صحيفة البلاد:
2025-03-31@07:10:53 GMT

سكة السعي وقطار العتاب

تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT

سكة السعي وقطار العتاب

أصبح يصلني مؤخرًا العديد من رسائل العتاب من الأصدقاء حول ما قالوا فيها عن اختفائي أو “مالكِ حسّ”، كنت أنزعج من ذلك العتاب بالردّ أني إمرأة عملية، أسعى خلف الرزق والنجاح لتحقيق أهدافي
دون راحة أو وضع أولويات لحياتي حتى جاء الوقت الذي تلقيت فيه عتابًا بسبب موعد ضربته لأحدهم ثم نسيته ،فيما كنت أبحث عن خطة لتحقيق هدف يخصّ الكتابة وخلو فكري من أفكار لكتابة أي شي.

حينها شعرت بالتوتر من فقدان ما يحويه رأسي من أفكار وكلمات، وبعد أن هدأت ،بدأت أفكر في جدوى ذلك السعي الذي سرق مني حياتي الإجتماعية ، فيما أصبحت أشعر بالتوتر كثيرًا.
جميعنا يخوض الأمر ذاته: ينغمس في الحياة الدراسية والعملية وطلب المال وإثبات الذات حتى ينسى أنه له حياة أخرى خارج سياق الحياة العملية، ثم يدرك ذلك بعد فوات الأوان أو متأخراً، والمحظوظ مثلي من يدركه مبكرًا، حينها يبدأ في التغيير أو يشعر بالندم لخلو حياته الاجتماعية من ذكريات ومواقف يحتفظ بها ضمن أيامه.

لا أحد يحب أن تخلو حياته من هدف، أو عمل أو سعي خلف الرزق ،لكن أحيانًا يكون الأمر أكبر من طاقة الفرد الصحية والذهنية، فيبدأ بخسارة عافيته ،ثم تدريجًا حياته الإجتماعية، وبالصدفة يكتشف أن قريبًا له رزق بطفل، وصديقًا انتقل إلى مكان آخر وغيرها من مشاغل الحياة التي تفوته خلال انشغاله خلف ذلك السعي ،فيشعر بالندم على ما فاته، لكن بالمقابل ليس عليه ترك السعي خلف أهدافه والتفرغ للحياة الإجتماعية، الخيار هنا خاطئ، لن تتوازن حياته بهذه الطريقة، لكن عليه اتخاذ الطرق والخطط التي تتناسب مع وقته العملي والخاص ومزاجه خصوصاً في أيام الإجازات الأسبوعية أو الخاصة ، هنا يمكنه التواصل وفضّ إشتباك العتاب الذي كان يصله، كأن يجعل يومًا في الأسبوع أو ساعة على الأقل للتواصل الهاتفي واللقاءات.

من جهة أخرى على الذين يملكون وقتًا أطول في التواصل مع الآخرين، أو يجدوا في أيامهم فراغًا لا يمكن ملؤه، أن يقوموا بمراعاة من يسعى، فحقيقة الحال أن من تحقيق الأهداف في هذا الوقت ،من شأنها أن تساعد المرء على العيش ببعض الأريحية ، خصوصًا في هذا الوقت الذي زاد فيه التنافس على نيل فرص عمل أجدر ، في وقت تطور فيه البلد بصورة سريعة.
ولتحقيق ذلك ،يجب السعي لمواكبته لكن دون الإضرار بالناحية الجسدية أو النفسية، لذلك على أولئك الذين يملكون نعمة الفراغ ،أن يستغلوه في القراءة أو في البحث عن فائدة وعمل بسيط لتحقيق هدف ما، أو على الأقل ترك الذين يسعون وشأنهم.

‏‪@i1_nuha

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

علي هذه الأرض ما يستحق الحياة

علي هذه الأرض ما يستحق الحياة:
يستحق الحياة منظر الذين تظاهروا بالحياد ورموا الجيش بالمنجنيق السياسي وهو يتصدي لغزو أجنبي غاشم يقوده تحالف اقليمي ضارب – منظرهم الآن وهم يتراجعون تحت ستار أن هذا نصر للشعب السوداني وليس للجيش – وهذه حقيقة فهو نصر للشعب كله ساهم فيه الشعب كله – ولكن لماذا تركتم الشعب وحيدا يعاني من عسف الجنجا بينما كنتم في خطابكم المخاتل لا تفعلون سوي الهجوم علي الجيش في منتصف معركته أو تساوونه بميليشية الأجنبي الهمجية؟ بل تطالبون بفرض عقوبات دولية عليه وشل طيرانه وهذه العقوبات كانت تعني شيئا واحدا ، وهو انتصار الجنجا.

وحين قلنا أنها حرب الجنجا علي الشعب والوقوف ضد الميليشا الهمجية بحزم هو وقوف في صف الشعب، حينها دعوتم للحياد وشتمتونا بالتماهي مع الكيزان وبوت العسكر. ولكن دارت الأيام ها أنتم الآن تعودون لنفس ثيمتنا بانها حرب الشعب، تعودون لها للتراجع وإنكار الشينة بالقول أنه نصر للشعب.

فهل اكتشفتم الآن فقط إنها كانت حرب الشعب وهذا نصر الشعب؟ هل اكتشفتم الآن فقط أنها ليست بحرب عبثية بين جنرالين؟ وإنها ليست حرب كيزان ضد جنجا لا ناقة لكم فيها ولا جمل؟ وإذا كان هذا نصرا للشعب، فبالضرورة إنها كانت حرب الشعب، فهل تعتذرون عن وصف من وقف مع الشعب بأنه داعم للكيزان وبوت العسكر؟

هل تعتذر عن محاربة الوطنية الرافضة للغزو الأجنبي بوصف اهلها بانهم كيزان وبوت عسكر؟ هل تعتذر عن وصفهم بالغفلة وانت مجرد حمبرة تجيد رص الكلام التافه؟

يا لبؤسكم ، أحيانا ألا تأتي خير من أن تاتي متاخرا متلصصا علي أفراح الشعب التي عزلت نفسك عنه في خضم أكبر مأساة في تاريخه الحديث. وها أنت الآن تجلس في خيمة عرس الشعب تعتلف من كوكتيل لم تدفع فيه شير بل كنت من المتآمرين ضده بالحياد الكاذب.
معتصم اقرع

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • ترامب: لا أمزح بشأن السعي إلى ولاية ثالثة في البيت الأبيض
  • ترامب: لا أمزح بشأن السعي لولاية رئاسية ثالثة
  • ترامب: لا أمزح بشأن احتمال السعي لتولي فترة رئاسية ثالثة
  • عاجل | ترامب لشبكة إن بي سي: لا أمزح بشأن احتمال السعي لتولي فترة رئاسية ثالثة وهناك طرق للقيام بذلك
  • البابا تواضروس الثاني ناعيًا الأنبا باخوميوس: كرس حياته إلى لله والكنيسة
  • وداعاً لإعادة الشحن.. بطارية نووية تعمل مدى الحياة
  • علي هذه الأرض ما يستحق الحياة
  • بريطانيا.. السجن مدى الحياة لمدان قتل صديقه وقطّعه لـ27 قطعة
  • زكريا، ابن آسفي يفقد حياته خلال محاولته الوصول إلى سبتة سباحة تاركا عائلته مكلومة بعد أمل في العثور عليه حيا
  • خطيب الجامع الأزهر ناعيا المحرصاوي: كرس حياته للعلم والدين والوطن