لجريدة عمان:
2024-12-26@17:43:29 GMT

من أنتم؟.. ابحثوا في طفولتكم

تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT

هل يستطيع الإنسان منا أن يتجاوز المشاهد العديدة التي مرت عليه أثناء طفولته؟ بمعنى هل يمكن أن ينسى ماضيه؟ هل يشكل الماضي دورا محوريا في نجاحات الحاضر؛ أو إخفاقاته؟ كيف يمكن للفرد أن يواجه مختلف المواقف؛ وخاصة الصادمة منها؛ دون أن يستحضر مواقف مماثلة مرت عليه في طفولته، متجاوزا بذلك تأثيراتها السلبية على قرارات يودي اتخاذها في لحظته الآنية؟

كثير من الدراسات تشير إلى أن مجموع الأحداث والمواقف التي يمر بها الإنسان في مرحلة طفولته تؤثر على مواقفه، وقراراته في مراحل العمر اللاحقة؛ والمهم هنا أيضا مسألة التكيف مع الواقع في ظل هذه الحاضنة الكبيرة من المواقف التي تعرض لها الإنسان في مراحل طفولته؛ فهل يستطيع أن يضحك في موقف البكاء؛ أو يبكي في موقف الضحك؟ لا أتصور ذلك إطلاقا؛ إلا إن كان الإنسان في غير حالته الطبيعية، ومن هنا تأتي مناقشة هذا الموضوع، مع استحضار مختلف التموضعات التي يكون عليها الإنسان، فالإنسان - وهذا قدره - لن يكون على حالة طبيعية واحدة، وذلك انعكاسا لواقع الظروف التي يعيشها، فقد يكون في بيئة آمنة مطمئنة؛ يعيش فيها بسلام؛ فإذا بعامل خارجي يحيل حياته الآمنة إلى جحيم، والعكس كذلك، ولكن في كل هذه الأحوال أو التموضعات تبقى هناك حمولة مكونة من رصيد متراكم؛ ولا يزال؛ مع الامتداد العمري، وهو الذي يؤثر كثيرا في كل أنشطة الإنسان، سواء بقي في بيئته الممتدة منذ طفولته، أو انتقل إلى بيئة أخرى مغايرة، فإن هذا الانتقال لن يؤثر شيئا على هذا الرصيد، ومن هنا يمكن قياس تصرفات الفرد عبر محيطه الذي يعيش فيه.

في كل أنشطتنا اليومية، الخاصة أو العامة، هناك مجموعة من الاستدعاءات التي يقوم بها الشخص عند أو قبل اتخاذ أي قرار، وهذه الاستدعاءات؛ هي مخزون معرفي رصدته النفس عبر المواقف والأحداث، والقرارات التي مرت على صاحبها طوال سنوات العمر، بمعنى أن أنشطتنا التي نقوم بها لا تنطلق من فراغ، وإنما تؤخذ من حاضنة كبيرة تضم كل ما مر على الإنسان من مواقف؛ وأحداث، وتصادمات، حيث تتفاعل النفس مع كل هذا الكم الهائل من هذا المخزون المعرفي، ولذلك فلا يمكن؛ بأي حال من الأحوال؛ أن ينشأ شيء من العدم، وبالتالي فهناك تراكم معرفي (قديم/ حديث/ متجدد) فالقديم يظل متجذرا لا يمكن إلغاؤه، نعم؛ يمكن غض الطرف عنه في لحظات معينة، أو مواقف معينة، ولكن إزالته كاملا من الذاكرة لا يمكن مطلقا، قد يأتي النسيان في لحظات ما، ليخفف من وطأته، ولكن ليس بعيدا أن يعاود الظهور من جديد بين فترة وأخرى، وأما الحديث فقد أن ينضم إلى ما قبله، فهو القابل إلى حد كبير للنظر فيه لأن شخوصه لا يزالون قريبين، فلو اشتد خصام ما بين جارين، وأدى هذا الخصام إلى قطيعة، فيمكن في ظرف إنساني ما، أن يتقارب الطرفان ويلغيا الأثر النفسي لهذا الخصام المستحدث، من خلال النظر في مجموعة الأسباب التي أدت إلى الخصام، فقد يكون بعضها سوء فهم فقط، وليس حقيقة تبنى عليها مواقف متصلبة، أو قرارات مطلقة، فهنا تحدث مراوحة بين خطأ ظني يمكن تداركه من قبل الطرفين، وبين صواب حقيقي ينهي أثر الخلاف الناشب بين أي طرفين، أما التراكم المعرفي المتجدد، فهو يعيش آنيته لدى النفس، وعندها الفرصة الكامنة للتجديد، والتحديث في ذات اللحظة، فتقدم هذا، وتؤخر الآخر، أو تدمج أمرين في حاضنة واحدة، أو تلغي كل ذلك، وتبحث عن مشروع آخر لا علاقة له بكل ما مر، وهذه مرحلة من الإرهاصات التي تمر بها النفس الإنسانية، ولكن ما سوف تستقر عليه، يصبح «دمغة» تظل ضمن الحاضنة المعرفية الكبيرة التي تتراكم طوال سنوات العمر، كما هو الحال في صورة «كرة الثلج» التي تتضخم باستمرار.

هناك من يرى أن الفرد يتأثر بالمخزون المعرفي المتكون من الصفات البيولوجية التي يرثها الإنسان من منابع أسرته (اللون، الصفات الجسدية، فصيلة الدم، الأمراض الوراثية، الطول والقصر، تجعد الشعر، السمنة، وغيرها) وعلى الرغم من أن الفرد ليس له دور في وجود هذه الصفات البيولوجية في رصد مخزونه المعرفي، وبالتالي فإن التأثر هنا؛ هو تأثر معنوي أكثر منه مادي، ولذلك تبقى هذه الصفات مصدر قلق له في حياته، وقد يعاني من ذلك معاناة صامتة، تتحول إلى عقدة نفسية، تمخر في قناعاته، ومواقفه، وقد تؤثر على قرارته الشخصية، خاصة إذا نظر إليها الفرد على أنها صفات سيئة؛ ونفسه لا تتحملها، ولا يتماثل بها مع كثير ممن حوله، فيذهب إلى البحث عن مشروعات أخرى؛ وجلها مشروعات مادية، لعلها تغطي شيئا من هذه الصفات، كتعويض نفسي؛ ظنا منه؛ أن ذلك يقدمه للآخرين من حوله على أنه إنسان آخر تماما على غير ما يراه الآخرون، وأنه متجاوز لمحيطه البيولوجي، وذلك من خلال اقتناء أشياء مادية لا تعكس حقيقة واقعه الذي يراه الناس من خلال ما يبدو عليه من هذه الصفات البيولوجية التي يعاني منها هو، بمعنى يحاول أن يغرب واقعه، حتى يبعد نظرة الناس عنه، وهي نظرة دونية؛ كما هو يتصور؛ فقد لا تكون عند الآخرين من حوله هذه النظرة، وينظرون إليه بكثير من الاحترام والتقدير، وأن ما عليه هو أمر من عند الله؛ لا يصح الجدال فيه، أو تقييمه، وهذا لا يعني أن ليس هناك مواقف استثنائية عند آخرين، ولكنها تبقى قليلة، وهم الذين يزيدون من تكريس مأساته التي يعيشها، حيث إنهم يواجهونه بها دائما في مواقف مختلفة، بصورة مباشرة، وغير مباشرة، وهذه إشكالية اجتماعية، لا يمكن الفكاك منها لاختلاف وعي الناس بعضهم ببعض، وعدم الالتفات كثيرا إلى الجوانب الإنسانية.

من مجمل الأخطاء التي نقع فيها في علاقتنا بالآخرين؛ أنه وبكل بساطة ويسر يمكننا أن نقول عن إنسان ما، انعكاسا لموقف ما، هذا فرد معقد، دون أن نعي مآلات هذا الحكم، على حقيقة شخصيته، وهل هو فعلا ما أبداه من موقف؛ أعطى الآخرين الشعور بالحكم عليه بهذا الحكم؟ فقد يكون ما قام به من فعل ما؛ أو ممارسة ما، لا تعكس حقيقة مفهوم الكلمة «معقد» وإنما هي حالة شعورية ارتضاها لنفسه أن تكون بهذه الصورة في الأداء في تلك اللحظة، وربما لظرف ضاغط في تلك اللحظة، بينما هو؛ في حقيقته؛ مساحة آمنة من الرضا، والاطمئنان، والأمان النفسي العالي والتسامح الكبير، والسؤال المهم هنا؛ هل نعت هذا التصرف لهذا الفرد أو ذاك هو منطلق حقيقي لذات فعله هو؛ أم أن المسألة عائدة علينا نحن الذين أطلقنا عليها الحكم؟ بمعنى نحن المعقدين؛ وليس هو، وجاء الحكم من قبلنا، لأننا ننطلق من شعور معقد نخفيه عن الآخرين، ونجد في تلك اللحظة الفرصة لانتزاعه من أنفسنا ولصقه بالآخر، هذه أيضا صورة مقبولة، وإلا فكيف يمكننا تقييم شخص ما في لحظة ما على أنه معقد، دون أن يكون هذا الشعور مختزن؛ في الأساس بين جوانبنا النفسية؟ وهذه الصورة تتقارب كثيرا من مفهوم صحفي/ إعلامي على درجة كبيرة من الأهمية، وهو مفهوم «التقمص الوجداني» والذي يستخدمه الصحفيون والإعلاميون بدرجات كثيرة عبر قصصهم الإخبارية التي يتوجهون بها إلى المتلقين لرسائلهم، حيث يضع الصحفي/ الإعلامي نفسه مكان الآخر، فيتحدث باسمه، وبطموحاته، وبرغباته، وبآماله، دون أن يكون هذا الطرف المُتَحدَّثَ عنه حاضرا، وإن كان هنا ثمة فاصل بسيط بين الاثنين (المستشعر بعقده ويريد أن يلصقها في الآخر؛ وبين حالة التقمص الوجداني)، ففي المجال الصحفي/ الإعلامي، يعد هذا أمرا في غاية الأهمية، ويعكس قدرة الصحفي/ الإعلامي على توصيل الفكرة، أما في الجانب الآخر - أقصد المستشعر بعقده - فإن مسألته خطيرة، ولا يحبذ؛ إطلاقا؛ للفرد أن يحشر نفسه في هذه الزاوية الخطيرة، والتي من خلالها يقيم الآخرين من حوله، أو يتحدث بالإنابة عنهم، خاصة في الجوانب السلبية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: هذه الصفات لا یمکن من حوله دون أن

إقرأ أيضاً:

هل يكون الحوثيون التاليين؟ يمنيون يفكرون في سقوط الأسد السوري

ترجمة وتحرير “يمن مونيتور”

المصدر: | Al Jazeera.EN

منصور صالح، خريج التاريخ في صنعاء البالغ من العمر 25 عاما، ملتصق بالتطورات السياسية والعسكرية في سوريا.

“مذهل” و “غامض” و “غير متوقع”، هي من بين بعض الكلمات التي استخدمها لوصف ما حدث في البلاد هذا الشهر.

ويقول البعض إن سقوط الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن – الذين يسيطرون على صنعاء وجزء كبير من شمال وغرب اليمن – قد يكون “المفاجأة التالية” في المنطقة.

“أصدقائي لديهم وجهات نظر مختلفة. اتصل بي البعض سعداء بانتهاء النظام السوري، والبعض الآخر حزين على مثل هذا السيناريو. نحن مجتمع منقسم للغاية”.

نتنياهو: أمرت بتدمير البنية التحتية للحوثيين حصري- الولايات المتحدة تطالب العراق إغلاق مكتب الحوثيين وطرد قياداتهم البكاء على سقوط دمشق

تبدو هزيمة الأسد شخصية بالنسبة لأنصار الحوثيين الذين يرون أنفسهم جزءا من “محور مقاومة” أوسع تقوده إيران لإسرائيل والولايات المتحدة.

في عهد الأسد، كانت سوريا تعتبر جزءا أساسيا من المحور وطريقا لنقل الأسلحة بين إيران والعراق ولبنان.

ويقول عبد الرحمن علي، 40 عاما من صنعاء، إن زوال النظام السوري السابق هو “خسارة فادحة”.

وأضاف: “عندما شاهدت أخبار سقوط دمشق في أيدي الجماعات المسلحة السورية المدعومة من تركيا، بكيت. أنا شخصيا لا أهتم ببشار. ما يهم هو استمرار قوة محور المقاومة”.

الحوثيون، الذين سيطروا بالسلاح على صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014 ثم أجبروا الحكومة المعترف بها دوليا في عام 2015 على الرحيل، هم جزء من “محور المقاومة” الإيراني، الذي يضم المقاومة الإسلامية والحشد الشعبي في العراق وحزب الله اللبناني. كما اعتبرت الحكومة السورية السابقة جزءا من المحور.

أثار استيلاء الحوثيين على السلطة حربا حيث حاولت الحكومة والحلفاء الإقليميون – بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة – استعادة السيطرة على اليمن.

دورية لقوات الأمن في مدينة تعز وسط اليمن

في أبريل/نيسان 2022، أوقف اتفاق وقف إطلاق النار الذي ترعاه الأمم المتحدة القتال، لكن السيطرة لا تزال مقسمة بين جماعات مختلفة، بما في ذلك الحوثيين، والحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي في الجنوب والشرق.

واليوم، يقول اليمنيون الموالون للحوثيين مثل “علي” إن الحرب قد تندلع مرة أخرى في اليمن.

وتابع أن “السيناريو الحالي في سوريا قد يغري الجماعات المناهضة لأنصار الله بشن حرب”، مستخدما الاسم الرسمي للحوثيين. هذا سيدخلنا في دورة جديدة من العنف”.

قيادة الحوثيين لا تخشى تجدد القتال، كما قال محمد علي الحوثي، عضو بارز في المجلس السياسي الأعلى للحوثيين في صنعاء، في مقابلة متلفزة في 12 ديسمبر/كانون الأول.

وأضاف أن الحوثيين مستعدون في حال استؤنف “العدوان” على اليمن، مستخدما مصطلحا يستخدمه الحوثيون لهجمات القوات التي تحرض ضدهم.

وأضاف الحوثي أن “الشعب اليمني لا يهتم بالتهديدات”. وأضاف: “أي حماقة يرتكبها العدو الإسرائيلي ضد اليمن ستؤدي إلى عمليات [عسكرية] للقوات المسلحة اليمنية”.

حصري- الحوثيون: سقوط الأسد لا يهم.. ونستعد لمعركة كبرى نتنياهو يستعد لمهاجمة اليمن.. إسرائيل تكافح لوقف صفارات الإنذار في تل أبيب   حصري- القادة السعوديون والإماراتيون يضغطون لتشكيل سياسة الولايات المتحدة بشأن اليمن ‘إنهاء الوجود الإيراني’

على الجانب الآخر من الانقسام اليمني يوجد الملايين المعارضين للحوثيين الذين يرون في سقوط الأسد انتصارا للحرية وهزيمة للاستبداد.

وقال فيصل محمد، وهو مدرس يبلغ من العمر 39 عاما في تعز، وهي مدينة تسيطر عليها إلى حد كبير القوات المناهضة للحوثيين والتي عانت لسنوات نتيجة الحصار الذي فرضته الجماعة: “أخيرا، الشعب السوري يحظى بالعدالة”. “سقوط الأسد يمنحنا الأمل في أن العالم العربي يمكن أن يرتفع فوق الاضطهاد”.

يرى فيصل محمد أن الأحداث في سوريا هي رسالة للحوثيين.

وأضاف: “لقد انهار حكم أسرة الأسد بعد 54 عاما… وبغض النظر عن المدة التي استمر فيها الحوثيون، فإنهم سيجتمعون إلى نفس المصير”.

على مدى العقد الماضي، وبدعم إيراني بما في ذلك الأسلحة والخبراء، خاض الحوثيون معارك عديدة ضد القوات الموالية للحكومة في اليمن وأحكموا قبضتهم على مساحات شاسعة من اليمن.

وبدا التنظيم آمنا عسكريا وسياسيا، وتبحث السعودية منذ سنوات عن مخرج من تورطها في اليمن، وفي بعض الأحيان تبدو قريبة من اتفاق مع الحوثيين. من ناحية أخرى، غالبا ما بدا المعسكر المناهض للحوثيين ضعيفا ومنقسما، حيث أصيب العديد من اليمنيين المناهضين للحوثيين بخيبة أمل من إخفاقات ممثليهم.

في الواقع، بدا أن الحكومة اليمنية ستضطر إلى الإذعان لشكل من أشكال الصفقة مع الحوثيين أو تجميدها من قبل المملكة العربية السعودية.

ومع ذلك، فإن الأحداث في المنطقة الأوسع، بما في ذلك الضعف العام لإيران وحلفائها نتيجة لصراعهم مع إسرائيل، أعطت الكثيرين في المعسكر المناهض للحوثيين الأمل في أن الأمور قد تغيرت.

“لقد تكبد حزب الله خسائر فادحة على يد إسرائيل، وتم القضاء على نظام الأسد. لم تستطع إيران فعل أي شيء”. لذلك، من المرجح أن يواجه الحوثيون مصيرا مماثلا، وهذا يعني أن الوجود الإيراني في اليمن سيقتلع”. -حسبما قال محمد عبده، وهو صحفي يمني مقيم في تعز يركز على السياسة والحرب، لقناة الجزيرة الإنجليزية.

وقال إن القتال لطرد الحوثيين سيكون “صعبا”.

وتابع: “القوة العسكرية للحوثيين وبراعتهم هائلة. لديهم الآلاف من المقاتلين وترسانات الأسلحة، ومع ذلك فإن جهدا جماعيا من قبل الحكومة اليمنية وحلفائها الإقليميين والدوليين يمكن أن يسرع انهيار الحوثيين”.

الحوثيون يستعدون للمعركة الفاصلة: تحذيرات من مؤامرة دولية وتعبئة عامة-جرافيك يمن مونيتور قصة تحذيرية

ومع ذلك، بالنسبة لبعض اليمنيين، فإن سقوط الأسد هو بمثابة تحذير أكثر من أي شيء آخر.

“تظهر لنا سوريا أن إزالة دكتاتور ليست نهاية القصة”، قال يونس صالح، صاحب متجر في صنعاء. “ما يهم هو ما سيأتي بعد ذلك. إذا لم تجد سوريا السلام، فسنواجه نفس دوامة العنف التي لا نهاية لها”.

ويردد اليمنيون الذين سئموا الحرب هذا الشعور، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية. بالنسبة لهم، يعد سقوط الأسد تذكيرا بالحاجة إلى حل شامل للأزمة اليمنية المستمرة منذ عقد من الزمان.

تسببت الحرب بين الحكومة اليمنية المدعومة من المملكة العربية السعودية والحوثيين المتحالفين مع إيران في كارثة إنسانية.

وقالت منظمة الصحة العالمية في مارس/آذار من هذا العام إنه مع دخول الصراع في اليمن عامه العاشر، فإن أكثر من نصف سكان البلاد في حاجة ماسة إلى المساعدات.

ويحتاج ما يقدر بنحو 17.8 مليون شخص إلى المساعدة الصحية، 50 في المائة منهم من الأطفال. 4.5 مليون شخص مشردون. وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 3,700 مدرسة تضررت أو أعيد توجيهها.

حصري- الحوثيون يتحفزون لمواجهة زلزال سقوط الأسد السوري بتقديم التنازلات للخارج هل يستغل اليمنيون التحوّلات الإقليمية لاستعادة الدولة؟ حصري- القوات تحتشد.. استعدادات عودة الحرب إلى الحديدة ‘بالسلام أو بالقوة’

وقال عبد السلام محمد، رئيس مركز أبعاد اليمني للدراسات والبحوث، للجزيرة الإنجليزية إن تصرفات الحوثيين في الممرات المائية حول اليمن، حيث هاجمت الحركة سفنا ظاهريا تضامنا مع الفلسطينيين في غزة التي تتعرض لهجوم إسرائيلي، أدت إلى عزلة دولية، وحملة من الهجمات الجوية بقيادة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

كما شن الحوثيون هجمات صاروخية وطائرات بدون طيار على إسرائيل، مما أدى إلى هجمات إسرائيلية على اليمن.

بعد أن تم حذفهم من قبل الولايات المتحدة من قائمة تصنيفها الإرهابية في عام 2021، أعيد إضافة الحوثيين إليها في يناير/كانون الثاني الماضي.

وأكد عبد السلام محمد أن “هناك قرارا وطنيا وإقليميا ودوليا بإنهاء حكم الحوثيين في اليمن سواء بالسلم أو بالقوة”. مضيفاً “سيحدد الوقت كيف سيتحقق هذا.”

ويعتقد عبد السلام محمد أيضا أن هذا الابتعاد عن الحوثيين يمتد إلى الخليج.

وقال عبد السلام محمد إن “الطائرات المسيرة والصواريخ الحوثية تهدد باستمرار دول الخليج المنتجة للنفط”. وأضاف: “لذلك، عندما تسنح الفرصة لإضعاف الحوثيين، سيستفيد الخليج من ذلك. وبالمثل، فإن المعارضين الحوثيين في اليمن سيعطون الأولوية للحل العسكري عندما يصبح سقوط الجماعة ممكنا”.

كما أن هزيمة “محور المقاومة” في سوريا وخسائره في لبنان يمكن أن تمهد الطريق لسقوط الحوثيين في اليمن، بحسب عبد السلام محمد.

وقال إن “الحوثيين يبحثون عن حلفاء جدد مثل روسيا”. “لكن هذا لا يمنع تكرار سيناريو انهيار حزب الله أو سقوط حكم الأسد في اليمن”.

وأضاف “هذه فرصة ذهبية للحكومة اليمنية لاستعادة السيطرة على المحافظات التي خسرتها لصالح الحوثيين خلال سنوات الحرب الماضية”.

لكن قد يكون قول ذلك أسهل من فعله. ولم تكن هناك مؤشرات تذكر على أن القوات المناهضة للحوثيين تستعد لشن هجوم كبير.

يسيطر الحوثيون على بعض الأجزاء الأكثر اكتظاظا بالسكان في اليمن، لكن المنطقة جبلية إلى حد كبير ويسهل الدفاع عنها من التضاريس الأكثر استواء لتقدم المعارضة السورية السابقة نحو دمشق قبل سقوطها. لا يزال الحوثيون يحظون أيضا بدعم العديد من القبائل المؤثرة في اليمن، ولا سيما القبائل المحيطة بصنعاء، والتي تعتبر حيوية لأي فرصة لاستعادة السيطرة على العاصمة.

ووصف صالح، خريج التاريخ في صنعاء، الأجواء في اليمن بالهدوء في الوقت الحالي، لكنه أضاف أنه “يمكن أن ينفجر في أي لحظة”.

وأكد صالح أن “الحوثيين ينتظرون معركة حياة أو موت، ولا يزال خصومهم مترددين في بدء الحرب”. “قد تبدأ في أي وقت، لكن نهايتها ستكون غير محددة.”

مقالات مشابهة

  • هل يكون الحوثيون التاليين؟ يمنيون يفكرون في سقوط الأسد السوري
  • وزير الخارجية الروسي: لن يكون هناك حل سهل للأزمة الأوكرانية
  • «الباراسيتامول» قد يكون قاتلاً.. ولكن متى؟
  • السوداني: ساهمنا بإبعاد بلدنا أن يكون ساحة للحروب والصراعات في المنطقة
  • موظفو البنوك.. أين أنتم من الذكاء الاصطناعي؟
  • "أنتم تحتفلون ونحن نعيش على أمل عودة  أسرانا".. صرخة الأمهات الأوكرانيات يوم عيد الميلاد
  • "بسيوني": الشائعات تهدف إلى التأثير على الصورة التي تقدمها مصر في مجال حقوق الإنسان
  • هل يمكن إعفاء الحاصل على الدعم النقدي دون وجه حق من رد المبالغ التي صرفها؟.. الضمان الاجتماعي يوضح
  • موقع عبري: الحوثيون لا يمكن ردعهم.. الجماعة التي تتحدى الولايات المتحدة وتتحدى العالم
  • نشأت الديهي: 2025 قد يكون عام ضرب إيران