بلومبرغ: الهجوم البري لا يسير وفق ما تعهدت به إسرائيل بعد 7 أكتوبر
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
ذكر تقرير وكالة "بلومبرغ"، الأحد، أن الجيش الإسرائيلي، بدأ هجومه البري على غزة بشكل أكثر حذرا مما تعهدت به إسرائيل بعد هجوم حماس الذي أودى بـ1400 شخص في السابع من أكتوبر.
وأوضحت الوكالة في تقريرها أنه بدلا من القيام بغزو بري واسع النطاق، بدأ الجيش الإسرائيلي ببطء ما تصفه إسرائيل بالمرحلة الثانية من حربها ضد حماس، مع الأخذ بنظر الاعتبار الضحايا المدنيين والمخاوف من امتداد الصراع إلى حزب الله في الشمال، ووسط الضغوط السياسية الداخلية على رئيس الوزراء، نيامين نتانياهو.
ونقلت الوكالة عن مسؤولين، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لمناقشة قضايا حساسة، إن إسرائيل تريد تدمير حماس كمنظمة وضمان أن غزة لن تعود مصدر تهديد.
ويظل مدى واقعية ذلك الهدف غير واضح، بحسب الوكالة، التي أشارت إلى ضغط الولايات المتحدة وغيرها من الحلفاء على إسرائيل لحملها على أن تكون أكثر تحديدا لأهدافها، فضلا عن رسم رؤية لما سيحدث بعد ذلك.
وأوضح التقرير أن قرار الشروع في غزو بري يشير بالفعل إلى تحول في التركيز بعيدا عن التفاوض بشأن الرهائن، الذين احتجزت حماس نحو 230 منهم منذ 7 أكتوبر. ويشير أيضا إلى الاعتقاد بأن حزب الله المدعوم من إيران لن يلجأ لقرار الدخول في قتال شامل وسيكتفي بمناوشات قصيرة الأمد، وبالتالي لن يتم فتح معركة على جبهتين.
ويقول المسؤولون، بحسب الوكالة، إن الشعور السائد هو أن حماس كانت تحاول كسب الوقت، بهدف إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن أسبوعيًا بينما تطالب بوقف إطلاق نار واسع النطاق وتبادل للأسرى.
وذكرت الوكالة أن المسؤولوين يقولون إن الأجهزة الأمنية شكلت مجموعة مهمتها استهداف كل قيادي في حماس متورط في هجوم 7 أكتوبر، وقد قُتل بعضهم بالفعل، بحسب الجيش.
والهدف الآخر الذي تتم مناقشته على نطاق واسع، بحسب الوكالة، هو أن إسرائيل لن تعيد قطاع غزة بالكامل إلى من سيحكم في نهاية المطاف بدلا من حماس. وتخطط لإنشاء منطقة عازلة لمنع تكرار أي هجوم، وفقًا لعدد من المسؤولين.
وأبدت إسرائيل عزمها على حصار المدينة الرئيسية في قطاع غزة، الأحد، ونشرت صورا لدبابات على الساحل الغربي للقطاع الفلسطيني بعد 48 ساعة من إصدار أوامر بالتوسع في عمليات التوغل البرية عبر حدوده الشرقية، بحسب وكالة "رويترز".
وسعت إسرائيل في بادئ الأمر إلى عدم كشف خطتها الحالية من حربها المستمرة مع مقاتلي حركة حماس، منذ ثلاثة أسابيع، إذ كانت قواتها تتحرك تحت جنح الظلام وفي ظل انقطاع الاتصالات عن الفلسطينيين. لكن إسرائيل أعلنت لاحقا ما سمته "المرحلة الثانية" من عملياتها ضد الحركة المدعومة من إيران.
وقال سكان في غزة إن خدمات الاتصالات الهاتفية والإنترنت بدأت في العودة تدريجيا، الأحد، بعد انقطاع تام لما يزيد على يوم، ما أثّر بشدة على عمليات الإنقاذ في الوقت الذي أعلنت فيه إسرائيل أنها قصفت أهدافا لحركة حماس التي تدير القطاع، وخصوصا في شمال مدينة غزة حيث مقر حكومتها ومراكز القيادة.
وبخلاف صور الدبابات التي نشرها الجيش الإسرائيلي، أظهرت بعض الصور على الإنترنت جنودا إسرائيليين يلوحون بالعلم الإسرائيلي في عمق غزة.
ولم تتمكن "رويترز "من التحقق من تلك الصور.
وقالت حماس إنها أطلقت قذائف مورتر على القوات الإسرائيلية في شمال غزة وقصفت دبابات إسرائيلية بالصواريخ مما يقلل من شأن التقارير التي تحدثت عن إحراز عدوها تقدما كبيرا.
وشددت إسرائيل حصارها وتقصف غزة منذ ثلاثة أسابيع في أعقاب هجوم حماس في السابع من أكتوبر . وقالت السلطات الإسرائيلية إن ما لا يقل عن 1400 إسرائيلي قتلوا بينما أُخذ أكثر من 200 كرهائن في ذلك اليوم الأكثر دموية في تاريخ البلاد الذي يعود إلى 75 عاما.
وزار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، معبر رفح، حيث قال إن منع وصول المساعدات للمدنيين الأبرياء يمكن أن يشكل جريمة وحث إسرائيل على التعاون.
وتؤيد الدول الغربية بشكل عام ما تقول إنه حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكن الغضب الدولي يتصاعد بسبب عدد ضحايا القصف فيما تتزايد الدعوات إلى "هدنة إنسانية" للسماح بوصول المساعدات إلى المدنيين في غزة وتخفيف الأزمة الإنسانية.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
من المؤرخ الإسرائيلي الذي قُتل في معارك لبنان وماذا كان يفعل؟
عندما دخل المؤرخ الإسرائيلي زئيف إيرلتش إلى جنوبي لبنان لفحص واحدة من القلاع التاريخية القريبة من مدينة صور، لم يكن يعرف أن نيران حزب الله ستكون بانتظاره هناك لترديه قتيلا.
وكان إيرلتش (71 عاما) موجودا في منطقة عمليات تبعد عن الحدود بنحو 6 كيلومترات، لمسح قلعة قديمة بالقرب من قرية "شمع" عندما باغتته صواريخ حزب الله.
ورغم أنه كان يرتدي زيا عسكريا ويحمل سلاحا شخصيا، فإن بيانا صادرا عن الجيش الإسرائيلي اعتبره "مدنيا"، وقال إن وجوده في تلك المنطقة يمثل انتهاكا للأوامر العملياتية.
وكان المؤرخ، الذي تقول الصحف الإسرائيلية إنه منشعل بالبحث عن "تاريخ إسرائيل الكبرى"، يرتدي معدات واقية، وكان يتحرك إلى جانب رئيس أركان لواء غولاني العقيد يوآف ياروم.
وبينما كان الرجلان يجريان مسحا لقلعة تقع على سلسلة من التلال المرتفعة حيث قتل جندي إسرائيلي في وقت سابق، أطلق عنصران من حزب الله عليهما صواريخ من مسافة قريبة، فقتلا إيرلتش وأصابا ياروم بجروح خطيرة.
ووصف جيش الاحتلال الحادث بالخطير، وقال إنه فتح تحقيقا بشأن الطريقة التي وصل بها إيرلتش إلى هذه المنطقة. لكن صحيفة يديعوت أحرونوت أكدت أن هذه لم تكن المرة الأولى التي يرافق فيها إيرلتش العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان.
كان يعمل مع الجيش
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن يجال -شقيق القتيل- أن إيرلتش كان يعامل بوصفه جنديا في الميدان، وأنه كان يرافق القوات الإسرائيلية بغرض البحث الأثري بموافقة الجيش وبرفقته.
واتهم يجال المتحدث باسم جيش الاحتلال بمحاولة حماية كبار الضباط وإلقاء مسؤولية ما جرى على القيادات الوسطى. وقد أكد الجيش أنه سيعامل القتيل بوصفه جنديا وسيقوم بدفنه.
وقُتل إيرلتش بسبب انهيار المبنى الذي كان يقف فيه عندما تم قصفه بالصواريخ. وتقول صحف إسرائيلية إن العملية وقعت فيما يعرف بـ"قبر النبي شمعون".
ووفقا للصحفية نجوان سمري، فإن إيرلتش كان مستوطنا، ولطالما رافق الجيش في عمليات بالضفة الغربية بحثا عن "تاريخ إسرائيل"، وقد قُتل الجندي الذي كان مكلفا بحراسته في العملية.
وأشارت يديعوت أحرونوت إلى أن القتيل كان معروفا في إسرائيل بوصفه باحثا في التاريخ والجغرافيا، وقالت إنه حرّر سلسلة كتب "السامرة وبنيامين" و"دراسات يهودا والسامرة". وهو أيضا أحد مؤسسي مستوطنة "عوفرا" بالضفة الغربية.
وتشير المعلومات المتوفرة عن إيرلتش إلى أنه درس في مؤسسات صهيونية دينية، منها "مدرسة الحائط الغربي" بالقدس المحتلة، وحصل على بكالوريوس من الجامعة العبرية فيها، وأخرى في "التلمود وتاريخ شعب إسرائيل" من الولايات المتحدة.
كما خدم القتيل ضابط مشاة ومخابرات خلال الانتفاضة الأولى، وكان رائد احتياط بالجيش.