موقع 24:
2025-01-16@17:05:14 GMT

بريطانيا: المحافظون يقتربون من باب الخروج

تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT

بريطانيا: المحافظون يقتربون من باب الخروج

في المؤتمر الصحافي، الذي عقده مؤخراً أثناء زيارته للقاهرة، سُئل رئيس الحكومة البريطانية ريشي سوناك عن رأيه في خسارة حزبه لمقعدين برلمانيين آخرين. فأجاب قائلاً إن الحكومات عادة لا تفوز في الانتخابات الثانوية. السيد سوناك لم يجانب كثيراً الصواب في ذلك الرد.

فالحكومات البريطانية، على اختلافها، عادة تفشل في عبور حاجز الانتخابات الثانوية، كونها تمنح الناخبين فرصة للتعبير عن غضبهم واحتجاجهم ضد الحكومة.

وجرت العادة أن يلجأ كثير من الناخبين الموالين للحزب الحاكم خصوصاً إلى البقاء في بيوتهم، عازفين عن الخروج والذهاب للإدلاء بأصواتهم الانتخابية تعبيراً عن عدم رضاهم.
ما لم يقله السيد سوناك هو أن الدائرتين الانتخابيتين (تامورث وميد بدفورد شاير) اللتين وقعتا في أيدي حزب العمال يعتبران تاريخياً مقعدين آمنين لحزب المحافظين. وأن أحدهما (ميد بدفورد شاير) ظل مقعداً مضموناً يتبادله مرشحو الحزب منذ عام 1931. الآن، وبعد انتخابات الخميس الماضي، لم تعد مقاعد حزب المحافظين في دوائرهم الانتخابية، الواقعة في ما يعرف باسم الحزام الأزرق، آمنة. وربما هذا السبب تحديداً، يوضح رغبة 49 نائباً برلمانياً محافظاً في عدم دخول الانتخابات المقبلة. وخلال عطلة الأسبوع المنصرم، ظهرت تقارير إعلامية تتحدث عما يدور في دوائر المحافظين من إشاعات، أهمها واحدة تتعلق برغبة وزير الخزانة جيرمي هنت في عدم خوض الانتخابات المقبلة، خوفاً من الفشل.
الخسارة الانتخابية الأخيرة، بسبب أحداث الحرب الدائرة في غزة، لم تنل حظها من الاهتمام الإعلامي الكافي، رغم أهميتها. أغلب المعلقين الذين تناولوها في وسائل الإعلام اتفقوا على أن حظوظ حزب المحافظين في الحفاظ على مفاتيح 10 داوننغ ستريت لمدة 5 سنوات أخرى، تتراجع بشكل كبير يوماً إثر آخر، نتيجة سخط الناخبين. وأن زعيم الحزب ورئيس الحكومة ريشي سوناك ليس بمستطاعه وقف الانحدار نحو السقوط النهائي في الهاوية، رغم ما يبذله من جهود. بعض المعلقين البريطانيين، من المعروفين بولائهم السياسي لحزب المحافظين، اقترحوا على السيد سوناك تقديم موعد الانتخابات النيابية المقبلة، بعقدها خلال فصل الصيف المقبل، بهدف التخفيف من الهزيمة. فهم يرون أنه كلما تأخر موعد الانتخابات زادت حظوظ حزب العمال في الحصول على أغلبية مقاعد برلمانية شبيهة بتلك التي حصلوا عليها عام 1997. في تلك الانتخابات المشهورة، حصل حزب العمال الجديد بقيادة السيد توني بلير.
الخسارة الأخيرة تعد الثامنة للمحافظين منذ صيف عام 2021. فاز العماليون بـ4 مقاعد، وفاز الأحرار الديمقراطيون بمثلها. وهناك مقعدان لحزب المحافظين مرشحان للسقوط في أيدي حزب العمال والأحرار الديمقراطيين، بسبب تورط نائبين محافظين في قضايا تنمر وسوء سلوك وفساد.
في شهر مايو (أيار) 2021 بعد انتخابه زعيماً للحزب، فشل السير كير ستارمر في اجتياز أول امتحان انتخابي في دائرة هارتبوول. وقتذاك، كان بوريس جونسون زعيماً للمحافظين. وذهب شخصياً للاحتفال بالفوز. لكن السير كير ستارمر، بعد مرور قرابة 8 أسابيع، تمكن في مواجهة الامتحان الانتخابي الثاني من الصمود، واحتفظ العماليون بالمقعد. ومنذ ذلك الوقت، بدأت حظوظه في الارتفاع شعبياً وانتخابياً، مقابل تراجع شعبية المحافظين، وتوالي سقوطهم في الانتخابات الثانوية. الجدير بالذكر أن حظوظ حزب العمال الانتخابية تجاوزت إنجلترا، حين تمكنوا في الفترة القريبة الماضية خلال انتخابات ثانوية، من افتكاك مقعد برلماني، من بين أسنان حزب أسكوتلندا القومي.
اللافت للاهتمام أن صعود شعبية حزب العمال تزامنت مع تراجع شعبية حزب المحافظين في إنجلترا وويلز، وتراجع شعبية حزب أسكوتلندا القومي في أسكوتلندا. وربما لهذا السبب، يرى كثير من المعلقين أن نجاح العماليين، بقيادة السير ستارمر، لا علاقة له بكفاءتهم أو بقدرتهم على تصميم سياسات جديدة، تستحق ثقة الناخبين، بقدر ما يعزى إلى فشل الحكومتين (المحافظون والقوميون الأسكوتلنديون) في لندن وإدنبرة.
فشل المحافظين الانتخابي المتتالي، وتدني شعبيتهم، يوضح مدى سخط وغضب أنصارهم، وتفضيلهم البقاء في بيوتهم، أو التصويت لأحزاب أخرى. مبعث الغضب هو ما يجري في أروقة الحزب من انقسامات، وما يحدث في دواوين الحكومة من تخبط وفشل، خاصة الفشل في إيقاف موجات قوارب المهاجرين القادمة من الضفة الفرنسية لبحر المانش.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة ريشي سوناك حزب المحافظین حزب العمال

إقرأ أيضاً:

قلقاس عيد الغطاس.. أكلة شعبية لها رموز روحية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

لا يزال القلقاس هو الأكلة المُفضَّلة في عيد الغطاس المجيد، ورغم أنَّ الغالبيّة لا يعرفون السبب إلاَّ أنَّ العادة مستمرَّة، وهذا يؤكَّد أنَّ هناك أسبابًا مرتبطة بالعيد أدَّت إلى استمرار هذه العادة! والحق إنَّ القلقاس يُشير إلى المعموديّة من عِدَّة جوانب، لعلَّ أهمُّها هو الآتي:

ومن المعروف أنَّ القلقاس يحتوي على مادة هُلاميّة سامة تؤذي حنجرة الإنسان، وهذه المادة المُخاطيّة يمكن التخلُّص منها بالماء ولهذا يتم غسل القلقاس قبل طبخه بالماء كثيرًا، وهكذا الإنسان أيضًا يتخلَّص من سموم خطيَّة آدم الجديَّة عن طريق مياه المعموديّة، الَّتي فيها يخلع الإنسان العتيق ليلبس الجديد.

والقلقاس يُدفن لكي يصير نباتًا، ويصعد فيصبح طعامًا، والمعموديّة في المفهوم  الإنجيليّ هى دفن مع المسيح وصعود معه ولهذا يقول بولس الرسول: " مدْفُونِينَ مَعَهُ فِي الْمَعْمُودِيَّةِ، الَّتِي فِيهَا أُقِمْتُمْ أيْضًا مَعَهُ بِإِيمَانِ عَمَلِ اللهِ الَّذِي اقَامَهُ منَ الأَمْوَاتِ " (كو2: 12).
وقد قيل عن السيِّد المسيح بعد عماده: " فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ وَإِذَا السَّمَوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَـهُ فَرَأَى رُوحَ اللَّهِ نَازِلًا مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِيًا عَلَيْهِ " (مت16:3).

 ولو تأمَّلنا في طريقة زراعة القلقاس لوجدنا أنَّه يُغمر في الأرض، ولكن أفرعه الخضراء تُعلن عنه، والسيِّد المسيح عندما اعتمد من يوحنا المعمدان في نهر الأردن، حلَّ عليه الروح القُدُس في صورة حمامة، وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاء أعلن بنوته لله قَائِلًا: " هَـذَا هُوَ إبْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ " (مت3: 17).

 ولكي يؤكل القلقاس يجب تعريَّته من قشرته الخارجيَّة قبل طبخه، وفي المعموديَّة تخلع  الثياب وفي هذا إشارة إلى خلع الطبيعة القديمة الفاسدة، وما ورثناه من آدم الأول..

ليلبس  ما أنعم به علينا آدم الثاني، أعني المسيح.. (كو2:11) (أف4:22) (رو13:12).

ولا ننسى أنَّ القلقاس يُخلط بالخُضرة الَّتي ترمز إلى الحياة كالسلق والكزبرة.. والخُضرة تُسحق في الهون  كرمز لاحتمال التجارب الضيقات الَّتي تُصاحب المؤمنين، وتُحمَّر في النار كرمز للألم، وعندما تُضاف إلى القلقاس نرى اللون الأخضر هو السائد على هذه الأكلة، كرمز للحياة الجديدة مع المسيح بعد المعموديَّة، فمعروف أنَّ اللون الأخضر يرمز إلى الحياة بصفة عامة.

مقالات مشابهة

  • المفوضية تناقش تعزيز مشاركة «المرأة» في العملية الانتخابية
  • قلقاس عيد الغطاس.. أكلة شعبية لها رموز روحية
  • استطلاع: 17% من العمال في بريطانيا تخطوا وجبات الطعام لتغطية نفقاتهم
  • «التنمية المحلية» تطالب المحافظين باتخاذ اللازم في إعفاء لافتات الصيدليات من رسوم التراخيص
  • المفوضية تبحث مع بريطانيا سبل «تمكين المرأة» في الانتخابات
  • الدخول إلي مدني.. ليس مثل الخروج منها.. هنالك فرق يا جنجويد
  • الإفتاء تصحح مفهومًا خاطئًا عن الآية الكريمة «وقرن في بيوتكن»
  • كانوا محاصرين عدة أشهر.. مقتل 100 عامل منجم جنوب إفريقيا
  • احتفالات شعبية مؤيدة للجيش السوداني لانتصاره في ود مدني
  • عدة أشهر تحت الأرض .. وفاة 100 على الأقل من عمال المناجم غير الشرعيين داخل منجم في جنوب إفريقيا