ما المميز في تطبيق «I Top» المصري بديل «فيسبوك»؟
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
تصدر في الساعات الماضية تطبيق «I TOP» المشهور ببديل الفيسبوك المصري الترند، وذلك بعدما قام الفيسبوك بحجب الحريات وخاصة في القضية الفلسطينية وحذف عدد كبير من المنشورات وفرض الحظر لعدد ساعات طويلة لناشري هذه البوستات الداعمة أو المؤيدة للقضية الفلسطينية، وبعد المطالبة بإنشاء تطبيق بديل للفيسبوك ظهر سامح شافعي الشاب الثلاثيني خريج هندسة الإلكترونيات جامعة عين شمس بتطبيق «I ToP» ليكون تطبيق بديلا لـ«فيسبوك» في الوطن العربي.
وقال سامح شافعي، لـ«الوطن»، إن البرنامج يعمل عليه منذ عام 2019، وهو كان في البداية برنامج خدمات لطلب الخدمات المختلفة بداية من الخدمات والعمال وغيرها من الخدمات، وبعدها بدأ الأمر يتطور ليكون بجانب الخدمات موقع تواصل اجتماعي به تفاعلات مختلفة وبه العديد من المزايا.
وأضاف سامح أنه مختلف عن «فيسبوك» في كثير من الأشياء ومنها البوست الصوتي والتعليق الصوتي وذلك الأمر لا يوجد في برامج أخرى منتشرة، كما يوجد أيضا حريات كاملة لكل المنشورات وأن لكل شئ له الحرية في تناول كل الأشياء والآراء، أما عن المحظورات التي يفرضها البرنامج فقال إن البرنامج يحظر فقط الأشياء الأخلاقية فقط لما يناسب معايير المجتمع العربي والشرقي.
وأكمل سامح شافعي، في تصريحاته، أن التطبيق يفرض خصوصية كبيرة على مستخدميه، ولعل أهمها عدم جمع بيانات أي شخص، كما تفعل التطبيقات الأخرى وكل تطبيقات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى إمكانية غلق الرسائل إذا رغب شخص في غلقها في حالة رغبة الشخص في عدم الحديث.
أما عن التشابه بينه وبين فيسبوك، فقال شافعي إن مواقع التواصل الاجتماعي جميعها تتشابه مع بعضها في عدة أيام ومن بينها، كتابة المنشورات والرسائل والمكالمات الفيديو والصور.
وبخصوص الإحصائيات، فقال شافعي إنه لا يحب أن يقول أرقاما بسبب تفاوتها الشديد وبسبب زيادة الزيارات على التطبيق في ساعة خلاف الأخرى، ولكنه قال إن الأعداد في تزيد كبير وعدد المستخدمين فاق المليون بكثير للغاية ولكنه ل يحب أن يقول أرقام محددة، أما عن الدول فقال أن مصر في مقدمة الدول وبعدها تأتي الدول العربية جميعها كالسعودية، موريتانيا، المغرب، الجزائر وكافة الدول العربية، بالإضافة إلى عدد كن الدول الأوروبية ومنها أمريكا والبرازيل وتركيا وغيرها.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فيسبوك سوشيال ميديا
إقرأ أيضاً:
سامح قاسم يكتب | إبراهيم عبد المجيد.. حكّاء الإسكندرية الأخير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في المشهد الروائي العربي، تتلاشى الحدود بين الواقعي والسحري، بين التأريخ والتخييل، وبين الحنين والتمرد. لكن قلما وُجد كاتب قادر على ترويض هذه العناصر كلها في آنٍ، ليجعل من المدينة بطلةً لا تُنسى، ومن الذاكرة مادةً سرديةً، ومن الرواية شراشف رقيقة تغطي جسد الحقيقة العاري. إبراهيم عبد المجيد هو هذا الكاتب النادر الذي يمكن اعتباره آخر حكاواتية الإسكندرية، لكنه ليس فقط كاتبًا لمدينة؛ بل هو كاتب لفكرة المدينة، لكيمياء التحوّل، ولسوسيولوجيا الانكسار.
ولد عبد المجيد عام 1946 في الإسكندرية، المدينة التي ستتحوّل لاحقًا إلى بطلة تتكرر في معظم أعماله، وتتحول إلى أسطورة لها ملامح إنسانية ومزاج شعري خاص. لكن نشأته لم تكن فقط على البحر، بل في حضن الثقافة: درس الفلسفة، وعاش طويلًا في رفقة الكتب، متتلمذًا على يد الحياة مثلما تتلمذ على يد نيتشه ودوستويفسكي وطه حسين. هذه الخلفية المعرفية والفلسفية جعلت من أعماله ليست فقط لوحات بصرية آسرة، بل أسئلة وجودية معلّقة.
تشكل "ثلاثية الإسكندرية" – لا أحد ينام في الإسكندرية، طيور العنبر، الإسكندرية في غيمة– مشروعًا سرديًا ضخمًا يضاهي في طموحه مشاريع كبار الأدباء العالميين. في هذه الروايات، لا تُروى المدينة بقدر ما تُستحضر روحها. يسير القارئ في شوارعها القديمة، يسمع ضحكات بحّارتها، ويشمّ رائحة البحر ممزوجةً بعبق الخيبات. لكنها ليست فقط حكاية عن مدينة، بل عن وطن كامل يُعيد تشكيل نفسه وسط الحرب، الاستعمار، والتغيرات الاجتماعية الكاسحة.
الإسكندرية، في أدب عبد المجيد، ليست صورة فوتوغرافية، بل كائن حي: تمرض، تشتاق، تذبل، ثم تقاوم. إنها الأم والعشيقة، وهي في الوقت نفسه الجثة التي يُعاد دفنها في كل رواية، والطفلة التي تولد كل صباح.
في رواياته الأخرى مثل البلدة الأخرى وفي الصيف السابع والستين، يتجه عبد المجيد إلى الغوص في الطبقات العميقة للذات المصرية، والعربية، حيث تتقاطع السياسة مع الحب، والذنب مع الخلاص. يكتب عن الهزيمة لا بوصفها حدثًا سياسيًا، بل كحالة وجودية: الهزيمة في الحب، في الثورة، في التاريخ، وفي الحلم.
عبد المجيد ليس معنيًا بالبنية التقليدية للرواية، بل بالأثر الذي تتركه، بالرعشة التي تحدثها. لذا فإن أسلوبه يتسم بحرية شعرية، وانسياب لغوي يجعل من كل جملة مدخلًا إلى عالم كثيف، مشبع بالدهشة والأسى.
ربما ما يميز إبراهيم عبد المجيد عن كثير من مجايليه، أنه لا يكتب ليحكي فقط، بل ليحاور، يتأمل، ويقترح بدائل. رواياته أقرب إلى الفلسفة الشعرية، وإلى ما يمكن تسميته بـ"التأمل الروائي". لا يخاف من الاقتراب من البديهيات ومساءلتها: ما المدينة؟ ما الحب؟ ما الذاكرة؟ ما الفقد؟ أسئلته ليست إجابات مقنّعة، بل أبواب مفتوحة على مزيد من الحيرة.
إبراهيم عبد المجيد ليس فقط كاتبًا يُقرأ، بل يُعاش. تدخل عوالمه كما تدخل حلمًا لا تود الاستيقاظ منه. هو كاتب الغيوم، وناقل الحنين، وحارس المدينة التي ما عادت تشبه نفسها.
لقد كتب عبد المجيد عن مدن تتبخر، عن أحلام تُنسى، وعن بشرٍ يتحولون إلى أطياف. لكنه، رغم كل ذلك، يظل يكتب. كأن الكتابة هي الطريقة الوحيدة لنجاة الروح. وكأن الرواية، كما يراها، ليست حكاية تُحكى، بل طريقة للبقاء.