الأسبوع:
2025-02-12@00:35:10 GMT

لماذا إسرائيل؟

تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT

لماذا إسرائيل؟

اندفعت الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا خلف إسرائيل لدعمها عسكريًا وسياسًا وإعلاميًا بطريقة لم يسبق لها مثل، وتفوقت على احتشاد أوروبا خلف أكرانيا في صراعها مع روسيا، وكان لافتا أن هذا التداعي الأمريكي - الأوروبي الذي ظهر في صورة حاملات طائرات وصواريخ وقوات مدربة على العمل داخل المدن مثل قوة دلتا الأمريكية، وتلك الأقمار الاصطناعية وأجهزة الاستخبارات، وأحدث ما أنتجته الحضارة الأمريكية - الأوروبية من تقنيات للتجسس والمتابعة، كل هذا الحشد المذهل جاء ليدعم إسرائيل أقوى جيش في منطقة الشرق الأوسط في مواجهة بضعة آلاف من حماس المحاصرة منذ عام 2006 داخل أفقر منطقة عشوائية في العالم وهي غزة.

من المعلوم أن الغرب وأمريكا صنعوا إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط كي تكون قاعدتهم الأمنية والعسكرية والاستخبارية الدائمة والمضمونة التي يثقون فيها بنسبة 100% كحارس أصيل لمصالحهم في هذه المنطقة والتي تتمثل في:

1 ـ منابع النفط والغاز المصدر الرئيسي لاستمرار تفوق الحضارة الأمريكية - الأوروبية.

2 ـ حماية احتكار الأسواق العربية، وعدم السماح بدخول أطراف دولية أخرى إليها مثل الصين، وروسيا، خاصة في مجال السلاح، والأجهزة الطبية والمنزلية، بل وجميع ما يحتاجة المواطن العربي ماعدا التقنيات والتكنولوجيا باعتبارها من المحرمات على العرب.

3 ـ حماية بقاء المنطقة في دائرة التخلف، وعدم خروجها أبدًا إلى مناطق النهضة والتقدم حتى تظل مجرد أسواق استهلاكية لأمريكا والغرب.

4 ـ وضع كمية مراكز اتخاذ القرار والفاعلين في المجتمعات العربية تحت دائرة استخبارية محكمة تنقل بشكل مباشر إلى مراكز القرار في واشنطن ولندن وباريس وغيرها كل ما يدور في قصور الحكم في تلك الدول، إضافة إلى الاستمرار في دراسات فئات المجتمع ومدى تطوره على كافة المناحي.

5 ـ وضع المنطقة العربية في حالة جهوزية دائمة لخدمة المشاريع الأمريكية - الأوروبية بحيث تكون تحت الطلب وعلى استعداد دائم، سواء كان هذا الطلب عسكريا بتقديم القوة البشرية والموت في الحروب كما حدث في أفغانستان، إضافة إلى دفع الفواتير لجميع العمليات القذرة التي تقوم بها الدول، أو حتى تمويل بعض الخلل الذي يمكن أن يحدث في الموازين التجارية لتلك الدول.

وكل هذا وغيره لا يمكن أن يتم بواسطة العواصم الغربية التي تبتعد عن منطقتنا آلاف الكيلو مترات، ولكنه تم ويتم بواسطة تل أبيب التي زرعت في قلب العرب بإحكام شديد، وقال رئيسهم جون بايدن لو لم تكن قائمة لأوجدناها.

إسرائيل إذا ليست دولة عادية بل هي خطة واستراتيجية، ولذلك كان هذا التداعي المذهل الذي فجر رؤوس صناع القرار في منطقتنا من هول الصدمة، فهم كانوا يعتقدون أن بينهم وبين أمريكا وأوروبا قرابة، أو على الأقل صداقة يمكن أن يضعها هؤلاء في الاعتبار عندما تتغطرس وتتجبر دولة الكيان الصهيوني.

حاول العرب جاهدين خلال فترة سحق غزة وإعانة العرب والمسلمين بشكل علني أن يتلمسوا أي طريق لوقف إهانتهم، ولكن عملية السابع من أكتوبر كانت الناقوس الأكبر الذي نبه دول الحماية بأن محميتهم في الوطن العربي على وشك الانهيار على الرغم من كل ما صنعوه وقدموه لها طوال الـ 75 عامًا الماضية.

وربما يجب على العرب في المستقبل أن يطالبوا بخروج إسرائيل من الأمم المتحدة كدولة لأنها في الحقيقة ليست كذلك بل هي مقر جهاز استخباري، وقاعدة عسكرية، ومجموعة من العصابات والجيش الأسود يمثل وينتمي للولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية وخاصة بريطانيا وفرنسا وألمانيا.

وربما أيضًا يكون عليهم الحوار والتفاوض في المستقبل في واشنطن وباريس ولندن حول العلاقات مع تلك الكيانات المزروعة في قلب منطقتنا.

وفي المستقبل أيضًا على مراكز الدراسات السياسية والاستراتيجية أن تعيد التفكير في كل ثوابتها حول الصراع مع إسرائيل والصراع مع أمريكا والغرب، فما تقوم به إسرائيل الآن في غزة متناهية الصغر والفقر بتعاون مشترك ومباشر مع أكبر إمبراطورية في التاريخ يجب أن يحول عقولنا إلى واشنطن بدلًا من تل أبيب.

ولقد كان جو بايدن أكثر وضوحًا عندما أعلن أنه صهيوني بالرغم من أنه ليس يهوديًا، وكان أكثر وضوحًا عندما شارك هو ووزير دفاعه ووزير خارجيته ورئيس استخباراته في مجال الحرب الإسرائيلية في تل أبيب للقضاء على الفلسطينيين والتخلص منهم.

ويبقى أن العرب يحتاجون إلى قدر من الصراحة التي تحلى بها "بايدن" وأنصاره في تل أبيب.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: تل أبیب

إقرأ أيضاً:

تراجع توظيف الحريديم والرجال العرب في إسرائيل 2024

ذكرت دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية، أن تراجعا ملحوظا طرأ على معدلات التوظيف لبعض الفئات الديمغرافية في إسرائيل خلال عام 2024.

وبحسب ما نقلته صحيفة كالكاليست الإسرائيلية عن تقرير الدائرة فقد شهد الرجال العرب واليهود المتدينون (الحريديم) انخفاضا في نسبة مشاركتهم بسوق العمل، بينما استمرت معدلات توظيف النساء في الصعود.

تراجع توظيف الرجال الحريديم

ووفقا لتقرير كالكاليست، انخفضت نسبة التوظيف بين الرجال الحريديم من 55.5% عام 2023 إلى 54% عام 2024. ويرجح أن هذا الانخفاض يعود إلى زيادة ميزانية المعاهد الدينية بنسبة تقارب 50%، مما شجع الشباب الحريديم على البقاء داخل المعاهد بدلا من العمل.

وأوضحت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي أصدر أوامر تجنيد لعدد من الشباب الحريديم العاملين اعتبارا من يوليو/تموز 2024، وهو ما قد يكون أثر على نسبة مشاركتهم في سوق العمل.

يُشار إلى أن معظم هذا التراجع تم تسجيله خلال الربع الأول من عام 2024، قبل قرار المحكمة العليا بوقف مخصصات المعاهد الدينية لبعض الطلاب الذين فقدوا إعفاءاتهم من الخدمة العسكرية.

الانخفاض يعود إلى زيادة ميزانية المعاهد الدينية بنسبة تقارب 50% (رويترز) توظيف النساء

وأفادت كالكاليست بأن نسبة توظيف النساء الحريديم استقرت عند 88.1% عام 2024 مقارنة بـ88% في عام 2023. وعلى النقيض، شهدت نسبة توظيف النساء اليهوديات غير المتدينات تراجعا من 83.2% إلى 82.4%.

إعلان

وتُعزى هذه الانخفاضات إلى إخلاء سكان المناطق الجنوبية والشمالية نتيجة الحرب، بالإضافة إلى التجنيد الواسع لقوات الاحتياط.

تراجع ملحوظ في توظيف الرجال العرب

وبحسب كالكاليست، انخفضت نسبة توظيف الرجال العرب من 77.3% في عام 2023 إلى 75.1% في عام 2024، بعد أن سجلت عام 2023 ذروة جديدة عقب تعافيها من التراجع الذي شهدته خلال جائحة كورونا.

ويُرجح أن هذا الانخفاض ناجم عن تراجع قطاع البناء بسبب الحرب (في غزة وجنوب لبنان)، إلى جانب مخاوف المجتمعات اليهودية من توظيف العرب ومخاوف العرب من العمل في بيئات يهودية.

ومع ذلك، شهد الربع الأخير من عام 2024 ارتفاعا طفيفا في نسبة توظيف الرجال العرب إلى 76.2%، رغم التصعيد العسكري في الشمال.

الانخفاض في معدل توظيف الرجال العرب يرجح أنه ناجم عن تراجع قطاع البناء بسبب الحرب (شترستوك) زيادة في توظيف النساء العربيات

وذكرت كالكاليست أن نسبة توظيف النساء العربيات استمرت في الارتفاع لتصل إلى 46.1% عام 2024 مقارنة بـ44.6% عام 2023، ما يعكس اتجاها إيجابيا بدأ منذ عام 2020 عندما كانت النسبة عند 35.7%.

وأوضحت الصحيفة أن هذا الاتجاه الإيجابي يعود إلى تحسن مستويات التعليم بين النساء العربيات، حيث أصبح العمل جزءا من النمط السائد بين النساء الشابات. وفي عام 2015، كانت نسبة توظيف النساء العربيات 31.8% فقط، مما يعكس تقدما ملحوظا خلال العقد الأخير.

مقالات مشابهة

  • ترامب يخفف القيود التي تحظر على الشركات الأمريكية رشوة مسؤولين أجانب
  • المفوضية الأوروبية: الرسوم الأمريكية "لن تمر دون رد"
  • سفير مصر السابق بتل أبيب يكشف أكثر ما يقلق إسرائيل من مصر.. فيديو
  • ماذا نعرف عن "أم القنابل" التي وافق ترامب على تسليمها إلى إسرائيل؟
  • ماذا نعرف عن "أم القنابل" التي وافق ترامب على تسليمها إلى إسرائيل؟.. عاجل
  • إليكم السبب الذي قد يؤدي إلى رفض طلبكم نحو هذه الدولة الأوروبية
  • «ضربة البرق».. إسرائيل تغطي على فشلها في حرب غزة بتنفيذ عملية جديدة بالضفة وسط حالة رعب في تل أبيب.. عاجل
  • الكشف عن أبرز البنود التي تحوي المشروع الوطني الذي قدمته القوى السياسية
  • فاينانشال تايمز: الشركات الأوروبية تحذر من الغموض بشأن الرسوم الجمركية التي يفرضها ترامب
  • تراجع توظيف الحريديم والرجال العرب في إسرائيل 2024