موقع 24:
2025-04-24@07:56:28 GMT

ليست الحرب الأخيرة

تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT

ليست الحرب الأخيرة

أنهت الحرب الدائرة فى غزة فرص السلام الذى لم يكن قريباً على الإطلاق، ووفق مخطط إسرائيلى سبق إعداده وتنفيذه يجعل حل الدولتين «محض خيال» روج له كل من لم يكلف نفسه دراسة الأمر الواقع على الأرض.

سلسلة طويلة من الإجراءات فرضها الاحتلال طوال العقود الماضية، تصدرتها حركة استيطان واسع، استولت بموجبه على الأراضى المقترحة ضمن مبادرات السلام، التى سبق طرحها من قبل الأطراف العربية والدولية، أجهضت كل التصورات، وحولت الأمر إلى المستحيل الذى لا يمكن تحقيقه، ولم يعد ممكناً وفق أى خارطة طريق يمكن للطرف الفلسطينى قبولها.


يمثل الاستيطان عقبةً رئيسيةً أمام التوصل إلى حل للنزاع الفلسطينى الإسرائيلى، كما أنه يعد عملاً مخالفاً للقانون الدولى، ورغم ذلك استمر وتزايد فى عهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والحكومات اليمينية المتعاقبة، التى حرصت على خلق واقع يستحيل تغييره ويصيب العملية السلمية فى مقتل.
يقترب عدد المستوطنين من المليون، ينتشرون فى كل الأراضى الفلسطينية، حيث يعيش أكثر من نصف مليون إسرائيلى فى مستوطنات غزة والضفة الغربية، كما يحتل 230 ألف مستوطن أجزاء من القدس الشرقية، التى من المفترض أن تكون عاصمة الدولة الفلسطينية المقترحة، والمرجح أن الأمر لن ينجح طالما بقى هؤلاء وممارساتهم فى اقتحام المسجد الأقصى والاعتداءات المتكررة على الفلسطينيين.
لا يمثل السلام القائم على العدل أى قيمة لدى المجتمع الإسرائيلى بالكامل، ويتساوى فى ذلك أحزاب اليمين واليسار باستثناء أصوات خافتة لبعض المثقفين وقد لا يتعدى عددهم أصابع اليدين، وهو ما ينكشف تماماً فى موسم انتخابات الكنيست الإسرائيلى، حيث تتجنب أحزاب الوسط التطرق للقضية الفلسطينية من قريب أو بعيد، فيما تجهر أحزاب اليمين بموقفها الرافض والمعادى، بينما تطرح أحزاب اليسار حل الدولتين على استحياء ورؤيتها غير قابلة للتطبيق من قبل الفلسطينيين.
لم يعد أمامنا سوى التعامل مع الموقف بمنتهى الشفافية فنحن أمام شعب يصوت لصالح المتطرفين وأحزاب لا تعمل من أجل تحقيق سلام حقيقى، وكل ما يسعون له التخلص من كل الفلسطينيين، وهو ما يجوز وصفه بـ«تصفية القضية» باستخدام القوة المدعومة بمواقف الغرب السياسية المؤيدة على الدوام ودون مراعاة لما يسمى بالقانون الدولى أو دعوات المؤسسات الأممية «الأمم المتحدة ومجلس الأمن»، التى احترفت الفشل طوال عقود فيما يخص الصراع الفلسطينى الإسرائيلى.
لن تكون الحرب الأخيرة ولن تفلح إسرائيل فى القضاء على المقاومة بعناصرها المقاتلة على الأرض أو على فكرة المقاومة التى تشكل عقيدة ثابتة لدى شعوب المنطقة التى ترسخ لديها عداء مباشر ضد الصهاينة وجيشهم ودولتهم ولم ولن تفلح معاهدات «السلام الكاذب» فى تحسين الصورة الذهنية أو قبول تصورات الحلول التى لا تتسم بالعدالة.
نحن على أعتاب مرحلة خطيرة أياً كانت نتيجة الحرب الدائرة، التى لن تنتهى بانتصار إسرائيل بأى حال من الأحوال بعد أن تحقق مفهوم «هزيمة جيش الدفاع الإسرائيلى» على يد عناصر المقاومة رغم التفاوت الرهيب فى السلاح والإمكانيات العسكرية، ما يشجع الانخراط فى المقاومة بعد أن تأكد إمكانية تحقيق النصر العسكرى والاستخباراتى لمن هم أقل عدداً.
مبالغة إسرائيل والغرب فى إظهار العداء لكل ما هو عربى ومسلم والإفراط فى استخدام القوة كما يحدث فى غزة بالإضافة إلى جرائمهم السابقة وما قد ينتج عن الاجتياح البرى المرجح وقوعه بين لحظة وأخرى رسخت مفاهيم تنسف فكرة السلام الممكن من الأساس.
المراهنة على مواقف البعض فى حكومات العرب الذين تعتقد إسرائيل أن التحالف معهم وتوقيع الاتفاقيات سيجلب لها السلام خدعة كبرى تسوق على عكس الواقع، وعلى الجميع مراقبة سلوك الشعب المصرى الذى رفض التطبيع طوال أربعة عقود هى عمر معاهدة كامب ديفيد، ليثبت أن السلام مع الشعوب التى تعرف عدوها الحقيقى ولا تنسى ثأرها أبداً أمر مرهون بالمصداقية، وقد انتقل قطاع غير قليل منهم إلى منطقة الرفض لكل الحلول التى لا تلبى تطلعات شعوب قدمت التضحيات من أجل العدالة التى لم تتحقق بعد.
لن يكون هناك سلام ولن تنتهى الحروب ما لم يحصل الشعب الفلسطينى على حقوقه كاملة فى إقامة دولته المستقلة ولن يقبل بأقل من كامل التراب الفلسطينى، بعد أن أيقن أن آفاق الحلول السلمية باتت ضيقة وشبه منعدمة، وأن تجاوبه وقبوله بالقليل لم يشفع فى تحقيق مطالبه العادلة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

استشهاد طفل فلسطينى برصاص الاحتلال الإسرائيلى غرب جنين

استُشهد طفل فلسطيني، اليوم الأربعاء، متأثرا بإصابته برصاص قوات الإحتلال الإسرائيلي، في بلدة اليامون غرب جنين.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، استشهاد الطفل محمود مثقال علي أبو الهيجا «12 عاما» برصاص الاحتلال في بلدة اليامون.

وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، بأن طواقمها نقلت طفلا شهيدا عقب إصابته بالرصاص الحي في الخد والبطن، من مركز الهدف الطبي في اليامون، إلى مستشفى جنين الحكومي.

وفي رام الله، هاجم مستوطنون بلدة سنجل بأعداد كبيرة باستخدام آليات دفع رباعي، وأحرقوا عددا من المنشآت الزراعية.

ونقلت «وفا»، عن ناشطين في البلدة قولهم: إن الهجوم استهدف منطقة خربة التل وهي ذاتها التي تم استهدفها المستوطنون قبل 3 أيام، وتسببوا في استشهاد المواطن وائل باسم محمد غفري «48 عاماً» وإصابة آخرين، وأحرقوا 5 منشآت زراعية قبل أيام، وسرقوا عشرات رؤوس الأغنام.

يُذكر أن المستوطنين أقاموا 60 بؤرة استيطانية في الضفة الغربية منذ بدء العدوان على قطاع غزة في أكتوبر 2023، منها 51 بؤرة عام 2024، وفق معطيات صادرة عن هيئة مقاومة الجدار والاستيطان.

وأدت الانتهاكات الاستيطانية الإسرائيلية بالضفة إلى تهجير 29 تجمعا فلسطينيا مكونا من 311 عائلة يصل تعداد أفرادها إلى نحو ألفين، بين 7 أكتوبر 2023 ونهاية عام 2024.

اقرأ أيضاًارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 51305 شهداء

عاجل| وزير الخارجية: اتصالاتنا مستمرة مع كل الأطراف لوقف انتهاك إسرائيل لسيادة الدول العربية

قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم بلدة الرام شمال القدس المحتلة

مقالات مشابهة

  • حماس ترد على سباب عباس.. إصرار مشبوه
  • ضاعت منذ سنوات.. ترامب: شبه جزيرة القرم ليست محل تفاوض في محادثات السلام
  • ترامب يهاجم زيلينسكي: شبه جزيرة القرم ليست محل تفاوض في محادثات السلام
  • استشهاد طفل فلسطينى برصاص الاحتلال الإسرائيلى غرب جنين
  • بـ"قرار الفرصة الأخيرة".. إسرائيل تحدد موقفها من مفاوضات غزة
  • من الفوضى الاقتصادية إلى الحرب المقدسة.. كيف يُعيد داعش صياغة الصراع العالمي؟
  • إسرائيل تغتال القيادي حسين عطوي في غارة بجبل لبنان
  • المعارضة تتهم نتنياهو بتعريض إسرائيل لخطر وجودي بعد طلبه الولاء الشخصي من رئيس "الشاباك"
  • "الرسالة الأخيرة".. البابا فرنسيس يدعو إلى السلام والرجاء في عيد القيامة
  • عودة الرهائن ليست الهدف الأهم.. سموتريش يثير جدلا في إسرائيل بتصريح حول غزة