العرب القطرية:
2025-01-19@17:38:02 GMT
«الدعوة» تحتفي بـ 82 حافظة للقرآن
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
احتفى النشاط النسائي التابع لإدارة الدعوة والإرشاد الديني بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بتخريج 82 خاتمة متقنة لكتاب الله بمراكز التحفيظ في الدورة القرآنية السادسة عشرة للدفعة التاسعة من الخاتمات خلال العام 2022 /2023م، خلال «الحفل السنوي لتكريم الخاتمات المتميزات».
جاء ذلك في احتفال خاص بفندق ماريوت ماركيز تحت رعاية سعادة السيد غانم بن شاهين الغانم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، حيث حصلت 70% من الخاتمات المكرمات على تقدير ممتاز.
وألقت السيدة لولوة الغراب مساعد مدير إدارة الدعوة والإرشاد الديني كلمة نيابة عن سعادة وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، تضمنت شكر وتقدير الأخوات الفاضلات على جهودهن المبذولة في تعلّم وتعليم القرآن الكريم للأجيال القادمة، ولقيامهن بتنظيم الأنشطة الدينية والاجتماعية التي تحافظ على الفرد وكيان المجتمع وهي الأسرة، وتنشئتها النشأة الصالحة، لتتمكن لاحقاً من المحافظة على الأسر والأبناء وتربيتهم التربية الصحيحة، ثم خَتَمَ سعادة الوزير كلمته مبدياً مباركته وتمنياته للخريجات بدوام التوفيق آملاً أن يرى هذا الاحتفال يتكرر في كل عام، وتزداد أعداد الحافظات لكتاب الله، واللاتي سيكنّ فاعلات في بناء الأسرة والمجتمع وتربية أبنائهن التربية الدينية الصحيحة بإذن الله.
وقالت السيدة لولوة الغراب: «خاتماتنا أنتن السند والركيزة بعد الله لبناء أسر متماسكة بعقيدة صحيحة فمن يحفظ كتاب الله في صدره، ويعمل به، ينهض بمن حوله خصوصاً في وقت اشتدت فيه المحن وتكالب على مجتمعاتنا الإسلامية أعداؤها، وأصبح العداء للإسلام ظاهراً».
وأوضح مساعد مدير إدارة الدعوة والإرشاد الديني أن الوزارة تسعى لتخريج ما لا يقل عن 60 خاتمة سنوياً ولا يكفي تخريجهن فقط بل تطمح الوزارة إلى استقطاب ما لا يقل عن 3% منهن لينضموا إلى كوكبة محفظاتنا القديرات في مراكز التحفيظ النسائية، وتبع كلمتها عرض مرئي يوضح حال المسلم وشعوره بالخواء حتى وإن أصبح يملك كل شيء من الترفيه والمتع الدنيوية ليوضح أن هذا قلب الإنسان لا يمكن أن يملأه إلا القرآن كتاب الله «فما زاحم القرآن شيئا إلا باركه».
وفي لقاء مع الخاتمة سارة هيثم العيلة من مركز النور «فئة الفتيات» أكدت فيه عن أهمية دور محفظتها السيدة «إقبال» التي ساعدتها على الحفظ ولازمتها حتى ختمت القرآن الكريم، وذكرت أنها وخلال مسيرتها في الحفظ لمست نقلة فكرية في نفسها حيث أصبح تفكيرها أعمق ولمست نقلة سلوكية أيضاً أُسوةً بالنبي صلى الله عليه وسلم حيث كان خُلُقه القرآن، وتلت قوله تعالى «فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون» وختمت لقاءها بكلمة شكر لوالدتها التي كانت دائما بجانبها وتشجعها على ختم كتاب الله.
وقدمت الخاتمة عائشة العمادي الشكر لجميع العاملات والموظفات في الوزارة والإدارة جميعا، وأكدت أن اتخاذ القرار بحفظ القرآن هو أفضل قرار يتخذه الإنسان في حياته وبه تحل البركة في البيت والأهل والأولاد والوقت وكل نواحي الحياة.
وأبدت المحفظة ذكرى محمد عبدالرحيم في مركز روضة بنت محمد شعورها الجميل والرائع الذي يغمرها وهي ترى طالباتها يتخرجن ويتكرمن على مسمع منها.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر وزارة الأوقاف إدارة الدعوة الدورة القرآنية
إقرأ أيضاً:
عقول مسلمة حديثة تحدت ظلمات الجهل.. قراءة في كتاب
الكتاب: خيرة العقول المسلمة في القرن العشرينالكاتب : محمد بن المختار الشنقيطي
الناشر: الشبكة العربية للأبحاث والنشر
عدد الصفحات: 101 صفحة
1 ـ قبل البدء
يعدّ كتاب "خيرة العقول المسلمة في القرن العشرين" كتابا مبسطا مقارنة بعامة كتابات صاحبه الباحث محمد بن المختار الشنقيطي، مختلفا عن النهج الذي عهدناه عنده في التأليف، سواء في "الخلافات السياسية بين الصحابة: رسالة في مكانة الأشخاص وقدسية المبادئ" أو في "أثر الحروب الصليبية على العلاقات السنية ـ الشيعية" .. ووجه الاختلاف في خروجه عن الطريقة الأكاديمية ذات التصنيف المنهجي الصارم والتوثيق العلمي الدقيق. فجاءت صياغته انسيابية تهدف إلى التعريف بكبار المفكرين المسلمين في القرن العشرين وهم تواليا محمد إقبال وحجازي محمد عبد الله دراز ومالك بن نبي وإسماعيل الفاروقي وعلي عزت بيغوفيتش ومحمد أسد وإبراهيم محمد حميد الله. فخصّ كلا منهم بفصل مستقل يحمل اسم صاحبه وصفة فرعية تختزل في اعتصار شديد المحتوى الوارد في الكتاب.
2 ـ محمد إقبال (1877- 1938)
ولد محمد إقبال في مقاطعة البنجاب الهندية أواخرَ القرن التاسع عشر لأسرة من البراهمة النبلاء اعتنقت الإسلام في عصور متأخرة. كنى الباحث عنه بالأعجمي ذي اللحن الحجازي. ولخّص فلسفته في عبارته "عز العبودية لله" وفيها فرعان:
ـ نفي الذات عبر التواضع والخضوع المطلق في علاقة المرء بخالقه
ـ إثباتها عبر ما ينشأ عن الاتجاه الأول من عزة وثقة بالنفس.
وعليه يجد في كل ما سوى العبودية الله ذل وتسول ومهانة. ويتجلى من خلال سيرته الفكرية، ميله عن العقل والمنطق إلى الروح وإلى الشعر. فجفاف المنطق لا يقوى، في تقديره، على مقارعة نضرة الشعر ولا يضمن الالتزام الإسلامي الذي ينشأ عن المحبة القلبية الوالهة، لا المعرفة الذهنية أو الإلمام التاريخي الباردة أو غيرهما من القوالب المجرّدة. ولذلك يجد أنّ الحب أعمق أثراً من العلم وأنّ القلب أقوى سلطاناً من العقل. فبالقلب يصل المسلم إلى تمثل تعاليم الإسلام وإلى إدراك مقام عز العبودية الله. وــدواء البصيرة عنده يحرر من داء البصر والقلب المؤمن المفعم بحب الله ورسوله هو مصدر الهداية ومنبع الرشد لا العقل والمنطق.
3 ـ محمد عبد الله دراز (1894- 1954)
هو عاشق القرآن الكريم، حسب وصف الباحث: أحد أئمة الوسطية الإسلامية. كان شيخا ميرزا شأن والده الأب الأزهري العالم، متميّزا بشجاعو العلمية أهلته للخوض في القضايا الجدلية التي أرقت العقل الإسلامية، منها ثنائيات العقل والنقل والسنة والبدعة والجبر والاختيار والسلم والحرب العلم والدين، الخلق والقانون.
من مقولاته أن التمييز بين الخير والشر ينشأ عن إلهام داخلي مركوز في النفس الإنسانية قبل أن نجده في شرائع السماء. ومع ذلك فالإلهي يؤكد الأخلاقي الفطري، ويحسم الجدل في تعريف المقولات المختلفة. وما يحسب له ريادته في تجديد الدراسات القرآنية وتأسيسه لعلمين جديدين من علومها هما علم أخلاق القرآن وعلم مصدر القرآن. وعلى خلاف دأب علماء الإسلام في البرهنة على أصالة القرآن من خلال المدخل اللغوي البياني بالأساس، انطلق دراز من الدراسة التحليلية للرسالة القرآنية منطقياً وتاريخياً. فحاد بذلك عن المنهج المتوارث ونقل دراسة القرآن من السياق الثقافي العربي، إلى سياق عالمي أرحب.
4 ـ مالك بن نبي (1905- 1973)
ولد فيلسوف الحضارة الإسلامية، وفق عبارة الباحث في مدينة قسنطينة الجزائرية لأسرة ذات صلة بالحركات الإصلاحية وبالطرق الصوفية. فمثلت نشأته حافزا له دفعه إلى الاهتمام بقضايا الإصلاح والنهضة والتجديد. وتجلى جهده التجديدي هذا في مجالين. أولهما الدراسات القرآنية. فابتكر، شأنه شأن محمد عبد الله دراز منهجه الخاص للبرهنة على أصالة الرسالة القرآنية ذا الخلفية التحليلية المنطقية والتاريخية. وثانيهما في النهضة.
لمالك ابن نبي إسهامات جليلة في تجديد الفكر الإسلامي المعاصر حتى أنه رسّخ عديد المصطلحات تعد اليوم آليات لتحليل واقع المسلمين، مثل قوله ب"القابلية للاستعمار". وأمكن له ذلك بعد أن أيقن أن أزمة المجتمع المسلم هي أزمة منهجية عملية في الأساس، وأن التحدي الرئيس الذي يواجه المسلمين هو تحدي النهضة.
ومن وجوه جهوده في تجديد الفكر الإسلامي المعاصر، صياغته لنظريته في التغيير الاجتماعي على أساس مبدإ الفاعلية المجسدة للوظيفة الاجتماعية للدين. فقد كان له موقف مناهض للإغراق في ما هو نظري شأن المدارس الكلامية التي تتعامل مع المشكلة الإسلامية في الإطار الذهني المجرد أو شأن النهج الذي اختاره المفكر المصلح محمد عبده. وبالمقابل كان يدعو إلى الفكر العملي الذي بدفع بحركة التاريخ شأن النهج الذي اختاره محمد إقبال الساعي إلى تغيير جوهر الإنسان ومحيطه الاجتماعي.
5 ـ إسماعيل الفاروقي (1921- 1986)
ولد إسماعيل الفاروقي في مدينة يافا الفلسطينية. واختص في علم الأديان المقارن مما مكنه من القيام بأدوار مختلفة. فقد:
ـ أسهم في تحرير الأطلس التاريخي لأديان العالم وكتب الفصل الخاص بالإسلام فيه وألف كتاب الأخلاق المسيحية الذي نقض فيه الأساس النظري والتاريخي لهذه الديانة بالعودة إلى مصادرها الأولى.
ـ كان له دور في "أسلمة المعرفة" بما وضع من الأسس النظرية لإعادة صياغة العلوم الإنسانية والاجتماعية المعاصرة من منظور إسلامي يحوّلها إلى رافد إيجابي يدعم الثقافة الاسلامية.
ـ كان متضلعاً في تاريخ الديانة اليهودية، مما خول له أن يفكك الظاهرة الصهيونية. فقد كتب فيها ثلاثة كتب هي: "الإسلام ومشكلة إسرائيل"، و"أصول الصهيونية في الدين اليهودي"، و"الملل المعاصرة في الدين اليهودي". وانتهى إلى أنّ إسرائيل، مجرد ظاهرة استعمارية غربية تكرر الحروب الصليبية وتضيف إليها اقتلاع اليهودي من جذوره الأوروبية وزرعه في فلسطين. ولكن ليس هذا الإجراء غير حل مؤقت ويائس لن يكون هو الحل النهائي للمعضلة اليهودية التي هي معضلة مسيحية بالأساس.
يشير إليه الباحث بحامل هم الشرق في الغرب باعتباره سفيرا مغدورا. فعلى خلاف العرف السياسي أغتيل الفاروقي طعناً بالسكاكين هو وزوجته الدكتورة لمياء الفاروقي بسبب مواقفه الصلبة في فضح الصهيونية وفي الدّفاع على الحق الفلسطيني.
6 ـ على عزت بيغوفيتش (1925 – 2003)
نشأ علي عزت بيغوفيتش في شمال غرب البوسنة وكرّس عامة حياته لخدمة الإسلام المحاصر في البلقان. فأسس مع جمع من رفاقه "نادي الشبان المسلمين"، الذي تحوّل لاحقا إلى جمعية ثقافية وخيرية، وهو بعد طالب في الثانوية. ولكن خلفيتها سياسية دينية لخدمة القضايا الإسلامية بالأساس. فعندما غزت ألمانيا النازية مملكة يوغسلافيا وجعلتها جمهورية فاشية، قاطعت جمعية الشبان المسلمين النظام الفاشي. وحين فُرضت الشيوعية على يوغسلافيا واستهدفت مسلميها، تصدّت لزحفها. فكان مصير على عزت بيغوفيتش السجن.
بعد انهيار المعسكر الشرقي أسس بيغوفيتش حزباً سياسياً، خول له:
ـ أن يواجه الفاشية الصربية، التي سعت إلى استئصال الإسلام من يوغسلافيا القديمة بعد أن أحيت الصراع القديم بين المسلمين الأتراك والمسيحيين السلافيين،
ـ ثم أن يصل إلى سدّة حكم جمهورية البوسنة في العقد الأخير من القرن العشرين.
يكني عنه الباحث بالإسلامي بأفق إنساني، باعتباره كان متضلعا في الفلسفة والأديان والقانون، والتاريخ، والأدب، والرسم، موظفا لمعارفه ضمن أفق إنساني. وفيه كتب "الإسلام بين الشرق والغرب" و "هروبي نحو الحرية" وهو سيرة ذاتية و"البيان الإسلامي".
7 ـ محمد أسد (1900- 1992)
ولد ببلدة (لمبرغ) في أوكرانيا لمّا كانت جزءاً من الامبراطورية النمساوية. هو يهودي النشأة واسمه الأصلي ليوبولد وايس. قادته رحلة عمل إلى فلسطين في عام 1922 ثم تجوّل في الشرق العربي. وبعد عودته إلى برلين، وحينما كان يقرأ ترجمة سورة "التكاثر" قدّر أن "هذه ليست حكمة رجل عاش في الجزيرة العربية بالقرون الخوالي.. إن صوت القرآن أكبر من أن يكون صوت محمد". فدخل الإسلام في العام 1926. وعن تجربته في الشرق كتب أنه أدرك -وهو يتفرس وجوه الناس ويتأمل حياتهم في طرقات القدس العتيقة- أن شخصية إبراهيم عليه السلام تتجسد في وجوه العرب وسحناتهم وشمائلهم، فهم أبناء إبراهيم حقا، أما بنو جلدته هو من اليهود الأوروبيين المستعمرين فهم غرباء أدعياء. ولهذه القناعة كنّى عنه محمد بن المختار الشنقيطي بالباحث عن ملة إبراهيم.
وعامّة كان محمد أسد مستشرقا على نحو خاص. فكَره الروح العنصرية البغيضة التي سادت في أوروبا مطلع القرن العشرين، وانتهت في صيغتها النهائية في النازية الألمانية. وعمل على إطلاع الغرب على جوانب مجهولة من حياة الشرق الاجتماعية وخزائنه الثقافية بإخلاص العالم لا بتحيّز المتأدلج الذي يقصر صورة الشرق في الخيال المجنح وفي الحريم. ولذلك جاء أول كتبه عن الشرق بعنوان "الشرق غير الرومانسي".
8 ـ محمد حميد الله (1908- 2002)
نشأ محمد حميد الله في حيدر آباد بجنوب الهند. وهب حياته لتحصيل المعرفة. فأحرز على شهادتي ليسانس وشهادتي ماجستير وشهادتي دكتوراه، وتعلم حوالي 20 لغة، منها العربية والأوردية والفارسية والتركية واللاتينية والفرنسية والإنجليزية والألمانية والإيطالية والروسية والبولونية والدانماركية والسويدية والفنلندية. وبعد أن تجاوز عمره الثمانين درس اللغة التايلندية.
بدأت رحلته المعرفية في عام 1932 لمّا ابتعثته الجامعة العثمانية ليطلع على المخطوطات الإسلامية في تركيا ومصر وسوريا والسعودية. ثم أتيحت له الفرصة لاستكمال دراسته العليا في جامعة بون، فحصل منها على شهادة الدكتوراه الأولى عن موضوع "مبدأ الحياد في القانون الدولي الإسلامي". وحصل على شهادته الثانية للدكتوراه عن رسالته المعنونة "الدبلوماسية الإسلامية في العصر النبوي والخلافة الراشدة" بعد أن التحق بجامعة السوربون الفرنسية. فأمكن له، اعتمادا على زاده المعرفي الثري أن يؤلف عشرات المجلدات، وأن يكتب نحو ألف مقال وأن يشترك في كتابة عدد من الموسوعات، منها "دائرة المعارف الإسلامية" باللغة الأوردية، و"الأطلس الكبير للأديان" باللغة الفرنسية.
9 ـ "خيرة العقول المسلمة في القرن العشرين" وبعد؟
يمثل أثر "خيرة العقول المسلمة في القرن العشرين" من التصنيفات التي تعيد جمع المادة المعرفية في سياق تبسيطي أقرب إلى الأسلوب المدرسي، وهو ما لا ينكره الباحث. فقد ذكر أنه سعى إلى عرض سيرة أعلام مسلمين جمعوا بين ثقافتي الشرق والغرب، وبين عمق الفكرة وإشراق الروح لحث القارئ على الاعتبار بحياتهم الثرية بالعلم والعمل. ومع ذلك ففضله ثابت لأنه يورد السير الحياتية والفكرية لأعلام مسلمين مهمين في عصرنا الحديث، قد تبدو أسماؤهم مألوفة لدينا. ولكن معرفتنا بمنجزهم غير متأكدة دائما. ومأتى أهميتهم من جمعهم بين الوسطية والروحانية من جهة وبين البحث عن البعد العملي وتأكيد الوظيفة الاجتماعية للدين من جهة ثانية.