لجريدة عمان:
2024-07-02@00:48:34 GMT

معاناة المواطنين الفلسطينيين في إسرائيـل

تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT

الشيء الوحيد الذي يوحدُنا نحن الفلسطينيين هو أن رحلتنا لم تكن سهلة أو سلسة أبدا، فأن تكون مواطنًا فلسطينيًا في إسرائيل يمثّل تحديًا ليس عاديا، خاصة في الوقت الحالي، عندما يتوقع الناس منك اتخاذ موقف واضح وأحادي الجانب. إنني مجبرة على التساؤل باستمرار عن المكان الذي أنتمي إليه حقًا، فأنا أشعر بأنني لا أنتمي إلى مكان ما، وفي الوقت نفسه، أنتمي إلى كل مكان.

لقد ولدت وترعرعت في الناصرة في عائلة مسيحية، وفي وقت لاحق، انتقلت إلى تل أبيب، وأعيش في مجتمع متنوع من العرب واليهود. وعلى الرغم من أنني ولدت في إسرائيل، فإنني أجد صعوبة في التماهي بشكل كامل مع دولة تنظر إليّ كمواطنة من الدرجة الثانية، وتتحدث علنا ضد العرب، وتضطهد الفلسطينيين، والقائمة تطول.

أنا لا أؤيد العنف باسم الدين، ولا أستطيع أن أؤيد أو أتعاطف مع هجوم حماس على المدنيين الأبرياء في 7 أكتوبر، على الرغم من كوني فلسطينيّة فخورة تدعم المجتمعات المضطهدة وتتحدث بنشاط ضد الاحتلال والاستعمار الإسرائيلي، فإن هذا الهجوم على المدنيين الإسرائيليين لا يتماشى مع معتقداتي، إنني أشجب قتل المدنيين وأحزن بشدة على الخسائر في الأرواح بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

كوني فلسطينيّة، فإنّ اتخاذ موقف في هذا الشأن يبدو أمرًا معقدًا، لكن حماس لا تمثلني، كما أنها لا تستطيع تمثيل الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية ومختلف أنحاء العالم. ورغم أن العالم كثيرا ما يصور هذا «الصراع» على أنه إسرائيل في مواجهة فلسطين أو اليهودية في مواجهة الإسلام، فإن الواقع أكثر تعقيدا من ذلك بكثير. الأمر كله يتعلق بالناس، وليس بالحكام الذين لا يبدون أي اهتمام بالمدنيين. ولنكن واضحين: يمكن للمرء أن يدعم حق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال وإنهائه دون دعم حماس.

لقد تأثر العديد من أصدقائي الإسرائيليين بهذا الهجوم، وحقيقة أن قلبي ينفطر لأن أصدقاء أصدقائي ما زالوا مفقودين أو أنهم قد توفوا، فمواجهة مثل هذا الهجوم في حفلة أو في منزل آمن أمر لا يمكن تصوره. ويصبح الوضع أكثر ألما عندما نفكر في المأساة المستمرة في غزة، حيث ما يقرب من نصف السكان هم من الأطفال. والتناقض الصارخ هنا هو أن الإسرائيليين لديهم خيار الهروب عند الهجوم عليهم، في حين أن الفلسطينيين في غزة محاصرون وليس لديهم أي وسيلة للهروب، ولذلك لم أصدق عند سماع أمر (بنيامين نتنياهو) غير المنطقي بالإخلاء: كيف يمكن الخروج من سجن مفتوح؟

إن فكرة احتفال أي شخص بوفاة الأبرياء، سواء كانوا إسرائيليين أو سكان غزة، تحيرني، فالتعاطف يجب أن يكون عالميًا؛ لأن الكراهية لن تولّد إلا المزيد من الكراهية، مما يسبب المزيد من المعاناة. ومن المؤسف أن الزعماء من كافة الأطراف، بما في ذلك حماس وإسرائيل والسلطة الفلسطينية، لا يبدون أي اهتمام حقيقي بشعوبهم.

عندما عبرت عن حيرتي على وسائل التواصل الاجتماعي، واجهت تعليقات بغيضة وتهديدية من الإسرائيليين. ومن ناحية أخرى، عندما أظهرت تعاطفا مع أصدقائي الإسرائيليين، شكك أصدقائي الفلسطينيون في موقفي. لكنني أقف مع المضطهدين والمدنيين الأبرياء أيا كانوا. ولا يوجد أي مبرر للعقاب الجماعي والقتل.

قد يعتقد البعض أن حماس هي المشكلة الوحيدة هنا، ولكن من المهم أن نفهم أن التطهير العرقي والاحتلال العسكري للأراضي الفلسطينية كان موجودا قبل وقت طويل من ظهور حماس إلى الوجود. ووفقا لمنظمة العفو الدولية، المنظمة الرائدة في مجال حقوق الإنسان في العالم، فإنّ «إسرائيل تفرض نظاما من القمع والهيمنة ضد الفلسطينيين في جميع المناطق الخاضعة لسيطرتها». ووفقا لمركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة (بي. تسيلم): « فإنّ النظام الإسرائيلي يطبق نظام الفصل العنصري في جميع الأراضي التي يسيطر عليها».

باعتباري مواطنة عربية في إسرائيل، أشعر بقلق بالغ إزاء تخفيف وزارة الأمن القومي لقوانين حمل الأسلحة للإسرائيليين العاديين بعد هجمات حماس، والتهديدات التي تفرضها الجماعات اليهودية المتطرفة، ونتيجة لذلك ومنذ 7 أكتوبر، قُتل 64 فلسطينيًا في الضفة الغربية، من بينهم رجل وابنه قُتلا بالرصاص أثناء حضورهما جنازة. أتذكر بوضوح المشاهد المروعة في مايو 2021، عندما أصبحت الشوارع أشبه بالحرب الأهلية، وهنا أؤكد أنه لا ينبغي لأي مدني بريء أن يموت بسبب معتقداته أو آرائه.

إن دعم فلسطين لا يعني معاداة السامية، فالدعوة إلى إنهاء العدوان الإسرائيلي على فلسطين لا تعني نسيان التجارب التاريخية وآلام الشعب اليهودي، فأهداف الصهيونية اليوم تأتي على حساب حياة العرب، مما يجعلنا نشعر بعدم الأمان، ونخشى التعبير عن آرائنا، ونتردد في التعاطف مع شعبنا الذي يعاني. وكرد فعل على الأحداث الأخيرة، تظاهر المواطنون الإسرائيليون ضد تحول حكومتهم نحو الديكتاتورية.

كونك عربيا في إسرائيل يعني فهم لغة «الطرف الآخر» وتاريخه، وعبارة «الطرف الآخر» تسلط الضوء على العلاقة بين الظالم والمظلوم، حيث يمتلك أحد الجانبين واحدًا من أقوى الجيوش في العالم، بينما الجانب الآخر ليس سوى أقلية. ولذلك، عند الحديث عن الأحداث الأخيرة، لا يمكننا أن نتجاهل سنوات الاحتلال والغزو، وكيف تعاملت إسرائيل مع العرب. وهذا ليس تبريرا لتصرفات حماس، بل لتقديم سردية تبرر ألم الفلسطينيين ومعاناتهم دون حماية.

وفي نهاية المطاف، يدفع الشعب الثمن من جميع الجهات. ومع تزايد الدعم العالمي لإسرائيل، فإنني أخشى على الفلسطينيين الأبرياء. أولئك الذين في السلطة هم المسؤولون. لقد حان الوقت لكي يتحد الناس ضد الحكومات القمعية. ولابد من تحرير فلسطين، ليس فقط من النظام الإسرائيلي القمعي، بل وأيضا من تأثير حماس.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الفلسطینیین فی فی إسرائیل

إقرأ أيضاً:

«الأمم المتحدة»: الحياة في غزة «لا تطاق»

جنيف «أ.ف.ب»: قالت متحدثة باسم الأمم المتحدة إن المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة أجبروا على العيش في مبان أو مخيمات دمرها القصف بجوار أكوام ضخمة من القمامة، ونددت بظروف «لا تطاق» في القطاع. وعرضت لويز ووتريدج من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الظروف المعيشية «القاسية للغاية» في قطاع غزة.

وقالت للصحفيين في جنيف عبر تقنية الاتصال المرئي من جنوب قطاع غزة «الأمر لا يطاق حقا».

وعادت ووتردج الأربعاء بعد قضائها أربعة أسابيع خارج القطاع، مشيرة إلى أن الوضع في تلك الفترة «تدهور بشكل كبير».

وأضافت: «اليوم، لا بد أن من يكون الأسوأ على الإطلاق، ولا أشك في أن الغد سيكون الأسوأ على الإطلاق مرة أخرى». وبعد نحو تسعة أشهر من بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع، قالت ووتردج إن قطاع غزة «دُمر»، موضحة أنها «صدمت» لدى عودتها إلى خان يونس جنوب قطاع غزة. ولفتت إلى أنه مع عدم وجود حمامات، «يقضي الناس حاجتهم في أي مكان يمكنهم قضاء حاجتهم فيه».

وتردّ إسرائيل بحملة عنيفة من القصف والغارات والهجمات البرّية أدّت إلى استشهاد ما لا يقلّ عن 37765 شخصا في قطاع غزة، حسب وزارة الصحّة في القطاع. وتحدثت ووتريدج عن صعوبة جلب الوقود إلى غزة وتوزيعه بأمان، الأمر الذي يؤثر على القدرة على إيصال المساعدات، وحذرت من أنه «بدون الوقود، ستتوقف الاستجابة الإنسانية بالفعل».

وتحدثت ووتريدج من دار ضيافة حيث لا يمكن الخروج لمهام تفقدية بسبب عدم وجود وقود.

وعلى بعد 150 مترا، وصفت تكدس نحو 100 ألف طن من النفايات مع نصب خيم موقتة حولها.

وشددت على أن «السكان يعيشون وسط ذلك»، محذرة من أنه «مع ارتفاع درجات الحرارة، فإن ذلك يزيد من بؤس الظروف المعيشية»، وذكرت ووتريدج بالوضع قبل الحرب، عندما كانت سيارات جمع النفايات تقوم بمهمتها وتنقل القمامة إلى مكب مخصص لذلك.

وأشارت إلى أن المناشدات الموجهة إلى السلطات الإسرائيلية للوصول إلى مكبات النفايات تُرفض في كثير من الأحيان. وتطرقت أيضا إلى انعدام الأمن الغذائي في القطاع، مشيرة إلى تأثيره الواضح على الفلسطينيين، واوردت «عندما أرى زملائي وأصدقائي هنا، لا يمكن التعرف عليهم بشكل واضح، لأنه بعد عدم الحصول على الغذاء لفترة طويلة، تبدأ بالتقدم في السن، وتبدو في وضع غير صحي، ويتغير لون بشرتك».

وشهد الخميس عبور مرضى بالسرطان من قطاع غزة المنكوب إلى مصر عبر معبر كرم أبو سالم، في أول عملية إجلاء من غزة منذ إغلاق معبر رفح الحدودي أوائل مايو عندما سيطر الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني منه. وتقول منظمة الصحة العالمية إن هناك 10 آلاف مريض في قطاع غزة بحاجة إلى الإجلاء لتلقي العلاج، وبحسب ووتريدج فإن أحد زملائها في الأونروا، ويدعى عبد الله، انتظر الإجلاء لشهرين منذ إصابته في إحدى الغارات، علما أن ساقيه بترتا أواخر فبراير الماضي، ومنذ ذلك الوقت، أمضى أسابيع في مستشفى الشفاء الذي كان الأكبر في القطاع، عندما كان يحاصره الجيش الإسرائيلي، وقضى شهرين أيضا في خيمة طبية ينتظر الإجلاء، و«كان في بعض الأيام ينتظر الموت»، وتم إجلاء عبد الله في أبريل الماضي.

وأوضحت ووتريدج أنها زارته في أواخر أبريل مع زميلة «تبرعت له بالدم على الفور لإبقائه على قيد الحياة»، وأضافت «من غير المقبول أن يعاني الناس كل ذلك وأن يعاملوا بهذه الطريقة».

مقالات مشابهة

  • بالفيديو.. مدير مجمع الشفاء بغزة يكشف عن معاناة الأسرى الفلسطينيين بسجون الاحتلال
  • إمبراطورية المستوطنات.. هل تنجح خطة إسرائيل لاستيطان غزة مجددا؟
  • كر وفر في غزة.. 269 يوما من اسقاط الصواريخ على الأبرياء
  • جنرال إسرائيلي: أخطأنا عندما لم نهاجم لبنان من اللحظة الأولى
  • “قلق على مستقبل إسرائيل”.. آلاف الإسرائيليين بدأوا هجرة عكسية إلى كندا
  • آلاف المستوطنين يسعون للحصول على تأشيرات كندية للهروب من حرب غزة
  • «الأمم المتحدة»: الحياة في غزة «لا تطاق»
  • خطط ما بعد الحرب تقترح عيش الفلسطينيين داخل جزر وفقاعات في قطاع غزة
  • بؤس وانتظار للموت.. الحياة في غزة لا تطاق
  • صياغة جديدة لمقترح «بايدن».. محاولات أمريكية لإتمام اتفاق بين إسرائيل وحماس (فيديو)