إسرائيل تكثف هجماتها وتزايد الدعوات لإيصال المساعدات إلى غزة
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
بدأ عبور المساعدات الإنسانية من معبر رفح المصري إلى داخل قطاع غزة منذ 21 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وتحتاج غزة يوميا إلى 100 شاحنة على الأقل.
في اليوم الثالث والعشرين من الحرب بين إسرائيل وحماس، أعلنت إسرائيل الأحد (29 أكتوبر/ تشرين الأول 2023)، زيادة عديد قواتها التي تقاتل داخل غزة وتكثيف عملياتها في القطاع.
ويعاني قطاع غزة من أزمة إنسانية خانقة جراء قيام إسرائيل بقطع إمدادات المياه والكهرباء والوقود والأغذية إضافة إلى شن غارات جوية مكثفة على القطاع، ردا على قيام حركة حماس في السابع من الشهر الجاري بهجوم إرهابي.
وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس، وهي مهمة وصفتها بأنها تتطلب شن مداهمات برية طويلة الأمد تستهدف مدينة غزة ومحيطها وأنفاقها حيث يمتلك المسلحون شبكة واسعة من المخابئ تحت الأرض.
وقد أعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق اليوم أنه هاجم مجددا مئات المواقع التابعة لحركة حماس في غزة. وقال الجيش الإسرائيلي على تطبيق "تليغرام" صباح اليوم الأحد، إن الطائرات المقاتلة قصفت أكثر من 450 هدفا خلال يوم أمس السبت، من بينها مراكز قيادة ونقاط مراقبة ومنصات لإطلاق الصواريخ المضادة للدبابات.
وهناك مخاوف أيضا من امتداد الحرب في غزة إلى جبهات أخرى، بما في ذلك لبنان حيث يتبادل الجيش الإسرائيلي وجماعة حزب الله المدعومة من إيران إطلاق النار.
وتزايدت الدعوات لإتاحة إيصال المساعدات الإنسانية الطارئة إلى غزة الأحد، مع تكثيف الجيش الإسرائيلي عملياته. وقُتل في غزة من جراء القصف الإسرائيلي أكثر من 8000 شخص، معظمهم من المدنيين، وفق السلطات الصحية التابعة لحماس. وقتل أكثر من 1400 شخص في إسرائيل معظمهم مدنيون قضوا يوم الهجوم الإرهابي في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 الذي احتجزت خلاله حماس أكثر من 200 رهينة.
يشار إلى أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
ولا تحصل غزة سوى على الحد الأدنى من احتياجاتها من المساعدات منذ أن بدأت إسرائيل قصف القطاع الفلسطيني المكتظ بالسكان ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن المواد الغذائية والمياه والأدوية تصل عبر الحدود المصرية وإنهم يتوقعون زيادة الكميات. وقال مسؤولون في الأمم المتحدة إن إمدادات المساعدات محدودة ولا تتوافق مع الاحتياجات الضخمة على الأرض.
ووتيرة دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة بطيئة جدا، والأحد حذّرت الأمم المتحدة من انهيار "النظام العام" في القطاع بعد نهب عدد من مراكزها.
بايدن يتحدث إلى السيسي ونتانياهو
ومن جانبه، شدد الرئيس الأمريكي جو بايدن الأحد على الحاجة إلى زيادة "مهمة وفورية" في تدفق المساعدات إلى قطاع غزة، وذلك في اتصالين مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.
وقال البيت الأبيض إن بايدن أكد لنتانياهو "الحاجة إلى زيادة مهمة وفورية في تدفق المساعدة الإنسانية لتلبية حاجات المدنيين في غزة".
وفي اتصال منفصل مع نظيره المصري، اتفق بايدن والسيسي على "التسريع المهم والزيادة في تدفق المساعدة الى غزة بدءا من اليوم وبشكل متواصل"، وفق ما أكد المصدر ذاته.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قال الأحد خلال زيارة إلى النيبال إن "الوضع في غزة يزداد يأسا ساعة بعد ساعة" مبديا أسفه لـ"تكثيف إسرائيل عملياتها العسكرية بدل إعلان هدنة إنسانية مدعومة من الأسرة الدولية في ظل حاجة ماسة إليها". وجدّد الدعوة إلى "هدنة إنسانية فورية".
وشدّد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال اتصال هاتفي الأحد "على أهمية إيصال دعم إنساني عاجل إلى غزة"، وفق الحكومة البريطانية.
حاجة لـ100 شاحنة يوميا
وعبرت مساء الأحد 33 شاحنة مساعدات معبر رفح المصري إلى قطاع غزة، كما صرح بذلك الدكتور رائد عبد الناصر أمين عام جمعية الهلال الأحمر المصري بشمال سيناء لوكالة الأنباء الألمانية ( د. ب. أ ). وأضاف أن هذا أكبر عدد من شاحنات المساعدات التي تدخل قطاع غزة من معبر رفح حيث من المعتاد دخول 20 شاحنة فقط في اليوم، وذلك منذ بدء دخول المساعدات في الحادي والعشرين من الشهر الجاري.
وبدخول الـ33 شاحنة، يرتفع إجمالي عدد الشاحنات التي دخلت القطاع إلى 127 شاحنه حتى الأحد. وشددت الأمم المتحدة على أن القطاع يحتاج 100 شاحنة يوميا على الأقل لتوفير الأساسيات للسكان البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة.
"عرقلة إمدادات الإغاثة قد تشكل جريمة"
ومن جهة أخرى، قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان في مؤتمر صحفي في مصر مساء الأحد إن عرقلة إمدادات الإغاثة لسكان غزة قد تشكل جريمة بموجب اختصاص المحكمة.
وأضاف أنه يتعين على إسرائيل أن تبذل "جهودا ملحوظة، ودون مزيد من التأخير، لضمان حصول المدنيين على (احتياجاتهم) الأساسية من الغذاء والدواء".
وتوجه المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إلى معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر اليوم الأحد، في زيارة لم تكن معلنة، ونشر مقطعا مصورا على منصة التواصل الاجتماعي إكس.
وقال خان إنه لم يتمكن من دخول قطاع غزة، لكنه أضاف أنه يأمل في زيارة القطاع وإسرائيل في أثناء وجوده بالمنطقة.
البابا يدعو لوقف القتال
وفي الفاتيكان دعا البابا فرنسيس أمام نحو 20 ألف شخص تجمّعوا الأحد في ساحة القديس بطرس إلى وقف الأعمال القتالية. وقال الحبر الأعظم "لتُترك فسحات لضمان المساعدات الإنسانية ويتمّ إطلاق سراح الرهائن على الفور".
وتابع البابا فرنسيس "أوقفوا إطلاق النار! توقفوا أيها الإخوة والأخوات: الحرب هي هزيمة على الدوام!".
ص.ش/ع.ش/م.س (رويترز، أ ف ب، د ب أ)
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: الحرب في غزة عملية طوفان الأقصى حركة حماس المساعدات الإنسانية إلى غزة الرئيس الأمريكي جو بايدن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي شاحنات المساعدات الإنسانية فتح معبر رفح دويتشه فيله الحرب في غزة عملية طوفان الأقصى حركة حماس المساعدات الإنسانية إلى غزة الرئيس الأمريكي جو بايدن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي شاحنات المساعدات الإنسانية فتح معبر رفح دويتشه فيله المساعدات الإنسانیة الجیش الإسرائیلی معبر رفح قطاع غزة إلى غزة أکثر من فی غزة غزة من
إقرأ أيضاً:
باستئناف استخدام سلاح التجويع.. العدو الإسرائيلي يستمرأ جريمة الإبادة الجماعية في غزة
يمانيون../
ارتباطًا بحرب التجويع المستمرة التي يمارسها العدو الإسرائيلي ضد سكان قطاع غزة، يمضي اليمن بفرض معادلة ردع وتوازن جديدة في حصار الكيان الغاصب، ولعل تأكيد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن اليمن ستعود لاستئناف عملياتها البحرية إذا لم يتم إدخال المساعدات إلى غزة خلال أربعة أيام يشير إلى ذلك.
في قلب المأساة التي تعصف بغزة، وجه السيد القائد، مساء الجمعة، في كلمة متلفزة، تحذيراً بأنه إذا لم يفتح الكيان الصهيوني المعابر، خلال أربعة أيام، ويسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، فإن القوات المسلحة اليمنية ستستأنف عملياتها البحرية ضد كيان العدو.
وأضاف: “نعلن للعالم أجمع أننا سنعطي للوسطاء مهلة 4 أيام، ثم سنستأنف عملياتنا البحرية ضد العدو الإسرائيلي، إذا لم يُدخل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وسنقابل الحصار بالحصار”.
كما أكد أنه خلال تنفيذ الاتفاق الأخير في غزة، لم يف العدو الاسرائيلي بالتزاماته، خاصة في الجانب الإنساني، مشيرًا في هذا الصدد إلى التزام حركة حماس الكامل بالاتفاق، مؤكدا أن العدو الصهيوني خرق العهد ويمارس المماطلة في تنفيذ الالتزامات.
لا شك أن توعد قائد الثورة باستئناف العمليات العسكرية ضد العدو الصهيوني يبرهن على مدى صدق المواقف المبدئية اليمنية تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني المظلوم، ويمثل انتصارا حقيقيا للعدالة، وانحيازا لرفع المأساة ووضع حد للمعاناة في قطاع غزة، وهو موقف يمني عربي إسلامي أصيل.
لعل مجمل ما جاء في كلمة قائد الثورة، قد انطوى على رسائل عميقة وبالغة الأهمية، بأن اليمن لا زال يخفي الكثير من المفاجآت، بهدف إجبار العدو الصهيوني على وقف عدوانه على غزة ورفع الحصار عنه.
ومن جانب آخر، فإن هذه الرسائل هي توعد ينطلق من أن اليمن وقواته المسلحة على كامل الجاهزية وأهبة الاستعداد بانتظار انتهاء مهلة الأربعة أيام لتضغط الأصابع على الزناد، وتبدأ بتفكيك مسار الحصار الصهيوني على قطاع غزة.
النزوح والجوع
على الرغم من مضي 50 يوما على إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، إلا أن العدو الصهيوني لا يزال يضع العراقيل أمام أي فرصة لعودة الهدوء، ويواصل حصاره الخانق وسياسة التجويع، في جريمة إبادة جديدة تزيد من تفاقم الكارثة الإنسانية التي يعانيها 2,4 مليون إنسان داخل هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
فما بين النزوح والجوع تتواصل المأساة الإنسانية في قطاع غزة، مع استمرار منع الكيان الصّهيوني دخول المساعدات والبضائع إلى القطاع منذ أسبوع، وفي هذا السياق؛ حذرت مؤشراتها والبيانات والأصوات الدولية من أن سكان غزة باتوا على شفا مجاعة غير مسبوقة.
ومع اشتداد حلقات الحصار الصهيوني على قطاع غزة وتفاقم الأوضاع الإنسانية هناك، حذر خبراء أمميون مستقلون في مجال حقوق الإنسان، من أن الكيان الصّهيوني استأنف استخدام سلاح المجاعة في غزّة ضد الفلسطينيّين، بقراره خرق اتفاق وقف إطلاق النار ومنع دخول المساعدات الإنسانية.
وقال الخبراء، في بيان مشترك، نشعر بالفزع إزّاء قرار “العدو الاسرائيلي” بتعليق جميع السلع والإمدادات مرة أخرى، بما في ذلك المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة التي تدخل قطاع غزّة، في أعقاب قرار “العدو الاسرائيلي” لإعادة فتح “أبواب الجحيم” على القطاع المحاصر.
وأضاف الخبراء، وبينهم مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيزي، أن “العدو الاسرائيلي”، باعتبارها القوة المحتلة، تبقى دائمًا ملزمة بضمان توفير القدر الكافي من الغذاء والإمدادات الطبية وغيرها من خدمات الإغاثة.
ورأى الخبراء التابعون للأمم المتحدة، أنّه من خلال قطع الإمدادات الحيوية عمدا، بينها تلك المتعلقة بالأجهزة المساعدة للأشخاص ذوي الإعاقة، يستخدم “العدو الاسرائيلي” مرة أخرى المساعدات كسلاح.
جرائم ضد الانساني
وشدّدوا على أن هذا الأمر يشكّل “انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، فضلا عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وفقا لنظام روما الأساسي”.
وفي ظل هذا المشهد المأساوي، اتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، “إسرائيل” بمواصلة تجويعِ سكانِ غزة، في انتهاك للأوامرِ الملزمة الصادرةِ عن محكمةِ العدل الدولية.
ودعت المنظمة المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغوط فورية على “العدو الاسرائيلي” لإنهاء حصارها غيرِ القانوني، واستعادةِ الخدمات الأساسيةِ، بما في ذلك الكهرباء والمياه، والسماح بدخولِ الغذاء والوقود والمساعداتِ الطبية.
وأشارت إلى أن “العدو الاسرائيلي” أوقف منذ الثاني من مارس جميع المساعداتِ إلى غزة، معتبرةً ذلك انتهاكًا صارخًا للقانونِ الإنساني الدولي.
يتجلى الاحتلال مدانا بارتكاب جرائم إبادة جماعية، ولعل استئناف حصاره لقطاع غزة واستخدامه التجويع كسلاح يؤكد استمراء المحتل الغاصب ارتكاب أبشع جرائم الإبادة، وذلك في تحد غير جديد وصارخ لكل القيم الإنسانية والمواثيق الدولية، وبالتالي فقد جاء القرار اليمني لينتصر لتلك المظلومية، ويقول كلمته وينجز مهمته وتوعد المحتل بالحصار مجددا.