موقع 24:
2025-07-11@23:38:44 GMT

القانون الدولي: الانتقام ليس عدالة!

تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT

القانون الدولي: الانتقام ليس عدالة!

حرب غزة تشهد ظاهرة جديدة في العلاقات الدولية يمكن تسميتها (انتقائية تطبيق القوانين الدولية). إذا كانت الحقيقة أول ضحايا الحروب، فثاني ضحايا الحروب القانون الدولي!.

وضع العالم بعد الحرب العالمية الثانية مصفوفة قوانين تضبط العلاقات الدولية من المالية إلى الإنسانية إلى السياسية، وفي الغالب من يخالف تلك القوانين يصبح (دولة مارقة) في نظر القانون الدولي، والأمر صحيح أن بعض الدول لم توقع بشكل رسمي على وجوب الانصياع لتلك القوانين، فمحكمة العدل الدولية صدقت على الانتظام فيها بعض الدول وأخرى تجاهلتها، إلا أن القاعدة العامة أن هناك (قوانين دولية) تضبط سلوك الدول في السلم والحرب، وتجاهل تلك القوانين يأخذ المجتمع الإنساني إلى أن يصبح غابة!.


فهل وصلنا إلى أن نصبح غابة؟ على الرغم من التعاطف الأولي مع إسرائيل من معظم دول العالم بعد أحداث 7 أكتوبر مباشرة، إلا أن ردة فعل إسرائيل في الأسابيع الأخيرة فاقت أقصى درجات (الانتقام) وبدأ العالم يشاهد أمام عينيه تلك المذابح الهائلة للمدنيين في مدن غزة، ما جعل من بعض المعلّقين، حتى اليهود في أمريكا، يصفون ما يحدث بالمذابح الإنسانية.
هذه السياسات تاريخياً لا تحقق نتائج ثابتة طويلة الأمد، ربما فقط قصيرة الأمد، والتاريخ اليهودي خير شاهد، فقد تم اضطهاد اليهود في أوروبا لقرون عديدة، تزايد في بداية القرن العشرين وحتى تقريباً نصفه الأول، وجعل من هجرة اليهود إلى فلسطين شبه حتمية، تمت تلك الهجرة لسبب مهم وهو اللجوء إلى الأمان في فلسطين، مع الوقت تبنت الصهيونية الحديثة فكرة مضطهديها، وهي (اقتلاع الشعب من أرضه) كما اقتلعوا من ديارهم، ومع مرور الوقت وتكرار الحروب وصل الفلسطينيون أو معظمهم إلى (تسوية تاريخية) بتقاسم الأرض في حل الدولتين، إلا أنّ المتشددين في السياسة الإسرائيلية رفضوا هذا الحل، وعملوا على تصفيته، ومن الراسخ تاريخياً أن تشجيع ظهور حماس ورفضها المعلن لحل الدولتين، كان بُشرى طيبة للمتشددين الإسرائيليين، وأصبح رأي ذلك الفصيل هو الذريعة الجاهزة لليمين الإسرائيلي الذي أقنع نفسه ومناصريه بأن الوقت قد حان لتصفية القضية برمتها، حتى ذهب البعض إلى القول إن حماس ضرورة إسرائيلية، وهذا ملف موجع لمن يتابع تطور القضية، وفي الوقت نفسه تشرذم أهلها وغياب البعض عن قراءة عقلانية لمسيرة الأحداث.
وقد استخدم ذلك اليمين، القانون الدولي بشكل انتقائي ولا يزال (الدفاع عن النفس)، صاحبته أصوات في هذه المعركة الدائرة تنادي بـ (اقتلاع الفلسطينيين من بقية أرضهم) وإرسالهم للمنافي، في تناقض واضح مع القانون الدولي وأحداث التاريخ الإنساني، والمثال هم اليهود والذين ظلوا في التيه لقرون، وبالتأكيد لن يظل الفلسطينيون في التيه.
أي عاقل يعجب من تفويت ساسة إسرائيل لفرصة تاريخية وهي قبول معظم الفلسطينيين بحل الدولتين، كان ذلك هو المخرج التاريخي والممكن وما زال، إلا أن التشدد وإغواء الساسة، أفقدا قيادات إسرائيلية الكثير من التفكير العقلاني. لقد تجاهل المتشددون السياسيون في إسرائيل القوانين الدولية والإنسانية، ما قد يحوّل المنطقة برمتها إلى غابة!! حيث بعملهم ذاك قدموا بعض الفلسطينيين لقوى التشدد الإقليمي!.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل القانون الدولی إلا أن

إقرأ أيضاً:

حكومة حفتر ترفض استقبال وفد وزاري أوروبي لشؤون الهجرة بدعوى انتهاكه القوانين الليبية

منعت حكومة شرق ليبيا وفدًا رفيع المستوى من الاتحاد الأوروبي، يضم مفوض الهجرة ماغنوس برونر ووزراء داخلية كل من إيطاليا واليونان ومالطا، من الدخول إلى البلاد عقب وصولهم إلى مطار بنغازي، متهمة إياهم بانتهاك الأعراف الدبلوماسية والقوانين الليبية. اعلان

الوفد الأوروبي الذي كان قد زار طرابلس في بداية مهمته، واجه اتهامات صريحة من رئيس وزراء حكومة شرق ليبيا، أسامة حماد، بأنه تجاهل السيادة الوطنية ولم ينسّق مع السلطات في بنغازي.

 وذكر بيان صادر عن مكتبه أن الوزراء الأربعة باتوا "أشخاصًا غير مرغوب فيهم"، بعد أن تصرفوا بما يخالف "الأعراف الدبلوماسية المعمول بها والمواثيق الدولية"، داعيًا الوفود الدولية إلى الالتزام بمبدأ المعاملة بالمثل والتنسيق مع الحكومة عند الزيارة.

ردّ دبلوماسي متحفظ

حاول مفوض الهجرة الأوروبي التخفيف من وطأة الحادثة، حيث كتب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أن الوفد "اختتم للتو مهمته إلى ليبيا" وعقد اجتماعات مع رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة وثلاثة وزراء في طرابلس، مشيرًا فقط إلى أن "الاجتماعات المقررة في بنغازي لم تُعقد في نهاية المطاف"، من دون الإشارة إلى قرار الترحيل أو تفاصيل ما جرى.

من جانبه، أوضح نائب رئيس الوزراء اليوناني، كوستيس هادزيداكيس، أن وفد الاتحاد الأوروبي التقى أولًا بالدبيبة في طرابلس، معتبرًا أن هذا الترتيب كان السبب وراء رفض حكومة شرق ليبيا استقبالهم في بنغازي.

قارب مطاطي مكتظ بالمهاجرين يقترب من سفينة البحرية البلجيكية "غوديتيّا" خلال مهمة إنقاذ في البحر المتوسط قبالة السواحل الليبية، 23 حزيران/ يونيو 2015.Gregorio Borgia/AP

وأضاف في حديث للتلفزيون الرسمي اليوناني"ERT" أن ما جرى "ليس خطوة بنّاءة"، خصوصًا في ظل جهود الاتحاد الأوروبي لإيجاد حلول لأزمة الهجرة في المنطقة، كما يفعل مع جيرانه في الجنوب والشرق.

وفي إيطاليا، أثار الحادث موجة من الانتقادات من قبل نواب المعارضة، الذين استغلوا المفارقة في أن وزير الهجرة التابع لحكومة جورجيا ميلوني، المعروفة بموقفها المتشدد من ملف الهجرة، كان بين من تم رفض دخولهم البلاد.

وقد علّق النائب عن الحزب الديمقراطي ماتيو أورفيني عبر فيسبوك قائلًا بتهكّم: "عيد بيانتيدوسي من ليبيا بتهمة الدخول غير الشرعي. فكرت في قول شيء ساخر، لكن المشهد ساخر بما يكفي".

زيارة في قلب الانقسام الليبي

زار الوفد الأوروبي ليبيا سعيًا إلى تعزيز التنسيق في مواجهة عمليات تهريب المهاجرين عبر البحر، وهي قضية لطالما شكلت محورًا أساسيًا في علاقة الاتحاد الأوروبي بهذا البلد. وقد أنفقت بروكسل الملايين خلال السنوات الماضية لدعم جهود وقف تهريب الأشخاص من سواحل ليبيا نحو أوروبا، في وقت وجدت فيه هذه الشبكات أرضًا خصبة لعملياتها غير النظامية بفعل الفوضى السياسية والانقسام الأمني الذي تعيشه البلاد.

Relatedالعثور على جثث 7 مهاجرين سودانيين ماتوا جوعا وعطشا في صحراء ليبياتحقيق أممي يكشف "جرائم مروعة" في مراكز احتجاز تابعة لميليشيا مسلحة بليبياليبيا: العثور على جثث متحللة ومحترقة داخل مستشفى بطرابلس بعد سقوط ميليشيا غنيوة

ومنذ الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011، غرقت ليبيا في انقسام عميق بين سلطتين متنافستين: حكومة الدبيبة في طرابلس المعترف بها دوليًا، وإدارة في الشرق يرأسها أسامة حماد وتحظى بدعم القائد العسكري القوي خليفة حفتر.

ويُطلب من أي وفد أجنبي يسعى إلى زيارة شرق ليبيا التنسيق مسبقًا مع حكومة الشرق للحصول على التصاريح اللازمة، خصوصًا أن الجنوب والشرق يخضعان لسيطرة قوات حفتر. ولم يتضح ما إذا كان الوفد الأوروبي قد تقدّم بطلبات رسمية أو حصل على موافقة مسبقة.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • تعويضات الحرب.. إيران تخوض معركة قانونية في متاهات النظام الدولي
  • يونيسف: القانون الدولي يُنتهك بالكامل في غزة على يد إسرائيل
  • غروندبرغ: الهجمات الحوثية الأخيرة في البحر الأحمر تهدد الملاحة الدولية وتنتهك القانون الدولي
  • الحويج: احترام القوانين والأنظمة المعمول بها واجب على البعثات الدبلوماسية   
  • الأورومتوسطي .. عقوبات واشنطن على فرانشيسكا ألبانيز تصعيد خطير ضد العدالة الدولية
  • في الندوة الدولية الـ9 لأوبك.. الجزائر تؤكد التزامها بانتقال طاقوي عادل وتعزيز التعاون الدولي
  • مقال للرئيس الكولومبي: لا بد من التصدي لتدمير إسرائيل لغزة وللقانون الدولي
  • حكومة حفتر ترفض استقبال وفد وزاري أوروبي لشؤون الهجرة بدعوى انتهاكه القوانين الليبية
  • وزير الإعلام يلتقي مديرة الشؤون الدولية في لجنة حماية الصحفيين على هامش منتدى بون الدولي
  • بعد استئناف عملها.. البورصة: ملتزمون بالحفاظ على عدالة السوق وتكافؤ الفرص