???? ما حدث في الخرطوم أمر مغري لكل مرتزق ويمكن تكراره في مدن أخرى
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
في بلد مثل السودان حيث ينتشر الفقر مع شعور واسع بالظلم والتهميش فإن قيام حركة تمرد مدعومة خارجياً تملك المال وقوية بما يكفي لتغري من ينضم إليها بالمال المنهوب أو الذي تركه أصحابه، أمر خطير.
يتداخل هنا المضمون الاجتماعي مع البعد القبلي مع العوامل الخارجية مع المشاكل التي تعاني منها الدولة تاريخيا، تتداخل كل هذه العناصر لتصنع تحدي كبير.
تمرد مليشيا الدعم السريع بدأ كتمرد قوات شبه نظامية كانت جزء من المنظومة الأمنية ولكنه، مع مرور الوقت يملك القابلية لكي يتطور لشيء آخر مختلف. بعبارة أخرى، لا يجب أن نركن إلى رؤية سكونية لتوصيف ما يجري كحرب تقودها عائلة آل دقلو والحاضنة الإجتماعية لهم. لأن ضعف الدولة وتراخي قبضة الجيش وقلة عنفه تجاه هذا التمرد سيغري آخرين بالانضمام إلى المليشيات المتمردة في بلد مليئة سلفاً بالحركات المسلحة والتي انحاز بعضها للمليشيا منذ وقت مبكر ومليئة بالعطالى وبمقاولين الحروب. أي مرتزق أو أمير حرب سابق سيجري تحليل مخاطر بسيط إذا شعر بأن كفة المليشيا راجحة سينضم إليها. بمعنى أن الظهور بمظهر في جانب الجيش لن يترتب عليه فقط خسائر عسكرية مباشرة بفقدان موقع أو ما شابه ولكن سيؤدي ذلك إلى ما هو أسوأ، إلى انحياز كثير ممن يقفون في المنطقة الرمادية إلى صف المليشيا بوصفها الخيار الرابح أو على الأقل غير الخاسر وبذلك تزداد قوتها على حساب الجيش.
أضف إلى ذلك، توفر لك المال وتوفرت بيئة مواتية غنيمة سلهة وأياب في بلد سايب ومفتوح تستطيع أن تجعل من السودان الوجهة المفضلة للمجرمين والمرتزقة وطالبي الهجرة والحيارى ليس من السودان وحسب وإنما من كل أفريقيا.
ما حدث في الخرطوم أمر مغري لكل مرتزق ويمكن تكراره في مدن أخرى طالما أن أصحاب الأموال يهربون بجلدهم ويتركوها كغنيمة سهلة وسائغة.
أنا لا أقول هذا الكلام من موقع انحياز طبقي، أنا مع العدالة بكل تأكيد. ولذلك، يجب أولاً تجريد المليشيا من هذا السلاح، أعني سلاح العدالة الإجتماعية وذلك برؤية سياسية قادرة على توحيد كل السودانيين للدفاع عن الدولة، عن دولتهم كلهم التي تمثلهم وتحميهم وتضمن حقوقهم، هذا أولاً. وثانياً وفي نفس الوقت يجب أن يظهر الجيش ومعه الشعب السوداني لكل من تسول له نفسه الانضمام إلى التمرد أن ذلك سيكون أقصر طريق إلى الموت وليس إلى الأموال والغنائم. التساهل مع المجرمين يغري مجرمين آخرين وسيصبحون في النهاية جيشاً حقيقاً وجراراً.
حليم عباس
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
أزمة الجوع في السودان.. برنامج «الأغذية العالمي» يدقّ ناقوس الخطر!
أفاد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة اليوم الجمعة “بأنه يواجه أزمة في التمويل قد تؤدي إلى تقليص حجم المساعدات الإنسانية المقدمة في السودان ابتداءً من شهر مايو المقبل، إذا لم تتلقَ المنظمة دعمًا ماليًا إضافيًا من الجهات المانحة”.
ووفقاً للبرنامج، “فإن الحاجة العاجلة لجمع 698 مليون دولار تهدف إلى مساعدة حوالي 7 ملايين شخص بين شهري مايو وسبتمبر، في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية الناتجة عن النزاع المستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023”.
وتسبب النزاع “في مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 13 مليون شخص، مما يجعل الوضع في السودان من بين أكبر الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث”.
ويحذر البرنامج من أن “استمرار نقص التمويل سيؤثر سلباً على الملايين الذين يعانون من نقص حاد في الغذاء، وسط تداعيات النزاع الممتد الذي أضاف المزيد من الضغوط على بلد يعاني بالفعل من تحديات اجتماعية واقتصادية كبيرة”.
تدمير مركز أبحاث المايستوما في الخرطوم بسبب الحرب في السودان
أعلنت منظمة الصحة العالمية أن “مركز أبحاث المايستوما الوحيد في العالم، الذي تأسس عام 1991 برعاية جامعة الخرطوم، قد تعرض لدمار كبير نتيجة النزاع المستمر في السودان”.
ويستقبل المركز نحو 12 ألف مريض سنوياً ويحتوي على بيانات بيولوجية تمتد لأكثر من 40 عاماً، وقد أصبح غير قابل للوصول إليه بسبب الأضرار الجسيمة التي لحقت به.
ورغم الجهود المبذولة لإعادة افتتاح مراكز طبية بديلة، مثل العيادة المؤقتة في كسلا ومركز آخر في ود أونسة، إلا أن التحديات التمويلية تعيق تقديم الرعاية اللازمة للمصابين بالمايستوما، وهو مرض مداري مُعدٍ يصيب الفئات المحرومة ويمكن أن يؤدي إلى تآكل العظام.
آخر تحديث: 25 أبريل 2025 - 13:28