أصبح يصلني مؤخرًا العديد من رسائل العتاب من الأصدقاء حول ما قالوا فيها عن اختفائي أو “مالكِ حسّ”، كنت أنزعج من ذلك العتاب بالردّ أني إمرأة عملية، أسعى خلف الرزق والنجاح لتحقيق أهدافي
دون راحة أو وضع أولويات لحياتي حتى جاء الوقت الذي تلقيت فيه عتابًا بسبب موعد ضربته لأحدهم ثم نسيته ،فيما كنت أبحث عن خطة لتحقيق هدف يخصّ الكتابة وخلو فكري من أفكار لكتابة أي شي.
حينها شعرت بالتوتر من فقدان ما يحويه رأسي من أفكار وكلمات، وبعد أن هدأت ،بدأت أفكر في جدوى ذلك السعي الذي سرق مني حياتي الإجتماعية ، فيما أصبحت أشعر بالتوتر كثيرًا.
جميعنا يخوض الأمر ذاته: ينغمس في الحياة الدراسية والعملية وطلب المال وإثبات الذات حتى ينسى أنه له حياة أخرى خارج سياق الحياة العملية، ثم يدرك ذلك بعد فوات الأوان أو متأخراً، والمحظوظ مثلي من يدركه مبكرًا، حينها يبدأ في التغيير أو يشعر بالندم لخلو حياته الاجتماعية من ذكريات ومواقف يحتفظ بها ضمن أيامه.
لا أحد يحب أن تخلو حياته من هدف، أو عمل أو سعي خلف الرزق ،لكن أحيانًا يكون الأمر أكبر من طاقة الفرد الصحية والذهنية، فيبدأ بخسارة عافيته ،ثم تدريجًا حياته الإجتماعية، وبالصدفة يكتشف أن قريبًا له رزق بطفل، وصديقًا انتقل إلى مكان آخر وغيرها من مشاغل الحياة التي تفوته خلال انشغاله خلف ذلك السعي ،فيشعر بالندم على ما فاته، لكن بالمقابل ليس عليه ترك السعي خلف أهدافه والتفرغ للحياة الإجتماعية، الخيار هنا خاطئ، لن تتوازن حياته بهذه الطريقة، لكن عليه اتخاذ الطرق والخطط التي تتناسب مع وقته العملي والخاص ومزاجه خصوصاً في أيام الإجازات الأسبوعية أو الخاصة ، هنا يمكنه التواصل وفضّ إشتباك العتاب الذي كان يصله، كأن يجعل يومًا في الأسبوع أو ساعة على الأقل للتواصل الهاتفي واللقاءات.
من جهة أخرى على الذين يملكون وقتًا أطول في التواصل مع الآخرين، أو يجدوا في أيامهم فراغًا لا يمكن ملؤه، أن يقوموا بمراعاة من يسعى، فحقيقة الحال أن من تحقيق الأهداف في هذا الوقت ،من شأنها أن تساعد المرء على العيش ببعض الأريحية ، خصوصًا في هذا الوقت الذي زاد فيه التنافس على نيل فرص عمل أجدر ، في وقت تطور فيه البلد بصورة سريعة.
ولتحقيق ذلك ،يجب السعي لمواكبته لكن دون الإضرار بالناحية الجسدية أو النفسية، لذلك على أولئك الذين يملكون نعمة الفراغ ،أن يستغلوه في القراءة أو في البحث عن فائدة وعمل بسيط لتحقيق هدف ما، أو على الأقل ترك الذين يسعون وشأنهم.
@i1_nuha
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
كلينتون يتحدث في كتاب جديد عن حياته بعد خروجه من البيت الأبيض (شاهد)
نشر الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون الجديد، كتابه "مواطن: حياتي بعد البيت الأبيض"، يحكي فيه عن حياته فترة طويلة من الخدمة العامة. ويقدّم الكتاب رؤية حول تحوّله من السياسة إلى العمل الخيري.
ويتحدث كلينتون عن شعوره بالضياع في البداية، عندما عاد لحياته العادية، ولم يعد يتلقى المعاملة الرسمية المخصصة للرؤساء، مشيرا إلى أن العمل الخيري منحه هدفًا جديدًا لتحقيق أثر عالمي ملموس.
وأطلق مبادرة كلينتون للوصول إلى الصحة، التي خفّضت تكاليف أدوية الإيدز وأنقذت أرواح الملايين، بحسب الكتاب.
My new memoir CITIZEN comes out this week — it's full of reflections on how I've kept score through the years and why I'll keep suiting up. https://t.co/U8sct1EKeupic.twitter.com/0RmwZ2OYCR — Bill Clinton (@BillClinton) November 17, 2024
كما نظّم جهودا إغاثة كبيرة، مثل جمع ملايين الدولارات لصناديق إغاثة الكوارث (إعصار كاترينا، زلزال هايتي، وغيرها).
وأكد الرئيس الأسبق في كتابه أن النجاح لا يُقاس بالألقاب الوظيفية، بل بما يحققه الإنسان من تغييرات إيجابية.
وفي الكتاب، أقر كلينتون بندمه على لقاءاته مع جيفري إبستين، مشيرًا إلى أنه لم يكن ليقابله لو عرف تاريخه.
وقال كلينتون لوكالة أسوشيتدبرس، حول تأثير انتخاب دونالد ترامب على عمل مبادرة كلينتون العالمية إنه ملتزم بمواصلة العمل الخيري بعيدًا عن التحديات السياسية.
وشدد كلينتون على أن المبادرة الخيرية كانت دائمًا غير حزبية، حيث ضمت داعمين من مختلف الأطياف السياسية، بما في ذلك مؤيدين للرئيس ترامب.
وأكد أنه سيواصل العمل لتحقيق الأهداف الإنسانية، بغض النظر عن الظروف السياسية أو التحديات.