بعد 22 يوما من عمليات القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي العنيف الذي أحال القطاع إلى ركام، إضافة إلى عمليات التوغل البري الإسرائيلي، وصل مقاتلون فلسطينيون إلى حاجز "إيرز" مجددا في عملية وصفوها بأنها "إنزال"، في حين قال الجيش الإسرائيلي إنها تسلل لمسلحين عبر الانفاق.

العملية الفلسطينية الأخيرة خلف الخطوط الإسرائيلية، تبدو عمليا انتحارية في ظل الهجمات الجوية الإسرائيلية المتواصلة، وعمليات التوغل البري هنا وهناك، لكنها أيضا تشير إلى أن المقاتلين الفلسطينيين لا يزالون قادرين على الحركة والمبادرة رغم القوة النارية الإسرائيلية الهائلة التي تنصب منذ أكثر من 3 أسابيع على رقعة غزة الضيقة.

نقطة تفتيش "إيرز" الإسرائيلية، حملت اسم تقاطع طريق في الجوار، والاسم ذاته يطلق أيضا على مستوطنة إسرائيلية تضم منطقة صناعية.

مواقع إعلامية عبرية تحدثت عن نقطة التماس هذه، مستوطنة "إيرز" في عام 2005 قائلة: "إن أقرب مدينة فلسطينية وهي بيت حانون، والتي تحولت إلى نقطة انطلاق للنشاط الإرهابي مع وصول عرفات إلى غزة، تفع على بعد 15 دقيقة سيرا على الأقدام من بوابة الكيبوتس".

الاسم "إيرز" يعني باللغة العبرية شجرة "الأرز" القوية والمتينة، في حين أسس نشطاء منظمة "نوار أوفيد" وتعني "الشباب العامل" المستوطنة التي حملت الاسم، في عام 1949، على بعد 550 مترا من حدود قطاع غزة، و19 كيلو مترا جنوب عسقلان.

ويقال إن المستوطنة تكاملت واستقرت بحلول عام 1951. حين انسحب الإسرائيليون من قطاع غزة في عام 2005، كان يعيش في مستوطنة "إيرز" ما يزيد قليلا عن 400 مستوطن إسرائيلي علاوة على "متطوعين أجانب".

المصادر العبرية تشير إلى أن الهدف من بناء مستوطنة "إيرز" يتمثل في تطوير الزراعة، وجرى فيها لاحقا "تربية الماشية والدواجن، وتتم تربية النحل وتزرع الزهور والفواكه".

أما معبر "إيرز" فيوصف في وسائل الإعلام العبرية في عام 2005 بأنه ممر طويل يبدأ عند حاجز على الجانب الفلسطيني، فيما تبدأ المحنة الحقيقية في البوابات الفولاذية الإسرائيلية مع الحشود البشرية، وأجهزة الكشف عن المعادن، وغرف التفتيش الشخصية، ونقاط التحقق من بطاقات المرور المغناطيسية، وقد كانت بمثابة "حدود دولية حقيقية خلال فترة الحرب".

الحديث يدور عن فترة ما قبل الانتفاضة الفلسطينية في سبتمبر عام 2000، حين كان ينتقل "ما بين 25 إلى 30 ألف عربي من غزة إلى إسرائيل يوميا"، ثم انخفض العدد لاحقا في عام 2005 إلى ما يقرب 15 ألفا، ثم تقلص العدد لاحقا إلى 4000 شخص، "معظمهم ينتقل للعمل، ويدير بعضهم أعمالهم الخاصة، ويذهب آخرون إلى زيارة الأقارب"، وكان حينها يشترط أن لا تقل أعمار الفلسطينيين الذين يتوجهون للعمل في إسرائيل عن 35 عاما، وعند وصول هؤلاء إلى الحاجز الإسرائيلي كانوا يجدون يافطة مكتوب عليها "مرحبا بكم في نقطة تفتيش إيرز".

مستوطنة "إيرز" بدأت عقب عقود من بنائها في تطوير الصناعة وبناء منطقة صناعية، وجرى إقامة مصنع لمؤسسة إيريز للبلاستيك الحراري، ومختبر أبحاث مختص بتطوير طريق جديدة لتربية الدواجن، وتعمل الآن في المنطقة الصناعية 200 شركة.

الجيش الإسرائيلي كان أعلن في 29 أكتوبر 2023 القضاء على مسلحين كانوا قد خرجوا من نفق من قطاع غزة بالقرب من حاجز إيرز.

الجيش الإسرائيلي ذكّر بالمناسبة بأنه قبل هجوم حماس كان الآلاف من سكان غزة يدخلون إسرائيل عبر حاجز "إيرز" للعمل أو تلقي العلاج، واصفا في السياق الحاجز الإسرائيلي بأنه "نقطة تفتيش إنسانية

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

قوات الاحتلال الإسرائيلي تقصف منزلًا شمال الضفة الغربية

المناطق_متابعات

قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم منزلًا في بلدة ياصيد بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية، بعد محاصرته لعدة ساعات.

وفي سياق متصل اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة فلسطينيين بعد اقتحام عدة أحياء في مدينة نابلس ومداهمة منازل ومحال تجارية في المدينة، كما اعتدت تلك القوات على فلسطيني في مخيم عايدة شمال مدينة بيت لحم، تزامن ذلك مع مواصلة قوات الاحتلال عدوانها على مدن ومخيمات شمال الضفة الغربية للشهر الثاني على التوالي.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية السوداني: نقف بقوة مع حقوق الشعب الفلسطيني ونرفض تهجيره
  • هل يبارك ترامب خطة الدعم الأوروبية لأوكرانيا؟
  • لليوم الـ 34 على التوالي.. جرافات الاحتلال تدمر خطوط الكهرباء والمياه بمدينة جنين
  • ما زال السواد الاعظم يستثمر في تزييف الوعي
  • لأول مرة منذ 2002: الدبابات الإسرائيلية تستعد لعمليات داخل مخيم جنين
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عرابة جنوب جنين
  • روسيا تعلن السيطرة على قرية أخرى في شرق أوكرانيا
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقصف منزلًا شمال الضفة الغربية
  • وكالة: تنظيم القاعدة يشن أول هجوم على قوات “درع الوطن” جنوبي اليمن
  • الجيش الإسرائيلي يعلن إغلاق مداخل للضفة الغربية