الجزيرة:
2024-09-19@11:47:44 GMT

هل تعزز استعادة قره باغ اقتصاد أذربيجان؟

تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT

هل تعزز استعادة قره باغ اقتصاد أذربيجان؟

باكو– لم يقتصر تأثير عودة إقليم ناغورني قره باغ إلى السيادة الأذربيجانية -بعد صراع استمر لعقود مع أرمينيا- على الأبعاد الجيوسياسية، بل برزت إلى جانب ذلك أهمية الإقليم الاقتصادية، التي كثيرا ما غطت عليها الحروب والنزاعات المتكررة.

وعلى الرغم من الأوضاع الاقتصادية المتردية وضعف الموارد الذي عانت منه أرمينيا (التي كانت تسيطر على قره باغ) السنوات السابقة، إلا أنها مولت ما بين 50% و60% من نفقات ميزانية الإقليم، والتي صُنفت "قروضا بين حكومات".

وعام 2022، بلغ قرض الميزانية من أرمينيا للإقليم نحو 404 ملايين دولار، وهو ما وفّر ما يقرب من 88% من النفقات.

وبالإضافة إلى المساعدة المالية، قدمت أرمينيا أشكالا أخرى من المساعدة للإقليم، بما في ذلك التبرعات العينية الدورية من السيارات إلى خدمات الحاسوب، حسب ما ذكرت مجموعة الأزمات الدولية في تقرير صدر في ديسمبر/كانون الأول 2021.

علاوة على ذلك، تلقى قره باغ في السابق مساعدات من منظمات الشتات الأرمني العالمي، لكن المبلغ الإجمالي للمساعدة لم يتم ذكره بأي وثيقة رسمية، كما يقول التقرير نفسه.


العهد الجديد

في المقابل، تشير التصريحات الرسمية للمسؤولين في أذربيجان إلى أن باكو تسابق الأحداث الآن لحسم ملف التكامل مع الإقليم، بما في ذلك ما يتعلق بالمواطنين الأرمن الذين تشير آخر البيانات إلى أن أكثر من 90% منهم قد غادروا الإقليم، مما يعني أن باكو أصبحت أكثر قربُا من التركيز على إطلاق عملية "إعادة تأهيل" للاقتصاد المنهار في قره باغ.

ووفقا للخبير الاقتصادي الأذربيجاني أورخان غاليلوف، من المتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بنسبة 0.8% بعد استعادتها للإقليم وإطلاق عملية التكامل الاقتصادي معه، مع العلم أن الناتج المحلي الإجمالي بلغ عام 2022 ما قيمته 78.7 مليار دولار، بحسب بيانات لجنة الإحصاء الأذربيجانية.

ويشير غاليلوف -في حديث للجزيرة نت- إلى أن نحو ربع الناتج المحلي الإجمالي للإقليم، الذي بلغ العام الماضي نحو 700 مليون دولار، يأتي من تعدين الذهب والفضة والنحاس وأحجار البناء، فضلا عن أن العديد من محطات الطاقة الكهرومائية المحلية تجعل من الممكن تصدير الكهرباء، مما سيشكل إضافة مهمة للخزينة الأذربيجانية.

علاوة على ذلك، من شأن استتباب الأوضاع في الإقليم أن ترفع من حجم التداول التجاري لأذربيجان مع بقية بلدان العالم بشكل كبير، لا سيما مع البلدان المجاورة، مما سينعكس بشكل إيجابي على القوة الاقتصادية لباكو.

ويضيف أن دور أذربيجان، بمواردها الكبيرة من النفط والغاز وطرق النقل المتنوعة، زاد بعد استعادة الإقليم، إلى جانب العوامل الأخرى التي لعبت دورا لصالح باكو، ومن أهمها حاجة أوروبا الماسة إلى الغاز الأذربيجاني أكثر من أي وقت مضى بسبب التغيرات الجيوسياسية الأخيرة وخاصة بعد الحرب على أوكرانيا والتحول عن الغاز الروسي.

ويستشهد بذلك بتشغيل بنية تحتية كبيرة للنقل من خلال خط أنابيب غاز بطول 3500 كيلومتر من الحقول البحرية في بحر قزوين إلى أوروبا، والتي -حسب رأيه- تعتبر مساهمة أخرى في أمن الطاقة بالمنطقة والعالم على نطاق أوسع.

ليس بتلك السهولة

ويخالفه في الرأي الباحث بالدراسات الاقتصادية تورال أزيمزادوف، الذي يوضح أنه رغم أن استعادة أذربيجان للإقليم شكلت حدثا تاريخيا، إلا أنه لا يجوز التسرع في الحديث عن الفوائد الاقتصادية المرجوة منه لأنه يحتاج إلى ضخ أموال واستثمارات كبيرة لإصلاح البنى التحتية القديمة والمتضررة بسبب النزاعات العسكرية المتتالية.

وبرأيه، لا بد من حزمة تدابير تحفيزية عاجلة، تتضمن -من بين أمور أخرى- مزايا ضريبية وجمركية مرتبطة بنظام اقتصادي خاص يجب تقديمها من أجل تسريع التنمية الاقتصادية في كل منطقتي قره باغ وشرق زانغيزور الاقتصاديتين.

إلى جانب ذلك، يرى أن الحكومة الأذربيجانية يجب أن تسارع لتقدم تسهيلات خاصة لرجال الأعمال والمستثمرين الأجانب لكي يتحول الإقليم مع مرور الوقت إلى منطقة اقتصادية فعالة ومربحة لباكو، إلى جانب ضرورة رفع مستوى دخل السكان إلى المستويات الموجودة داخل أذربيجان.

مشاريع مؤجلة

وحسب أزيمزادوف، فإن انتهاء النزاع المسلح وعودة قره باغ إلى سيادة باكو مهم من زاوية إيجاد أجواء مواتية لبدء المشاريع الاقتصادية، لكن التحول الإستراتيجي على المديين المتوسط والبعيد يتوقف على إطلاق ممر زنغزور الإستراتيجي، الذي سيصبح في حال تنفيذه شريانا عالميا حيويا للنقل الدولي تلعب فيه أذربيجان الدور الأساسي.

ويتابع الباحث بالدراسات الاقتصادية أن روسيا وتركيا مهتمتان أيضا بتنفيذ هذا المشروع، بدرجة لا تقل أهمية بالنسبة لأذربيجان.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: إلى جانب قره باغ

إقرأ أيضاً:

أذربيجان تعلن أهدافًا للتمويل المناخي وتخزين الطاقة خلال رئاسة كوب 29.. فيديو

يحتل تمويل المناخ أهمية على جدول الأعمال العالمي يأتي ذلك مع قرب انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ كوب 29، في العاصمة الاذرية باكو.

تغير المناخ 

وأعلنت أذربيجان الدولة المضيفة للدورة المقبلة من مؤتمر كوب 29، اليوم الثلاثاء، قبل أقل من شهرين على انطلاق مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ كوب 29، خططها لما تأمل في تحقيقه في وقت تواجه فيه بلدان العالم تحديات في تحقيق هدف تمويلي جديد.

وأوضحت أذربيجان، أن المهمة الرئيسية للقمة التي ستعقد في نوفمبر تتلخص في الوصول إلى اتفاق على هدف سنوي جديد للتمويل تدفعه البلدان الغنية لمساعدة الدول الفقيرة على التعامل مع تغير المناخ، موضحة أن العديد من البلدان النامية تقول إنها لا تستطيع تعزيز أهدافها الرامية إلى خفض الانبعاثات دون الحصول على المزيد من الدعم المالي اللازم للاستثمار في تحقيق تلك الأهداف.

مؤتمر كوب 29

وحددت رئاسة مؤتمر كوب 29 هذا الأسبوع أكثر من 12 مبادرة إضافية من شأنها تعزيز الطموحات، لكنها لا تتطلب التفاوض بين الأطراف وبناء الإجماع اللذين من شأنهما عرقلة التقدم.

وتأتي تلك المبادرات في صورة صناديق جديدة وتعهدات وإعلانات يمكن للحكومات تبنيها.

وتشمل المبادرات صندوقا للمساهمات الطوعية تقدمها البلدان والشركات المنتجة للوقود الأحفوري إلى مؤسسات القطاعين العام والخاص العاملة في قضايا المناخ، فضلا عن منح يمكن توزيعها للمساعدة في مواجهة الكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ في البلدان النامية.

وفي رسالة إلى جميع الأطراف المعنية، قال مختار باباييف رئيس الدورة المقبلة من مؤتمر المناخ إن تلك المبادرات تستغل "القوة التنظيمية لمؤتمر الأطراف والقدرات الوطنية للدول المضيفة لتشكيل تحالفات ودفع التقدم".

وفي كوب 28 الذي عقد العام الماضي في دبي، على سبيل المثال، تعهدت أكثر من 120 دولة بزيادة قدرة الطاقة المتجددة ثلاثة أمثال بحلول عام 2030.

وتأمل رئاسة كوب 29 في الحصول على دعم لتعهد بزيادة سعة تخزين الطاقة العالمية بستة أمثال مستويات 2022، لتصل إلى 1500 غيغاوات بحلول 2030.

وقال باباييف، والذي يشغل منصب وزير البيئة والموارد الطبيعية في أذربيجان، إن الأجندة "ستساعد في تعزيز الطموح من خلال جمع أصحاب المصلحة حول المبادئ والأهداف المشتركة".

مقالات مشابهة

  • حكومة الإقليم: لانثق بالحكومة الاتحادية ولا بتعدادها السكاني !
  • المالية النيابية تحدد شروط شمول متقاعدي الإقليم بقانون التقاعد الاتحادي
  • انطلاق منتدى رجال الأعمال العراقي-الأذربيجاني في العاصمة باكو
  • «تشريعية النواب»: مبادرة «ابدأ» تعزز مكانة مصر الاقتصادية على الخريطة العالمية
  • انطلاق منتدى رجال الأعمال العراقي الأذربيجاني في باكو
  • أذربيجان البلد المضيف لـ (كوب29) توضح المهمة الرئيسية للقمة
  • أذربيجان تعلن أهدافًا للتمويل المناخي وتخزين الطاقة خلال رئاسة كوب 29.. فيديو
  • «الاستثمار»: الحكومة قطعت شوطا كبيرا في استعادة مصر لمكانتها الاقتصادية عالميا
  • حمور زيادة: إذا وقعت مدينة الفاشر تحت سيطرة قوات الدعم السريع هذا يعني السيطرة على الإقليم كله
  • وزير التجارة يصل باكو على رأس وفد استثماري لبحث تعزيز التعاون الاقتصادي