خلال الأيام المنصرمة تكالبت الأخبار المروعة بشأن ما يحدث في فلسطين، وصمود أهل غزة، وانتشرت فيديوهات ملطخة بدماء الشهداء الأبرياء، ليشهد العالم الحقائق التي يحاول أن يتجاهلها، ويتذكر المجتمع الإنساني برمته ما عانت منه فلسطين من طمع اليهود في أرضها بدءًا من المؤتمر الذي عقده تيودور هرتزل في بازل السويسرية عام 1897، ونتج عنه تأسيس المنظمة الصهيونية التي تهدف إلى إقامة وطن قومي لليهود، من خلال إنشاء مؤسسات مالية لدعم، وتمويل المشروع الصهيوني، وجمع الأموال اللازمة لشراء الأراضي في فلسطين، وتشجيع الهجرة اليهودية إليها لإقامة المستعمرات، مع تنظيم اليهود وربطهم بالحركة الصهيونية، والسعي للحصول على تأييد دول العالم لإضفاء شرعية دولية على فكرة وطن اليهود، ثم وعد بلفور 1917 وما تلاه، ثم حرب 1948، وغيرها من الأحداث حتى يومنا.
ووسط اختلاف مواقف الدول- كل دولة حسب مصالحها وسياساتها- أعلن فخامة الرئيس السيسي موقف مصر الواضح- الدائم الثابت الراسخ منذ انقضاض الكيان الصهيوني على أرض فلسطين- بمساندة القضية الفلسطينية، ودعم أهلها، ورفض محاولات إجلاء الشعب الفلسطيني إلى الدول المجاورة.
وقد اتخذت وزارة الثقافة المصرية موقفًا داعمًا لأهل غزة منذ بداية وقوع الأزمة الحالية، فأعلنت تأجيل مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية الـ32، مضحية بكل ما أبرم من عقود واتفاقات، وما أنفق على الدعاية والمطبوعات وغيرها، ثم ما لبثت أن ألغت عروضها تنفيذًا لقرار الدولة بإعلان الحداد العام، وأخيرًا أعلنت عن تأجيل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الـ45 تضامنًا مع فلسطين.
في رأيي، أن دعم القضية الفلسطينية لن يكون فقط برفع علم فلسطين في كل مكان، أو اندلاع مظاهرات التنديد بالعدو الصهيوني- والتي اجتاحت شوارع مصر وجامعاتها طوال الأسبوع الماضي- أو بإعلان قادة الرأي والمشاهير والشخصيات العامة مواقفهم المساندة والداعمة والمؤيدة والمتعاطفة مع غزة على صفحاتهم عبر السوشيال ميديا، وإنما باستخدام أسلحتنا المؤثرة وأهمها الفن المصري.
وللحديث بقية.. ..
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
أحمد مالك من مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير: أدعم الفن العربي.. ولم أعد أبحث عن العالمية
خلال مشاركته في جلسة "ماستر كلاس" ضمن فعاليات الدورة 11 من مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، كشف الفنان أحمد مالك عن تحولات كبيرة في أولوياته الفنية، مؤكدًا أن اهتمامه بالمشاركة في الأعمال العالمية قد تراجع بسبب المواقف السياسية تجاه القضية الفلسطينية.
وقال مالك: "كان الفنان العربي سابقًا محصورًا في أدوار مرتبطة بالإرهاب، واليوم نجد أنفسنا محصورين في أدوار اللاجئين. وبعد الأحداث الأخيرة في فلسطين، أصبحت غير مهتم بالظهور في الأعمال العالمية. أُفضل أن أكرس طاقتي لدعم صناعة الفن في مصر والعالم العربي، ولأسرتي".
وتحدث عن تجربته في فيلم "6 أيام"، مشيرًا إلى أن المخرج كريم شعبان استعان بمدرب تمثيل متخصص لمساعدة الممثلين على التعمق في أدوارهم المختلفة عبر المراحل العمرية، مضيفًا: "الممثل مسؤول عن تطوير أدائه، وهذه التجربة ساعدتني كثيرًا على المستوى الفني والإنساني".
ويواصل مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير فعالياته حتى 2 مايو المقبل، متضمنًا عروضًا لأفلام قصيرة من مختلف دول العالم، إلى جانب ورش عمل وندوات فنية تهدف إلى دعم المواهب الشابة وتعزيز التبادل السينمائي.
وجدير بالذكر أن المهرجان، الذي تأسس عام 2015، تنظمه جمعية دائرة الفن برعاية وزارة الثقافة وهيئة تنشيط السياحة، وبدعم من عدة جهات من بينها شركات إنتاج كبرى ومحافظة الإسكندرية.