دماء شهداء فلسطين تسائل مواقف بايدن وماكرون وسوناك
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
لا أحد يستطيع أن ينكر التاريخ ولا التلاعب بصفحاته، وحبل الكذب قصير لا يلبث أن تتكشف خيوطه، الكل يتذكّر حجم التدليس والكذب الذي نسج حول العراق في عهد صدام حسين، وبعد وقت قصير، اعترف من شاركوا في حبك كذبة الأسلحة الكيماوية، أنهم كذبوا عن سبق إصرار وترصد بهدف إسقاط نظام صدام وتفكيك وتفتيت العراق. نفس الآلة تشتغل اليوم ضد الفلسطينيين، من خلال تصوير "حماس" كتنظيم "داعش" الذي هو أصلا صناعة غربية ومحاولة ربط المقاومة بالإرهاب.
يمكن المعطى المختلف هذه المرة في حالة فلسطين، هو اصطفاف الدول الغربية وراء الموقف الأمريكي الداعم وبدون هوادة لآلة الإرهاب الصهيونية العسكرية، والمديرة لآلة الدعاية والتضليل الإعلامي الذي يسير في فلكه أغلب وسائل الإعلام الغربية، المتغيّر في هذه المحطة التاريخية من تاريخ الشرق الأوسط، هو تماهي الموقف الفرنسي مع الأمريكي التي عرفت بمواقفها المستقلة عن كتابة الدولة للخارجية الأمريكية.
نتذكر جميعا موقف الرئيس جاك شيراك من الحرب على العراق وكلمة وزير خارجية دومنيك دوفيلبان في الأمم المتحدة المناهضة للحرب وللدعاية الأمريكية، ودافعت فرنسا عن موقفها بالرغم من الضغوط الغربية التي مورست على فرنسا، ووصل الأمر أن أصبح الفرنسيين منبوذين في أوروبا، واستعملت عبارة "ممنوع دخول الكلاب والفرنسيين" بمحلات في الدانمارك.
لكن اليوم فرنسا، في عهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وقفت في الجانب الخطأ من التاريخ ولم تقف فقط في دعم آلة القتل الصهيونية الأمريكية والمزايدة في المواقف، من خلال تصريحات ماكرون بتشكيل تحالف دولي لمواجهة "حماس"، كما فعلوا مع "داعش"، وهو التصريح الذي أثار الاستغراب وحتى السخرية من طرف سياسيين ومحليين فرنسيين قبل الأجانب، بل اجتهدت فرنسا أيضا في فتح فضائها الإعلامي لبث الدعاية الكاذبة ضد الفلسطينيين وتوجيه النقاش في اتجاه واحد، مع تكميم الأفواه وترهيب من يتّخذ موقفا مدافعا عن الفلسطينيين ووسمه بالإرهاب.
ولا غرابة أن تتخذ بريطانيا موقفا لا يخرج عن دائرة الموقف الأمريكي، فهي من عادتها وديدنها أن تكون ضلا للمواقف الأمريكية، حتى أنها فقدت الاعتبار والاحترام لدى السياسيين الصهاينة، والعالم كله شاهد حجم الإهانة والإذلال التي تعرّض لها رئيس الحكومة البريطانية ريشي سوناك على يد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وهو يستقبله بتل أبيب، حيث أنه تحاشى أن يسلّم عليه ووضع يده في جيبه وأخذ مكانا متقدما وهو يمشي رفقة سوناك، الذي سارع لتقديم التأييد والدعم للمجازر التي ينفّذها الإرهاب الصهيوني في فلسطين المحتلة وفي غزة بشكل مضاعف.
وحتى الفندق الذي اختير ليقيم فيه سوناك، يحمل بصمات الإرهاب الصهيوني، حيث تعرّض الفندق "الملك داود" سنة 1946 لعملية تفجير إرهابي نفّذته منظمة "أرغون" التي قادها مناحيم بيغن، الذي يعدّ سادس رئيس حكومة صهيونية، ومؤسس حزب الليكود الذي يقود الحكومة الصهيونية المتطرفة حاليا، وخلّف التفجير مقتل 91 شخصا من بين 28 بريطانيا ووصفت الجرائد البريطانية العمل بالإرهابي والذي نفّذته حركة متطرفة.
ويقوم سوناك بنفس الدور الذي قام به بلير في حرب العراق، وجونسون في الحرب على ليبيا، أما الولايات المتحدة، فلها باع طويل وعريض في ارتكاب المجازر وتفكيك وتفتيت الدول وقتل الأبرياء والتنكيل بالمساجين، وأحداث ملجأ العامرية وسجن أبو غريب وما اقترفته من فظائع في حق المدنيين في العراق والصومال، لا تعدّ ولا تحصى، وتقوم اليوم بتأطير العدوان الصهيوني على غزة، من خلال الدعم العسكري والدبلوماسي والإعلامي لنتنياهو، وتقوم بتعطيل أي تحرك دولي أو قرار أممي يوقف آلة الحرب، حتى يترك المجال واسعا والوقت الكافي للصهاينة ببلوغ أهداف بإبادة الفلسطينيين وتحييد حركة المقاومة من قطاع غزة، في إطار مخطط تفريغ فلسطين من الفلسطينيين وإيجاد وطن بديل بشكل نهائي.
إن دعم بايدن وماكرون وسوناك لآلة الإرهاب والتقتيل الصهيونية، هي مشاركة في إعدام أطفال ونساء وشيوخ عزة، وضرب بكل المواثيق والأعارف عرض الحائط، حيث لا يوجد أي مبرر فوق الأرض أو حتى تحتها يسمح للكيان بأن يعدم الفلسطينيين بهذه الطريقة الإرهابية الجبانة. إن القادة الثلاثة وكل من وقف إلى صفهم ستبقى، أيادهم ملطخة بدماء شهداء فلسطين، وستكون حجة عليهم وتدينهم أبدا الدهر.
المصدر: الخبر
إقرأ أيضاً:
علاقات ثنائية خارج "التحالف الدولى".. العراق يعزز تعاونه العسكري مع فرنسا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
اتجهت الحكومة العراقية برئاسة المهندس محمد شياع السوداني، لبناء علاقات ثنائية مع دول قوات التحالف الدولي لهزيمة تنظيم داعش الإرهابي، خاصة بعدما اتفقت مع الولايات المتحدة الأمريكية التي تقود التحالف إلى إنهاء تواجده ومغادرة الأراضي العراقية بحلول سبتمبر من العام المقبل.
وترى الحكومة العراقية أن بناء علاقات استراتيجية ثنائية مع كل دولة من دول التحالف على انفراد يأتي بعد اكتساب القوات الأمنية العراقية خبرات كافية لصد ودحر التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابي.
وفي ذات السياق قادت السلطات الأمنية العراقية عدة عمليات في التفتيش والرصد والتعقب لخلايا وعصابات التنظيم الإرهابي، وذلك بالتنسيق مع الأجهزة الاستخبارتية، لتؤكد للمجتمع الدولي أنها قادرة على مواجهة المخاطر الأمنية وصدها في الداخل العراقي، وذلك بعدما نفذت واشنطن عدة ضربات داخل العراق ضد تنظيمات مسلحة موالية لإيران شنت هجومًا على القواعد العسكرية الأمريكية، واعتبرته الحكومة العراقية تجاوزا وخرقا لسيادة العراق.
القوات الفرنسية ودعم العراقفي إطار العلاقات الثنائية، أشاد الفريق أول قيس المحمداوي نائب قائد العمليات المشتركة العراقية بالدور الفرنسي المشارك في الحرب على تنظيم داعش الإرهابي، وذلك خلال لقائه قائد القوات الفرنسية في الشرق الأوسط الادميرال لينيه والوفد المرافق له بحضور ضباط قيادة العمليات المشتركة.
ووفقا لبيان صادر عن خلية الإعلام الأمني، الأحد الماضي، أن المحمداوي استقبل قائد القوات الفرkسية في الشرق الأوسط مرحبا به وبالوفد المرافقد لهن مؤكدا أن التدريب والخبرة التي اكتسبتها القوات الأمنية العراقية في المعارك ضد عصابات داعش الإرهابية ساعدتها في تنمية وتطوير قدرات القطعات الأمنية والمنظومات الاستخبارية التي ما زالت تلاحق ما تبقى من عصابات داعش، وتوجه ضربات موجعة لهم.
وبحسب البيان، شدد المحمداوي على ضرورة التعاون وفق مذكرات ثنائية تتلاءم مع الدستور ومنهاج الحكومة والقيادات الأمنية العليا فضلاً عن التأكيد على أهمية تمكين وتجهيز القوات المسلحة واستخدام التكنولوجيا والمعدات الفنية الحديثة في تطوير قدرات القوات العراقية مقدماً شكره للقطعات الفرنسية ومستشاريها لمواقفها المميزة في الحرب ضد داعش الإرهابي وإسهامها الواضح والمتميز في تقديم المشورة والتمكين والمساعدة بالتدريب وتبادل الخبرات.
من جانبه، أشاد قائد القوات الفرنسية في الشرق الأوسط بالتطور الكبير الذي يشهده العراق والقدرات العالية للقوات الأمنية العراقية.
وحصلت الحكومة العراقية على التزام من قوات التحالف الدولي بإنهاء وجودها في العراق بحلول شهر سبتمبر من العام المقبل 2025، كما أنها شددت على ضرورة بناء علاقات ثنائية مع دول قوات التحالف الدولي، لذلك فهي تؤكد ضرورة الدور الفرنسي وضرورة بناء علاقات ثنائية مع فرنسا بعيدا عن التحالف الدولي.
ووفقا لبيان صادر عن التحالف الدولي، مطلع أكتوبر الماضي، فإن الولايات المتحدة قادت في عام 2014 استجابة دولية لطلب الحكومة العراقية للمساعدة ضد داعش، مما أدى إلى تشكيل التحالف الدولي. وفي عام 2024، بعد عشر سنوات من هزيمة التحالف الدولي لتنظيم داعش في العراق وسوريا، يكرم أعضاء التحالف التضحيات التي قدمها أولئك الذين قاتلوا وماتوا في العراق وسوريا لتحرير الأراضي من التنظيم، ويشيدون بالعراق لقيادته في التحالف.
وأكد التحالف التزامه بدعم جهود الحكومة العراقية لحماية أمن وسلام وتنمية الشعب العراقي. إن الانتقال المخطط للمهمة العسكرية للتحالف في العراق إلى شراكات أمنية ثنائية يعكس التراجع في التهديد الذي يشكله تنظيم داعش. مشيدًا بتعاون العراق المستمر في مكافحة تنظيم داعش في المنطقة، وقيادته المستمرة لجهود التحالف الأوسع بما في ذلك تحقيق الاستقرار ومكافحة التمويل وتعطيل سفر الإرهابيين الأجانب ومنع التجنيد لضمان عدم عودة التنظيم.
وتشن القوات الأمنية العراقية هجمات متواصلة على الأماكن التي تتحصن فيها خلايا وفلول عصابات داعش الإرهابي، وخاصة في المناطق الصحراوية والجبلية الوعرة.
قبل أسبوع، كشفت السلطات الأمنية العراقية، عن نجاح أجهزتها المختصة في تنفيذ عملية استهدفت مقرًا لقيادة عصابات تنظيم داعش الإرهابي في جبال حمرين، ما أسفر عن مقتل 9 عناصر من القيادات الخطرة، كان من بينهم أحد القيادات الكبيرة الذي شغل منصب ما يسمى «والي العراق» المدعو «جاسم المزروعي أبو عبد القادر» وضبطت القوة الأمنية كميات كبيرة من الأسلحة والأعتدة والمعدات في مضافات كانت تستخدم من قبل هذه العصابات المنهزمة، كما تمكنت القوة من تدميرها بالكامل، كما تم تدمير ورشة كبيرة للتفخيخ وصناعة العبوات الناسفة.
وقبل هذه العملية، نفذت الجهات الأمنية، عدة عمليات أسفرت عن تصفية نحو 100 عنصر إرهابي منذ مطلع العام الجاري، أغلبهم قيادات، بحسب تصريحات اللواء تحسين الخفاجي، رئيس خلية الإعلام الأمني، كان آخر هذه القيادات المدعو «أبو عمر القريشي» والي ما تسمى «ولاية صلاح الدين» إبان سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على عدة مناطق ومحافظات واسعة بالعراق.