وكيل «خارجية الشيوخ»: الإقبال على الصناديق بالانتخابات الرئاسية المقبلة قد يفوق التوقعات (حوار)
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
قالت النائبة الدكتورة سماء سليمان، وكيل لجنة الشئون الخارجية والعربية والأفريقية بمجلس الشيوخ، أمينة الشئون السياسية بحزب «حماة الوطن»، إنها تؤيد المرشح عبدالفتاح السيسى فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، لأنه الرجل المناسب للمرحلة الحالية التى تمر بها البلاد.
وأجرت الوطن حوارا مع النائبة للحديث عن الانتخابات الرئاسية المقبلة وأسباب تأييدها للرئيس السيسي.
فى ظل الأحداث الحالية كيف ترين مسار العملية الانتخابية؟
- رغم الأزمة الفلسطينية التى تهدد أمننا القومى، فإن نجاح الرئيس السيسى فى بناء مؤسسات الدولة ساعد على أن تؤدى كل المؤسسات دورها تجاه القضايا المختلفة، فالهيئة الوطنية للانتخابات والأحزاب السياسية والمجتمع المدنى يديرون المشهد السياسى بسلاسة، وأرى أن الأحداث الجارية والموقف الواعى للشعب المصرى والتحرك الإيجابى تجاه أمننا القومى وتفويضه للرئيس السيسى لاتخاذ ما يراه مناسباً لحل القضية الفلسطينية، وبما لا يمس أمننا القومى سوف ينسحب نحو مزيد من المسئولية والمشاركة السياسية غير المسبوقة فى الانتخابات الرئاسية.
هل تؤثر الأحداث على نسبة الإقبال على التصويت؟
- أتوقع نسب مشاركة سياسية كبيرة تفوق النسب المعتادة فى كل انتخابات، إذ من المتوقع أن يتحرك المواطنون بكثافة للتصويت للحفاظ على الدولة ومقدراتها والإنجازات التى تحققت لاستكمال مسيرة التنمية والحفاظ على أمننا واستقرارنا الداخلى والخارجى.
ما أسباب تأييدكم للمرشح عبدالفتاح السيسى؟
- أؤيد المرشح عبدالفتاح السيسى لأنه الأجدر بقيادة البلاد فى هذه المرحلة الحاسمة ولديه القدرة على إدارة شئون الدولة فى الداخل والخارج وإدارة الأزمات بحكمة وذكاء شديدين، وهو ما أثبته طوال سنوات.
ما تقييمكم لما حققته الدولة خلال السنوات الماضية؟
- شهدت الفترتان الرئاسيتان الماضيتان العديد من الإنجازات، إذ ركز الرئيس على بناء مؤسسات الدولة، ووضع برنامجاً للإصلاح الاقتصادى ونفذ مشروعات تنموية كبيرة، منها بناء عاصمة جديدة ومدن ذكية ومشروعات متوسطة وصغيرة للمرأة والشباب، وكذلك النهوض بالعديد من المجالات مثل قطاع التعليم والصحة والصناعة والزراعة، وقد تم إنشاء وتطوير العديد من المدارس والمستشفيات، فضلاً عن المبادرات التى تستهدف النهوض بالإنسان المصرى، ومنها مبادرة 100 مليون صحة ومبادرة الاهتمام بالموهوبين، فضلاً عن الاهتمام بمجال الذكاء الاصطناعى للحاق بركب الدول المتقدمة، ثم مشروع «حياة كريمة»، إضافة إلى إعادة بناء منظومة القيم فى المجتمع المصرى، كما تم بناء مناطق صناعية كثيرة وتنمية محور قناة السويس وتوسيع القناة لتصبح مصر ممراً أساسياً للتجارة العالمية ولأفريقيا وتنمية سيناء، واستثمار السياسة الخارجية لتنفيذ استراتيجية مصر 2030.
ماذا عن السياسات الخارجية؟
- اهتم المرشح الرئاسى عبدالفتاح السيسى ببناء علاقات خارجية قوية تقوم على مبادئ راسخة أهمها عدم التدخل فى القضايا الداخلية للدول والمحافظة على الدولة الوطنية موحدة ومتماسكة، وقد ساعدت وجهة نظره بأن الحل السلمى هو الأفضل لقضايا المنطقة وتحقيق التنمية قادر على القضاء على الإرهاب فى حل قضايا المنطقة أو تهدئتها. وتكللت الجهود بانضمام مصر لمجموعة البريكس لتنضم لمصاف الدول المتقدمة صناعياً واقتصادياً، مما يُعد مؤشراً على قوة الاقتصاد المصرى وأيضاً شهادة تقييم لأدائه، ومن المتوقع زيادة الإنتاج وزيادة الصادرات لتصل إلى 100 مليار دولار عام 2030 ومن ثم بناء مزيد من المصانع وتوفير مزيد من فرص العمل.
ماذا ينتظر المواطن من المرشح «السيسى»؟
- فى الواقع ما زال لدى المرشح الرئاسى المزيد لتقديمه خلال الفترة القادمة لمصر، وأخص بالذكر الفئات التى لا تزال فى حاجة للتمكين والدعم، خصوصاً المرأة التى تبوأت أعلى المناصب فى عهده إيماناً بدورها فى المجتمع، والشباب الذى فتح أمامه العديد من الفرص ليصبح منهم نائب محافظ ونائب وزير، بجانب ذوى الهمم الذين شعروا بأن صوتهم مسموع، كما ينتظر المواطن استكمال التنمية الاقتصادية واستراتيجية مصر 2030.
تعامل القيادة السياسية اتسم بالحكمة منذ بداية الأزمة الفلسطينية، إذ استقبل الرئيس العديد من الاتصالات مع قادة العالم واستقبل قيادات عربية وغربية، منهم وزير خارجية أمريكا والمستشار الألمانى ورئيس وزراء بريطانيا، لوقف القصف الإسرائيلى على قطاع غزة ورفض سيناريو النزوح لأرض سيناء.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مجلس الشيوخ الانتخابات الرئاسية حزب حماة وطن عبدالفتاح السیسى العدید من
إقرأ أيضاً:
وكيل الأزهر: بناء الإنسان قضية أمن قومي وهدف استراتيجي في عالم مضطرب
أكد الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، خلال كلمته اليوم السبت بالمؤتمر الدولي الخامس لكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بالقاهرة، تحت عنوان «بناء الإنسان في ضوء التحديات المعاصرة»، أن بناء الإنسان والنهوض به وسط عالم متلاطم الأمواج، مضطرب الغايات والأهداف، يعد قضية أمن قومي لوطننا، وهدفًا استراتيجيًّا يتطلب تضافر جهود كل مؤسساتنا لتحقيقه، وهذا البناء ليس كلمات أو شعارات، وإنما صناعة ثقيلة في ظل ما يموج به العالم المعاصر من تغيرات وتقلبات في مجالات العلوم النظرية والتطبيقية على السواء.
وأوضح خلال كلمته بالمؤتمر الذي يُعقد بمركز الأزهر للمؤتمرات، أن التغيرات من حولنا تحاول أن تقتحم أفكارنا وعقائدنا واتجاهاتنا، ومن ثم فإن الواجب أن نتمسك بالثوابت والأصول والأسس، وأن يُبنى إنسان هذه الأمة على أرض صلبة من العقيدة والتاريخ واللغة والقيم ومكونات الهوية. وخاصة أننا نعيش زمانًا مشحونًا باشتباكات فكرية، وتدافع سياسي، واستقطابات حادة، ومحاولات مستميتة لتدمير دول وشعوب باستخدام أساليب متنوعة، تسعى إلى قطع الإنسان عن عقيدته وهويته، وسلخه من تاريخه وحضارته. مشيرًا إلى أن هذا المؤتمر يأتي تحقيقا لمبادرة «بداية جديدة لبناء الإنسان» التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، والتي تهدف إلى الاستثمار في رأس المال البشري المصري، من خلال تنمية شاملة ومتكاملة للإنسان في مختلف الجوانب الحياتية، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة، ورؤية مصر 2030.
وبيَّن الضويني أن الحضارة الحديثة استخدمت كل أدواتها وتقنياتها للوصول إلى ما تريد، واستحلت في سبيل ذلك كل شيء، حتى زَيَّفَت المفاهيم الشريفة الراقية، وباسم الحريات والحقوق تحاول منظمات ودول أن تعبث بأفكارنا، وأن يجعلوا القبيح حسنًا، والحسن قبيحًا، وبالغوا في ذلك جدًّا حتى أرادوا أن يجعلوا الأرض لغير أهلها، وأن يستهدفوا عقول شبابنا بأفكار تأباها قواعد المنطق، ويرفضها التاريخ، فأبناء الأمة إما مستهدَفة أجسامهم بالقتل والموت كما في فلسطين، وإما مستهدَفة قلوبهم بالشهوات والفتن، وعقولهم بالتزييف والتحريف كما في كثير من بلادنا.
ودعا وكيل الأزهر إلى التيقُّظ لعدوِّنا الذي لا يكلُّ ولا يملُّ، وأن ندركَ هذه التحدياتَ ببصيرتنا وأبصارنا، وأن نفقهَ بقلوبنا وعقولنا، وأما الأمةُ فمنصورةٌ بإذن الله، غيرَ أنَّ اللهَ يربِّيها بهذه السنن الكونية. وفي هذا السياق، هنَّأ فضيلتَه مصرَ والأمةَ العربيةَ والإسلاميةَ بذكرى تحريرِ سيناء، التي استطاعت فيها الأمةُ أن تنتصرَ، وأن تقومَ بالدفاعِ عن الأرضِ والعرضِ، يومَ فهمت عن ربِّ العالمين مرادهُ منها، ويومَ عرفت قدرَها وقدرتها، ومكانتها وأمانتها، يومَ كانت الأمةُ كالجسدِ الواحدِ إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسدِ بالسهرِ والحمى. وفي ظلِّ ما تعانيه بلادُنا الفلسطينيةُ من جرائمِ حربٍ ممنهجةٍ لم تعرفها الإنسانيةُ عبرَ تاريخِها ولا في زمنِ الغاب، تأتي هذه الذكرى فتحيي فينا آمالَ النصر، وتؤكدُ أن الأمةَ قادرةٌ على كسرِ القيودِ والأوهامِ، وإنَّ اللهَ على نصرِ الأمةِ لقديرٌ.
وشدد وكيل الأزهر على أنه في ظلِّ ما يشهده العالم من تفككٍ قيميٍّ وأخلاقي، وتبدُّلاتٍ ثقافية، وثورةٍ معلوماتية جارفة، بات لزامًا على البشرية أن تتمسك بهدي السماء؛ إذ لا ضمان لبناء إنسانٍ متوازنٍ إلا بالثبات على القيم الربانية التي تصونه من الذوبان في غيره، وتُكسبه هويةً راسخةً لا تبهتُ مع الأيام، بل تزداد رسوخًا وأصالة. ومن هذا المنطلق، فإن إعادة بناء الإنسان وفق مقاصد الشريعة الإسلامية يُعدُّ المدخلَ الحقيقيَّ لمواجهة هذه التحديات؛ إذ تعنى الشريعة ببناء الإنسان روحًا وعقلًا، جسدًا ونفسًا، سلوكًا ومبدأ، وترسم أطرًا متماسكة لحياته الفردية والجماعية. وفي ضوء ذلك، يضطلع الأزهر الشريف بمسؤوليته التاريخية في مواجهة حملات التمييع وتزييف المفاهيم التي تستهدف الأذهان، من خلال إنتاج علمي وفكري متين، ومؤتمرات دولية مؤثرة، وجهود ميدانية واعظة، تعمل جميعها على تفكيك الاتجاهات المنحرفة، وردِّها إلى أصولها، حمايةً للشباب وصيانةً للفكر.
وأكّد وكيل الأزهر أنّ بناء الإنسان مسؤولية جسيمة تتطلّب إعداد الأجيال، وتنمية العقول، وتهذيب الأخلاق، واكتشاف الطاقات الكامنة في الشباب وتوجيهها التوجيه الأمثل، على أساس من العقيدة الراسخة، والفهم السديد، والاطلاع على تجارب العالم وخبراته. وإذا كانت الأسرة تضع اللبنة الأولى في هذا البناء، فإن مؤسسات التعليم تُشكّل عقل الإنسان وضميره، وتتحمل اليوم مسؤوليات مضاعفة في ظلّ عالم متسارع يموج بالتقنيات والتحوّلات. ولم يعد كافيًا –كما شدّد فضيلته– أن نقدّم المعرفة في حدود الحفظ والاستظهار، بل لا بدّ من بناء الإنسان بناءً متكاملًا يملك التفكير النقدي، والتحصين القيمي، والاتزان الوجداني، مما يقتضي مراجعة جادّة للمناهج والسياسات والخطابات، لنعرف: هل نُخرج إنسانًا صالحًا حرًّا مسؤولًا، أم مجرد نسخ مكررة لا تملك الاستقلال في الرأي ولا في المأكل والملبس؟
وأشار الضويني إلى أنّ أهمية هذا المؤتمر تكمن في عنوانه الذي يسلّط الضوء على العلاقة بين الآمال والطموحات في بناء الإنسان، وبين المخاطر والتحديات التي تواجهه. كما أنّه سيضع لبنة جديدة في هذا البناء المنشود، وفق رؤية شاملة تستهدف بناء الإنسان من جميع جوانبه الفكرية والعقدية والاجتماعية، وترسيخ منظومة القيم والأخلاق والمثل العليا في المجتمع. وهذه رؤية تقف على جذور الماضي، وتحسن قراءة الواقع واستثمار معطياته. كما تتأكد أهمية المؤتمر في قدرته على رسم السياسات، واتخاذ القرارات المناسبة تجاه التحديات المعاصرة التي تواجه بناء الإنسان، والتعامل معها بإيجابية وواقعية لمواجهتها.
وفي ختام كلمته، أكّد وكيل الأزهر على ثلاث إشارات مهمة: الأولى، أنّ بناء الإنسان ليس مجرد فكرة مثالية أو أمنية شاعرة أو خطبة عصماء أو حبرًا على ورق، بل هو ركن ديني وواقع تطبيقي وثمرات نافعة، ومن ثم يجب أن يكون المؤتمر بمثابة رؤية نقدية لواقع بناء الإنسان، ويقترح برامج عملية لتدارك ما يجب تداركه. الثانية، أنّ بناء الإنسان ينبغي ألا يتوقف عند حدود جغرافية خاصة، بل يجب أن يتعامل مع العالم بما فيه من تغييرات وقيم متقلبة، مع ضرورة التمسك بالهوية الوطنية والتاريخية. أمّا الثالثة، فقد شدّد على ضرورة إيجاد توازن بين متطلبات الروح والعقل والجسد في بناء الإنسان، مع أهمية الاستفادة من عطاء العصر من غير تهديد لخصوصية أو عبث بمكونات هوية، وتبني مهارات التفكير النقدي وحلّ المشكلات والتعلّم المستمر. مختتمًا بالدعاء أن ينصر الأمة على أعدائها، وأن ينشر في ربوعها العلم الذي يعصم من الجهالة، والهدى الذي يحفظ من الضلالة، والنور الذي يبدّد الظلمات.