موقع 24:
2025-01-11@01:20:00 GMT

ليست الحرب الأخيرة

تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT

ليست الحرب الأخيرة

أنهت الحرب الدائرة فى غزة فرص السلام الذى لم يكن قريباً على الإطلاق، ووفق مخطط إسرائيلى سبق إعداده وتنفيذه يجعل حل الدولتين «محض خيال» روج له كل من لم يكلف نفسه دراسة الأمر الواقع على الأرض.

سلسلة طويلة من الإجراءات فرضها الاحتلال طوال العقود الماضية، تصدرتها حركة استيطان واسع، استولت بموجبه على الأراضى المقترحة ضمن مبادرات السلام، التى سبق طرحها من قبل الأطراف العربية والدولية، أجهضت كل التصورات، وحولت الأمر إلى المستحيل الذى لا يمكن تحقيقه، ولم يعد ممكناً وفق أى خارطة طريق يمكن للطرف الفلسطينى قبولها.


يمثل الاستيطان عقبةً رئيسيةً أمام التوصل إلى حل للنزاع الفلسطينى الإسرائيلى، كما أنه يعد عملاً مخالفاً للقانون الدولى، ورغم ذلك استمر وتزايد فى عهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والحكومات اليمينية المتعاقبة، التى حرصت على خلق واقع يستحيل تغييره ويصيب العملية السلمية فى مقتل.
يقترب عدد المستوطنين من المليون، ينتشرون فى كل الأراضى الفلسطينية، حيث يعيش أكثر من نصف مليون إسرائيلى فى مستوطنات غزة والضفة الغربية، كما يحتل 230 ألف مستوطن أجزاء من القدس الشرقية، التى من المفترض أن تكون عاصمة الدولة الفلسطينية المقترحة، والمرجح أن الأمر لن ينجح طالما بقى هؤلاء وممارساتهم فى اقتحام المسجد الأقصى والاعتداءات المتكررة على الفلسطينيين.
لا يمثل السلام القائم على العدل أى قيمة لدى المجتمع الإسرائيلى بالكامل، ويتساوى فى ذلك أحزاب اليمين واليسار باستثناء أصوات خافتة لبعض المثقفين وقد لا يتعدى عددهم أصابع اليدين، وهو ما ينكشف تماماً فى موسم انتخابات الكنيست الإسرائيلى، حيث تتجنب أحزاب الوسط التطرق للقضية الفلسطينية من قريب أو بعيد، فيما تجهر أحزاب اليمين بموقفها الرافض والمعادى، بينما تطرح أحزاب اليسار حل الدولتين على استحياء ورؤيتها غير قابلة للتطبيق من قبل الفلسطينيين.
لم يعد أمامنا سوى التعامل مع الموقف بمنتهى الشفافية فنحن أمام شعب يصوت لصالح المتطرفين وأحزاب لا تعمل من أجل تحقيق سلام حقيقى، وكل ما يسعون له التخلص من كل الفلسطينيين، وهو ما يجوز وصفه بـ«تصفية القضية» باستخدام القوة المدعومة بمواقف الغرب السياسية المؤيدة على الدوام ودون مراعاة لما يسمى بالقانون الدولى أو دعوات المؤسسات الأممية «الأمم المتحدة ومجلس الأمن»، التى احترفت الفشل طوال عقود فيما يخص الصراع الفلسطينى الإسرائيلى.
لن تكون الحرب الأخيرة ولن تفلح إسرائيل فى القضاء على المقاومة بعناصرها المقاتلة على الأرض أو على فكرة المقاومة التى تشكل عقيدة ثابتة لدى شعوب المنطقة التى ترسخ لديها عداء مباشر ضد الصهاينة وجيشهم ودولتهم ولم ولن تفلح معاهدات «السلام الكاذب» فى تحسين الصورة الذهنية أو قبول تصورات الحلول التى لا تتسم بالعدالة.
نحن على أعتاب مرحلة خطيرة أياً كانت نتيجة الحرب الدائرة، التى لن تنتهى بانتصار إسرائيل بأى حال من الأحوال بعد أن تحقق مفهوم «هزيمة جيش الدفاع الإسرائيلى» على يد عناصر المقاومة رغم التفاوت الرهيب فى السلاح والإمكانيات العسكرية، ما يشجع الانخراط فى المقاومة بعد أن تأكد إمكانية تحقيق النصر العسكرى والاستخباراتى لمن هم أقل عدداً.
مبالغة إسرائيل والغرب فى إظهار العداء لكل ما هو عربى ومسلم والإفراط فى استخدام القوة كما يحدث فى غزة بالإضافة إلى جرائمهم السابقة وما قد ينتج عن الاجتياح البرى المرجح وقوعه بين لحظة وأخرى رسخت مفاهيم تنسف فكرة السلام الممكن من الأساس.
المراهنة على مواقف البعض فى حكومات العرب الذين تعتقد إسرائيل أن التحالف معهم وتوقيع الاتفاقيات سيجلب لها السلام خدعة كبرى تسوق على عكس الواقع، وعلى الجميع مراقبة سلوك الشعب المصرى الذى رفض التطبيع طوال أربعة عقود هى عمر معاهدة كامب ديفيد، ليثبت أن السلام مع الشعوب التى تعرف عدوها الحقيقى ولا تنسى ثأرها أبداً أمر مرهون بالمصداقية، وقد انتقل قطاع غير قليل منهم إلى منطقة الرفض لكل الحلول التى لا تلبى تطلعات شعوب قدمت التضحيات من أجل العدالة التى لم تتحقق بعد.
لن يكون هناك سلام ولن تنتهى الحروب ما لم يحصل الشعب الفلسطينى على حقوقه كاملة فى إقامة دولته المستقلة ولن يقبل بأقل من كامل التراب الفلسطينى، بعد أن أيقن أن آفاق الحلول السلمية باتت ضيقة وشبه منعدمة، وأن تجاوبه وقبوله بالقليل لم يشفع فى تحقيق مطالبه العادلة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: المقاومة تصيب إسرائيل بالعمى وتؤكد وجودها شمال غزة

#سواليف

قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن مسيّرات #الكواد_كابتر التي تسيطر عليها الفصائل في قطاع #غزة تقلل من قدرة إسرائيل على جمع المعلومات، وإن مواصلة قصف #محور_نتساريم يؤكد أن #المقاومة لا تزال موجودة.

وأضاف حنا -في تحليل للمشهد العسكري للقطاع- أن #المسيرات التي نشرت كتائب القسام صورها الثلاثاء تعمل على جمع المعلومات قبل الدخول إلى البيوت، ويمكن قيامها بعمليات اغتيال.

ونشرت #القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- صورا لعدد من مسيرات كواد كابتر الإسرائيلية، وقالت إنها سيطرت عليها في عدد من مناطق شرقي #رفح في جنوب القطاع.

مقالات ذات صلة وفاة والدة الدكتور المعتقل حسام أبو صفية إثر سكتة قلبية 2025/01/08

وتعمل هذه المسيّرات على ارتفاع منخفض للقيام ببعض المهام، وهو ما يسهل عملية السيطرة عليها، برأي حنا، الذي أشار إلى صعوبة إعادة استخدام هذه الطائرات بشكل عسكري من جانب المقاومة لأسباب تقنية.

لكن السيطرة على هذا العدد الكبير من المسيرات -برأي الخبير العسكري- يصيب إسرائيل بالعمى الاستخباري الذي يجعل قواتها عرضة لاستهداف المقاومة التي تعيش في المكان وتجيد استغلاله.

ويساعد إنزال هذه المسيرات على تأمين حركة المقاومة وجعل عملياتها أكثر سرية، كما يقول حنا، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال يستخدم المسيرات والكلاب البوليسية لجمع المعلومات قبل الدخول للأماكن لتقليل خسائره البشرية.

لكن سيطرة المقاومة على عدد كبير من المسيرات تؤكد أنه لا يمكن الاعتماد على التكنولوجيا بشكل كامل، حسب حنا.

المقاومة تؤكد أنها موجودة

وعن مواصلة قصف المقاومة لقوات الاحتلال الموجودة في محور نتساريم، أفاد حنا بأنها نوع من الضغط المتزامن مع مفاوضات وقف إطلاق النار، وإنها أيضا تأكيد على انتصار إسرائيل أو هزيمة المقاومة.

وفي وقت سابق اليوم، بثت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– مشاهد من قصف مقاتليها، بالتعاون مع كتائب شهداء الأقصى، تمركزات قوات الاحتلال الإسرائيلي في محور “نتساريم” وموقع ملكة العسكري بصواريخ 107 وقذائف الهاون.

وقال حنا إن هذا القصف يريد إيصال رسالة مفادها: “أنا أقاتل إذن أنا موجود”، مشيرا إلى أن #الصواريخ و #القذائف المستخدمة في هذه العملية خفيفة، ويسهل حملها والتنقل بها من مكان لآخر.

ولفت حنا إلى أن وجود 4 ألوية في مساحة لا تتجاوز 15 كليومترا بشمال القطاع “يجعل بنك الأهداف كبيرا جدا أمام المقاومة، خصوصا في ظل عدم قدرة جيش الاحتلال على الدفع بالمدفعية في منطقة مدمرة بشكل كامل لتأمينها تقدم القوات فيها”.

وأشار إلى أن تنفيذ عمليات ضد قوات #الاحتلال، التي تقاتل منذ 3 أشهر في شمال القطاع، يعني فشل هذه القوة الكبيرة في القضاء على المقاومة التي تقاتل بمجموعات صغيرة لا تتجاوز 3 أفراد.

وشهد شمال القطاع العديد من العمليات النوعية التي نفذتها المقاومة ضد قوات الاحتلال خلال الأسابيع الماضية، وذلك رغم الاجتياح الكبير الذي تعرضت له، الذي وصفته العديد من المنظمات بأنه عملية إبادة ممنهجة.

ونشرت المقاومة خلال الفترة الماضية مقاطع فيديو لعدد من عمليات القنص والأكمنة التي استهدفت آليات وجنود وأوقعت عددا كبيرا من القتلى من الجرحى.

ونفذ مقاتلو المقاومة خلال الشهر الماضي عمليات إجهاز على جنود إسرائيليين بالسلاح الأبيض من المسافة صفر، وهو تطور كان الأول من نوعه منذ بدء الحرب قبل 15 شهرا.

وأمس الاثنين، أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل ضابط وجندي وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة. كما أعلن اليوم الثلاثاء عن مقتل جندي من لواء ناحال خلال العمليات العسكرية شمالي قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • وفاة بطل فرنسا في التجديف عن عمر 102 عاماً
  • سفير مصر السابق في تل أبيب: إسرائيل توقعت عزل محمد مرسي
  • الجمهوريون ضد الجمهوريين.. «الجارديان»: هل يستطيع الرئيس أن يلعب دور صانع السلام داخل حزبه؟
  • “الصهاينة” يواجهون نسخة جديدة من المقاومة في غزة
  • الجيش الإسرائيلى يعلن العثور على جثة أحد الرهائن فى رفح بقطاع غزة
  • حل المقاومة الشعبية بالقضارف .. المسكوت عنه في فساد الحرب
  • المرشد الإيراني: المقاومة في وجه إسرائيل "حية" وتزداد قوة يومًا بعد الآخر
  • هاليفي يتوعد من جباليا بمواصلة الحرب في غزة
  • خبير عسكري: المقاومة تصيب إسرائيل بالعمى وتؤكد وجودها شمال غزة
  • خياران أمام حزب الله: مالهما وما عليهما