كان حفلاً مبهراً ذلك الذي نظمته “سدايا ” الخميس الماضي، لدى إطلاقها أحدث نسخة من تطبيق “توكلنا”.
بعد الحفل الرسمي “سألت رئيس”سدايا ” الدكتور عبدالله شرف عن الكوادر التي عملت على “توكلنا” هل هي سعودية 100% ،فأكد أن من عمل على التطبيق شباب سعوديون من الجنسين ، دون أن ينفي الإفادة من خبرات أجنبية في بعض نواحي العمل.
أعدت السؤال على معاليه: “ولا اصبع أجنبي اشتغل على توكلنا الجديد”؟، أكد الدكتور عبدالله شرف: “ولا اصبع أجنبي، كل الأصابع لشباب وبنات الوطن”.
والكلمتان الأخيرتان :(بنات سدايا) ، أردت أن تكون عنواناً لمقالة هذا الأسبوع تعبيراً عن الفخر والإعتزاز بالدور الوطني المهم الذي اضطلعت به (تقنياً) بنات الوطن في إعداد وتجهيز وتطوير تطبيق (توكلنا ) ونعرف أنه عمل تقني شاق.
قال معاليه خلال الحفل إن أحد الشباب العاملين على إعداد تطبيق (توكلنا )، كان على رأس العمل حتى اليوم المحدّد لزواجه وأن هذا الشاب لم يغادر إلّا مع آذان المغرب في يوم زواجه.
خلال الحفل وبعده ،عرفنا أن بنات الوطن أسهمن بدور مهم في تطوير التطبيق، وأن كثيراً منهن يحملن الماجستير والبكالوريوس في أدق التخصصات التقنية.
إن هذا الجيل من شباب الوطن من الجنسين هم” جيل محمد بن سلمان” هذا القائد الذي أطلق القدرات في شباب وبنات شعبه وأشرع لهم أبواب الإبداع، ودفعهم للتميز والتفوق في كل المجالات التقنية وغيرها.
ونعود إلى قائد الابداع رئيس “سدايا ” الدكتور عبدالله شرف الذي أخبرني ونحن وقوفاً بعد الحفل أن سُفراءَ معتمدون لعشر دولٍ تواصلوا معه منذ أول إطلاق لتطبيق توكلنا أثناء كورونا.
وماذا كان طلبهم يا دكتور؟
قال لي:كانوا يريدون نقل تجربة المملكة في توكلنا إلى دولهم والإفادة ممّا توصلت إليه “سدايا ” من تجارب تقنية صارت مثار إعجاب كثير من الدول.
وأمس الأول الجمعة أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن اختيار المملكة العربية السعودية ضمن الهيئة الإستشارية للذكاء الإصطناعي التابعة للأمم المتحدة المؤلفة من 39 عضواً يمثلون الجهات الحكومية والخاصة والمجتمع المدني والمجتمع الأكاديمي من مختلف دول العالم.
يمثل هذا الاختيار اعترافاً أممياً من أعلى منظمة دولية بما وصلت إليه المملكة من تمكين وقدرة في واحد من أهم المجالات التي تسيطر على اهتمام العالم اليوم وهو الذكاء الاصطناعي.
وبموازاة هذا الحراك، كانت ندوة ضحوية الشيخ حمد الجاسر أمس الأول السبت بعنوان: “الذكاء الاصطناعي في حياتنا العلمية واليومية”، قدّم فيها الدكتور علي بن ذيب الأكلبي إضاءات سريعة عن ما يعنيه الذكاء الإصطناعي في حياتنا اليومية، مبيناً أنه بات يدخل في تفاصيل حياتنا وأن المستقبل يحمل الكثير والكثير من تطبيقات ذكاء اصطناعي من شأنها أن تسهِّلَ حياة الناس.
ogaily_wass@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
«القلب يعشق».. مسك الختام
فى ظل الاحتفاء بالذكرى الخمسين لرحيل كوكب الشرق أم كلثوم نحاول دائمًا أن نستعيد ذكرى العصر الذهبى للغناء فى مصر والعالم العربى على ضفاف حنجرة كوكب الشرق.
فى هذا التقرير نستعرض آخر حفلات كوكب الشرق التى أقيمت مساء الخميس 3 يناير 1973، على مسرح سينما قصر النيل بالقاهرة، هذا الحفل التاريخى جاء بعد 50 سنة من احتراف أم كلثوم الغناء مع مطلع عام 1923.
فى هذا الحفل كانت أم كلثوم تعانى من متاعب صحية شديدة وكانت تقبل 4 أسابيع فى 7 ديسمبر 1972، قد غنت «ليلة حب» لأول مرة.
الحفل كان من وصلتين الأولى غنت رائعة «ليلة حب» تأليف أحمد شفيق كامل وألحان محمد عبدالوهاب، وهى أغنية غاية فى الإبداع، فى اللحن والموسيقى والعزف ربما لا يعلم الكثيرون أن عازف الأورج هانى مهنى كان يعزف على الأورج فى هذه الأغنية لأول مرة مع كوكب الشرق أم كلثوم.
للأسف هذا الحفل التاريخى لم يصور تليفزيونيًا لأسباب غير معلومة، الموسيقى كانت رائعة للغاية، صوت أم كلثوم كان مرهقًا للغاية ومع ذلك أبدعت فى غناء «ليلة حب» على مدى ساعتين فى هذا الحفل، ما أروعها حينما غنت الكوبليه الأخير بصوتها الرخيم المرهق «فى المكان ده يا حبيبى يا حبيبى ياما جينا وياما ضمتنا الأمانى.. فى المكان نفس المكان ياما طيرنا فى العلالى.. والليلادى جيت أنا وأنت وشوقي وقلبى والحنان.. جينا نستناه جينا نترجاه جينا نفرض بالأمل سكة خطاة، ومهما غبت عليه ضحتي بعد شوية اخد اديك فى ادية واحضن عينك فى عينية ونعيشها ليلة عمر.. عمرى كله عمر الدنيا».. وسط تصفيق حاد من الحضور انتهت الوصلة الأولى على خير.
ذهبت أم كلثوم إلى غرفتها للاستعداد للوصلة الثانية، حيث كان يرافقها زوجها الدكتور حسن الحفناوى كشف عليها واكتشف انها مريضة للغاية وطلب منها الاعتذار عن الوصلة الثانية والعودة فورًا للمنزل، لكنها رفضت بشدة وتحاملت على نفسها كثيرًا وصعدت للمسرح بمنتهى الشموخ لتغنى آخر أغنياتها على المسرح ويا له من ختام رائعة «القلب يعشق كل جميل»، كلمات الراحل الشاعر بيرم التونسى وألحان العملاق رياض السنباطى، وهى بحث أغنية نادرة فى روعتها تصف بكل روعة رحلة الحج إلى الأراضى المقدسة، وتعتبر هذه الأغنية من أروع ما غنت كوكب الشرق.
فى تلك الوصلة ظهر الإرهاق واضحًا تمامًا على كوكب الشرق ومع ذلك وقفت على المسرح لمدة ساعة تقريبًا أو ما يزيد لتكون آخر كلمات غنتها على المسرح.
«جينا على روضة هلة من الجنة فيها الأحبة تنول كل اللى تتمناه، فيها طرب وسرور، وفيها نور على نور، وكاس محبة تنول واللى شرب غنى وملايكة الرحمن جاية .... يا رب حبايبنا ينولوا ما نولنا، يارب يا رب توعدهم، يا رب يا رب وقفنا دعاني لبيته لحد باب بيته ولما تجلالى بالدمع ناجيته».
انفجر المسرح بالتصفيق مطالبًا كوكب الشرق بإعادة غناء هذا الكوبليه الرائع، لكنها أشارت بعدها للتوقف عن الغناء، انتهى الحفل الأخير وعادت لمنزلها وهى تعانى متاعب وآلام المرض وشعرت أنها لا تستطيع الغناء بعد ذلك على المسرح، يذكر أن أغنية «القلب يعشق» للمرة الثانية حيث غنتها لأول مرة فى فبراير 1972.
فى هذا الحفل كان عمر أم كلثوم قد تخطى 74 عامًا، لكنها كان لديها إصرار على الاستمرار فى الغناء مهما كانت التضحية بعد أيام قليلة كانت تستعد لغناء آخر أغنياتها «حكم علينا الهوى» تأليف عبدالوهاب محمد وألحان بليغ حمدى لكنها لم تغنها فى حفل عام بل غنتها فى استديو 35 بالإذاعة فى مارس 1973.
بعد ذلك اشتد عليها المرض وكانت تتمنى غناء لحن سيد مكاوى «أوقاتى بتحلو» لكنها لم تستطع، تمكن منها المرض لترحل عن دنيانا بمستشفى المعادى فى الرابعة والنصف عصر الاثنين 3 فبراير 1975.
رحلت كوكب الشرق بجسدها وبقى فنها خالدًا فى وجدان الملايين عبر الأجيال.
درس فى التضحية من أجل فن خالد يبقى عبر سنوات لا يعلمها إلا الله.. أم كلثوم تبقى جامعة فنية يجب أن يتعلم منها الأجيال المتعاقبة.