أنهت الحرب الدائرة فى غزة فرص السلام الذى لم يكن قريباً على الإطلاق، ووفق مخطط إسرائيلى سبق إعداده وتنفيذه يجعل حل الدولتين «محض خيال» روج له كل من لم يكلف نفسه دراسة الأمر الواقع على الأرض.
سلسلة طويلة من الإجراءات فرضها الاحتلال طوال العقود الماضية، تصدرتها حركة استيطان واسع، استولت بموجبه على الأراضى المقترحة ضمن مبادرات السلام، التى سبق طرحها من قبل الأطراف العربية والدولية، أجهضت كل التصورات، وحولت الأمر إلى المستحيل الذى لا يمكن تحقيقه، ولم يعد ممكناً وفق أى خارطة طريق يمكن للطرف الفلسطينى قبولها.يمثل الاستيطان عقبةً رئيسيةً أمام التوصل إلى حل للنزاع الفلسطينى الإسرائيلى، كما أنه يعد عملاً مخالفاً للقانون الدولى، ورغم ذلك استمر وتزايد فى عهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والحكومات اليمينية المتعاقبة، التى حرصت على خلق واقع يستحيل تغييره ويصيب العملية السلمية فى مقتل.
يقترب عدد المستوطنين من المليون، ينتشرون فى كل الأراضى الفلسطينية، حيث يعيش أكثر من نصف مليون إسرائيلى فى مستوطنات غزة والضفة الغربية، كما يحتل 230 ألف مستوطن أجزاء من القدس الشرقية، التى من المفترض أن تكون عاصمة الدولة الفلسطينية المقترحة، والمرجح أن الأمر لن ينجح طالما بقى هؤلاء وممارساتهم فى اقتحام المسجد الأقصى والاعتداءات المتكررة على الفلسطينيين.
لا يمثل السلام القائم على العدل أى قيمة لدى المجتمع الإسرائيلى بالكامل، ويتساوى فى ذلك أحزاب اليمين واليسار باستثناء أصوات خافتة لبعض المثقفين وقد لا يتعدى عددهم أصابع اليدين، وهو ما ينكشف تماماً فى موسم انتخابات الكنيست الإسرائيلى، حيث تتجنب أحزاب الوسط التطرق للقضية الفلسطينية من قريب أو بعيد، فيما تجهر أحزاب اليمين بموقفها الرافض والمعادى، بينما تطرح أحزاب اليسار حل الدولتين على استحياء ورؤيتها غير قابلة للتطبيق من قبل الفلسطينيين.
لم يعد أمامنا سوى التعامل مع الموقف بمنتهى الشفافية فنحن أمام شعب يصوت لصالح المتطرفين وأحزاب لا تعمل من أجل تحقيق سلام حقيقى، وكل ما يسعون له التخلص من كل الفلسطينيين، وهو ما يجوز وصفه بـ«تصفية القضية» باستخدام القوة المدعومة بمواقف الغرب السياسية المؤيدة على الدوام ودون مراعاة لما يسمى بالقانون الدولى أو دعوات المؤسسات الأممية «الأمم المتحدة ومجلس الأمن»، التى احترفت الفشل طوال عقود فيما يخص الصراع الفلسطينى الإسرائيلى.
لن تكون الحرب الأخيرة ولن تفلح إسرائيل فى القضاء على المقاومة بعناصرها المقاتلة على الأرض أو على فكرة المقاومة التى تشكل عقيدة ثابتة لدى شعوب المنطقة التى ترسخ لديها عداء مباشر ضد الصهاينة وجيشهم ودولتهم ولم ولن تفلح معاهدات «السلام الكاذب» فى تحسين الصورة الذهنية أو قبول تصورات الحلول التى لا تتسم بالعدالة.
نحن على أعتاب مرحلة خطيرة أياً كانت نتيجة الحرب الدائرة، التى لن تنتهى بانتصار إسرائيل بأى حال من الأحوال بعد أن تحقق مفهوم «هزيمة جيش الدفاع الإسرائيلى» على يد عناصر المقاومة رغم التفاوت الرهيب فى السلاح والإمكانيات العسكرية، ما يشجع الانخراط فى المقاومة بعد أن تأكد إمكانية تحقيق النصر العسكرى والاستخباراتى لمن هم أقل عدداً.
مبالغة إسرائيل والغرب فى إظهار العداء لكل ما هو عربى ومسلم والإفراط فى استخدام القوة كما يحدث فى غزة بالإضافة إلى جرائمهم السابقة وما قد ينتج عن الاجتياح البرى المرجح وقوعه بين لحظة وأخرى رسخت مفاهيم تنسف فكرة السلام الممكن من الأساس.
المراهنة على مواقف البعض فى حكومات العرب الذين تعتقد إسرائيل أن التحالف معهم وتوقيع الاتفاقيات سيجلب لها السلام خدعة كبرى تسوق على عكس الواقع، وعلى الجميع مراقبة سلوك الشعب المصرى الذى رفض التطبيع طوال أربعة عقود هى عمر معاهدة كامب ديفيد، ليثبت أن السلام مع الشعوب التى تعرف عدوها الحقيقى ولا تنسى ثأرها أبداً أمر مرهون بالمصداقية، وقد انتقل قطاع غير قليل منهم إلى منطقة الرفض لكل الحلول التى لا تلبى تطلعات شعوب قدمت التضحيات من أجل العدالة التى لم تتحقق بعد.
لن يكون هناك سلام ولن تنتهى الحروب ما لم يحصل الشعب الفلسطينى على حقوقه كاملة فى إقامة دولته المستقلة ولن يقبل بأقل من كامل التراب الفلسطينى، بعد أن أيقن أن آفاق الحلول السلمية باتت ضيقة وشبه منعدمة، وأن تجاوبه وقبوله بالقليل لم يشفع فى تحقيق مطالبه العادلة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
«حزب الله» ينفّذ 19 عملية ضد إسرائيل
أعلن “حزب الله” اللبناني اليوم الخميس، عن تنفيذه لعدد من العمليات ضد إسرائيل، مؤكدا إصابة أهدافها بدقة.
وصدر عن “حزب الله”، 19 بيانا جاء فيها أنه “دعما لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادا لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعا عن لبنان وشعبه”:
عند الساعة 04:25 من بعد ظهر اليوم الخميس: “مجاهدو المقاومة الإسلامية، تجمعا لقوات جيش العدو الإسرائيلي عند الأطراف الشرقية لمدينة الخيام، للمرة السابعة، بقذائف المدفعية”. عند الساعة 04:25 من بعد ظهر اليوم الخميس: “استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية، تجمعا لقوات جيش العدو الإسرائيلي عند الأطراف الشرقية لمدينة الخيام، للمرة السادسة، بصلية صاروخية”. عند الساعة 04:15 من بعد ظهر اليوم الخميس: “استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية، تجمعا لقوات جيش العدو الإسرائيلي عند الأطراف الشرقية لمدينة الخيام، للمرة الخامسة، بصلية صاروخية”. عند الساعة 03:30 من بعد ظهر اليوم الخميس: “استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية، تجمعا لقوات جيش العدو الإسرائيلي، في قاعدة عين زيتيم، بصليةٍ صاروخية”. عند الساعة 03:15 (بتوقيت لبنان) من بعد ظهر اليوم الخميس: “استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية، تجمعا لقوات جيش العدو الإسرائيلي عند الأطراف الجنوبية لمدينة الخيام، بصلية صاروخية”. عند الساعة 03:15 من بعد ظهر اليوم الخميس: “استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية، تجمعا لقوات جيش العدو الإسرائيلي في مستوطنة المطلة، بصلية صاروخية”. عند الساعة 01:45 من ظهر اليوم الخميس: “استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية تجمعا لقوات جيش العدو الإسرائيلي عند الأطراف الشرقية لمدينة الخيام، للمرة الرابعة، بصلية صاروخية”. عند الساعة 01:45 من ظهر اليوم الخميس: “استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية، قاعدة شراغا (المقر الإداري لقيادة لواء جولاني) شمالي مدينة عكا المحتلة، للمرة الثانية، بصلية صاروخية”. عند الساعة 01:20 من ظهر اليوم الخميس: “تصدى مجاهدو المقاومة الإسلامية لطائرة مسيّرة إسرائيلية من نوع “هرمز 900″ في أجواء القطاع الغربي، بصاروخ أرض – جو، وأجبروها على مغادرة الأجواء اللبنانية”. عند الساعة 01:15 من ظهر اليوم الخميس: “استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية، موقع الإنذار المبكر “يسرائيلي” (مركز جمع استخباري رئيسي يتبع لفرقة الجولان 210) على قمة جبل الشيخ في الجولان السوري المحتل، للمرة الأولى، بصلية صاروخية”. عند الساعة 01:00 من ظهر اليوم الخميس: ” استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية، تجمعا لقوات جيش العدو الإسرائيلي عند الأطراف الشرقية لمدينة الخيام، للمرة الثالثة، بصلية صاروخية”. عند الساعة 12:00 من ظهر اليوم الخميس: “في إطار سلسلة عمليات خيبر، وبنداء “لبيك يا نصر الله”، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية، وللمرة الأولى، قاعدة حتسور الجوية (جناح جوي رئيسي يحتوي على تشكيل استطلاع مؤهل وأسراب من الطائرات الحربية) تبعد عن الحدود اللبنانية الفلسطينية 150 كلم، شرقي مدينة أشدود، بصلية من الصواريخ النوعية”. عند الساعة 11:45 من ظهر اليوم الخميس: “استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية، قاعدة شراغا (المقر الإداري لقيادة لواء جولاني) شمالي مدينة عكا المحتلة، بصليةٍ صاروخية”. عند الساعة 11:10 من صباح اليوم الخميس: “استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية، تجمعا لقوّات جيش العدو الإسرائيلي شرقي مدينة الخيام، للمرة الثانية، بصلية صاروخية”. عند الساعة 08:30 من صباح اليوم الخميس: “استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية، تجمعا لقوات جيش العدو الإسرائيلي عند بوابة العمرا جنوبي مدينة الخيام، بصلية صاروخية”. عند الساعة 08:30 من صباح اليوم الخميس: “استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية، تجمعا لقوّات جيش العدو الإسرائيلي في موقع هضبة العجل شمالي مستوطنة كفاريوفال، بصلية صاروخية”. عند الساعة 07:30 من صباح اليوم الخميس: “شن مجاهدو المقاومة الإسلامية، هجوما جويا بسرب من المسيّرات الانقضاضية على تجمع لقوات جيش العدو الإسرائيلي عند الأطراف الشرقية لمدينة الخيام، وأصابت أهدافها بدقة”. عند الساعة 7:30 من صباح اليوم الخميس: “استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية، تجمعا لقوات جيش العدو الإسرائيلي شرقي مدينة الخيام، بصلية صاروخية”. عند الساعة 06:00 من صباح اليوم الخميس: “في إطار سلسلة عمليات خيبر، وبنداء “لبيك يا نصر الله”، شن مجاهدو المقاومة الإسلامية، هجوما جويا بسرب من المسيّرات الانقضاضية على قاعدة حيفا البحرية (تتبع لسلاح البحريّة في الجيش الإسرائيلي، وتضم أسطولا من الزوارق الصاروخية والغواصات) تبعد عن الحدود اللبنانية الفلسطينية 35 كلم، شمال مدينة حيفا المحتلة، وأصابت أهدافها بدقة”.