نيويورك تايمز: ما سر شغف بايدن بالدولة اليهودية؟
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا لكبير مراسليها في البيت الأبيض تناول فيه علاقات الرئيس جو بايدن الراسخة بإسرائيل و"شغفه الواضح بالدولة اليهودية" على مدار مسيرته المهنية الطويلة.
وقال المراسل بيتر بيكر إن دعم بايدن القوي لإسرائيل وقت الأزمات ليس بالظاهرة الجديدة، فالتضامن الوثيق الذي أبداه الأسابيع الثلاثة الماضية، منذ هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، تعود جذوره إلى أكثر من نصف قرن من الانجذاب نحو "الدولة اليهودية" والذي اتسم بطابع شخصي للغاية.
وطبقا للصحيفة الأميركية، يبدو بايدن كبطل غير متوقع لإسرائيل لا سيما وأنه كاثوليكي متدين.
ويزعم بيكر في تقريره أن آراء بايدن تشكلت خلال الأحاديث التي كانت تدور على مائدة العشاء مع والده الذي كان يدين المحرقة (الهولوكوست) التي تعرض لها اليهود بأوروبا.
12 رحلةوعلى مدار مسيرته المهنية، شد بايدن الرحال إلى إسرائيل 12 مرة، 7 منها عندما كان عضوا بمجلس الشيوخ، و3 عندما كان نائبا للرئيس باراك أوباما، ومرتان كرئيس للجمهورية. والتقى خلال تلك الزيارات بكل رؤساء الحكومات الإسرائيلية منذ عهد غولدا مائير.
ولطالما كان شغفه بـ"الدولة اليهودية" واضحا حتى أن أحد زملائه في مجلس الشيوخ وصفه قبل سنوات بأنه "الكاثوليكي اليهودي الوحيد".
وبحسب نيويورك تايمز، فقد أطلق عليه مسؤول إسرائيلي مخضرم لقب "أول رئيس يهودي" للولايات المتحدة، مشيرا إلى أن بايدن يؤمن بالقومية اليهودية. وقال في ذلك "ليس من الضروري أن تكون يهوديا لتصبح صهيونيا".
وحتى المبعوث الأميركي الأسبق لسلام الشرق الأوسط دينيس روس -والذي عمل أو درس الرؤساء الأميركيين من كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري، منذ ثمانينيات القرن المنصرم- اعتبر علاقات بايدن بإسرائيل الأقوى من بين كل أولئك الرؤساء.
ونقلت الصحيفة عن شالوم ليبنر، الذي كان مستشار 7 رؤساء وزراء إسرائيليين متعاقبين، إن بايدن يُعد الآن أكثر شعبية في إسرائيل من قادة إسرائيل أنفسهم.
لحظات خلاف
على أن ذلك لا يعني -برأي المراسل- أن بايدن لم يمر بفترات احتكاك مع القادة الإسرائيليين، وأبرزهم رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، وحتى الآن يحاول بايدن بطريقته الخاصة منع الحكومة الإسرائيلية من التصرف بسرعة كبيرة جدا.
ورغم دعم الرئيس الأميركي "الصلب والذي لا يتزعزع" لإسرائيل، فهناك من يصفهم التقرير بالتقدميين اليساريين داخل حزبه الديمقراطي درجوا على انتقاد القمع الإسرائيلي للفلسطينيين، والتوسع الاستيطاني بالضفة الغربية، والحصار الطويل الأمد على قطاع غزة الذي حوّلها إلى سجن مفتوح.
وأبدى بعض الأعضاء في طاقم بايدن سرا عدم تفهمهم لسبب استعداده لدعم نتنياهو بينما تحاصر القوات الإسرائيلية غزة، وتقطع الغذاء والوقود وتقصف القطاع بالقنابل التي قتلت آلاف الأشخاص.
ويرى بعض مساعدي بايدن أن احتضانه العلني لنتنياهو يمنحه القدرة على التأثير عليه في لقاءاتهما الخاصة. وذكرت نيويورك تايمز أن الرئيس تحدث إلى نتنياهو 10 مرات منذ هجوم المقاومة الفلسطينية على إسرائيل، واحتجازها أكثر من 200 أسير.
لا تعاطف مع الفلسطينيين
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن بايدن لم يُظهر التعاطف نفسه تجاه الفلسطينيين في مستهل حياته المهنية، ناقلة عن يوناه بلانك -الذي كان مستشار بايدن لشؤون المنطقة عندما كان عضوا بمجلس الشيوخ- القول إنه لم تكن هناك "شهية" كبيرة بالولايات المتحدة تجاه المشاعر المؤيدة للفلسطينيين، أو حتى تبني نهج متوازن نسبيا.
بيد أن بلانك يعود ليؤكد أن ذلك قد تغير الآن "فالاعتراف بإنسانية الفلسطينيين لم يعد انتحارا سياسيا".
وزعمت الصحيفة أن بايدن ظل -مع ذلك- يدعم منذ فترة طويلة إقامة دولة منفصلة للفلسطينيين، بل أحيانا يضغط على الإسرائيليين لبذل المزيد من الجهد لإقرار السلام.
ويرتبط بايدن بعلاقات قوية مع القادة الإسرائيليين. ويتذكر الحاخام مايكل بيلز من جماعة بيث شالوم في ويلمنغتون بولاية ديلاوير -والذي يناديه بايدن بـ"حاخامي"- قائلا "لم أسمع قط رئيسا يطلق على نفسه اسم صهيوني من قبل" مثلما يفعل الرئيس.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: نیویورک تایمز أن بایدن
إقرأ أيضاً:
فايننشال تايمز: تغير خريطة الشرق الأوسط تحد كبير للغرب
حذر باحث بارز في الشؤون الدولية الغرب من التهاون في التعامل مع التحولات التاريخية في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدا أن في ذلك خطرا كبيرا.
وأكد إميل حكايم، مدير الأمن الإقليمي في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية ومقره في العاصمة البريطانية لندن، أن توالي التطورات التي بدأت في المنطقة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كانت مذهلة لاجتماع أحداث مأساوية وإستراتيجية فيها ستستغرق وقتا حتى تهدأ، لأن ما حدث سيكون له، بلا أدنى شك، تداعيات على المدى الطويل.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تايمز: عندما يتعلق الأمر بالقيم البريطانية الأمر جد معقدlist 2 of 2لوفيغارو: حكومة طالبان تعتمد على السياحة للتخفيف من عزلتهاend of listوأضاف، في مقاله بصحيفة فايننشال تايمز البريطانية، أن المجتمعات في المشرق العربي "متنوعة وهشة" وتمر بتحولات تاريخية جذرية، ومن غير المرجح أن تحصل على مساعدة من الخارج، نظرا لتردد دولها وفتور همة العالم على حد سواء.
حل الدولتينوتترافق عملية إعادة ترتيب المنطقة -وفق الكاتب- مع أعمال عنف شديدة وسجالات متجددة، فالفلسطينيون يعانون الأمرين على نحو غير مسبوق في قطاع غزة على يد الجيش الإسرائيلي.
وزعم حكايم أن رهان حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الذي يصفه بالفاشل، وعجز شركائها عن نجدتها، هو تذكير بأن المسار الوحيد لقيام دولة فلسطينية يكمن في تدويل القضية والتوصل إلى حل عبر التفاوض.
إعلانوقد برز التحالف من أجل حل الدولتين الذي تتبناه دول عربية وأوروبية باعتباره الوسيلة الأرجح لتحقيق ذلك الهدف.
وتابع قائلا إن على الفلسطينيين الاقتناع بأن الأمر أكثر من مجرد حفلة دبلوماسية رمزية، ولكن عليهم أن يثبتوا أنهم أصحابها، وهي نتيجة لن تتحقق إلا بإصلاح السلطة الفلسطينية الذي طال انتظاره.
عجرفة الاحتلالوفي موازاة ذلك، انتقل الإسرائيليون من صدمة شديدة -في إشارة إلى هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023- إلى "انتصار عسكري" في غضون عام واحد فقط، كما يدعي كاتب المقال.
وقد عزز ذلك، برأيه، الاعتقاد بأن إسرائيل لا يمكنها الاعتماد إلا على قوتها العسكرية وأن التوسع في غزة والضفة الغربية المحتلة والآن جنوب سوريا ليس مبررا فحسب بل إنه مطلوب.
وأردف أن الدعم غير المشروط الذي تحصل عليه إسرائيل من الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية سمح لها بصرف النظر عن ضرورة التوصل إلى سلام عادل من شأنه أن يوفر الأمن للجميع.
لكن عقلية إسرائيل القائمة على الأمن فقط ستكون لها عواقب وخيمة، فهي في نظر حكايم مكلفة، وتزيد من الاعتماد على الولايات المتحدة، وتنفر الشركاء الحاليين والشركاء المحتملين في الجوار، الذين يخشون من أن توسع إسرائيل نطاق الصراع بضرب قيادة إيران ومنشآتها النووية.
خسارةولفت إلى أن خسارة إسرائيل سمعتها جراء حربها على غزة هائلة، وتنطوي على التزامات قانونية، إلا إن وضع اللبنانيين مختلف، إذ ينبغي على حزب الله أن يأخذ في الاعتبار انهيار إستراتيجيته العسكرية وسقوط سرديته الأيديولوجية وتداعي مصداقيته، على حد تعبير الكاتب.
أما السوريون فيتذوقون طعم الحرية لأول مرة منذ عقود، كما يقول حكايم الذي يعزو انهيار نظام بشار الأسد السريع إلى فساده. وأشاد بالإدارة الجديدة في دمشق لتحليها بضبط النفس وبعض الحكمة.
ومع ذلك، فهو يعتقد أن إحلال السلام يتطلب مآثر جمة من النبل والشهامة والتفاني في إرساء حكم يشمل الجميع رغم أنف المخربين في الداخل والخارج.
إعلان تغيرات إستراتيجيةوأوضح أن من أجل التوصل إلى مصالحة بين العرب والأكراد، فإن ذلك يستدعي "اعتدالا ووسطية" من جانب تركيا، ودبلوماسية من قبل الولايات المتحدة، معتبرا ذلك حيويا.
وقال إن بإمكان دول الخليج أن تساعد في تحييد نفوذ إيران، التي يعدها الخاسر الأكبر فيما يجري.
وخلص إلى أن كثيرين في العواصم الغربية سيجدون سلوى في أن هذه التحولات التاريخية قد تم احتواؤها حتى الآن بشكل مدهش.