«الدوحة الدولي للأسرة»: أهمية قصوى للتربية الوالدية في تشكيل قيم الأطفال
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
أظهرت حملة «ليُزهر مستقبلهم»، التي أطلقها معهد الدوحة الدولي للأسرة، عضو مؤسسة قطر، أن السياسات الاجتماعية القوية التي تدعم وتعزز التربية الوالدية تكتسي أهمية قصوى في تشكيل قيم الأطفال وسلوكهم ومواقفهم، وأن على الحكومات والمجتمعات والمدارس والمؤسسات ألا تدخر جهدًا في سبيل توفير الدعم والموارد للآباء والأمهات لمساعدتهم على تحسين مهاراتهم الوالدية وتعزيز علاقتهم مع أطفالهم.
ودعت الحملة إلى أنه ينبغي أن تكون التربية الوالدية وتعزيزها جزءًا أساسيًا من السياسات الاجتماعية التي يتبناها المجتمع، لأن من شأن ذلك أن يفضي إلى تعزيز صحة الأسرة وتقوية المجتمعات. فالأطفال الذين ينشأون في بيئة داعمة ومحبة وتلقوا التوجيه الصحيح من والديهم يكونون أكثر قدرة على النمو والتطور والاندماج الاجتماعي.
ولتحقيق هذا المبتغى، ينبغي وضع برامج تدريبية وتوجيهية للوالدين، وتوفير خدمات الرعاية النهارية التي تساعد على التواصل الاجتماعي والتفاعل بين الأطفال، وتعزيز الوعي بأهمية الأسرة والتربية الوالدية في المجتمع – بما يساعد الطفل على بناء شخصية صحية واجتماعية وعقلية قوية.
فالتربية الوالدية هي عنصر أساسي في بناء المجتمع وتطوره، من منظور أنها تلعب دورًا حاسمًا في تشكيل شخصية الفرد وتحقيق نموه الشامل. فتعزيز التربية الوالدية، سيكون لها تأثير إيجابي على الأطفال والشباب والمجتمع بأكمله.
ويشمل تعزيز التربية الوالدية توفير الدعم والموارد للآباء والأمهات لتعزيز مهاراتهم التربوية وتعزيز العلاقات العائلية القوية، وذلك من خلال توفير برامج تثقيفية وورش عمل للآباء والأمهات، حيث يتعلمون مهارات التواصل الفعال والتعامل مع التحديات التربوية. وحث معهد الدوحة الدولي للأسرة المؤسسات المحلية المختصة على وضع برامج ومنصات لمساعدة الوالدين على التعامل مع التحديات التربوية وتطوير مهاراتهم في تربية الأبناء، وجعلها متاحة للوالدين لكي يستفيدوا منها لتعزيز قدراتهم في تربية أطفالهم، على غرار العديد من التجارب الدولية ذات الصلة، مع الإشارة إلى أن الآراء تتباين بشأن الأساليب الصحيحة للتربية الوالدية وأهميتها كسياسات اجتماعية. ومع ذلك، يوجد اتفاق عام بأن التربية الوالدية تلعب دورًا حاسمًا في بناء المجتمعات الصحية والمستقرة.
وقالت الشيخة جوهرة بنت محمد آل ثاني مدير إدارة المناصرة والتوعية بمعهد الدوحة الدولي للأسرة، إن اختتام حملة التربية الوالدية شكلت فرصة رائعة للاحتفاء بالإنجازات التي تحققت خلالها وللنظر إلى مستقبل مزهر وأن الجهود المبذولة في مجال التربية الوالدية من شأنها مواجهة التحديات المطروحة.
وأضافت أن الحملة سلطت الضوء على أهمية السياسات الاجتماعية المرتبطة بالأسرة والوالدية، علاوة على التأثير الإيجابي للتربية الوالدية على الأطفال والشباب والمجتمع بأكمله، لافتةً إلى أن التربية الوالدية ليست مهمة سهلة، وإنما تتطلب الكثير من الصبر والتفاني والتعلم المستمر.
وأشارت إلى أن التربية الوالدية تبقى مسؤولية كل أسرة، وهي عملية تهدف إلى توجيه الأطفال في تنمية قدراتهم البدنية والعقلية والاجتماعية والعاطفية. كما أنها تعتبر عملية أساسية للنمو الصحيح والتطور الشامل للأطفال.
وأضافت يعد الوالدان هما النموذج الأول والأهم للأطفال، وهم يلعبون دورًا حاسمًا في تشكيل قيمهم وسلوكهم ومواقفهم. من خلال توفير بيئة داعمة ومحبة ومن خلال تعزيز الثقة والاحترام والتواصل الفعّال، يمكن للوالدين أن يساهموا في تطوير شخصيات أطفالهم وتعزيز قدراتهم الاجتماعية والعاطفية.
وأوضحت أن مستقبل التربية الوالدية يتطلب منا أن نستمر في تعزيزها وتوفير الدعم المستمر للآباء والأمهات من خلال الجهات والمؤسسات المختصة. لذا، تضيف المتحدثة، يجب أن نعمل على تعزيز الروابط العائلية وتعزيز التواصل الإيجابي بين أفراد الأسرة وأن نقوم بتوفير برامج تثقيفية وورش عمل للآباء والأمهات لمساعدتهم في تطوير مهاراتهم التربوية.
وأشادت بجميع الأفراد والمنظمات التي ساهمت في نجاح حملة التربية الوالدية، وهو ما أسهم في تحقيقها نتائج رائعة، بما سيكون له تأثير إيجابي في حياة العديد من الأطفال والشباب، داعية إلى مواصلة العمل على تعزيز التربية الوالدية وبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر الدوحة الدولي للأسرة السياسات الاجتماعية فی تشکیل من خلال إلى أن
إقرأ أيضاً:
انطلاق أعمال المؤتمر الدولي للاستشراق في نسخته الأولى بالدوحة
الدوحة- انتهت أمس الأحد أعمال المؤتمر الدولي للاستشراق في نسخته الأولى تحت شعار "نحو تواصل حضاري متوازن"، واستمر على مدى يومين بمشاركة نخبة من المستشرقين والمفكرين والباحثين من مختلف أنحاء العالم، ليكون نقطة تحول في مسار الدراسات الاستشراقية، متجاوزا الأطر التقليدية نحو رؤية عصرية تؤسس لحوار حضاري عميق.
ويأتي تنظيم المؤتمر بمبادرة من وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي ومركز مناظرات قطر، بالشراكة مع اللجنة الدائمة لتنظيم المؤتمرات بوزارة الخارجية، وبالتعاون مع جامعة قطر، وجامعة حمد بن خليفة، ومعهد الدوحة للدراسات العليا، إضافة إلى مؤسسات دولية مثل جامعة لايدن الهولندية، ومعهد الدراسات المتقدمة في سراييفو، وجامعة داغستان الحكومية.
وشهدت الجلسة الافتتاحية كلمة رئيسة المؤتمر وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي لولوة بنت راشد بن محمد الخاطر، أكدت فيها أن المؤتمر يوفر مساحة آمنة للنقاشات الفكرية العميقة والجادة بعيدا عن الحساسيات.
View this post on InstagramA post shared by المؤتمر الدولي للاستشراق – الدوحة (@dohaorientalism)
وقالت: "نجتمع اليوم لخلق توازن فكري ساحر يشبه ما أوجده ليو تولستوي في رائعته (الحرب والسلام)، من خلال الجمع بين الحس الشعبي والنقد الأدبي المختص"، مضيفة أن المؤتمر يسعى إلى إعادة اكتشاف العلاقة بين الدراسات الاستشراقية وأعمال تولستوي الأدبية.
إعلانكما تضمن الافتتاح كلمة ضيف الشرف البروفسور إبراهيم قالن، الأكاديمي والسياسي التركي، تلتها جلسة حوارية فردية رفيعة المستوى أدارها الإعلامي سامي زيدان، تناولت قضايا الاستشراق المعاصر ودوره في التقريب بين الحضارات.
وفي إطار فعاليات اليوم الأول، نظمت جلسة حوارية بعنوان "نحو تواصل حضاري متوازن"، استضافت البروفسور غسان سلامة، وزير الثقافة اللبناني، والدكتور مامادو تانغارا وزير الخارجية والتعاون الدولي في جمهورية غامبيا، والدكتور إيوجين روجان، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة أكسفورد، وأدار الجلسة الإعلامي جمال الشيال.
وتم خلال الجلسة طرح عدة تساؤلات عن كيفية الحفاظ على التوازن بين القيم الثقافية وتفادي النزاعات، وأهمية التواصل الحضاري في بناء علاقات قوية ومستدامة بين الشعوب.
View this post on InstagramA post shared by المؤتمر الدولي للاستشراق – الدوحة (@dohaorientalism)
View this post on InstagramA post shared by المؤتمر الدولي للاستشراق – الدوحة (@dohaorientalism)
View this post on InstagramA post shared by المؤتمر الدولي للاستشراق – الدوحة (@dohaorientalism)
وفي هذا السياق، أوضح البروفيسور محمود الحمزة، رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، أن المؤتمر يعد الأول من نوعه في المنطقة العربية، ويركز على مفهوم "الاستشراق الجديد"، الذي نشأ قبل نحو 50 عاما، متجاوزا الاهتمام التقليدي بالدين والثقافة والتاريخ، ليتناول أيضا القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وتضمن برنامج المؤتمر جلسات علمية متخصصة، وحوارات ثقافية مفتوحة، إضافة إلى فعاليات ثقافية تعكس التنوع الحضاري للمشاركين، إلى جانب جلسات شبابية تهدف إلى إشراك الجيل الجديد في الحوار الحضاري وتعزيز التفاهم بين الثقافات.
View this post on InstagramA post shared by المؤتمر الدولي للاستشراق – الدوحة (@dohaorientalism)
وشارك في المؤتمر أكثر من 300 باحث من 50 دولة، من بينهم شخصيات بارزة مثل الدكتور خوسيه بويتا من إسبانيا، والدكتور باولو براكا من إيطاليا، والدكتور جورج غريغوري من رومانيا، والدكتور ديمتري ميكولسكي من روسيا، والدكتور سعيد مايلزي من الصين، إضافة إلى نخبة من الباحثين والأكاديميين من المؤسسات القطرية.
إعلانويهدف المؤتمر إلى إعادة قراءة مفهوم الاستشراق من منظور معاصر، وتفكيك الصور النمطية السائدة، وتعزيز الحوار العلمي بعيدا عن التحيزات الأيديولوجية، بما يسهم في تأسيس تواصل بناء ومستدام بين المجتمعات الإنسانية. وتؤكد استضافة دولة قطر لهذا المؤتمر التزامها الدائم بدعم الحوار الثقافي وتعزيز التواصل الحضاري بين شعوب العالم، وترسيخ مكانتها كمنارة عالمية للفكر والثقافة والتعليم.
وأجرت الجزيرة نت مجموعة من الحوارات مع ضيوف المؤتمر ستنشرها تباعا في صفحة ثقافة.