خرجت منظومة الكهرباء عن الخدمة مجدداً شبه كلي في عدن (جنوبي اليمن)، مع ارتفاع ساعات انقطاع التيار إلى أكثر من 13 ساعة متتالية، مقابل ساعتي توليد.

وأكد سكان محليون، أن الخدمة شهدت تردياً منذ السبت، واحتدمت يوم الأحد لترتفع ساعات الانقطاع بشكل مفاجئ من أربع إلى أكثر من 13 ساعة.

وأوضح السكان، أن الخدمة خرجت في بعض مديريات عدن منذ ظهر الأحد وحتى الساعة الأولى من اليوم الاثنين بشكل متوال، وسط موجة غضب شعبي واسع.

وبينما كانت المنظومة قد عادت إلى الخدمة أواخر الأسبوع الماضي، بعد احتدام الأزمة نتيجة نفاد الوقود وارتفاع ساعات الانقطاع إلى 8 ساعات، أعلنت مؤسسة كهرباء عدن، السبت، نفاد الوقود مجدداً وخروج جميع محطات الطاقة المشتراة عن الخدمة كلياً.

وذكرت أن محطة "الرئيس" -بترومسيلة- هي الوحيدة التي ما زالت في الخدمة ولكن بقدرة توليدية 70 ميجاوات فقط.

وتشهد مدينة عدن أزمة خانقة جراء تدهور كبير وبشكل مستمر في خدمة الكهرباء، وسط غياب جدية الحلول الحكومية، إن لم تكن رغبة في فرض عقاب جماعي على السكان، حد قول الأهالي.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

إقرأ أيضاً:

ما تيسر من التيار

يتميز المصريون دائمًا، بخفة الظل والدعابة والفُكاهة والتندر، كما أنهم يختلفون عن غيرهم من سائر الأمم بروحهم المَرِحَة، حتى في أحلك الظروف الحياتية المريرة والقاسية.

خلال الأيام والأسابيع والشهور الفائتة، لم يتخلَّ المصريون عن عادتهم في السُّخرية، من أزمات كبيرة مستمرة كالغلاء وارتفاع الأسعار، لكن انقطاع التيار الكهربائي، منذ أكثر من عام ـ بشكل يومي ولساعات عدة ـ أصبح مادة للتندر، على «التوالي» و«التوازي»!

بالطبع «مصر منورة بأهلها»، لكن هذا النور لا يكفي لـ«انقطاع» معاناة الناس مع تلك الأزمة المستمرة والقاسية، التي ولَّدت شعورًا عامًا بالسَّخط والاستياء، إذ لم يكن في الحسبان أن تنقطع الكهرباء بهذا الشكل المُخيف خلال فصل الصيف الحارق، ودرجات الحرارة غير المسبوقة.

لذلك، لن نتحدث عن الفشل الذريع في مواجهة تلك الأزمة المخيفة أو تخفيف وطأتها، وما خلَّفته خطة «تخفيف الأحمال»، من زيادة أوجاع الناس ومعاناتهم، خصوصًا الطلبة وكبار السن والنساء والرجال والأطفال والشباب وذوي الاحتياجات!

كما لن نتحدث عن الخسائر المتزايدة التي تعرض لها مجال السياحة وكافة القطاعات الإنتاجية، أو فداحة فقدان الأرواح، أضف إلى ذلك تلف الأجهزة والممتلكات، التي «أصلحها» المصريون بـ«السُّخرية»، المقرونة بتساؤلات حول جدوى دفع فواتير «استهلاك الظلام»!

اللافت أن روح الدعابة لم «تنقطع» أبدًا مع معاناة «قطع» الكهرباء، أو «ما تيسر من التيار»، ولذلك نقول لهؤلاء المستائين والممتعضين من هذا الأمر: حاولوا أن تتجنَّبوا تلك النظرة البائسة التشاؤمية، فقطع الكهرباء فيه من الفوائد التي لا يمكن حصرها.

إن انقطاع التيار، غاية لم يُدركها الكثيرون منذ عقود، خصوصًا أنها تجربة ثرية، يجب أن تحرص على خوضها والإفادة منها بشتى السبل، فلا يمكن أن تقضي هذه الساعات اليومية من دون أن تستفيد منها.

نتصور أنه يمكنك إعادة الترابط الأسري بينك وبين زوجتك وأولادك، فهي فرصة مثالية أن تتجاذبوا أطراف الحديث في أمور حياتكم التي ضاعت في الزحام والانشغال بأعباء الحياة.

تلك الساعات فرصة سانحة لاسترجاع ذكريات الماضي السحيق، وأن تشرح لأبنائك تجربة حياتك البدائية ونجاحك في التحصيل العلمي على «لمبة الجاز»، و«الكلوب أبورتينة»، و«الطبلية»، وبعض الأدوات «التراثية» التي لم يعاصروها!

يجب استثمار تلك الساعات في التأمل، بعيدًا عن صخب الحياة والضوضاء والازدحام، لأن حالك ليس أفضل من الكثيرين الذين يلزمون منازلهم، كما أنك عندما تعتاد على الأمر، ستكون أكثر هدوءًا، وتصالحًا مع نفسك، وبالتالي ستتحلى بالصبر والجلد والتحمل.

أخيرًا.. ساعات قليلة فقط كل يوم من قطع الكهرباء، كفيلة بالاستغفار و«تخفيف الذنوب»، وتجعلك أكثر إحساسًا وشاعرية على أضواء الشموع، وكذلك لتشعر أيضًا بمعاناة غير المبصرين، وبالتالي التخلي عن كلمات مأثورة من المجاملات الكاذبة، مثل «الله ينور»، «كفاية نورك علينا»، «تسلم يا نور عينيا».

فصل الخطاب:

حكمة: «الاستغناء عن الأشياء والأشخاص يجعلك دائمًا أقوى».

[email protected]

 

مقالات مشابهة

  • مدير التمريض بمجمع ناصر الطبي: ساعات ونخرج عن الخدمة جراء نفاد الوقود
  • انقطاع التيار الكهربائي في كافة ارجاء مدينة عكا المحتلة
  • أزمة الكهرباء.. مصر تعلن خطة لمعالجة أزمة انقطاع التيار الكهربائي
  • عاجل- البترول تعلن وقف تخفيف الأحمال نهائيًا بعد تأمين شحنات الغاز المسال
  • شبح نفاد وقود الكهرباء يعود إلى عدن
  • ما تيسر من التيار
  • مصر.. بيان "هام" حول قطع الكهرباء بداية من 1 يوليو
  • انقطاع الكهرباء يشعل الغضب في مصر
  • أحياء واسعة في بنغازي دون كهرباء، وحماد يوجه بتكليف شركة أجنبية لحل الأزمة
  • طلب إحاطة فى النواب بشأن الانقطاع الدائم للتيار الكهربائي