الرؤية- الوكالات

أعلنت كتائب القسام- الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"- تنفيذ عملية إنزال خلف الخطوط الإسرائيلية غرب معبر "إيرز"، مُؤكدة أنَّه "تم الإجهاز على عدد من الجنود الإسرائيليين بعد أن اقتحم المقاومون الحدود وأطلقوا صواريخ مضادة للدروع تجاه آليات عسكرية".

وأضافت أنَّه بعد انتهاء عملية الإنزال ووصول قوة إسناد من جيش الاحتلال قرب "إيرز"، وقع اشتباك عنيف مجددا قرب السياج الفاصل.

من جهتها، قالت القناة 14 الإسرائيلية إن "حادثًا أمنيًا خطيرًا" وقع في مستوطنة إيرز بغلاف غزة؛ حيث سُمع تبادل لإطلاق كثيف للنار، في أول اعتراف إسرائيلي بعملية الإنزال التي نفذتها المقاومة الفلسطينية خلف خطوط القتال غرب "إيرز" والتي نفذتها كتائب القسام.

ويُواصل الجيش الإسرائيلي قصف قطاع غزة منذ بدء عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس"، ووسع هجومه البري وكثف غاراته على كافة المحاور منذ يوم الجمعة.

وقالت وزارة الصحة في غزة أمس إنَّ عدد الشهداء في القطاع ارتفع إلى 8005 أشخاص، بينهم 3342 طفلا منذ السابع من أكتوبر، مضيفة أنها تلقت بلاغات تُفيد بوجود 1870 شخصا تحت الأنقاض، من بينهم 1020 طفلا، وأنه في خلال 24 ساعة استشهد 302 فلسطينيا جراء الغارات الإسرائيلية معظمهم من النازحين.

وفي الشمال، أعلن حزب الله اللبناني استهداف مُسيّرة إسرائيلية بصاروخ أرض جو وإصابتها بشكل مُباشر لتسقط في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأشار إلى أنَّه تم استهداف قوة مشاة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في موقع بركة ريشا بالأسلحة الصاروخية الموجهة، بالإضافة إلى استهداف موقع راميا بالأسلحة المناسبة، وتدمير قسم من التجهيزات في كلا الموقعين.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه تمَّ رصد 10 عمليات إطلاق صواريخ عبر الحدود من لبنان، مبيناً أن قواته قامت بالرد على مصادر إطلاق الصواريخ.

وفي المقابل، تشهد حكومة الاحتلال الإسرائيلي حالة من التخبط بسبب تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على منصة "إكس"، الذي حمل فيها رئيسي الشاباك والاستخبارات مسؤولية هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر.

وبعد هذه التصريحات، عبر عدد من السياسيين الإسرائيليين عن غضبهم بسبب ما قاله نتنياهو، ليقوم الأخير بحذف التغريدة وتقديم الاعتذار قائلا: "أخطأت وما قلته بعد المؤتمر الصحفي ما كان ينبغي قوله وأعتذر عنه وأعطي الدعم لقادة الأجهزة الأمنية".

وكان رئيس حكومة الاحتلال قد كتب على صفحته الرسمية إنِّه "لم يتلقَ أبداً أي تحذير عن نية حماس شن هجوم ضد إسرائيل، وأن كل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بما فيها رئيس الشاباك ورئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية لم تقدم له تقارير عن نوايا حماس الحربية، بل قدروا أن حماس مردوعة ووجهتها للتهدئة".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

لا خيار أمام جيش العدو سوى الانسحاب... أو المقاومة

على وقع بعض المواقف والتقارير الإسرائيلية منذ ما بعد اتفاق وقف إطلاق النار، برزت إلى صدارة الاحتمالات فرضية أن لا تنسحب إسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة بعد انتهاء الـ 60 يوماً، وتحوّلت إلى هاجس وسيناريو، يستوجب ذلك مناقشته وما يمكن أن يترتّب عليه من خيارات وتداعيات.

وتعزّزت تقديرات هذه الفرضية في ضوء مواصلة العدو خروقاته التي تجاوزت منطقة جنوب الليطاني وشملت استمرار تدمير المنازل وغارات جوية وعمليات قتل واعتداءات متفرّقة. ويبدو أن هذا الأداء يستند إلى تقدير لدى قيادة العدو بأن حزب الله حريص على تجنّب تجدّد الحرب، ما يدفعه إلى تجاوز بعض الاعتداءات، إضافة إلى حرصه على نجاح اتفاق وقف إطلاق النار بعدما أظهر التزاما عمليا به. لكنّ المتغيّر الأكثر حضوراً، على ما يبدو، في تقديرات العدو ورهاناته، والذي يمكن أن يؤثّر في خياراته، هو المتغير السوري الذي أدّى إلى فقدان المقاومة عمقها الاستراتيجي.

من الواضح أن سيناريو عدم الانسحاب بعد 27 كانون الثاني الجاري يشكّل انقلاباً على الاتفاق الذي وقّعته إسرائيل. لكنّ ذلك ليس مشكلة بالنسبة إليها إذا كان بالإمكان تنفيذه من دون أي أثمان.

ويحضر كمؤشر إضافي على هذا التوجه العدوان الذي نفّذه جيش العدو بعد سقوط النظام السوري واجتياحه مناطق فضّ الاشتباك وتوسّعه في الأراضي السورية واحتلاله نحو 400 كلم مربّع، إلى جانب تدمير أغلب القدرات العسكرية والصاروخية للدولة السورية. وهذا كله من دون أن تفتح سوريا جبهة إسناد لغزة منذ طوفان الأقصى.

مع ذلك، فإن عدم الانسحاب يضع الدولة اللبنانية ولجنة الإشراف أمام تحدّ واختبار خطيريْن، ومن أقل النتائج التي تترتب عليه أنه يُقوّض مصداقية الطرفين أمام سكان الجنوب، وينسف الاتفاق في أهم بنوده، ويثبت مجدداً أن خيار الدبلوماسية غير ناجع وحده في التعامل مع كيان العدو، خصوصاً أن بقاء جيش الاحتلال يجعل من المتعذّر تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، ويُسقط مطالبة المقاومة بعدم وجود مسلح لها جنوبي نهر الليطاني، ويضفي مشروعية إضافية على عمل المقاومة المسلحة، إلى جانب ما تستند إليه من حقوق طبيعية وقانونية وأخلاقية ودينية، لإجبار إسرائيل على ما تمّ الاتفاق عليه بإخراج الجيش من الأراضي اللبنانية.

وعلى مستوى الصراع السياسي الداخلي في لبنان، فإن بقاء قوات الاحتلال يُسقط أحد أهم المرتكزات التي يروّج لها خصوم المقاومة في لبنان، وهو أن الدولة تستطيع حماية لبنان وأمنه وأرضه من الخطر الإسرائيلي من دون الحاجة إلى المقاومة العسكرية، وبالاستناد إلى علاقاتها الدولية والإقليمية والقرارات الدولية! كما يُساهم في تقويض خطاب حلفاء الولايات المتحدة في الداخل اللبناني. وهو ما دفع بأحد الزعماء اللبنانيين أخيراً إلى محاولة احتواء التداعيات السلبية للأداء الإسرائيلي الذي يكشف زيف فرضياتهم، عبر محاولة إعادة إلقاء الكرة على المقاومة، مدّعياً بأنها تسيطر على الحكومة التي لا تستطيع أن تمون عليها بقبول مساعدات من إيران لإعادة الإعمار! وليس ذلك إلا مؤشراً إضافياً على ضعف لبنان حكومةً وأداءً في مواجهة الخطر الإسرائيلي في أهم قضية سيادية وهي تحرير الأرض من الاحتلال.

في المقابل، ليس هناك داعٍ لعرض مروحة الخيارات النظرية المطروحة أمام قيادة المقاومة ومناقشة كل منها على حدة، ومن ثم تحديد القرار المرجّح من منظورها، إذ إن قرارها النهائي هو أن لا مستقبل للاحتلال الإسرائيلي للأراضي اللبنانية، ومهما كانت التداعيات سيتم دحر الاحتلال إلى ما وراء الخط الأزرق، خصوصاً أن السكوت على هذا الاحتلال سيُقدّم صورة خاطئة حول المعادلة التي تحكم مرحلة ما بعد الاتفاق، وسيجرّئ إسرائيل على مزيد من الاعتداءات.

كذلك، فإن الضغط الميداني للمقاومة، بغضّ النظر عن توقيته وتكتيكاته وأدواته ووتيرته، هو أمر تحدّده قيادة المقاومة في حينه. وسيضع ذلك قيادة العدو أمام تحدّ كاشف عن مدى استعدادها لتجدّد عمليات المقاومة التي ستكون قادرة على الفتك بقواته، وهو أمر أدركته إسرائيل خلال المواجهات البرية الأسطورية، وفي ظل تطور قدرات المقاومة وخبراتها بالقياس إلى ما كانت عليه في فترة الاحتلال وصولاً إلى التحرير عام 2000.

الأخبار اللبنانية

مقالات مشابهة

  • حماس: عملية رام الله رسالة رد على جرائم الاحتلال وحرب الإبادة
  • غزَّة 2024 .. عام الصُّمود الأسطوريّ في مواجهة الإبادة “الإسرائيلية”
  • “حماس”: عملية إطلاق النار في رام الله رد طبيعي على حرب الإبادة
  • قاسم : صبر حزب الله قد ينفد على الخروقات الإسرائيلية
  • حزب الله: المقاومة قوية ورادعة ومؤثرة وتعطل أهداف العدو رغم التدمير الإسرائيلي والعدوان
  • بالفيديو.. الجيش الإسرائيلي يعترف لأول مرة بتنفيذ عملية إنزال في مصياف السورية ويشن غارات على منشآت عسكرية بحلب
  • لا خيار أمام جيش العدو سوى الانسحاب... أو المقاومة
  • إسرائيل تكشف عن عملية إنزال عسكرية في مصياف السورية(فيديو)
  • قائد الثورة: من المؤسف أن تصنف دول عربية المقاومة الفلسطينية بالإرهاب وتتجاهل العدو الإسرائيلي وإجرامه الذي لا مثيل له
  • السيد القائد: استمرار العدو الإسرائيلي في خروقاته واعتداءاته على لبناني يؤكد ضرورة المقاومة