كتب - محمود مصطفى أبوطالب:

منذ أن بدأت أحداث غزة في السابع من أكتوبر الجاري، أصدر فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، توجيهات عاجلة للدكتورة سحر نصر المدير التنفيذي لـ "بيت الزكاة والصدقات"، بتقديم كافة أوجه الدعم الإغاثي العاجل للأشقاء في الأراضي الفلسطينية.

وبمجرد صدور تعليمات فضيلة الإمام الأكبر للدكتورة سحر نصر، تحول "بيت الزكاة" إلى خلية نحل لبحث كيفية تقديم المساعدات اللازمة للأشقاء في فلسطين ضمن الحرصه على توجيه أموال الزكاة والصدقات في مصارفها الشرعية إعمالًا لقول الله عز وجل: {إِنَّمَا ‌ٱلصَّدَقَٰتُ لِلۡفُقَرَآءِ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱلۡعَٰمِلِينَ عَلَيۡهَا وَٱلۡمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمۡ وَفِي ٱلرِّقَابِ وَٱلۡغَٰرِمِينَ وَفِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱبۡنِٱلسَّبِيلِۖ فَرِيضَةٗ مِّنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ}.

"أغيثوا غزة"

وأطلق "بيت الزكاة والصدقات"حملة "أغيثوا غزة" تحت شعار "جاهدوا بأموالكم.. و انصروا فلسطين" لدعم الأشقاء في قطاع غزة وفلسطين، تحت إشراف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.

وأكد بيت الزكاة تحت إشراف فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، أن الهدف من تقديم المساعدات الإغاثية العاجلة لقطاع غزة، التي تحتوى على أطنان من المواد الغذائية والمياه النقيَّة والبطاطين والمراتب والملابس الشتوية للأطفال، يأتي من منطلق قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «‌الْمُؤْمِنُ ‌لِلْمُؤْمِنِ ‌كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا".

فتح باب التبرعات العينية والمادية

وأعلن بيت الزكاة فتح باب التبرعات المادية والعينية والمستلزمات الطبية لدعم أهلنا المستضعفين في قطاع غزة، وذلك في إطار برنامج "إغاثة" أحد برامج بيت الزكاة والصدقات، الذي يستهدف تقديم الدعم وتوفير المساعدات العاجلة للدول الشقيقة، الذين يتعرضون لكوارث طبيعية أو اعتداءات أو انتهاكات إنسانية.

وأكد البيت وقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني، ومؤكدًا على دعمه له في مكافحة طغيان الصهاينة وعنجهيتهم، مشيدًا بكل فخر وإجلال مساعي الشعب الفلسطيني ونضاله، مطالبًا بتقديم الدعم الدائم للقضية الفلسطينية بالدعاء والتبرع من أجل دعم صمود الشعب الفلسطيني ضد غطرسة قوات الاحتلال .

مبادرة "جراحكم تؤلمنا"

وعقب استهداف الكيان الصهيوني الغاشم، مستشفى المعمداني في غزة الذي أسفر عن استشهاد ما يقرب من 3500 شهيد، أطلق بيت الزكاة مبادرة "جراحكم تؤلمنا" لتجهيز المستشفيات الميدانية في غزة بالأسِرَّة الطبية، لدعم الأشقاء في قطاع غزة.

أكد بيت الزكاة والصدقات، أنه تم من خلال المبادرة تجهيز الأسِرَّة الطبيَّة لدعم المستشفيات الميدانية، مشددا على استمراره الدائم في تقديم الدعم والمساعدات الإغاثية العاجلة لأشقائنا في غزة، وأن البيت جهَّز أطنانًا من المواد الغذائية والمياه النقيَّة والبطاطين والمراتب والملابس الشتوية للأطفال، التي من المقرر أن تصل إلى أهالي غزة فور الوصول إلى اتفاق بفتح ميناء رفح البري؛ لمرور المساعدات الإنسانية للإخوة الفلسطينيين، وذلك من منطلق قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «المُسلمُ أَخو المُسلِم، لا يَظلِمُه، ولا يُسْلِمُهُ، ومَنْ كَانَ فِي حاجةِ أَخِيهِ؛ كانَ اللَّهُ فِي حاجتِهِ، ومَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسلمٍ كُرْبةً؛ فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ بها كُرْبةً مِنْ كُرَبِ يوم القيامةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلمًا؛ سَتَرَهُ اللَّهُ يَومَ الْقِيامَةِ».

18 شاحنة مساعدات لأهالي غزة

وأطلق بيت الزكاة والصدقات 18 شاحنة إلى قطاع غزة، وصلت الثلاثاء الماضي، إلى ميناء رفح البري على الحدود المصرية الفلسطينية، ترأسها الدكتورة سحر نصر المدير التنفيذي للبيت، طبقا لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، لدعم وإغاثة أشقائنا في قطاع غزة.

وضمت القافلة 18 شاحنة محملة بالأدوية والمواد الغذائية والإغاثية، مثل المياه والطعام والملابس في إطار حملة «أغيثوا غزة»، من أجل دعم إخواننا في قطاع غزة.

وجاءت القافلة بتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر في ظل ما يعانيه الأشقاء في غزة من وضع إنساني كارثي، جراء الحصار الخانق الذي يفرضه الاحتلال على القطاع، واستشهاد آلاف من الأطفال والنساء والكبار من الأبرياء.

وتعتبر قافلة بيت الزكاة إلى غزة هي أكبر قافلة إغاثية يسيرها الأزهر، وتأتي انطلاقًا من دوره التاريخي في خدمة القضية الفلسطينية ونصرة ودعم إخواننا الفلسطينيين، وهي استمرار لمسيرة القوافل الطبيَّة والإغاثية التي يحرص الأزهر على تسييرها في إطار دوره الإنساني والعالمي.

فيما يواصل بيت الزكاة والصدقات تحت إشراف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إغاثة المحتاجين ورفع المعاناة عن غير القادرين وتقديم الدعم يد العون للمنكوبين داخل مصر وفي جميع أنحاء العالم، تحقيقا للهدف الذي دُشن من أجله بصرف أموال الزكاة في مصارفها الشرعية، والقضاء على آلام وأحزان وعذابات الفقراء والمحتاجين والمنكوبين.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: مستشفى المعمداني طوفان الأقصى نصر أكتوبر الانتخابات الرئاسية أسعار الذهب فانتازي الطقس مهرجان الجونة السينمائي أمازون سعر الدولار أحداث السودان سعر الفائدة الحوار الوطني مساعدات غزة قافلة بيت الزكاة أغيثوا غزة شيخ الأزهر أحمد الطيب طوفان الأقصى المزيد بیت الزکاة والصدقات الشعب الفلسطینی تقدیم الدعم فی قطاع غزة شیخ الأزهر فی غزة

إقرأ أيضاً:

ذكرى استشهاد محمد الدرة: رمز معاناة الشعب الفلسطيني

تُعتبر حادثة استشهاد الطفل محمد جمال الدرة واحدة من أكثر الأحداث تأثيرًا، إذ تُعبر عن معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال. 

ففي 30 سبتمبر 2000، وقع الحادث الأليم الذي أطلق عليه الكثيرون لقب "حادثة محمد الدرة"، وهي واحدة من الجرائم اللاإنسانية التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية ضد الأبرياء، مما سلط الضوء على الوحشية التي يتعرض لها الأطفال والعزل في فلسطين.

تفاصيل الواقعة

تبدأ القصة في شارع صلاح الدين بين نتساريم وغزة، حيث كان محمد، البالغ من العمر 12 عامًا، خارجًا مع والده في طريقهم إلى المدرسة.

في ذلك الوقت، وقعوا في منطقة شهدت إطلاق نار عشوائي من القوات الإسرائيلية. 

لحظة الارتباك والخوف كانت واضحة، حيث حاول الأب، جمال الدرة، حماية ابنه من الرصاص المتطاير. فاختبأ الأب وابنه خلف برميل، في محاولة يائسة للنجاة.

ومع تزايد إطلاق النار، حاول الأب الإشارة إلى الجنود لإيقاف النار، ولكن كانت محاولاته بلا جدوى. 

استمر إطلاق النار بشكل متعمد نحو محمد ووالده، مما أدى إلى إصابة كليهما بعدة رصاصات. 

وبينما سقط محمد شهيدًا برصاص الاحتلال، أصيب والده بجروح خطيرة. كان المشهد مروعًا ومؤلمًا، حيث تم تصويره عبر عدسة طلال أبو رحمة، مصور وكالة الأنباء الفرنسية، الذي وثق الحادثة بجرأة وأمانة.

الشهادة التي صدمت العالم

وصف طلال أبو رحمة في شهادته عن الحادثة كيف كان إطلاق النار مركزًا ومتعمدًا تجاه محمد ووالده.

حيث أكد أنه بدا جليًا له أن الطلقات كانت تستهدف الأب والطفل بشكل مباشر، مما يثبت وحشية الجنود الإسرائيليين الذين أطلقوا النار من أبراج المراقبة.

هذه الشهادة وُثّقت ونُشرت في جميع أنحاء العالم، لتكشف عن وجه الاحتلال الإسرائيلي وعنفه المستمر ضد الفلسطينيين، وخاصة الأطفال.

الحادثة لم تكتفِ بإيذاء عائلة واحدة، بل كانت لها تداعيات أوسع على المجتمع الفلسطيني بأسره، حيث تحولت إلى رمز من رموز النضال الفلسطيني.

تأثير الحادثة على الوعي العالمي

لقد أدت حادثة استشهاد محمد الدرة إلى زيادة الوعي العالمي حول معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال. وقد أثرت هذه الحادثة في قلوب الكثيرين، سواء من العرب أو من الأجانب، ودفعتهم للتفكير في القضية الفلسطينية بشكل أعمق.

الشاعر الفلسطيني محمود درويش، الذي يعتبر أحد أعظم شعراء العرب، كتب قصيدة مؤثرة بعنوان "محمد" يتحدث فيها عن خوف الطفل ورغبته البريئة في العودة إلى منزله. 

وفي جزء من القصيدة، يعبّر درويش عن ألم محمد وهو يحتمي في حضن والده، يطلب الحماية من "جحيم السماء". وكلمات درويش، التي تعكس معاناة الشعب الفلسطيني، أصبحت جزءًا من التراث الأدبي الذي يتحدث عن النضال والأمل.

الذاكرة المستمرة

بعد أكثر من عقدين من الزمن، لا تزال ذكرى محمد الدرة حاضرة في الأذهان، حيث تذكرنا باستمرار بأهوال الحروب والاحتلال. 

وقد تم تداول صورته ومكانته كرمز للمقاومة والنضال الفلسطيني في العديد من وسائل الإعلام والأفلام الوثائقية.

العديد من الأعمال الفنية والأدبية تم تكريم محمد الدرة من خلالها، مما يساهم في إبقاء ذكرى الضحايا الفلسطينيين حية. 

يُعتبر محمد الدرة رمزًا للأطفال الذين فقدوا أرواحهم في صراع ليس لهم فيه ذنب.

مقالات مشابهة

  • «بيت الزكاة والصدقات» يبدأ صرف إعانة شهر أكتوبر للمستحقين غدًا
  • توجيه عاجل من شيخ الأزهر بشإن إعانة أكتوبر لمستحقي بيت الزكاة
  • بيت الزكاة والصدقات يبدأ صرف إعانة شهر أكتوبر 2024 للمستحقين غدًا
  • ذكرى استشهاد محمد الدرة: رمز معاناة الشعب الفلسطيني
  • «القاهرة الإخبارية»: عيتا الشعب صاحبة النصيب الأكبر للغارات الإسرائيلية على لبنان
  • ياسمين عبدالعزيز تعلن تضامنها مع الشعب اللبناني: جراحكم جراحنا
  • أمين البحوث الإسلامية: العلم والدين في بناء الإنسان لا يتعارضان
  • وزير الخارجية الروسي: الشعب الفلسطيني له الحق في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة
  • رئيس وزراء فلسطين: إسرائيل لديها خطة للتخلص من الشعب الفلسطيني للاستيلاء على الأرض
  • "بيت الزكاة والصدقات" ينتهي من توزيع المستلزمات الدراسية على الطلاب الأيتام في 4 محافظات