبد والقائم، اضافة الى المناطق المحاذية لجسر المطار والمطار بطبيعة الحال. وعلى الرغم من انّ اكثرية السكان يلتزمون منازلهم، الا انّ بعض العائلات التي لديها اماكن اخرى للتوجه اليها، فعلت ذلك وإن كان بشكل متقطع، اي ترك منازلهم في وقت اشتداد القصف على المناطق الجنوبية.  
 
تحليل
 وهنا تكثر موجة التحليلات لدى الاهالي كحديث الساعة، بين من يطمئن بانّ دائرة الحرب لن تتوسع ولن تطال الضاحية، وبين من يعتقد انّ العدو الاسرائيلي لن يتوانى عن تكرار تجربة الـ2006، فيدمر الضاحية في توقيت قد لا يمكّن الاهالي حينها من مغادرة منازلهم. ولكن غالبية التوجه لسكان الضاحية هو اليوم في تأمين منازلهم بالمونة والادوية الاساسية تحسبا من فرضية انقطاعها، وتخوفا من اي حدث طارئ او أمر استثنائي، وهو ما جعل البعض يجهزون حقائبهم واوراقهم وممتلكاتهم الثمينة في حال اضطروا الى الهروب سريعا.
ونقلت بعض السيدات انهن في اوقات اشتداد المعركة في الجنوب، فهم يفضلن عدم ارسال اطفالهن الى المدارس، وهو ما يخلق توترا لدى الاطفال الذين يشعرون وكأن الحرب قد قامت في هذه الثانية.
وفي الوقت عينه، فانّ جولة في بعض مناطق الضاحية تؤكد وجود حركة طبيعية في الاسواق والمحال، مع رصد اعلام كثيرة لفلسطين وحزب الله وصور الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله توزعت على الطرقات.يُضاف الى ذلك زحمة اضافية في المنطقة بسبب نزوح بعض العائلات من الجنوب.
 
رعب اضافي
 وهؤلاء يتحدثون عن رعب اضافي، فهم في الاصل تركوا بيوتهم ونزحوا الى الضاحية، ولكن ماذا لو طال القصف الاسرائيلي الضاحية، مع تكرار سيناريوهات ومشاهد مرعبة مرّت في بال العدد الاكبر من العائلات والاطفال الذين يشاهدون بعيونهم ماذا يحصل في غزة واطفالها. وينقل كثر ممن التقينا بهم في الجولة احساسهم بالكثير من الثقة والامان بعد الفيديو الاخير الذي انتشر للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالامس، بخلاف حقيقة توقيته ماذا اذا كان قديما او جديدا، فهم يعتبرون انّ السيد اراد بطريقة او باخرى اعطاء رسالة تطمين، وهو ما يعتبره كثيرون في المقابل بداية ساعة الصفر لمعركة اوسع واشمل، وخصوصا بعد الفترة الطويلة التي غاب فيها السيد نصرالله عن التواصل المباشر مع الناس منذ بداية الحرب على غزة في 7 تشرين الاول.   وغالبا ما يجول شبان في سياراتهم ودراجاتهم النارية في مسيرات سيارة داعمة للمقاومة، وتنديدا بالعدوان الاسرائيلي على غزة، ولاشاعة اجواء من التأكيد على تأييد المقاومة في خيارها ضرب العدو، وتكرار العبارات التي يرددها كل من ينتمي الى بيئة المقاومة والحزب مثل "فدى السيد".
 
غلاء الاسعار
ومن الاجواء التي يتحدث عنها الاهالي تزامنا مع الازمة الاقتصادية التي يمر بها البلد، هو التخوف من زيادة الاسعار من قبل التجار لاستغلال وجود الاهالي في منازلهم وحركة النزوح ما يعني توسع دائرة السوق الاستهلاكية من جهة، اضافة الى التخوف من زيادة اسعار المنازل للقادمين من الجنوب من جهة اخرى. ويتحدث البعض عن ايجارات خيالية وصلت الى حدود الالف دولار للشقة الواحدة.
 
وتبقى هذه احاديث اهالي الضاحية، واسئلة كثيرة تُطرح بلا اجابات.  
    المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

دخان يرتفع.. كيف يبدو المشهد في هذه الأثناء في الضاحية الجنوبية؟

أفادت "الجديد" أن السُحب الدخانية التي ترتفع من الضاحية الجنوبية لبيروت ناتجة عن أعمال رفع الأنقاض جراء الغارات السابقة.   وأشارت إلى أن الساعات الـ 24 الأخيرة لم تشهد أي غارة مستجدة.

مقالات مشابهة

  • غارات إسرائيلية عنيفة على الضاحية الجنوبية بيروت
  • كاتب صحفي: سيناريو غزة يتكرر في لبنان بخداع إسرائيلي
  • ميقاتي شكر ايطاليا وقطر والاردن على الجهود التي يبذلونها لوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان
  • عدوان جديد... الطائرات الإسرائيليّة استهدفت الضاحية الجنوبية
  • غارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت
  • جيش الاحتلال يطالب سكان ضاحية بيروت الجنوبية بمغادرة منازلهم
  • الجيش الإسرائيلي يطالب سكان ضاحية بيروت الجنوبية بمغادرة منازلهم
  • الاحتلال الإسرائيلي يقصف الضاحية الجنوبية لبيروت
  • غارات إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت
  • دخان يرتفع.. كيف يبدو المشهد في هذه الأثناء في الضاحية الجنوبية؟