كارثة حقيقية.. 7 جوانب لانهيار المنظومة الصحية في غزة ومسئول يوجه رسالة عاجلة
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
كتب- محمد عمارة:
قال الدكتور يوسف أبوالريش، وكيل وزارة الصحة في غزة، إن النظام الصحي في القطاع يواجه كارثة حقيقية متعددة الجوانب نتيجة استمرار الاعتداءات الهمجية ضد المدنيين الآمنين وضد جميع المؤسسات التي تخدم المجتمع بما في ذلك المؤسسات الصحية ودور العبادة وسيارات الإسعاف وطواقم العمل الإنساني مما أفرز كارثة حقيقية في قطاعات مختلفة كان في مقدمتها انهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة.
وأضاف "أبوالريش"، في تصريحات لمصراوي، أن الكارثة تتمثل في التالي:-
أولا: امتلاء المستشفيات بالمصابين:قال وكيل الوزارة لمصراوي: بالرغم من تمديد وزيادة السعة السريرية الاصلية إلى الضعف (كما حدث في مستشفى الشفاء حيث تم تمديد السعة السريرية للعناية المركزة من 12 سريرا الى 42 سريرا - غير مهيئة بالشكل المطلوب - كما تم تمديد الآسرة المخصصة لأقسام الجراحة من 350 سريرا الى 600 سرير - بما في ذلك الآسرة التي تم تغيير وظيفتها وتلك التي وضعت في الممرات والساحات) فإن أعدادا كبيرة جدا من الجرحى وصلوا إلى المستشفيات على مدار الساعة إلى الحد الذي امتلأت معه جميع الآسرة المخصصة لعلاج الجرحى في الأقسام المختلفة وأصبح متعذرا إخلاء الجرحى المتواجدين في أقسام الطوارىء إلى أقسام العناية المركزة والعمليات والأقسام الاخرى، ما تسبب في اختناق أقسام الطوارئ بالحالات مع عدم القدرة على تقديم الرعاية الصحية لها من ناحية وعدم قدرتها على التعامل مع أعداد الجرحى الجديدة والتي أصبحت تتلقى الخدمات على الأرض مما تسبب في فقدان العديد من الأرواح التي لم يكن هناك متسع ولا ظروف مناسبة لتقديم الرعاية الطبية اللازمة لها.
2. القوى العاملة:وأوضح: لقد وصل الكادر الطبي والمساعدين الطبيين والكوادر المساندة إلى مرحلة الإنهاك التام حيث لا تتوفر القوى العاملة التي تغطي التمدد الكبير الذي تم في عدد الآسرة، كما أن العدد الأصلي لم يعد قادرًا على الوصول إلى المستشفيات بسبب تهجيرهم القسري من مكان سكنهم ونزوحهم مع عائلاتهم - حيث تمكن فقط (30 - 40 % ) من الالتحاق بالمستشفيات، وعدم ممرات آمنة ولا وسيلة نقل آمنة للوصول إلى المستشفيات وقد قتل عدد من القوى العاملة وأصيب العشرات، وبعضهم قتل وهم يؤدون واجبهم الإنساني كالمسعفين بالإضافة إلى الإنهاك البدني نتيجة العمل المتواصل دون راحة والإنهاك النفسي الناجم عن التعامل مع الضحايا من الأطفال والنساء والتشتيت والقلق الناجم عن خوفهم على أطفالهم وأسرهم، حيث لم يعد هناك مكانا آمنا في قطاع غزة وقد تلقى عدد من القوى العاملة نبأ قتل جميع أفراد الأسرة أو بعضهم وهو على رأس عمله بينما تفاجأ بعضهم بأطفاله وزوجته بين الضحايا التي وصلت إلى المستشفى الذي يعمل فيه.
3- الامدادات الطبية:وتابع: العديد من هذه الأصناف لم تكن متوفرة في المستشفيات التي كانت تعاني أصلا من فقدان ما يقرب من 45% من قائمة الأدوية الأساسية قبل بدء العدوان على غزة والعديد من الأصناف نفدت نتيجة الأعداد المهولة من الإصابات مع توفر هذه الأصناف في السوق المحلي ومنع الاحتلال دخولها مع إغلاق المعابر إلى الدرجة التي تم فيها إجراء بعض العمليات الجراحية دون توفر الأدوية الأساسية المستخدمة في عملية تخدير المرضى بالإضافة إلى نفاد العديد من المستهلكات مثل المثبتات الخارجية للعظام وغيرها من مستلزمات العمليات الجراحية.
4- الإمدادات غير الطبية:وأكمل: تعيش المستشفيات أوضاعا مزرية نتيجة وقف الاحتلال للخطوط الناقلة للمياه وانقطاع التيار الكهربائي بسبب فصل الخطوط الكهربائية الإسرائيلية وتوقف محطة الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة بسبب نفاذ الوقود الصناعي جعل المستشفيات تعتمد على بعض المولدات وهذه المولدات ليست مخصصة للعمل 24 ساعة متواصلة ولا يوجد لدينا ما يكفي من الوقود لاستمرار عملها مما جعل المستشفيات تلتزم خطة تقشف لإطالة أمد عمل المولدات وفق المتوفر من كميات شحيحة من الوقود حيث تم فصل التكييف عن الأقسام و تحديد ساعات معينة لعمل بعض الأقسام (الغسالات وأقسام التعقيم ومحطات الأكسجين...).
وأكمل: "أضف إلى ذلك الاعتماد على آبار مياه داخل المستشفى حيث يتم استخدام مياه ملوثة وغير صالحة للاستخدام مع كون الكميات الناتجة عن هذه الآبار غير كافية ولا تسد حاجات المستشفى".
قال أبوالريش: لم تعد سيارات الإسعاف قادرة على الوصول إلى المرضى والمصابين في أماكن القصف بسبب استهداف سيارات الإسعاف والمسعفين ولم يعد الدفاع المدني قادراً على إخلاء الشهداء والجرحى بسبب فقدان الوقود ونقص المعدات لديه، كما أن القصف المتواصل تسبب في دمار كبير لحق بالبنية التحتية والطرق، الأمر الذي يحول دون وصول المرضى أو المصابين إلى المستشفيات في الوقت المناسب.
وتابع: أضف إلى ذلك خروج عشرات المؤسسات الصحية عن العمل وخاصة مراكز الرعاية الأولية نتيجة عدم قدرة الطواقم الطبية والمرضى للوصول إليها وانقطاع عمليات الأونروا عن العمل في محافظة غزة وشمال غزة وتقليص أعمالها في جنوب قطاع غزة.
6- استهداف المؤسسات الصحية:قال أبوالريش، إن استهداف المستشفيات الصحية أصبح يمارس بشكل مستمر وعلى نطاق واسع علما بأن الاحتلال الإسرائيلي قام بتهديد هذه المؤسسات عبر شاشات التلفزيون وقد تم بالفعل تدمير المستشفى الدولي للعيون تدميرا كاملاً وشاهدنا المجزرة التي حدثت في المستشفى المعمداني وشاهدنا إخراج مستشفى بيت حانون عن الخدمة وشاهدنا إخراج مستشفى الكرامة عن الخدمة، كما تم استهداف مستشفى الشهيد محمد الدرة للأطفال بالفسفور الأبيض وقد بلغ عدد المستشفيات التي أصبحت خارج الخدمة أكثر من 12 مستشفى وتم تحويل كل الحالات المدخلة فيها إلى مستشفيات أخرى تعاني تعاني أصلا من اكتظاظ شديد للمرضى.
7- تحول المستشفيات إلى مراكز للإيواء:قال وكيل الوزارة، إن المستشفيات تحولت إلى مراكز لإيواء النازحيين حيث يوجد الآن بمستشفى الشفاء فقط أكثر من 50 ألف من المواطنين الذين اضطروا لمغادرة بيوتهم بحثاً عن مكان آمن، كما أن مستشفى القدس يتواجد به أكثر من 12 ألف نازح يهربون من القصف المستمر على مدار الساعة.
وأكمل: هذا الاكتظاظ الكبير للأطفال والنساء يعتبر بيئة غير آمنة ويعرض هؤلاء الأطفال والنساء للأمراض الوبائية وخاصة في ظل نقص المياه ودورات المياه وانعدام أدنى مقومات النظافة إضافة إلى الضغط الكبير على مرافق المستشفيات وخلق بيئة لا تمكن الطواقم الصحية من تقديم خدماتها.
قال أبوالريش، إن نوعية الإصابات التي يشاهدونها في المستشفيات إصابات شديدة تحتاج إلى آسرة عناية مركزة وإلى رعاية استثنائية وقد تم ملاحظة وجود حروق غير معتادة، إضافة إلى الإصابات الناتجة عن الشظايا مما يؤكد استخدام أسلحة جديدة تنهال على رؤس هؤلاء المرض، الأمر الذي يؤخر خروج هؤلاء المرضى من المستشفيات ويضاف إلى ذلك عدم وجود مكان ليذهب إليه هؤلاء الجرحى بعد تدمير بيوتهم وقتل ذويهم.
وتابع: الحالة التي يمر بها قطاع غزة هي حالة غير مسبوقة والمطلوب اليوم واختتم: بشكل عاجل وقف هذه الاعتداءات وفتح المعابر وتوفير ممرات لإخلاء الجرحى إلى خارج قطاع غزة وتوفير إمدادات عاجلة كي لا ينتهي انهيار المنظومة الصحية بكارثة غير مسبوقة.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: مستشفى المعمداني طوفان الأقصى نصر أكتوبر الانتخابات الرئاسية أسعار الذهب فانتازي الطقس مهرجان الجونة السينمائي أمازون سعر الدولار أحداث السودان سعر الفائدة الحوار الوطني مستشفيات غزة صحة غزة الاحتلال الإسرائيلي طوفان الأقصى قصف غزة قصف المستشفيات طوفان الأقصى المزيد إلى المستشفیات القوى العاملة قطاع غزة فی قطاع
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء: مشروع التغطية الصحية الشاملة حلم أمة ورؤية قيادة وإرادة حكومة
قال الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، إن مشروع التغطية الصحية الشاملة، هو حلم أمة ورؤية قيادة، وإرادة حكومة، ومشاركة مجتمع بأكمل، مشيرا إلى أن الطريق نحو تحقيق التغطية الصحية الشاملة ليس سهلاً، وأن التحديات كبيرة سواء على مستوى التمويل أو البنية التحتية أو استدامة الموارد، لكن في الوقت نفسه لدينا إرادة سياسية قوية، وخطط استراتيجية واضحة، وشراكات مثمرة مع القطاع الخاص، تجعلنا قادرين على مواجهة هذه التحديات وتحويلها إلى فرص للنمو والتطوير.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الدكتور مصطفى مدبولي، خلال مشاركته اليوم الأحد في المنتدى السنوي للهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل، الذي عقد في العاصمة الإدارية الجديدة، واستهلها بالإعراب عن سعادته لحضوره فعاليات المنتدى السنوي للهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل، التي تمثل إحدى ركائز منظومة التأمين الصحي الجديد، لاستعراض جهود الدولة المصرية في تقديم خدمات صحية متكاملة، اتساقاً مع تكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بإطلاق منظومة التأمين الصحي الشامل خلال نوفمبر 2019، وإيماناً من القيادة السياسية بحق كل مواطن في الحصول على الرعاية الصحية الشاملة الجيدة، وتحقيق العدالة الصحية وضمان سبل استدامتها كأحد أهم استحقاقات أبناء هذا الوطن العظيم.
وقال مدبولي: إن تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل هي تحول جوهري في مفهوم الرعاية الصحية، وتطبيقاً للآليات التعاهدية لميثاق حقوق الإنسان، حيث سخرت الدولة جميع الموارد المالية والبشرية لتنفيذ هذا المشروع، باعتباره أكبر مشروع إصلاح هيكلي لتطوير منظومة الرعاية الصحية، ورسم خارطة الطريق لتحقيق التغطية الصحية الشاملة، من خلال نظام تضامن اجتماعي تكافلي يضمن تحقيق العدالة الصحية والاجتماعية، عبر إتاحة واستدامة الوصول لخدمات الرعاية الصحية لجميع شرائح المجتمع دون تمييز، حيث تتحمل الدولة نفقات الفئات الأكثر احتياجاً.
وتابع: في ضوء أن الخدمات الصحية كانت وستظل من أهم الأولويات للمواطنين، فالرؤية التي تتبناها الدولة المصرية هي أن توفير الخدمات الصحية ليست رفاهية، وإنما حق أساسيّ لكل مواطن، والتنمية الحقيقية لا تتحقق إلا بإنسان يتمتع بحياة صحية كريمة، تماشياً مع "رؤية مصر 2030"، وأهداف التنمية المستدامة.
وأكد مدبولي أن الدولة المصرية لم تدخر جهداً أو مالاً لتفعيل التغطية الصحية الشاملة، لأن الإنفاق على الصحة هو استثمار في صحة الشعب المصري والأجيال المقبلة.
وسرد رئيس الوزراء بعض الأرقام حول منظومة التأمين الصحي الشامل، موضحا في هذا الصدد أنه خلال المرحلة الأولى من تطبيق المنظومة في 6 محافظات، بلغت تكلفة تجهيز ورفع كفاءة المنشآت الصحية أكثر من 51 مليار جنيه، لتغطية 6 ملايين مواطن بالخدمات الصحية من إجمالي 107 ملايين مواطن، مؤكدا أن ذلك يدلل على حجم الإنفاق المستقبلي المتوقع لتطبيق باقي مراحل المنظومة لتغطية جميع المواطنين بخدمات الرعاية الصحية، حيث يتوقع إنفاق حوالي 115 مليار جنيه لتجهيز محافظات المرحلة الثانية من المنظومة.
وفي الوقت ذاته، قال رئيس الوزراء "نقف اليوم أمام مرحلة جديدة في مسيرة تطبيق المنظومة، وهي المرحلة الثانية، التي تعد محطة أساسية لتوسيع نطاق التغطية والتزام الدولة بتسريع وتيرة التنفيذ، وضمان جاهزية البنية التحتية الصحية، وتأهيل المنشآت الطبية، وتعزيز الحلول الرقمية، لضم العديد من المحافظات المليونية، بما يسهم في تقديم خدمات صحية أكثر كفاءة واستدامة من خلال تنفيذ خطط طموحة لتطوير المستشفيات وتدريب الكوادر الطبية، وتعزيز التكامل بين مختلف مستويات الخدمة الصحية، لضمان أن يحصل كل مواطن على الرعاية الصحية، أخذاً في الاعتبار الخبرات المكتسبة في المرحلة الأولى من المنظومة".
ولفت مدبولي إلى أن المرحلة الثانية من المنظومة تتطلب المزيد من التعاون والتكامل والشراكات الفعالة، فبعد النجاحات التي تحققت في المرحلة الأولى، "نعمل الآن بكل جدية على الاستعداد للمرحلة الثانية، التي تضم محافظات: دمياط، ومطروح، وكفر الشيخ، والمنيا، وشمال سيناء، إلى جانب دراسة دخول تلك المرحلة إحدى المحافظات الكبرى، التي تعتمد بشكل أساسي على تقديم الخدمات الصحية من خلال التشارك مع المستشفيات الجامعية، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني".
وشدد مدبولي على أن نجاح هذه المنظومة يعتمد على تضافر الجهود، وتكامل الأدوار بين الدولة والقطاع الخاص، وبين المؤسسات الصحية المختلفة لتحقيق هدف واحد، وهو تقديم تغطية تأمينية صحية شاملة ومُستدامة تليق بالمواطن المصري، داعيا الجميع إلى أن يكونوا جزءاً من هذه المسيرة الوطنية العظيمة، وأن يسهموا بأفكارهم واستثماراتهم وخبراتهم في بناء نظام صحي أكثر كفاءة وعدالة واستدامة، من منطلق أنه بالتعاون المشترك والإرادة القوية والعمل الجاد، "سنحقق هذا الحلم، وسنجعل التأمين الصحي الشامل نموذجاً يُحتذى به على المستويين الإقليمي والدولي.
اقرأ أيضاًمدبولي:متابعة جهود البترول لزيادة معدلات الإنتاج بالمواقع المختلفة
عاجل| «مدبولي»: حزمة الحماية الاجتماعية قبل رمضان.. وإجراءات استثنائية قبل العيد
«مدبولي»: مصر مستعدة للتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين لإعادة إعمار غزة