الأزمة مستمرة.. نادي أدب قصر ثقافة طنطا يقيم فعالياته في الشارع
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
من جديد عادت أزمة قصر ثقافة طنطا للسطح، بسبب عدم توفير مكان يليق بقصر ثقافة عاصمة محافظة الغربية، مما تسبب في حالة من الاستياء بين رواد القصر وأعضاء نادي الأدب والفرق الفنية المختلفة.
وألقت تلك الأزمة بظلالها على نشاط نادي الأدب الذي يتم أسبوعياً بمقر القصر ضمن برنامج الأنشطة المتنوعة منها الموسيقى العربية والمسرح والفنون الشعبية والندوات اليومية، حيث اضطر مجلس إدارة النادي إلى نقل الفعاليات للشارع في مشهد غير مألوف وهو أن يتم تقديم نشاط أدبي في الشارع بحضور أدباء وشعراء وهو ما أثار استياء الحاضرين.
وأعرب الشاعر مصطفى منصور رئيس نادي الأدب المركزي بالغربية السابق، عن استيائه من التعامل مع الثقافة والمثقفين بهذا الشكل، مشيراً أن عدد الحاضرين للندوات يتقلص كل مرة عن المرة التي تسبقها بسبب عدم الاستقرار على مقر، واصفاً الوضع الحالي في قصر الثقافة بـ "السيء" نظراً لعدم توافر وسائل تهوية وتكدس الفرق الفنية وتسابقهم للحاق بمكان لممارسة الأنشطة.
من جانبه أعرب الشاعر عمر فتحي رئيس نادي الأدب بالقصر ورئيس نادي الأدب المركزي بالغربية، عن استيائه الشديد مطالباً المسئولين بالثقافة وبالمحافظة بسرعة التحرك مشيراً أن هناك قرار من محافظ الغربية بتخصيص ثلاثة أيام بقاعة المجلس المحلي للمحافظة المجاور للقصر، لممارسة الأنشطة ومنها نشاط نادي الأدب، إلا أنه بعد الانتظام لفترة قصيرة من صدور القرار في إقامة الأنشطة، تم التحايل على القرار من قبل العاملين المشرفين على القاعة بدعوى انشغالها لإقامة فعاليات أخرى، ويتبين عكس ذلك، مشيراً أن أفراد أمن قاعة المجلس المحلي أكثر من مرة يفاجؤننا بإغلاق القاعة لأسباب مختلفة، فضلاً عن تعطل أجهزة التكييف بالقاعة مما يضعنا في مواقف محرجة أمام الأدباء والضيوف الذين يأتون من أطراف المحافظة ومن خارجها مما يصيب الأدباء باليأس وبما يدفع العديد منهم للانصراف دون استكمال الفعاليات أو الامتناع عن الحضور من الأساس.
واعتبر "فتحي" ذلك بلاغاً للمسئولين بمحافظة الغربية لتفعيل موافقة المحافظ بهذا الشأن وعدم المساس بالأيام المحددة لأنشطة القصر، متسائلاً هل يتصور أحد أن يخبرني فرد الأمن بأن القاعة مخصصة مساء ٢٥ أكتوبر الحالي لإحدى الفعاليات وفوجئنا بعدها بالقاعة مغلقة وبالاتصال بالمسئول عن الأمن بالقاعة لفتحها أفاد بأن فرد الأمن معه نسخة المفاتيح وسيحاول الاتصال به، وكما حدث في مرات سابقة لم يحضر أحد.
فيما أكد محمد حسين مايسترو فرقة الموسيقى العربية بقصر الثقافة، أن عدم وجود مكان لائق لقصر ثقافة طنطا يعيق ممارسة كل أنشطة القصر ويحدث فوضى في سير تلك الأنشطة ولا يمكن مزاولة نشاط به تجمع وعدد كبير من الأفراد بدون وسائل تهوية والتي تكاد تكون منعدمة أساساً إضافة إلي أن النشاط الموسيقى الذي أعمل مدرباً فنياً له لا يمكن أن يقام في أي مكان و لا تستطيع الفرقة أداء تدريباتها رغم ارتباطها بعروض رسمية خاصة بالهيئة العامة لقصور الثقافة الأمر الذي يتطلب تدخل سريع من قيادات هيئة قصور الثقافة لحل هذه الأزمة لإعادة مزاولة أنشطة القصر والحفاظ على رواده وحفاظاً على هيبة المكان والوزارة أمام رواد القصر.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الهيئة العامة لقصور الثقافة نادی الأدب
إقرأ أيضاً:
(140) عامًا على ميلاد صاحب "الرسالة"
"أقواهم أسلوبًا، وأوضحهم بيانًا، وأوجزهم مقالة، وأنقاهم لفظًا، يُعنى بالكلمة المهندسة، والجملة المزدوجة، وعند الكثرة الكاثرة هو أكتب كتَّابنا في عصرنا".. هكذا وصف أحد النقاد أسلوب أحمد حسن الزيات (1885- 1968م) مقارنًة بمجايليّه الكبيرين: العقاد، وطه حسين، في دلالة على قيمة وقامة الزيات الذي نحتفي في الثاني من أبريل 2025م بالذكرى الـ (140) لميلاده، كواحد من أهم رواد الثقافة والصحافة المصرية، لا سيما وهو صاحب مجلة "الرسالة".. أهم الإصدارات الثقافية المصرية في القرن العشرين على الإطلاق.
ولد الزيات في قرية "كفر دميرة القديم"- مركز طلخا (الدقهلية)، ونشأ في أسرة متوسِّطة الحال تعمل بالزراعة، وتلقَّى تعليمه في كتَّاب القرية، ثم أُرسل إلى أحد العلماء في قرية مجاورة ليتلقَّى القراءات القرآنية السبع وأجادها في سنة واحدة.
في الثالثة عشرة من عمره، التحقَ بالجامع الأزهر وظلَّ فيه عشر سنوات، تلقَّى فيها علوم الدين واللغة العربية، إلا أنه كان يفضِّل الأدب فتعلَّق بدروس الشيخ سيد علي المرصفي، كما حضر شرح المعلقات للشيخ محمد محمود الشنقيطي.. أحد أعلام اللغة العربية آنذاك.
ولم يكمل الزيات دراسته بالأزهر والتحق بالجامعة الأهلية، فكان يدرس فيها مساءً ويعمل صباحًا بالتدريس في المدارس الأهلية، وخلال عمله التقى عددًا من رجال الفكر والأدب الكبار مثل: العقاد، والمازني، وطه حسين، وأحمد زكي، ومحمد فريد أبو حديد.
اختارته الجامعة الأمريكية بالقاهرة رئيسًا للقسم العربي فيها عام 1922م، وآنئذٍ التحقَ بكلية الحقوق الفرنسية، وكانت الدراسة بها ليلًا ومدَّتها ثلاث سنوات، أمضى منها سنتين في مصر، وقضى الثالثة في فرنسا، حيث حصل على ليسانس الحقوق من جامعة باريس عام 1925م. وفي عام 1929م، عُيِّن أستاذًا في دار المعلِّمين في بغداد، فترك العمل في الجامعة الأمريكية وانتقل إلى هناك.
وبعد العودة من بغداد عام 1933م، ترك الزيات التدريس وانتقل للصِّحافة والتأليف، حيث أصدر مجلة "الرسالة" التي أثَّرت بقوة في الحركة الثقافية الأدبية في مصر والعالم العربي، والتي استمر صدورها نحو عشرين عامًا متصلة. بعدها، أصدر مجلة "الرواية" المتخصِّصة في القصة القصيرة والرواية المطوَّلة لمدة عامين، والتي اهتمت بالأدباء الشبان النابهين من أمثال نجيب محفوظ، وكانت أولَ قصة نشرها بعنوان "ثمن الزوجة". وقد تم دمج مجلتي "الرسالة" و"الرواية"، وأخيرًا اضطُرَّ الزيات إلى التوقف عن إصدار "الرسالة" بسبب الظروف الاقتصادية، حيث تولَّى رئاسة مجلة "الأزهر".
ومن ناحية أخرى، تم اختيار الزيات - كأديب ولغوي كبير- عضوًا في المَجامع اللغوية في القاهرة، ودمشق، وبغداد، كما فاز بجائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1962م. ومن أشهر مؤلفات الزيات: تاريخ الأدب العربي- في أصول الأدب- دفاع عن البلاغة- وحي الرسالة (وفيه جمع مقالاته في مجلة الرسالة). ومن ترجماته الشهيرة: "آلام فرتر" لـ "جوته"- "روفائيل" لـ "لامارتين"- من الأدب الفرنسي (مجموعة قصصية).