بدأ عبور المساعدات الإنسانية من معبر رفح المصري إلى داخل قطاع غزة منذ 21 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وتحتاج غزة يوميا إلى 100 شاحنة على الأقل.

في اليوم الثالث والعشرين من الحرب بين إسرائيل وحماس، أعلنت إسرائيل الأحد (29 أكتوبر/ تشرين الأول 2023)، زيادة عديد قواتها التي تقاتل داخل غزة وتكثيف عملياتها في القطاع.

ويعاني قطاع غزة من أزمة  إنسانية خانقة جراء قيام إسرائيل بقطع إمدادات المياه والكهرباء والوقود والأغذية إضافة إلى شن غارات جوية مكثفة على القطاع، ردا على  قيام حركة حماس في السابع من الشهر الجاري بهجوم إرهابي.

وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس، وهي مهمة وصفتها بأنها تتطلب شن مداهمات برية طويلة الأمد تستهدف مدينة غزة ومحيطها وأنفاقها حيث يمتلك المسلحون شبكة واسعة من المخابئ تحت الأرض.

وقد أعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق اليوم أنه هاجم مجددا مئات المواقع التابعة لحركة حماس في غزة. وقال الجيش الإسرائيلي على تطبيق "تليغرام" صباح اليوم الأحد، إن الطائرات المقاتلة قصفت أكثر من 450 هدفا خلال يوم أمس السبت، من بينها مراكز قيادة ونقاط مراقبة ومنصات لإطلاق الصواريخ المضادة للدبابات.

وهناك مخاوف أيضا من امتداد الحرب في غزة إلى جبهات أخرى، بما في ذلك لبنان حيث يتبادل الجيش الإسرائيلي وجماعة حزب الله المدعومة من إيران إطلاق النار.


وتزايدت الدعوات لإتاحة إيصال المساعدات الإنسانية الطارئة إلى غزة الأحد، مع تكثيف الجيش الإسرائيلي عملياته. وقُتل في غزة من جراء القصف الإسرائيلي أكثر من 8000 شخص، معظمهم من المدنيين، وفق السلطات الصحية التابعة لحماس. وقتل أكثر من 1400 شخص في إسرائيل معظمهم مدنيون قضوا يوم الهجوم الإرهابي في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 الذي احتجزت خلاله حماس أكثر من 200 رهينة.

يشار إلى أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.

ولا تحصل غزة سوى على الحد الأدنى من احتياجاتها من المساعدات منذ أن بدأت إسرائيل قصف القطاع الفلسطيني المكتظ بالسكان ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن المواد الغذائية والمياه والأدوية تصل عبر الحدود المصرية وإنهم يتوقعون زيادة الكميات. وقال مسؤولون في الأمم المتحدة إن إمدادات المساعدات محدودة ولا تتوافق مع الاحتياجات الضخمة على الأرض.

ووتيرة دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة بطيئة جدا، والأحد حذّرت الأمم المتحدة من انهيار "النظام العام" في القطاع بعد نهب عدد من مراكزها.

بايدن يتحدث إلى السيسي ونتانياهو

ومن جانبه، شدد الرئيس الأمريكي جو بايدن الأحد على الحاجة إلى زيادة "مهمة وفورية" في تدفق المساعدات إلى قطاع غزة، وذلك في اتصالين مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.

وقال البيت الأبيض إن بايدن أكد لنتانياهو "الحاجة إلى زيادة مهمة وفورية في تدفق المساعدة الإنسانية لتلبية حاجات المدنيين في غزة".

وفي اتصال منفصل مع نظيره المصري، اتفق بايدن والسيسي على "التسريع المهم والزيادة في تدفق المساعدة الى غزة بدءا من اليوم وبشكل متواصل"، وفق ما أكد المصدر ذاته.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قال الأحد خلال زيارة إلى النيبال إن "الوضع في غزة يزداد يأسا ساعة بعد ساعة" مبديا أسفه لـ"تكثيف إسرائيل عملياتها العسكرية بدل إعلان هدنة إنسانية مدعومة من الأسرة الدولية في ظل حاجة ماسة إليها". وجدّد الدعوة إلى "هدنة إنسانية فورية".

وشدّد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال اتصال هاتفي الأحد "على أهمية إيصال دعم إنساني عاجل إلى غزة"، وفق الحكومة البريطانية.

حاجة لـ100 شاحنة يوميا

وعبرت مساء الأحد 33 شاحنة  مساعدات معبر رفح المصري إلى قطاع غزة، كما صرح بذلك الدكتور رائد عبد الناصر أمين عام جمعية الهلال الأحمر المصري بشمال سيناء لوكالة الأنباء الألمانية ( د. ب. أ ). وأضاف أن هذا أكبر عدد من شاحنات المساعدات التي تدخل قطاع غزة من معبر رفح حيث من المعتاد دخول 20 شاحنة  فقط في اليوم، وذلك منذ بدء دخول المساعدات في الحادي والعشرين من الشهر الجاري.

وبدخول الـ33 شاحنة، يرتفع إجمالي عدد الشاحنات التي دخلت القطاع إلى 127 شاحنه حتى الأحد. وشددت الأمم المتحدة على أن القطاع يحتاج 100 شاحنة يوميا على الأقل لتوفير الأساسيات للسكان البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة.

 

"عرقلة إمدادات الإغاثة قد تشكل جريمة"

ومن جهة أخرى، قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان في مؤتمر صحفي في مصر مساء الأحد إن عرقلة إمدادات الإغاثة لسكان غزة قد تشكل جريمة بموجب اختصاص المحكمة.

وأضاف أنه يتعين على إسرائيل أن تبذل "جهودا ملحوظة، ودون مزيد من التأخير، لضمان حصول المدنيين على (احتياجاتهم) الأساسية من الغذاء والدواء".

وتوجه المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إلى معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر اليوم الأحد، في زيارة لم تكن معلنة، ونشر مقطعا مصورا على منصة التواصل الاجتماعي إكس.

وقال خان إنه لم يتمكن من دخول قطاع غزة، لكنه أضاف أنه يأمل في زيارة القطاع وإسرائيل في أثناء وجوده بالمنطقة.

البابا يدعو لوقف القتال

وفي الفاتيكان دعا البابا فرنسيس أمام نحو 20 ألف شخص تجمّعوا الأحد في ساحة القديس بطرس إلى وقف الأعمال القتالية. وقال الحبر الأعظم "لتُترك فسحات لضمان المساعدات الإنسانية ويتمّ إطلاق سراح الرهائن على الفور".

وتابع البابا فرنسيس "أوقفوا إطلاق النار! توقفوا أيها الإخوة والأخوات: الحرب هي هزيمة على الدوام!".

ص.ش/ع.ش/م.س (رويترز، أ ف ب، د ب أ)

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: الحرب في غزة عملية طوفان الأقصى حركة حماس المساعدات الإنسانية إلى غزة الرئيس الأمريكي جو بايدن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي شاحنات المساعدات الإنسانية فتح معبر رفح دويتشه فيله الحرب في غزة عملية طوفان الأقصى حركة حماس المساعدات الإنسانية إلى غزة الرئيس الأمريكي جو بايدن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي شاحنات المساعدات الإنسانية فتح معبر رفح دويتشه فيله المساعدات الإنسانیة الجیش الإسرائیلی معبر رفح قطاع غزة إلى غزة أکثر من فی غزة غزة من

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تكثف غاراتها الإرهابية على لبنان وتواصل حملة الاغتيالات

بيروت - عواصم «وكالات»: وجّهت إسرائيل المزيد من الضربات الوحشية لأهداف في لبنان اليوم مما دفع جماعة حزب الله إلى شن هجمات جديدة بعد اغتيال أمينها العام حسن نصر الله ومجموعة من كبار قيادييها وسط حملة عسكرية متصاعدة.

وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم «عشرات» الغارات الجديدة على أهداف تابعة لحزب الله في لبنان بعد يومين على اغتيال أمينه العام حسن نصر الله في غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية.

واستهدفت غارة إسرائيلية جديدة اليوم على الضاحية الجنوبية لبيروت قياديًّا في حزب الله كما أفاد مصدر مقرب من الحزب، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفّذ «ضربة دقيقة» في المنطقة.

ونفى حزب الله لاحقا في بيان مقتل أبو علي رضا، قائلا إنه «لا صحة للادعاءات الصهيونية حول اغتيال الحاج أبو علي رضا وهو بخير وعافية».

ونعى الحزب اليوم المسؤول فيه الشيخ نبيل قاووق الذي قتل بغارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت السبت بعدما أعلنت إسرائيل اغتياله في غارة على الضاحية. وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم أن أكثر من 20 عنصرا في حزب الله اللبناني قتلوا في الضربة العنيفة التي استهدفت الجمعة ضاحية بيروت الجنوبية، معقل الحزب، واستشهد فيها أمينه العام حسن نصر الله.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية عن «غارة عنيفة نفذها الطيران الحربي الإسرائيلي على منطقة بين الشياح والغبيري في الضاحية الجنوبية».

وتابعت أن «سحب الدخان ارتفعت في سماء المنطقة»، مضيفة أن «سيارات الإسعاف هرعت إلى المكان المستهدف». وقال شاهد عيان من منطقة الغبيري إنه شاهد «مبنى ينهار بعد ضربه بصاروخ».

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية اليوم استشهاد 49 شخصا في غارات إسرائيلية استهدفت جنوب وشرق البلاد، 24 منهم في غارة واحدة

وقالت الوزارة في بيان إن «غارات العدو الإسرائيلي على بعلبك الهرمل» في شرق لبنان أدت «في حصيلة أولية إلى استشهاد 21 شخصا وإصابة 47 آخرين بجروح».

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام عن تعرض أحياء في مدينة بعلبك، إحدى أكبر مدن البقاع في شرق لبنان، والقرى المحيطة بها لـ«حوالي 15 غارة» اليوم.

وأوردت الوزارة في بيان آخر أن «اعتداء العدو الإسرائيلي على عين الدلب» الواقعة شرق مدينة صيدا في جنوب لبنان «أدى في حصيلة أولية إلى استشهاد 24 شخصا وإصابة 29 شخصا بجروح». وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن أكثر من ألف لبناني استشهدوا وأُصيب ستة آلاف على مدى الأسبوعين المنصرمين. وفي بيروت، قضت أُسر نازحة الليل على مقاعد في منطقة خليج زيتونة فقد فرت أسر ليس لديها سوى حقائب بالية من الملابس وبعض الحاشيات للنوم وجلسوا لاحتساء الشاي.

وقالت فرانسواز عازوري، وهي من سكان بيروت، «لن تتمكنوا من تدميرنا مهما فعلتم ومهما قصفتم ومهما دفعتم الناس للنزوح. سنظل هنا ولن نرحل.. هذه بلادنا وسنبقى فيها».

وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في بيان اليوم إنه أطلق عملية طارئة لتقديم الطعام لما يصل إلى مليون متضرر من الصراع في لبنان.

وقال الجيش الإسرائيلي اليوم: إن القوات الجوية ضربت عشرات الأهداف بما شمل منصات إطلاق ومستودعات أسلحة، وقالت القوات البحرية إنها اعترضت ثمانية مقذوفات جاءت من لبنان ومقذوفا من ناحية البحر الأحمر. وقال زياد مكاري، وزير الإعلام اللبناني بعد جلسة لمجلس الوزراء اليوم إن الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار مع إسرائيل لا تزال «مستمرة». وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن مقتل نصر الله «إجراء عادل» بالنظر لما وصفه بالعدد الكبير من الخسائر البشرية التي تسبب فيها وضمت آلاف الأمريكيين والإسرائيليين واللبنانيين، مضيفا أن الولايات المتحدة تدعم تماما حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. لكن عند سؤاله عما إذا كان التوغل البري الإسرائيلي في لبنان حتميا، قال للصحفيين أمس «حان وقت وقف إطلاق النار». وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي اليوم إن إسرائيل لن يكون بوسعها إعادة سكانها بأمان إلى منازلهم في مناطقها الشمالية من خلال شن حرب شاملة مع حزب الله أو إيران .

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) اليوم إن الوزير لويد أوستن وجّه الجيش بتعزيز وجوده في الشرق الأوسط بقدرات دعم جوي «دفاعية» ووضع قوات أخرى في حالة تأهب عالية. وقال الميجر باتريك رايدر، المتحدث باسم البنتاجون في بيان «رفع (أوستن) استعداد المزيد من القوات الأمريكية للانتشار مما يعزز استعدادنا للاستجابة لمختلف حالات الطوارئ».

مقالات مشابهة

  • مباشر. اليوم الـ360 للحرب: إسرائيل تكثف قصفها على غزة ولبنان وتستعد لعملية برية "محدودة" في الشمال
  • ارتفاع النفط بفعل مخاطر الإمدادات بالشرق الأوسط مع تكثيف إسرائيل هجماتها
  • إسرائيل تكثف غاراتها الإرهابية على لبنان وتواصل حملة الاغتيالات
  • «القاهرة الإخبارية»: «الاحتلال الإسرائيلي» تواصل توسيع هجماتها في الأراضي اللبنانية
  • القوات الإسرائيلية تواصل احتلال معابر غزة وإغلاقها لليوم الـ146 على التوالي
  • إسرائيل مستمرة بسلسلة هجماتها على لبنان.. وهذا ما أعلنته اليوم
  • القوات الإسرائيلية تواصل احتلال معابر غزة وإغلاقها لليوم الـ145 على التوالي
  • القاهرة الإخبارية: الاحتلال يواصل عرقلة دخول المساعدات الإنسانية لغزة
  • لليوم الخامس على التوالي.. إسرائيل تستكمل سلسلة هجماتها ومناطق عدة تحت القصف
  • إسرائيل تضع 3 خطط لتوزيع المساعدات الإنسانية على غزة