رئيس حزب الأمة القومي يوجه نداءً للإدارة الأهلية في السودان
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
خصص رئيس حزب الأمة القومي المكلف، رسالته الاسبوعية، لمخاطبة الإدارة الأهلية في السودان، بهدف الاستفادة من سلطتهم واحترامهم داخل المجتمع لتعبئة السكان لعملية التعافي والانسجام.
الخرطوم: التغيير
أكد رئيس حزب الأمة القومي المكلف فضل الله برمة ناصر، أهمية جهود الإدارة الأهلية في السودان، في الحفاظ على السلام والاستقرار، وناشدهم بالابتعاد عن نشر الانقسامات والاضطرابات، وعدم تشجيع الاصطفاف والتجنيد والزج بأبنائهم في الحرب الدائرة بالبلاد حالياً.
وانزلق السودان إلى صدام مسلح عنيف بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 ابريل الماضي بالعاصمة الخرطوم ومناطق أخرى، وبعد نحو سبعة أشهر تمدد القتال إلى مناطق جديدة بإقليم دارفور وكردفان، مخلفاً أكثر من 9 آلاف قتيل وآلاف الجرحى في صفوف المدنيين فضلاً عن آلاف العسكريين من الطرفين، وأكثر من 7 ملايين نازح ولاجئ داخل وخارج البلاد، علاوة على الخسائر الضخمة في البنية التحتية والتردي الاقتصادي.
رسالة السلاموقال برمة ناصر في رسالته الاسبوعية التي عنونها بـ(نداء للإدارات الأهلية ودورهم لتحقيق السلام)، إن الإدارة الأهلية بالسودان تعتبر رمزاً من رموز السلام والسلطة والحكمة داخل المجتمع.
وأضاف بأن لها وضع استثنائي ومقدرة على نشر العدل والسلام، بعد العواقب المدمرة للحروب المستمرة بالوطن الحبيب.
وأشار إلى أن رسالته تهدف إلى تذكير الإدارة الأهلية بدورهم ورسالتهم للسلام، وضرورة نزع فتيل الأزمة والحرب في الوطن العزيز، ووجه لهم ما أسماه “النداء الإنساني، الوطني والديني”.
وأكد برمة أهمية جهود الإدارة الأهلية المستمرة في الحفاظ على السلام والاستقرار، وضمان ومعالجة الصراعات القبلية التي حدثت بعد حرب أبريل 2023م.
وناشدهم بالابتعاد عن نشر الانقسامات والاضطرابات، وعدم تشجيع الإصطفاف والتجنيد والزج بأبنائهم في هذه الحرب، بجانب العمل على تحقيق المصالحات السلمية الداخلية والوطنية.
ودعا الإدارة الأهلية إلى الاستفادة من سلطتهم واحترامهم داخل المجتمع لتعبئة السكان المحليين في عملية التعافي والانسجام، وتشجيع المجتمعات بارتباطهم الملموس ببعضهم.
حصر واستعادة المسروقاتونادى بتشجيع المسؤولية الجماعية نحو حصر واستعادة العناصر المسروقة، وتذكير المجتمع المحلي بأن هناك فرق بين غنائم الحرب وأملاك المواطنين.
واختتم برمة بالقول إن الشعب السوداني يتطلع لمواقف الإدارة الأهلية التاريخية التي عودوه عليها، وناشدهم بالوقوف إلى جانب الأرامل واليتامى ومسح دموع المظلومين المكتوين بنار الحرب، ورد الأموال المسلوبة التي تسربت لأقاليم السودان المختلفة لأصحابها.
وأكد أن دورهم في السودان لا يقتصر على وقف الحرب فحسب، بل يستمر لينشر الوئام والاستقرار والرخاء للجميع.
واعتاد رئيس حزب الأمة القومي، توجيه رسالة اسبوعية تعنى بمجريات الأحداث في البلاد، خاصة حرب 15 ابريل وما ترتب عليها من نتائج كارثية.
الوسومالإدارة الأهلية الجيش الدعم السريع السودان الغنائم حرب 15 ابريل حزب الأمة القومي فضل الله برمة ناصرالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الإدارة الأهلية الجيش الدعم السريع السودان الغنائم حرب 15 ابريل حزب الأمة القومي رئیس حزب الأمة القومی الإدارة الأهلیة فی السودان
إقرأ أيضاً:
ليلة تأمل وأمل: عرض خاص لفيلم الخرطوم في لندن
د. حسام طه المجمر
في مساء يوم الخميس، 17 أبريل، اجتمع صُنّاع أفلام وناشطون وفنانون وأفراد من الجالية السودانية في قاعة عرض WORKING TITLE FILMS بحي مارليبون في لندن، لحضور العرض الخاص لفيلم الخرطوم، الوثائقي الجديد للمخرج فيل كوكس، الذي نال إشادات واسعة في مهرجانات سينمائية دولية.
الفيلم، الذي تبلغ مدته 80 دقيقة، هو عمل شعري وإنساني عميق، يصوّر الحياة في قلب العاصمة السودانية خلال واحدة من أكثر الفترات صعوبة في تاريخها. ومن خلال شخصيات محورية فريدة، يعكس الفيلم تجربة شعب يسعى، رغم الألم والخسائر، إلى السلام والحرية والعدالة.
في قلب الفيلم تنبض حكاية الحياة أثناء الثورة والحرب والنزوح؛ تلك الحياة التي لا تُشبه الحياة، حيث تتحوّل الشوارع إلى ساحات حلم ودم، وتغدو البيوت أماكن للانتظار والخوف، لا للطمأنينة. الثورة تخلق الأمل، لكن الحرب تسرق ملامحه، والنزوح يمحو ما تبقى من تفاصيل الوطن. ومع ذلك، يظل الناس يقاومون، يخلقون لحظات صغيرة من الكرامة في خضم الألم، يروون الحكايات، ويحلمون بالعودة. الخرطوم التقط كل ذلك، بلغة بصرية مؤثرة ومشاهد صادقة تُلامس القلب.
الخرطوم ليس فقط توثيقًا سياسيًا، بل هو فيلم ينبض بالوجدان، يلتقط لحظات إنسانية صامتة مليئة بالمعاني: غرفة خالية تحمل آثار احتجاجات، صوت رصاص يتقاطع مع صوت الأذان، نظرة شاب لا تزال متمسكة بالأمل. الفيلم يذكّرنا بأن النضال من أجل الحرية ليس مجرد شعار، بل واقع يعيشه الناس يوميًا بإرادتهم وصبرهم.
وقد نال الفيلم جوائز مرموقة، منها: جائزة السلام بمهرجان برلين السينمائي 2025، جائزة فييرا دي ميلو بجنيف، و جائزة الجمهور بمهرجان ميلانو FESCAAAL، وهي شهادات على قوّته الفنية وتأثيره الإنساني.
بعد العرض، أدار المخرج فيل كوكس جلسة حوار تحدّث فيها عن تجربته في إنتاج الفيلم بالتعاون مع Native Voice و Sudan Film Factory، مؤكداً أن هذا العمل لم يكن فقط عن السودان، بل هو من السودان، نابع من قصص شعبه، وآماله، وصراعاته اليومية.
وخلال الاستقبال الذي تلا العرض، والذي تخلّلته مشروبات خفيفة، شعر الحضور بأن الفيلم تجاوز كونه عرضًا سينمائيًا؛ لقد كان شهادة حيّة، ومرآة عاكسة لألم وكرامة وأمل لا ينطفئ لشعب يرفض أن يُكتب تاريخه بغير صوته.
وسيحظى الجمهور في المملكة المتحدة بفرصة جديدة لمشاهدة الفيلم، حيث تم اختياره رسميًا للعرض في مهرجان لندن السينمائي القادم، مما يمنح صوت السودان مساحة أوسع على الساحة الدولية.
في وقت تتصدر فيه أخبار السودان مشاهد الألم والمآسي، يقدم فيلم الخرطوم رؤية نادرة ومهمة: صوت مقاومة، قلب ينبض بالصبر، وحلم بغدٍ يسوده السلام والعدالة.
ومن هنا، تبرز الحاجة المُلحّة لأن تُفعّل القوى المدنية الحادبة على السلام إستراتيجية واضحة وخطط عمل لنشر ثقافة السلام. فقد نجح الفيلم في عكس صورة رائعة لمقدرة الشعب السوداني على التعايش السلمي، رغم الحرب والنزوح، ونجح كذلك في إبراز الموسيقى والفنون كمخزون ثقافي زاخر.
ما نحتاجه اليوم هو ترسيخ ثقافة السلام، لا ثقافة الحرب.
dr.elmugamar@gmail.com