تعرف إلى لعنة العقد الثامن التي أشار لها أبو عبيدة
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
حمل الخطاب الأخير للناطق باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أبو عبيدة، إشارة إلى لعنة العقد الثامن، عندما قال إن "زمن انكسار الصهيونية قد بدأ ولعنة العقد الثامن ستحل عليهم وليرجعوا إلى توراتهم وتلمودهم ليقرؤوا ذلك جيدا ولينتظروا أوان ذلتهم بفارغ الصبر".
اقرأ أيضاً : أبوعبيدة: العدد الكبير من الأسرى لدينا ثمنه تبييض سجون الاحتلال من جميع الأسرى الفلسطينيين - فيديو
ولعنة العقد الثامن إشارة من أبي عبيدة للنبوءة التي تتداول في الأوساط لدى الاحتلال الإسرائيلي.
في العام الماضي، أبدى رئيس وزراء الاحتلال السابق إيهود باراك مخاوفه من قرب زوال تل أبيب قبل حلول الذكرى الـ80 لتأسيسها، مستشهدا في ذلك بـ"التاريخ اليهودي الذي يفيد بأنه لم تعمّر لليهود دولة أكثر من 80 سنة إلا في فترتين استثنائيتين".
وفي مقال له نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، قال باراك "على مرّ التاريخ اليهودي لم تعمر لليهود دولة أكثر من 80 سنة إلا في فترتين: فترة الملك داود وفترة الحشمونائيم، وكلتا الفترتين كانت بداية تفككها في العقد الثامن".
وأضاف أن تجربة الدولة العبرية الصهيونية الحالية هي التجربة الثالثة وهي الآن في عقدها الثامن، وأنه يخشى أن تنزل بها لعنة العقد الثامن كما نزلت بسابقتها.
وأوضح باراك أنهم ليسوا وحدهم من أصابتهم لعنة العقد الثامن، وأن "أمريكا نشبت فيها الحرب الأهلية في العقد الثامن من عمرها، وإيطاليا تحولت إلى دولة فاشية في عقدها الثامن، وألمانيا تحولت إلى دولة نازية في عقدها الثامن وكانت سببا في هزيمتها وتقسيمها، وفي العقد الثامن من عمر الثورة الشيوعية تفكك الاتحاد السوفياتي وانهار وانفرط عقده".
وزاد باراك قائلا "إن تل أبيب تقع في محيط صعب لا رحمة فيه للضعفاء. أصبح من الواجب حساب النفس. إسرائيل أبدت قدرة ناقصة في الوجود السيادي السياسي"، محذرا من العواقب الوخيمة للاستخفاف بأي تهديد.
كما ذكر أن "العقد الثامن لإسرائيل بشّر بحالتين: بداية تفكك السيادة ووجود مملكة بيت داود التي انقسمت إلى يهودا وإسرائيل، وبوصفنا كيانا وصلنا إلى العقد الثامن ونحن كمن يتملكنا العصف، في تجاهل فظ لتحذيرات التلمود".
البيت الثالثوهذا الطرح أيضا تبناه الكاتب الصحفي آري شافيت، الذي استعرض -في كتابه "البيت الثالث" بالإشارة إلى "دولة إسرائيل"- كيف أصبح الإسرائيليون "العدو الأكبر لأنفسهم في العقد الثامن من استقلال الدولة العبرية"، قائلا "يمكن مواجهة التحديات الأمنية، لكن تفكك الهوية لا يمكن التغلب عليه"، بحسب تقرير نشرته شبكة "الجزيرة".
وتساءل بشأن ما وصفه بـ"المعجزة الإسرائيلية" وما الذي يفسر استمرار وجودها لعقود، وما التهديد الوجودي الجديد الذي تواجهه الدولة العبرية، مشيرا إلى أن تل أبيب تشهد حالة تفكك داخلي ومحاولات من أجل إعادة تجميعها، قائلا "لن يكون هناك بيت رابع. إسرائيل هي الفرصة الأخيرة للشعب اليهودي".
زوال الكيانوفي قراءة لفقدان البوصلة هذه، يعتقد الكاتب والمحلل "الإسرائيلي" روغل ألفر، أن "إسرائيل" وقعت على شهادة زوالها، وعزا ذلك إلى أسباب عدة منها حرب متعددة الجبهات، إضافة إلى تفكك داخلي، وتفشي الفساد، والصراعات الداخلية بين التيارات اليهودية، والصراعات الثقافية في المجتمع.
اقرأ أيضاً : "لا سمح الله".. عبارة تجتاح مواقع التواصلوكتب ألفر أنه "في الحرب المقبلة مع الأعداء، سيتلقى السكان اليهود في البلاد الأوامر بالانتحار".
واستذكر أنه عندما انتصر الجيش المصري واحتل بلدة "نيتسانيم" خلال حرب عام 1948 أصدر رئيس أركان جيش الاحتلال في حينها أوامر للجنود والضباط اليهود بالقتال حتى الموت. وكذلك قتل الضباط والجنود اليهود الذين يقررون الاستسلام "للعدو".
ويقول الكاتب إنه منذ ذلك الحين تبلورت في إسرائيل "ثقافة الموت والفداء من أجل الوطن"، بمعنى أن اليهود لا يستسلِمون خلال الحرب، و"بسبب ترسيخ هذه الثقافة، يعيش اليهود منذ عقود في حالة توحي لهم جديا أن الآلاف منهم سيموتون في حالة اندلاع حرب متعددة الجبهات".
وأكد أن "المؤسسة الأمنية في تل أبيب تتعمد الترويج للسكان في الدولة أن الحرب المقبلة -التي سيسقط فيها آلاف الصواريخ من لبنان وإيران وقطاع غزة على العمق الإسرائيلي وسيقتل فيها آلاف السكان- هي مجرد مسألة وقت ليس غير".
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: تل أبيب إسرائيل فلسطين القدس الاحتلال الإسرائيلي لعنة العقد الثامن تل أبیب
إقرأ أيضاً:
تل أبيب تزعم أن إحدى الجثث التي تسلمتها بغزة ليست لأسير إسرائيلي
زعم الجيش الإسرائيلي، فجر الجمعة، أن إحدى الجثث التي تسلمها من الفصائل الفلسطينية بقطاع غزة الخميس، ليست لأسير إسرائيلي، فيما تتواصل الانتقادات الداخلية ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بسبب إدارة ملف الأسرى.
وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي: "خلال عملية التشخيص التي أجراها المعهد العدلي، تبيّن أن إحدى الجثث التي تم تسليمها الخميس لا تعود لشيري بيباس، ولا لأي محتجز أو محتجزة آخرين"، واصفًا الجثة بأنها "مجهولة الهوية ولم يتم التعرف عليها بعد".
وادعى البيان أن جثة شيري بيباس لا تزال في قطاع غزة، وزعم أنه تم التعرف على جثتي طفليها أرئيل وكفير، مدعيًا أنهما قُتلا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 على يد مسلحين فلسطينيين.
في المقابل، أكدت حركة "حماس" زيف الرواية الإسرائيلية، حيث أعلنت الخميس، أن الجثث الثلاث التي تم تسليمها تعود إلى شيري سلفرمان بيباس وطفليها، الذين قتلوا جراء قصف إسرائيلي على غزة في 29 نوفمبر 2023.
وكان رئيس معهد الطب العدلي الإسرائيلي، خان كوجل، أعلن الخميس أن إحدى الجثث تعود للأسير الإسرائيلي عوديد ليفشيتس.
من جهته، قال أبو بلال، الناطق باسم "كتائب المجاهدين" الذراع العسكري لـ"حركة المجاهدين" الفلسطينية، إن مقاتلي فصيله هم من أسروا أفراد عائلة بيباس الثلاثة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأضاف: "حُفظت حياتهم وعوملوا وفق تعاليم الإسلام قبل أن يتم قصفهم بصواريخ الاحتلال الإسرائيلي، ما أدى إلى مقتلهم واستشهاد المجموعة التي كانت تحتجزهم".
وسبق أن حذرت حركة "حماس" أكثر من مرة من أن الجيش الإسرائيلي قصف أماكن احتجاز الأسرى الإسرائيليين خلال الحرب، متهمةً نتنياهو بالسعي إلى التخلص منهم لمنع استخدامهم كورقة تفاوض ضده.
وعقب تسليم جثامين الأربعة الخميس، حملت الحركة الجيش الإسرائيلي المسؤولية عن مقتلهم، قائلةً إن الفصائل "عاملتهم بإنسانية وحاولت إنقاذهم"، كما أشارت إلى أن القصف الإسرائيلي أسفر عن مقتل 17 ألفًا و881 طفلًا فلسطينيًا في غزة.
وقالت الحركة في بيان: "يتباكى المجرم نتنياهو اليوم على جثامين أسراه الذين عادوا إليه في توابيت، في محاولة مكشوفة للتنصل من مسؤولية قتلهم".
ولفت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يواجه غضبًا متصاعدًا في الشارع الإسرائيلي بعد عودة الأسرى في نعوش للمرة الأولى ضمن صفقة التبادل الجارية.
وبحسب تقارير إعلامية إسرائيلية، فإن تصاعد الانتقادات أجبر نتنياهو على التراجع عن المشاركة في مراسم استقبال جثامين الأسرى الأربعة، بعدما كان يسعى إلى استغلال الحدث سياسيًا، لكن الأمر تحول إلى نقمة عليه وسط اتهامات له بإطالة أمد الحرب وعرقلة صفقات التبادل.
وفي 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بدأت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، والتي تتضمن ثلاث مراحل تمتد كل منها 42 يومًا، مع اشتراط التفاوض على المرحلة التالية قبل استكمال المرحلة الجارية.
ولا تزال إسرائيل تماطل في بدء مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق، التي كان من المفترض أن تبدأ في 3 فبراير/ شباط الجاري، رغم أن المرحلة الأولى تتضمن تسليم تل أبيب 33 أسيرًا إسرائيليًا، بينهم أحياء وأموات.
وحتى الآن، تسلمت إسرائيل 19 أسيرًا حيًا و4 جثث، ومن المقرر أن تتسلم السبت 6 أسرى أحياء، إضافة إلى 4 جثامين أخرى الأسبوع المقبل، لتنتهي المرحلة الأولى من الاتفاق.
في المقابل، أفرجت إسرائيل عن 1135 أسيرًا فلسطينيًا، بينهم عشرات ممن صدرت بحقهم أحكام بالسجن المؤبد، ومن المتوقع أن تفرج عن 602 آخرين خلال الأسبوعين المقبلين، ليصل إجمالي المفرج عنهم ضمن المرحلة الأولى إلى 1737 أسيرًا فلسطينيًا.
وبدعم أمريكي، شنت إسرائيل حربًا على غزة بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، أسفرت عن أكثر من 160 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود، وفق معطيات فلسطينية.