الخبر:
2024-07-03@17:59:00 GMT

دماء شهداء فلسطين تسائل مواقف بايدن وماكرون وسوناك

تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT

دماء شهداء فلسطين تسائل مواقف بايدن وماكرون وسوناك

لا أحد يستطيع أن ينكر التاريخ ولا التلاعب بصفحاته، وحبل الكذب قصير لا يلبث أن تتكشف خيوطه، الكل يتذكّر حجم التدليس والكذب الذي نسج حول العراق في عهد صدام حسين، وبعد وقت قصير، اعترف من شاركوا في حبك كذبة الأسلحة الكيماوية، أنهم كذبوا عن سبق إصرار وترصد بهدف إسقاط نظام صدام وتفكيك وتفتيت العراق. نفس الآلة تشتغل اليوم ضد الفلسطينيين، من خلال تصوير "حماس" كتنظيم "داعش" الذي هو أصلا صناعة غربية ومحاولة ربط المقاومة بالإرهاب.

يمكن المعطى المختلف هذه المرة في حالة فلسطين، هو اصطفاف الدول الغربية وراء الموقف الأمريكي الداعم وبدون هوادة لآلة الإرهاب الصهيونية العسكرية، والمديرة لآلة الدعاية والتضليل الإعلامي الذي يسير في فلكه أغلب وسائل الإعلام الغربية، المتغيّر في هذه المحطة التاريخية من تاريخ الشرق الأوسط، هو تماهي الموقف الفرنسي مع الأمريكي التي عرفت بمواقفها المستقلة عن كتابة الدولة للخارجية الأمريكية.

نتذكر جميعا موقف الرئيس جاك شيراك من الحرب على العراق وكلمة وزير خارجية دومنيك دوفيلبان في الأمم المتحدة المناهضة للحرب وللدعاية الأمريكية، ودافعت فرنسا عن موقفها بالرغم من الضغوط الغربية التي مورست على فرنسا، ووصل الأمر أن أصبح الفرنسيين منبوذين في أوروبا، واستعملت عبارة "ممنوع دخول الكلاب والفرنسيين" بمحلات في الدانمارك.

لكن اليوم فرنسا، في عهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وقفت في الجانب الخطأ من التاريخ ولم تقف فقط في دعم آلة القتل الصهيونية الأمريكية والمزايدة في المواقف، من خلال تصريحات ماكرون بتشكيل تحالف دولي لمواجهة "حماس"، كما فعلوا مع "داعش"، وهو التصريح الذي أثار الاستغراب وحتى السخرية من طرف سياسيين ومحليين فرنسيين قبل الأجانب، بل اجتهدت فرنسا أيضا في فتح فضائها الإعلامي لبث الدعاية الكاذبة ضد الفلسطينيين وتوجيه النقاش في اتجاه واحد، مع تكميم الأفواه وترهيب من يتّخذ موقفا مدافعا عن الفلسطينيين ووسمه بالإرهاب.

ولا غرابة أن تتخذ بريطانيا موقفا لا يخرج عن دائرة الموقف الأمريكي، فهي من عادتها وديدنها أن تكون ضلا للمواقف الأمريكية، حتى أنها فقدت الاعتبار والاحترام لدى السياسيين الصهاينة، والعالم كله شاهد حجم الإهانة والإذلال التي تعرّض لها رئيس الحكومة البريطانية ريشي سوناك على يد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وهو يستقبله بتل أبيب، حيث أنه تحاشى أن يسلّم عليه ووضع يده في جيبه وأخذ مكانا متقدما وهو يمشي رفقة سوناك، الذي سارع لتقديم التأييد والدعم للمجازر التي ينفّذها الإرهاب الصهيوني في فلسطين المحتلة وفي غزة بشكل مضاعف.

وحتى الفندق الذي اختير ليقيم فيه سوناك، يحمل بصمات الإرهاب الصهيوني، حيث تعرّض الفندق "الملك داود" سنة 1946 لعملية تفجير إرهابي نفّذته منظمة "أرغون" التي قادها مناحيم بيغن، الذي يعدّ سادس رئيس حكومة صهيونية، ومؤسس حزب الليكود الذي يقود الحكومة الصهيونية المتطرفة حاليا، وخلّف التفجير مقتل 91 شخصا من بين 28 بريطانيا ووصفت الجرائد البريطانية العمل بالإرهابي والذي نفّذته حركة متطرفة.

ويقوم سوناك بنفس الدور الذي قام به بلير في حرب العراق، وجونسون في الحرب على ليبيا، أما الولايات المتحدة، فلها باع طويل وعريض في ارتكاب المجازر وتفكيك وتفتيت الدول وقتل الأبرياء والتنكيل بالمساجين، وأحداث ملجأ العامرية وسجن أبو غريب وما اقترفته من فظائع في حق المدنيين في العراق والصومال، لا تعدّ ولا تحصى، وتقوم اليوم بتأطير العدوان الصهيوني على غزة، من خلال الدعم العسكري والدبلوماسي والإعلامي لنتنياهو، وتقوم بتعطيل أي تحرك دولي أو قرار أممي يوقف آلة الحرب، حتى يترك المجال واسعا والوقت الكافي للصهاينة ببلوغ أهداف بإبادة الفلسطينيين وتحييد حركة المقاومة من قطاع غزة، في إطار مخطط تفريغ فلسطين من الفلسطينيين وإيجاد وطن بديل بشكل نهائي.

إن دعم بايدن وماكرون وسوناك لآلة الإرهاب والتقتيل الصهيونية، هي مشاركة في إعدام أطفال ونساء وشيوخ عزة، وضرب بكل المواثيق والأعارف عرض الحائط، حيث لا يوجد أي مبرر فوق الأرض أو حتى تحتها يسمح للكيان بأن يعدم الفلسطينيين بهذه الطريقة الإرهابية الجبانة. إن القادة الثلاثة وكل من وقف إلى صفهم ستبقى، أيادهم ملطخة بدماء شهداء فلسطين، وستكون حجة عليهم وتدينهم أبدا الدهر.

 

المصدر: الخبر

إقرأ أيضاً:

نتائج أولية بصعود أقصى اليمين في فرنسا.. وماكرون يدعو لـ"تحالف"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تصدر حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف وحلفاؤه نتائج الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية المبكرة في فرنسا، حاصدا أكثر من 34 بالمئة من الأصوات، بحسب تقديرات أولى، الأحد.

وتقدم اليمين المتطرف على تحالف اليسار أو "الجبهة الشعبية الوطنية" (ما بين 28.5 و29.1 بالمئة) وكذلك معسكر الرئيس إيمانويل ماكرون (20.5 الى 21.5 بالمئة)، وفق هذه التقديرات. وقد ينال التجمع الوطني غالبية نسبية كبيرة في الجمعية الوطنية، وربما غالبية مطلقة وفق توقعات 3 مراكز.

وإثر هذه النتائج، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى "تحالف ديمقراطي وجمهوري واسع" في الدورة الثانية من الانتخابات بمواجهة حزب التجمع الوطني اليميني.

وقال ماكرون في تصريح مكتوب إن "المشاركة الكبيرة في الدورة الأولى تظهر أهمية هذا التصويت بالنسبة إلى جميع مواطنينا، وإرادة توضيح الوضع السياسي"، مضيفا: "في مواجهة التجمع الوطني، إنه الآن وقت تحالف واسع (يكون) بوضوح ديمقراطيا وجمهوريا في الدورة الثانية".

في المقابل، اعتبرت زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا، مارين لوبان، أن "معسكر ماكرون تم محوه عمليا" عقب هذه النتائج.

وكانت استطلاعات الرأي التي سبقت الانتخابات رشحت حزب التجمع الوطني برئاسة، جوردان بارديلا (28 عاما)، أن يحصل على 34 إلى 37 من نوايا الأصوات.

مقالات مشابهة

  • مسئولون أمريكيون يتهمون بايدن بإنكار العدوان الإسرائيلي على غزة: يتواطأ مع حليفته
  • 12 مسؤولاً أمريكياً استقالوا بسبب غزة يتهمون واشنطن بالتواطؤ في قتل الفلسطينيين
  • مسؤولون سابقون: الإدارة الأمريكية متواطئة في قتل الفلسطينيين
  • وقفات في ذمار تنديداً باستمرار المجازر الصهيونية بحق الفلسطينيين
  • ذمار.. وقفات شعبية تنديداً باستمرار المجازر الصهيونية بحق الفلسطينيين
  • تنسيقية محاميات ومحامين لدعم فلسطين بمراكش ترجئ عقد ندوتها الصحفية
  • رئيس وزراء فلسطين: مواقف السعودية.. تاريخية وداعمة لنا
  • تحقيق صحفي يربط سوناك وعائلته باليمين المتطرف في الهند
  • نتائج أولية بصعود أقصى اليمين في فرنسا.. وماكرون يدعو لـ"تحالف"
  • بعد دعم أسطول اليمنية بثلاث طائرات.. يمنيون يستحضرون مواقف الكويت وتدخلاتها السخية تجاه اليمن