موقع 24:
2025-04-22@02:45:14 GMT

السلام هو الحل

تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT

السلام هو الحل

لا يختلف اثنان على حقيقة أن المنطقة العربية تعيش على صفيح ساخن جداً، وتكاد أجواء الحرب تخيّم عليها، ليس بسبب المعارك التي تدور بين حركة حماس وإسرائيل، ويدفع ثمنها المدنيون، وليس بسبب المعارك التي تدور على الحدود اللبنانية بين حزب الله وإسرائيل، وليس بسبب استنفار الأحزاب المسلحة في العراق واليمن، واستعدادها للدخول في الحرب، ولكن بسبب الجو العام الذي يسود التحركات الدبلوماسية والعسكرية حول العالم.






فكيف سنفسر قدوم حاملتي طائرات أمريكيتين إلى البحر المتوسط، وكذلك زوارق بريطانية وألمانية، وإبداء الصين رغبتها في إرسال سفن حربية إلى الخليج؟ وكيف نفسر التحالفات السريعة التي ظهرت ارتجالية ولكنها ليست كذلك؟ إذ لم يعلن أحد عن تحالف ما، ولكن إسرائيل دعت العالم (المتحضر) كي يتكاتف لمحاربة الإرهاب، وهو توصيف فيه الكثير من عدم الدقة؛ لأن محاربة الإرهاب لا تتم بالعقاب الجماعي للمدنيين، كما جاء في كلمة الإمارات في الأمم المتحدة، وليس بحصارهم، ومنع الماء والدواء والوقود عنهم. نعلم أن العسكري يفكر بطريقة أخرى تكون (عمياء) أحياناً، إلا أنه حتى للحرب قواعد، وأولها حماية المدنيين، وتأمين المأوى لهم.
قلنا إن العالم يعيش على صفيح ساخن، بمن فيهم المدنيون البعيدون عن أرض المعارك، القلق والخوف والانتظار والخشية من أن تتحول المعارك إلى حرب مفتوحة، عندها ستشمل الدول التي يتحرك فيها المسلحون والأحزاب (المقاومة)، وسيدفع الثمن كل من لبنان وسوريا والعراق واليمن وربما مصر، وربما الأردن إذا غامرت إسرائيل، ونفذت عمليات التهجير، ومعظم هذه الدول يعاني في الأصل أزمات سياسية واقتصادية، وسوء بنية تحتية؛ أي أنها غير مستعدة للحرب.
ما زلنا نتحدث عن الحرب، والتهديدات التي وجهتها أمريكا لكل من تسول له نفسه التدخل في المعارك من الأطراف الإقليمية، وهذا يعني حصر مساحة الحرب، لكنه يعني أيضاً، الاستفراد والاستقواء بمساحة صغيرة مثل قطاع غزة، لا يملك مقومات الصمود طويلاً.
ما زلنا نتحدث عن الحرب، الناس يجلسون ساعات طويلة أمام وسائل الإعلام المسموعة والمرئية، ويتابعون بخوف وفضول ومنهم من يتابع (بفخر) ما يجري. ولا أستطيع تفسير خوف البعيد، ولا فخر القريب من المعارك إلا برغبة كثيرين في التغيير، فالواقع السياسي في فلسطين المحتلة، وإسرائيل هو واقع غير سوي وغير صحي؛ توتر مستدام ومناوشات يومية، كل ذلك يمكن أن ينتهي بسهولة حين نعطي أصحاب الحقوق حقوقهم، فمثلاً إسرائيل لم تنفذ اتفاقية أوسلو التي تنص على إزالة المستوطنات، وتمكين الشعب الفلسطيني من حكم نفسه بنفسه، ولا نعني هنا الحكم الذاتي، وإنما «حل الدولتين»، فلماذا تتعرض غزة للحصار منذ 17 عاماً؟ ولماذا تتم استباحة الضفة الغربية يومياً؟! والعنصر الفلسطيني يتحمل مسؤولية في مراوحة الوضع الحالي في مكانه، من خلال الاستمرار في الانقسام، حتى صار لدينا شبه دولة في كل من قطاع غزة والضفة الغربية، كل جهة لديها مرجعية مختلفة، وتصورات متباينة للقضية الفلسطينية.
وستبقى أجواء الحرب حتى لو انتهت المعارك وسكت صوت الرصاص، طالما لا يوجد حل سلمي واستقرار في المنطقة؛ فالسلام أسهل الطرق للتعايش.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

يجب منح الجهاز صلاحيات جديدة تتناسب مع حالة الحرب وتتلاءم مع طبيعة المهددات الأمنية التي تهدد السودان

بعد سقوط البشير واستقالة صلاح قوش ومن بعده جلال الشيخ، تغولت الاستخبارات العسكرية على ملفات جهاز المخابرات وسيطرت على معظم موارده، وتقاسمته مناصفة مع الدعم السريع، الاستخبارات على المعلومات والتحليل والقرار، والدعم السريع على المقار والموارد الفنية..

تحول جهاز المخابرات إلى جسد بلا روح، يتم ابتزازه سياسياً من قبل قحت بماضيه وانتماءات منسوبيه لنظام الإنقاذ. كثير من عناصره انحنوا للعاصفة، فمنهم من تم إقالته ومنهم من دخل في حالة كمون وانتظار ومنهم من طاوع الحكام الجدد وأدار ظهره لولائه السابق ومنهم من قاوم مشروع الحكم الجديد بممانعة صامتة..

كان الهدف بعد سقوط البشير وبعد حادثة هيئة العمليات أن تكون السيطرة الكاملة لصالح الاستخبارات العسكرية، وكان الرأي الغالب لدى قيادات الجيش أن يدار الجهاز بواسطة ضباط من داخل المؤسسة العسكرية، مثل الفريق جمال عبد المجيد. لم تنجح التوجهات الجديدة لأسباب تتعلق بعدم دراية هؤلاء الضباط بطبيعة الثقافة المؤسسية الطاغية على عمل الجهاز وبطبيعة العمل الأمني في شقه المدني ولغياب الرؤية المشتركة بين الضباط القادمين من الجيش مع الشباب الذين تخرجوا من مؤسسة الجهاز، بالإضافة لتعدد الولاءات داخل الجهاز نفسه بين ولاءات تقليدية وولاءات حديثة مرتبطة بالعناصر المدخلة من قبل مجموعة حميد-تي والنظام الجديد ..

صحيح لم يستطيع حميدتي ابتلاع الجهاز كلياً، لكنه أحدث فيه اختراقات عميقة وخلق حالة من الاهتزاز الداخلي جعله جهاز فاقد للفعالية ومكبل بعزلة سياسية وحالة عداء شعبي مرتبط بديسمبر والخطابات الميدانية الرافضة لعناصره. فحالة الهياج الشعبي الرافض للجهاز ولعناصره وظفها حميدتي لجعل دور الجهاز محصور فقط في جمع المعلومات وتكبيل اي خطوات وقائية يمكن أن يقوم بها وحصرها فقط على الد-عم السريع ..

الأن وبعد قيام الحرب ومع بدء الجهاز في استعادة توازنه وفك قيود التكبيل التي مارسها عليه حميد-تي، يجب على قيادة الدولة أن تسمح بإعادة جهاز الأمن إلى عمله وفق هيكلة جديدة تعيد له صلاحياته الفنية في التحليل والتأمين والتحرك خاصة في الأحياء السكنية وملء الفراغ الاستخباراتي داخل المدن. المطلوب هو فك الارتباط والتداخل بين استخبارات الجيش والجهاز ، خصوصاً على الملفات الأمنية ذات البعد المدني وترك إدارتها للجهاز ، مع زيادة التنسيق بينهم بعيداً عن التعامل مع الجهاز بنظرة ديسمبرية قللت من فعاليته وساهمت في تهميشه. يجب منح الجهاز صلاحيات جديدة تتناسب مع حالة الحرب وتتلاءم مع طبيعة المهددات الأمنية التي تهدد السودان .
حسبو البيلي
#السودان

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الحرب الروسية الأوكرانية ولحظة البحث عن السلام
  • سلاف فواخرجي: شكرًا لدعمكم.. وأعتذر عن الشتائم التي وُجهت إليكم!
  • يجب منح الجهاز صلاحيات جديدة تتناسب مع حالة الحرب وتتلاءم مع طبيعة المهددات الأمنية التي تهدد السودان
  • البابا فرنسيس في عيد القيامة: الحرب على غزة تولد الموت والدمار
  • عبد السلام فاروق يكتب: عمار الشريعي.. قيثارة الموسيقى التي أنارت دنيا النغم
  • البزري: لتكون هذه المناسبة المجيدة حافزاً لتخطّي الأزمات التي عايشناها
  • أسرى وأهالي أسرى “إسرائيليين” لنتنياهو: الحل الوحيد هو وقف الحرب واتفاق يعيد الأسرى 
  • هربًا من المعارك.. فرار 200 شخص من بورما إلى تايلاند
  • أمريكا تعرض تخفيف العقوبات على روسيا في إطار خطة السلام الأوكرانية
  • الطريقة التي سارت بها الحرب في السودان كانت خادعة لحلفاء المليشيا وداعميها