تراجعت أسعار النفط، بعد اتباع إسرائيل نهجاً أكثر حذراً في الهجوم على غزة، مما تعهدت به في بداية الأمر، وهو ما عزز التكهنات بأن الصراع قد يظل تحت السيطرة رغم تصريحات إيران الأخيرة.

وانخفض سعر خام برنت، الذي يُنظر إليه كمؤشر عالمي لسوق النفط، إلى ما دون 90 دولاراً للبرميل، بعد ارتفاعه بنسبة 3% تقريباً الجمعة، عقب تكثيف إسرائيل عملياتها.

فيما انخفض خام غرب تكساس الوسيط إلى 84 دولاراً.

ورغم إرسال إسرائيل قوات ودبابات إلى شمال غزة رداً على هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، إلا أنها تتبع نهجاً تدريجياً يعتمد على رصد تطورات الوضع يوماً بعد يوم بدلاً من الغزو الشامل.

وشهدت أسواق النفط تقلبات بسبب الصراع في غزة ومخاوف انتشاره إلى دول وجماعات أخرى مثل إيران.

وتوفر المنطقة ثلث إمدادات النفط الخام العالمية، وهناك مخاوف من أن يؤدي تصعيد الحرب إلى هجمات على ناقلات النفط، وتهديد نقاط التفتيش البحرية، وانخفاض الصادرات من إيران.

وقبل بدء تداولات العقود المستقبلية للنفط الخام الإثنين في آسيا، حذرت كل من طهران وواشنطن من أن الصراع قد يستمر في الانتشار.

وقالت إيران إن الحرب قد "تجبر الجميع على التحرك".

في الوقت نفسه، شهدت الولايات المتحدة "خطراً متزايداً" لانتشار ألسنة الحرب، وفقاً لمستشار الأمن القومي جيك سوليفان.

اقرأ أيضاً

جراء التصعيد في غزة.. النفط يتجه لتسجيل ثاني مكاسبه الأسبوعية

وقالت فاندانا هاري من مؤسسة شركة "فاندا إنسايتس" الاستشارية: "الاشتباكات التي وقعت في عطلة نهاية الأسبوع الماضي أظهرت أن الصراع المسلح ما يزال مقصوراً على إسرائيل وغزة.. وبالتالي، في ضوء ذلك، بدا النفط الخام وكأنه وصل إلى منطقة التشبع الشرائي".

وأضافت أن الأسعار "ستواصل الانخفاض على الأرجح حتى تظهر مخاطر جديدة".

وتعتبر إيران الداعم الرئيسي لحركة حماس، وصنفت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الحركة على أنها جماعة إرهابية.

كما تدعم طهران حزب الله في جنوب لبنان، الذي ينشر قوات متمركزة على طول الحدود الشمالية لإسرائيل.

وبعيداً عن أخبار الصراع في الشرق الأوسط، ظهرت إشارات متضاربة حول حالة السوق الفعلية.

وفي الولايات المتحدة، ما تزال مخزونات النفط بمركز التخزين الرئيسي في كوشينغ بولاية أوكلاهوما بالقرب من أدنى مستوياتها منذ عام 2014، ولكن على النقيض من ذلك هناك وفرة غير مسبوقة من مخزونات البنزين على طول ساحل الخليج.

وتظهر بعض المؤشرات وجود ضيق أقل في إمدادات السوق. وبلغ فارق السعر الفوري لخام غرب تكساس الوسيط (الهامش بين أقرب عقدين) نحو 74 سنتاً للبرميل في حالة باكورديشن.

ورغم أن هذا ما يزال يشكل نمطاً صعودياً، إلا أنه يقترب من أدنى مستوياته التي شهدناها الأسبوع الماضي، وأقل من فارق الأسعار الذي شهدته الأسواق قبل اندلاع الصراع.

اقرأ أيضاً

ماذا لو قطع العرب صادرات النفط والغاز؟

المصدر | بلومبرج

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: النفط أسعار النفط إيران إسرائيل أمريكا

إقرأ أيضاً:

مجدداً..هل تستعد إسرائيل لضرب نووي إيران؟

رأت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أنه مع إضعاف وكلاء إيران في المنطقة وتضرر دفاعاتها الجوية، فإن الوقت قد حان لتحرك إسرائيل ضد البرنامج النووي لطهران.

وأشارت جيروزاليم بوست تحت عنوان "هل تستعد إسرائيل لضرب المواقع النووية الإيرانية"، إلى حجة لشن هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية، وهي أن تنظيم "حزب الله" اللبناني، وحركة "حماس" الفلسطينية، لم يعودا يشكلان تهديداً على إسرائيل، وبهذا الشكل، أصبح "محور المقاومة" الإيراني في حالة من الخراب، بالإضافة إلى تدمير أنظمة الدفاع الجوي لكل من إيران وسوريا، والقضاء على قدرات الصواريخ الإيرانية.

القناة الـ14 الإسرائيلية: إيران تستعد للاشتباكhttps://t.co/KWwPRMWfOg pic.twitter.com/fK9cSlLaJv

— 24.ae (@20fourMedia) February 20, 2025
التقدم في النووي

وأوضحت أن إيران على وشك إنتاج ما يكفي من اليورانيوم الصالح للاستخدام في صنع الأسلحة لبناء عدة قنابل، وهو الأمر الذي يجعل الاعتماد على انتظار التحذير من الاستخبارات الأمريكية أو الإسرائيلية بشأن "الاندفاع الإيراني الوشيك"، قد لا يكون استراتيجية موثوقة.


ضربة مشتركة

كما أشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن هذا هو الوقت المناسب لكي تتخذ تل أبيب وواشنطن إجراءات عسكرية حاسمة ضد البرنامج النووي الإيراني، ومن الناحية المثالية، من خلال ضربة منسقة ومشتركة، مضيفة أن هناك أدلة متزايدة على أن التفكير على هذا النحو أصبح الآن سائداً في قمة النظام الأمني الإسرائيلي، كما أن التقارير الإعلامية الإقليمية الأخيرة تشير إلى وجود اتفاق واسع النطاق أيضاً بين تل أبيب وواشنطن بشأن هذه القضية.


جولة دبلوماسية

ونقلت جيروزاليم بوست عن تقارير إعلامية وتحليلات سياسية، أن الولايات المتحدة تريد تجربة جولة أخرى من الدبلوماسية، بدعم من العودة إلى استراتيجية الضغط الأقصى، التي حافظت عليها إدارة دونالد ترامب الأولى، ولكن إذا فشلت الجهود الرامية إلى حث إيران على الالتزام الراسخ بالتخلي عن طموحاتها النووية، فمن المرجح أن يعود التركيز إلى الخيار العسكري.

 

عوامل مهمة

وتساءلت الصحيفة: "ما مدى دقة هذه التقارير؟ وهل من المحتمل أن تشن إسرائيل هجوما على المنشآت النووية الإيرانية؟"، مضيفة أن استعداد إسرائيل المتزايد للتفكير في إمكانية القيام بعمل عسكري ينبع من عدة عوامل، أولها أن إيران تعمل حالياً على تسريع تقدمها نحو القدرة على إنتاج الأسلحة النووية.
وأوضحت الصحيفة أن طهران عملت على زيادة تخصيب اليورانيوم إلى 60% في الأشهر الأخيرة، على ما يبدو رداً على النكسات الأخيرة التي تعرضت لها على جبهات أخرى. والواقع أن الوقت الذي قد تحتاجه إيران لإنتاج ما يكفي من اليورانيوم لإنتاج قنبلة نووية، أصبح الآن أسابيع وليس أشهراً، وفقا لتقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وثانياً، تراجعت قدرة إيران على ردع الهجوم الإسرائيلي بشكل كبير جداً في النصف الأخير من عام 2024، والواقع أن تدمير إسرائيل لـ80% من ترسانة صواريخ حزب الله اللبناني خلال هذه الفترة، وضرب القيادة العليا للتنظيم وعدد كبير من مقاتليه، من شأنه أن يقلل من أهمية أحد العوامل الرئيسية التي كانت حتى الآن سبباً في تعقيد أي تحرك إسرائيلي ضد المنشآت النووية الإيرانية.
وأكدت الصحيفة، أن هذه الميزة قابلة للزوال، وسوف تتلاشى بمرور الوقت بالتزامن مع شروع إيران في إعادة تسليح حزب الله.


تدمير الدفاعات الإيرانية

وأوضحت "جيروزاليم بوست"، أنه في الرد الإسرائيلي الانتقامي واسع النطاق ضد إيران في 26 أكتوبر (تشرين الأول) 2024، دمرت إسرائيل جزءاً كبيراً من قدرة الدفاع الجوي الإيرانية، وهذا أيضاً  قابل للزوال من وجهة النظر الإسرائيلية، مستطردة: "ربما تضررت أو دمرت أنظمة إس-300 الإيرانية، ولكن من المرجح أن يعمل تحالف طهران الناشئ مع روسيا في مرحلة ما على تأمين توفير نظام إس-400 الأكثر تقدماً".
ولذلك، لا يمكن الافتراض بأن نقاط الضعف أو العيوب الإيرانية "عامل دائم" في الصورة الاستراتيجية للشرق الأوسط، بل إنها سوف تتراجع أو تختفي في النهاية ما لم يتم استغلالها، وهو ما يزيد الاندفاعة الإسرائيلية لتنفيذ ضربة.

تقرير: تركيا تخطط لضربة اقتصادية ضد #إيرانhttps://t.co/jqYHwXTYsy

— 24.ae (@20fourMedia) February 19, 2025
المشروع الإيراني لم ينهار

ثالثاً، على الرغم من حالتها الضعيفة، تظل إيران الخصم الأكثر أهمية لإسرائيل في المنطقة، وعلى عكس بعض التقارير الإعلامية الإسرائيلية المبالغ فيها، فإن المشروع الإقليمي الإيراني لم ينهر نتيجة لانتكاسات عام 2024، ولا تزال طهران وحلفاؤها وأصولها في مواقع قيادية في عدد من المواقع الإقليمية الرئيسية، وأوضحت أن النكسة الدائمة الوحيدة التي عانى منها الإيرانيون في العام الماضي هي خسارة نظام الأسد في سوريا، وهذا، بلا شك، يضعف بشدة انتشار طهران الإقليمي.
وتقول الصحيفة، إنه من المرجح أن تأخذ الإدارة الأمريكية رغبتها في التوصل إلى اتفاق نووي جديد أكثر صرامة مع إيران على محمل الجد، وعلقت: "لا ينبغي استبعاد قدرة إيران على التلاعب بهذا الوضع، كما تبدو نوايا ترامب ورغباته قابلة للتغيير، ولا يمكن التنبؤ بها".
واختتمت الصحيفة تحليلها قائلة إن "فرصة توجيه ضربة إسرائيلية لعرقلة وإلحاق أضرار جسيمة بالمنشآت النووية الإيرانية تبدو أعلى الآن من أي وقت مضى منذ اكتشاف البرنامج النووي السري الإيراني قبل عقدين من الزمان".

مقالات مشابهة

  • تراجع أسعار النفط وسط توقعات استئناف صادرات كردستان وتوترات أوكرانيا
  • تراجع أسعار النفط.. وخام برنت يسجل 74.23 دولارًا للبرميل
  • تراجع أسعار النفط مع انتظار استئناف صادرات اقليم كوردستان
  • مجدداً..هل تستعد إسرائيل لضرب نووي إيران؟
  • معاريف.. بداية الهجوم الإيراني على إسرائيل
  • وزير استخبارات إيران: لا تراجع عن سياسة الرد بالمثل في مواجهة التهديدات الأمريكية
  • الولايات المتحدة تقترح قرارًا خاصًا في الأمم المتحدة بذكرى الحرب في أوكرانيا
  • النفط ينهي الأسبوع بخسائر مع تراجع مخاطر الشرق الأوسط
  • الأمم المتحدة: 9 من كل 10 سوريين يعيشون في فقر
  • رويترز: الولايات المتحدة تهدد العراق بفرض عقوبات بسبب نفط كردستان