تضاعفت نسبة النساء السعوديات في سن العمل اللاتي لديهن وظيفة ثلاث مرات تقريبا منذ عام 2013 لتصل إلى 30%؛ ما يتيح للمملكة استكشاف القوة الشرائية للنساء، بحسب سيباستيان كاستيلير في تقرير بموقع "المونيتور" الأمريكي (Al Monitor) ترجمه "الخليج الجديد".

كاستيلير  تابع أنه "على الرغم من أن المشاركة الاقتصادية للمرأة السعودية لا تزال أقل من نصف مشاركة الرجل، إلا أن تضييق الفجوة يعد أحد الإنجازات الرئيسية لرؤية 2030، وهي خطة إصلاح اجتماعي واقتصادي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لإعادة رسم اقتصاد البلاد بعد عقود من المحافظة الدينية".

وقالت ياسمين الدخيل (29 عاما)، وهي سعودية تعيش في جدة وتعمل في مجال التوظيف، إنه عندما فتحت السعودية وظائف مضيفة طيران وضابط أول للنساء السعوديات في 2020، استقبلت شركة الطيران الوطنية "عددا كبيرا" من المتقدمات.

ومن العوامل المساهمة أيضا ارتفاع مستويات التعليم وانخفاض عدد الولادات لكل امرأة سعودية من أكثر من سبع ولادات في سبعينيات القرن الماضي إلى 2.8 وفقا لأحدث إحصاء، كما أضاف كاستيلير.

وبحسب وكالة "ستاندرد آند بورز جلوبال"، في سبتمبر/ أيلول الماضي، فإنه "بشكل عام، كلما قل عدد الأطفال لدى المرأة، زادت قدرتها على المشاركة في القوى العاملة".

ديمة باناجه (28 عاما)، وهي محللة أعمال في جدة تعمل منذ 2016، قالت إنه "قبل 30 عاما فقط، كان الطموح الافتراضي لمعظم الفتيات السعوديات المراهقات هو أن يصبحن أمهات".

واستدركت: "لكن بالنسبة للجيل الجديد، لم يعد الأمر يتعلق بالعمل أم لا، بل بالمهنة التي أريدها. حتى أن أبناء وبنات إخوتي يتساءلون عن سبب عدم عمل أمهاتهم. بالنسبة لهم، من الغريب أن تبقى في المنزل!".

وقالت رنا عبد الله، رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، إن "المرأة كانت تتطلع إلى الزواج فقط، لكن الآن حصلت على حياتها، وهي مشغولة بعملها، وليس عليها أن تنتظر أحدا ليمنحها الحياة".

اقرأ أيضاً

لا شيء تغير.. سعوديات يشككن في إصلاحات بن سلمان حول حقوق المرأة

أسر متعددة الأجور 

"ولعقود من الزمن، كان التفسير الوهابي المتشدد للإسلام هو الذي فرض الحياة اليومية في المملكة واستبعد النساء فعليا من العديد من الوظائف"، كما زاد كاستيلير.

واستدرك: "لكن القيود الدينية جاءت بتكلفة باهظة، إذ يمكن للمملكة تحفيز نموها الاقتصادي بنسبة 1.6٪ إضافية من الناتج المحلي الإجمالي سنويا إذا زادت مشاركة المرأة في سوق العمل وفقا لتقديرات صندوق النقد الدولي".

كستيلير قال إن "برنامج رؤية 2030 بدأ بالفعل في إطلاق العنان لإمكانات 9.4 مليون امرأة في السعودية. وبعد أن سمحوا للنساء بقيادة السيارة، ترغب جميع النساء في امتلاك سيارة خاصة بهن".

وقالت رنا عبد الله إن "ارتفاع معدلات توظيف الإناث يجعل الأسر ذات الأجور المتعددة شائعة، مقارنة بما كانت عليه الحال قبل عقد من الزمن عندما كانت 10% فقط من النساء في سن العمل لديهن وظيفة".

فيما اعتبرت هالة الدوسري، ناشطة حقوقية سعودية، أن "الأمر لا يتعلق بالمرأة في حد ذاتها، بل يتعلق أكثر بالاقتصاد".

وأردفت: ما لم يعمل النساء والرجال، لن تستطع الأسر السعودية تغطية نفقاتها. وقد بلغت ضريبة القيمة المضافة 15% منذ 2020، والإعانات آخذة في التراجع.

و"تدعم الزيادة في القوة الشرائية للأسر السعودية جهود المملكة لتحقيق بعض أهدافها لعام 2030، وأبرزها زيادة الناتج المحلي الإجمالي إلى 1.7 تريليون دولار، وزيادة ملكية المنازل بين السعوديين من 47% إلى 70%، ومضاعفة الإنفاق على الثقافة والترفيه"، كما أردف كستيلير.

وزاد بأن "الحصة المتزايدة للنساء السعوديات في إجمالي القوى العاملة ستساعد المملكة على الاحتفاظ بحصة أكبر من الأجور التي ذهبت تاريخيا إلى الخارج عبر التحويلات المالية التي يرسلها مغتربون يشغلون 77٪ من وظائف القطاع الخاص، وقدر البنك الدولي هذه التحويلات بأكثر من 39 مليار دولار خرجت من المملكة في 2022".

اقرأ أيضاً

سعوديات يزاحمن الرجال في ورش إصلاح السيارات

المصدر | ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: السعودية نساء سوق العمل اقتصاد

إقرأ أيضاً:

«القومي للإعاقة»: يجب العمل على إزالة العوائق أمام تمكين ذوات الهمم في العمل

أكدت الدكتورة إيمان كريم، المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، ضرورة العمل على إزالة العوائق التي تحول دون وصول الفتيات والنساء ذوات الإعاقة إلى الأمان والعدالة من خلال الاستماع إلى أصواتهن، وتمكينهن في العمل وتمثيل المرأة بجميع مستويات صنع القرار، والعمل على الأبحاث المتعلقة وذات الصلة بالعنف ضد المرأة ذات الإعاقة وكلها وسائل حاسمة للحدّ من التمييز وكسر اختلال توازن القوى وتوفير معلومات يمكن الوصول إليها حول الحقوق والخدمات المقدمة.

جاء ذلك في بيان للمجلس تزامنا مع حملة الستة عشر يومًا لمناهضة العنف المبني على النوع الاجتماعي وهي الحملة الدولية لمواجهة العنف ضد النساء والفتيات، التي تبدأ سنويا 25 نوفمبر، وهو اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، وتستمر حتى 10 ديسمبر، وهو اليوم العالمي لحقوق الإنسان.

ارتفاع خطر العنف ضد الفتيات والنساء ذوات الإعاقة

ونوهت الدكتورة إيمان كريم، إلى أن العنف ضد النساء والفتيات ذوات الإعاقة يعد قضية مهمة تتعلق بالتمييز والإقصاء على أساس النوع الاجتماعي والإعاقة، ويؤدي هذان العاملان إلى ارتفاع خطر العنف ضد الفتيات والنساء ذوات الإعاقة.

وشددت على أن المجلس يساند المرأة والفتاة ذات الإعاقة من خلال البرامج والمشروعات التي ينظمها، وكذلك التنسيق والتعاون مع العديد من الوزارات والجهات الحكومية والتي كان من شأنها تضمين قضايا المرأة والفتيات ذوات الإعاقة بالاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية 2030، التي أطلقها المجلس القومي للمرأة والتي ترتكز على مبادئ العدالة الاجتماعية والمساواة بين المرأة والرجل في جميع الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

إطلاق حملة كيفية التصدي للعنف الرقمي

وضمن مبادرة بداية جديدة، أطلق المجلس حملة بعنوان «كيفية التصدي للعنف الرقمي.. مستقبل خال من العنف عبر الإنترنت»، شارك فيها 71 من النساء ذوات الإعاقة من الجمعيات الأهلية والاتحاد النوعي للصم يمثلون جميع أنواع الإعاقات، هدفت إلى رفع وعي المشاركات بأشكال وأنواع العنف وآليات الحماية الوطنية من العنف لا سيما العنف الإلكتروني والتشريعات الوطنية ذات الصلة وكيفية التواصل مع آليات الحماية وسبل الإبلاغ في حالة التعرض لمشكلة والجهات المنوط بها التدخل، ونظرة حول المرأة في الاتفاقيات والمواثيق الدولية وجهود الدولة المصرية في مواجهة العنف ضد النساء.

وقالت المشرف العام على المجلس إنه في إطار أنشطة الحملة، يحتفل المجلس يوم 2 ديسمبر المقبل باليوم العالمي لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الذي يوافق 3 ديسمبر من كل عام، ويعقد المجلس في هذا اليوم مؤتمرا موسعا يناقش الجهود الوطنية لتضمين قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة في الاستراتيجيات الوطنية.

مقالات مشابهة

  • منتدى المرأة يُسلّط الضوء على إنجازات أصحاب الهمم من النساء في مكان العمل
  • «طرق دبي»: أصدرنا 700 ألف رخصة قيادة للنساء
  • “منتدى المرأة” يُسلّط الضوء على إنجازات أصحاب الهمم من النساء في مكان العمل
  • صفر تسامح.. حراك مدني لمناهضة العنف ضد النساء في المغرب
  • منظمة المرأة العربية: مناطق القصف العشوائي بفلسطين ولبنان أوضح صورة للعنف ضد النساء
  • "إيمان كريم" تطالب بالاستماع للفتيات والنساء ذوات الإعاقة وتمكينهن في العمل
  • «القومي للإعاقة»: يجب العمل على إزالة العوائق أمام تمكين ذوات الهمم في العمل
  • السوداني:تمكين النساء اقتصادياً وتعزيز قدراتهنّ
  • دعوات لكوطا نسائية في النقابات لتجاوز ضعف دور المرأة النقابية
  • المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن