عندما يطلب "الإخوان" الحماية من "الشرطة الإسرائيلية"
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
لم يخجل القيادي الإخواني الفلسطيني كمال الخطيب من الاعتراف بأنه قدم شكوى إلى "الشرطة الإسرائيلية" يطلب فيها حمايته من تهديدات "بعض اليهود المتطرفين" الذين هددوا باغتياله بسبب بعض الكلمات التي يرددها في خطبة الجمعة المُصرح بها من سلطات الاحتلال والتي اعتبروها دعمًا للهجمات المسلحة التي تهدد الصهاينة بعد السابع من أكتوبر 2023.
في الثالث والعشرين من أكتوبر 2023، كتب كمال الخطيب القيادي في "الحركة الإسلامية" الشمالية الإخوانية، مقالا نشره مدعومًا بإعلان "ممول "عبر "الفيسبوك" يتضمن فواصل من الاتهامات الكاذبة المُسيئة لعدد من الملوك والرؤساء العرب ثم اختص رئيس الدولة الحاضنة لقيادات التنظيم الإخواني الدولي بفاصل من العتاب الرقيق المُهذب، وقال: "يا سيادة الرئيس.. إن الذين دعوا لك هم الخيرون عربًا وفلسطينيين ومسلمين، وفرحوا بفوزك وأمّلوا فيك خيرًا، تذكّر أن كسب الأصوات والمصالح لا يعوّض خسارة القلوب والمشاعر". وأضاف: يا سيادة الرئيس، إذا كان هذا الموقف العجيب و المستهجن لأنك غيّرت واستبدلت بطانتك ومستشاريك وهذه سياستهم فتلك مصيبة، أما إذا كنت أنت الذي تغيّرتَ وتبدّلت فالمصيبة أعظم".
وفي اليوم التالي الرابع والعشرين من أكتوبر اعترف القيادي الإخواني الإسرائيلي كمال الخطيب بأنه قدم شكوى إلى "الشرطة الإسرائيلية" بادعاء أنه يواجه تهديدات تشكل خطرًا على حياته، وقال في تسجيل بالصوت والصورة: "من اليوم الأول لإعلان الحرب وإعلان حالة الطوارئ، بدأ التعامل مع أبناء شعبنا في الداخل الفلسطيني وفقا لقوانين الحرب ووفقًا لأنظمة الطوارئ.. تكميم للأفواه، ملاحقات، محاولة كبت مشاعرنا، محاولة خنق أنفاسنا، منعنا من التظاهر، منعنا من التجمع، منعنا من التعبير عن الرأي الذي تضمنه كافة الشرائع والقوانين والأعراف، لا لشيء إلا لأنه دائمًا كان يُنظر إلينا بأننا طابور خامس، هذا الأمر بلغ ذروته عبر اعتقال المئات وتوزيع وتوجيه لوائح اتهام بحق العشرات من أبناء شعبنا في الداخل الفلسطيني". وأضاف: "بلغ الأمر ذروته بأن قامت القناة 13 الإسرائيلية وقام كتاب في مواقع التواصل بأخذ مقطع من خطبة جمعة تحدثت فيها بجملة أرددها منذ ما يزيد على ثلاثين سنة (نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا) وتعاطوا مع هذه الجملة على أنها تحريضية وبأنها جملة تعبر عن موقف من الدولة ومن اليهود ومن الإسرائيليين". وتابع: "وصل الأمر إلى افتراءات وأكاذيب بُنيت عليها حملة تحريض غير مسبوقة وصلت إلى التهديد بالقتل والتهديد بالإعدام، والتهديد بأننا سنأتي لك البيت ونضع رصاصة في رأسك".
وحول الأسباب التي دفعته إلى الاستغاثة العاجلة بالشرطة الإسرائيلية، قال كمال الخطيب: "القناة 13 حاولت أن تصور أننا ذراع لحركة حماس، وماذا يعني هذا الكلام في هذه الظروف؟ الأمر الذي جعلنا بعد تفكير ومشاورة مع القانونيين نقدم شكوى للشرطة الإسرائيلية.. نعم أول أمس تقدمت بشكوى رسمية بكل ما كُتب وقيل عني والتهديدات المباشرة بالقتل وإطلاق الرصاص".
وحاول القيادي الإخواني تصدير صورة توحي بأنه مطلوب للشرطة الإسرائيلية "التي توجه إليها بالشكوى والاستغاثة" والادعاء بأنه ليس حرًا في تحركاته، وقال: "الشرطة الإسرائيلية التي أنا تقدمت بالشكوى إليها هي نفس الشرطة التي ما زالت تلاحقني وإلى اﻵن ما يزال هناك ملف مفتوح بحقي منذ أحداث رمضان 2021، ولم تتوقف المحاكمة بعد".
أما الحقائق على الأرض فقد كانت كاشفة لمعلومات واضحة وصريحة تؤكد أن القيادي الإخواني الفلسطيني الكبير الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية يحصل على استثناءات خاصة، فهو لا يخضع لقيود طوارئ الحرب التي تحدث عنها في التسجيل المنشور عبر "الفيسبوك"، ولا يخضع لتعليمات "تكميم الأفواه" والمعلوم أنه يتحرك من مسكنه بحرية تامة ويلقي خطبة الجمعة أسبوعيًا، ويتم الترويج لها في بث مباشر عبر "الفيسبوك"، بعد موافقة سلطات الاحتلال على النص المكتوب، وينشر المقالات المُسيئة لعدد من الملوك والرؤساء العرب والتي يتم الترويج لها بإعلانات ممولة تخضع أموالها للرقابة الإسرائيلية!!
وعلى الجانب اﻵخر في "الحركة الإسلامية" الجنوبية، لم يكتب القيادي الإخواني السابق منصور عباس، كلمة واحدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تعقيبًا على الاجتياح البري الإسرائيلي لقطاع غزة، ولم ينطق بكلمة واحدة منذ التصريحات الصحفية والإعلامية التي أدلى بها يوم الجمعة العشرين من أكتوبر، بصفته رئيسًا للفرع الجنوبي في "الحركة الإسلامية" و رئيسًا للقائمة العربية الموحدة في الكنيست الإسرائيلي، ويومها أعلن أنه "يستنكر ويرفض" هجوم السابع من أكتوبر، وفي نفس الوقت "يستنكر ويرفض ما يحدث من حرب على قطاع غزة"، وقال: "هناك فئات سياسية فاشية متطرفة تسعى إلى زج مجتمعنا العربي في صدام مع الدولة أو المجتمع اليهودي وعلينا تفويت هذه الفرصة"، والكلام واضح وصريح!!
ولا عزاء للمخدوعين الذين كانوا يصدقون أن التنظيم الإخواني هو "جماعة المجاهدين التي ترفع شعار: الجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا"، وكثيرًا ما سمعنا حناجرهم وهي تصرخ بهتاف: "بنرددها جيل ورا جيل بنعاديكي يا إسرائيل.. وعلى القدس رايحين، شهداء بالملايين".
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الشرطة الإسرائیلیة کمال الخطیب من أکتوبر
إقرأ أيضاً:
إيطاليا تتطلع لدور مهم بالشرق الأوسط.. وتاياني: يحق للشعب الفلسطيني أن تكون له دولة
أكد نائب رئيسة الوزراء ووزير الخارجية الإيطالي انطونيو تاياني، اليوم الأربعاء، أن بلاده سوف تلعب "دورًا مهمًا" في الشرق الأوسط، في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر لأكثر من عام على قطاع غزة ولشهور على لبنان.
وبحسب وكالة نوفا، جاء تأكيد تاياني خلال مؤتمر صحفي في الحدث الافتتاحي على المستوى الوزاري للمجموعة العالمية للطاقة الاندماجية، التي شاركت في تنظيمها إيطاليا والوكالة الدولية للطاقة الذرية في فارنيسينا، حيث شدد: "يجب علينا دائمًا النضال من أجل السلام دون إغلاق أبواب الدبلوماسية أبدًا: إيطاليا، من جانبها، ستلعب دورًا مهمًا في الشرق الأوسط لأننا محاورون ولدينا علاقات ممتازة مع إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية ولبنان".
تشكيل الشرطة الفلسطينية
وتتجلى أهمية الدور الإيطالي، بحسب تاياني، في وجود الجيش الإيطالي في لبنان و"من خلال طلب 200 جندي من الشرطة لتشكيل الشرطة الفلسطينية".
وأشار الوزير إلى أن هدف السلام "ليس من السهل تحقيقه، لكن يجب ألا نستسلم أبدا"، غير أنه أضاف: "أعتقد أنه يمكننا مع الولايات المتحدة مواصلة العمل كما فعلنا دائمًا من أجل حق إسرائيل في الوجود ومن أجل حق الشعب الفلسطيني في أن يكون له دولة. لا أعتقد أن ذلك سيغير الكثير على الساحة الدولية، بل قد يغير شيئا ما في السياسة الداخلية الأمريكية".