لجريدة عمان:
2025-01-09@01:20:03 GMT

معاناة المواطنين الفلسطينيين في إسرائيـل

تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT

الشيء الوحيد الذي يوحدُنا نحن الفلسطينيين هو أن رحلتنا لم تكن سهلة أو سلسة أبدا، فأن تكون مواطنًا فلسطينيًا في إسرائيل يمثّل تحديًا ليس عاديا، خاصة في الوقت الحالي، عندما يتوقع الناس منك اتخاذ موقف واضح وأحادي الجانب. إنني مجبرة على التساؤل باستمرار عن المكان الذي أنتمي إليه حقًا، فأنا أشعر بأنني لا أنتمي إلى مكان ما، وفي الوقت نفسه، أنتمي إلى كل مكان.

لقد ولدت وترعرعت في الناصرة في عائلة مسيحية، وفي وقت لاحق، انتقلت إلى تل أبيب، وأعيش في مجتمع متنوع من العرب واليهود. وعلى الرغم من أنني ولدت في إسرائيل، فإنني أجد صعوبة في التماهي بشكل كامل مع دولة تنظر إليّ كمواطنة من الدرجة الثانية، وتتحدث علنا ضد العرب، وتضطهد الفلسطينيين، والقائمة تطول.

أنا لا أؤيد العنف باسم الدين، ولا أستطيع أن أؤيد أو أتعاطف مع هجوم حماس على المدنيين الأبرياء في 7 أكتوبر، على الرغم من كوني فلسطينيّة فخورة تدعم المجتمعات المضطهدة وتتحدث بنشاط ضد الاحتلال والاستعمار الإسرائيلي، فإن هذا الهجوم على المدنيين الإسرائيليين لا يتماشى مع معتقداتي، إنني أشجب قتل المدنيين وأحزن بشدة على الخسائر في الأرواح بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

كوني فلسطينيّة، فإنّ اتخاذ موقف في هذا الشأن يبدو أمرًا معقدًا، لكن حماس لا تمثلني، كما أنها لا تستطيع تمثيل الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية ومختلف أنحاء العالم. ورغم أن العالم كثيرا ما يصور هذا «الصراع» على أنه إسرائيل في مواجهة فلسطين أو اليهودية في مواجهة الإسلام، فإن الواقع أكثر تعقيدا من ذلك بكثير. الأمر كله يتعلق بالناس، وليس بالحكام الذين لا يبدون أي اهتمام بالمدنيين. ولنكن واضحين: يمكن للمرء أن يدعم حق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال وإنهائه دون دعم حماس.

لقد تأثر العديد من أصدقائي الإسرائيليين بهذا الهجوم، وحقيقة أن قلبي ينفطر لأن أصدقاء أصدقائي ما زالوا مفقودين أو أنهم قد توفوا، فمواجهة مثل هذا الهجوم في حفلة أو في منزل آمن أمر لا يمكن تصوره. ويصبح الوضع أكثر ألما عندما نفكر في المأساة المستمرة في غزة، حيث ما يقرب من نصف السكان هم من الأطفال. والتناقض الصارخ هنا هو أن الإسرائيليين لديهم خيار الهروب عند الهجوم عليهم، في حين أن الفلسطينيين في غزة محاصرون وليس لديهم أي وسيلة للهروب، ولذلك لم أصدق عند سماع أمر (بنيامين نتنياهو) غير المنطقي بالإخلاء: كيف يمكن الخروج من سجن مفتوح؟

إن فكرة احتفال أي شخص بوفاة الأبرياء، سواء كانوا إسرائيليين أو سكان غزة، تحيرني، فالتعاطف يجب أن يكون عالميًا؛ لأن الكراهية لن تولّد إلا المزيد من الكراهية، مما يسبب المزيد من المعاناة. ومن المؤسف أن الزعماء من كافة الأطراف، بما في ذلك حماس وإسرائيل والسلطة الفلسطينية، لا يبدون أي اهتمام حقيقي بشعوبهم.

عندما عبرت عن حيرتي على وسائل التواصل الاجتماعي، واجهت تعليقات بغيضة وتهديدية من الإسرائيليين. ومن ناحية أخرى، عندما أظهرت تعاطفا مع أصدقائي الإسرائيليين، شكك أصدقائي الفلسطينيون في موقفي. لكنني أقف مع المضطهدين والمدنيين الأبرياء أيا كانوا. ولا يوجد أي مبرر للعقاب الجماعي والقتل.

قد يعتقد البعض أن حماس هي المشكلة الوحيدة هنا، ولكن من المهم أن نفهم أن التطهير العرقي والاحتلال العسكري للأراضي الفلسطينية كان موجودا قبل وقت طويل من ظهور حماس إلى الوجود. ووفقا لمنظمة العفو الدولية، المنظمة الرائدة في مجال حقوق الإنسان في العالم، فإنّ «إسرائيل تفرض نظاما من القمع والهيمنة ضد الفلسطينيين في جميع المناطق الخاضعة لسيطرتها». ووفقا لمركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة (بي. تسيلم): « فإنّ النظام الإسرائيلي يطبق نظام الفصل العنصري في جميع الأراضي التي يسيطر عليها».

باعتباري مواطنة عربية في إسرائيل، أشعر بقلق بالغ إزاء تخفيف وزارة الأمن القومي لقوانين حمل الأسلحة للإسرائيليين العاديين بعد هجمات حماس، والتهديدات التي تفرضها الجماعات اليهودية المتطرفة، ونتيجة لذلك ومنذ 7 أكتوبر، قُتل 64 فلسطينيًا في الضفة الغربية، من بينهم رجل وابنه قُتلا بالرصاص أثناء حضورهما جنازة. أتذكر بوضوح المشاهد المروعة في مايو 2021، عندما أصبحت الشوارع أشبه بالحرب الأهلية، وهنا أؤكد أنه لا ينبغي لأي مدني بريء أن يموت بسبب معتقداته أو آرائه.

إن دعم فلسطين لا يعني معاداة السامية، فالدعوة إلى إنهاء العدوان الإسرائيلي على فلسطين لا تعني نسيان التجارب التاريخية وآلام الشعب اليهودي، فأهداف الصهيونية اليوم تأتي على حساب حياة العرب، مما يجعلنا نشعر بعدم الأمان، ونخشى التعبير عن آرائنا، ونتردد في التعاطف مع شعبنا الذي يعاني. وكرد فعل على الأحداث الأخيرة، تظاهر المواطنون الإسرائيليون ضد تحول حكومتهم نحو الديكتاتورية.

كونك عربيا في إسرائيل يعني فهم لغة «الطرف الآخر» وتاريخه، وعبارة «الطرف الآخر» تسلط الضوء على العلاقة بين الظالم والمظلوم، حيث يمتلك أحد الجانبين واحدًا من أقوى الجيوش في العالم، بينما الجانب الآخر ليس سوى أقلية. ولذلك، عند الحديث عن الأحداث الأخيرة، لا يمكننا أن نتجاهل سنوات الاحتلال والغزو، وكيف تعاملت إسرائيل مع العرب. وهذا ليس تبريرا لتصرفات حماس، بل لتقديم سردية تبرر ألم الفلسطينيين ومعاناتهم دون حماية.

وفي نهاية المطاف، يدفع الشعب الثمن من جميع الجهات. ومع تزايد الدعم العالمي لإسرائيل، فإنني أخشى على الفلسطينيين الأبرياء. أولئك الذين في السلطة هم المسؤولون. لقد حان الوقت لكي يتحد الناس ضد الحكومات القمعية. ولابد من تحرير فلسطين، ليس فقط من النظام الإسرائيلي القمعي، بل وأيضا من تأثير حماس.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الفلسطینیین فی فی إسرائیل

إقرأ أيضاً:

مسلسل التعذيب لا يزال مستمرا.. إسرائيل تنتهك حقوق آلاف الأسرى والمرضى الفلسطينيين

يواصل الاحتلال الإسرائيلي مسلسل التعذيب الممنهج بحق الآلاف من الأسرى والمعتقلين في سجونه بشكل غير مسبوق منذ بدء الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ في ظل صمت المجتمع الدولي الذي لايزال عاجزا أمام هذه الانتهاكات المستمرة .


وقد شكّلت الجرائم الطبيّة والحرمان من العلاج الأداة الأبرز لتنفيذ عمليات إعدام ممنهجة بحقّ العشرات من الأسرى منذ بدء الحرب، حيث استخدمت كافة الجرائم في سبيل قتل المزيد من الأسرى، أبرزها فرض ظروف احتجاز قاسية ومأساوية، وتعذيبهم وتنفيذ اعتداءات ممنهجة، والتعمد بإصابة الأسرى بأمراض من خلال حرمانهم من العلاج والرعاية الصحية، وتجويعهم، وتحويل حاجتهم للعلاج أداة للتعذيب.


وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني _ في بيان مشترك حصلت وكالة أنباء الشرق الأوسط على نسخة منه اليوم _ إنّ الشهيد والأسير السابق إسماعيل طقاطقة (40 عاماً) من بيت لحم، تعرض لجريمة طبيّة ممنهجة في سجون الاحتلال الإسرائيليّ، أدت إلى استشهاده صباح اليوم في الأردن بعد مرور خمسة شهور على الإفراج عنه، حيث تبين بعد الإفراج عنه في 29 أغسطس الماضي بإصابته بمرض سرطان الدم. 


ووفقا للبيان ، فإنّ الشهيد طقاطقة ضحية جديدة للجرائم الطبية الممنهجة التي تمارسها منظومة السجون المتوحشة..مشيرا إلى أن قضية الشهيد طقاطقة تفرض اليوم تساؤلا كبيراً ومتجدداً بشكل لحظيّ على مصير آلاف الأسرى في سجون الاحتلال، وتحديداً الأسرى المرضى الذين لم يعد بمقدور المؤسسات حصر أعدادهم.


ونبه البيان إلى أن ظروف الاعتقال المأساوية حوّلت كافة الأسرى إلى أسرى مرضى وبمستويات .. كاشفا عن أنّ غالبية الأسرى والمعتقلين الذين أفرج الاحتلال عنهم بعد الحرب، وحتّى اليوم، يُعانون من مشاكل صحية، استدعى نقل العديد منهم إلى المستشفيات فور الإفراج عنهم.


وأشار إلى أنّ الاحتلال لا يكتف بجريمته بحقّ الأسرى داخل السجون، بل يواصل ذلك بأدوات أخرى منها حرمان المواطن الفلسطيني من العلاج في المستشفيات في الأراضي المحتلة عام 1948 (لذرائع أمنية)، كما جرى مع الشهيد إسماعيل طقاطقة بعد أن تبين أنه بحاجة إلى زراعة نخاع حيث رفض الاحتلال نقله إلى الأراضي المحتلة عام 1948 لاستكمال علاجه، ولاحقا عمل على عرقلة نقله إلى الأردن من أجل استكمال علاجه وقد ساهمت المماطلة إلى تفاقم وضعه الصحيّ إلى أنّ اُستشهد صباح اليوم. 


وفي هذا الإطار ..حذرت الهيئة والنادي من أنّ مرور فترة زمنية أطول على الأسرى والمعتقلين داخل سجون الاحتلال مع استمرار الإجراءات الانتقامية المستمرة بعد الحرب، سيؤدي إلى تفاقم الظروف الصحية للأسرى، والتّسبب بأمراض حتّى للمعتقلين والأسرى الأصحاء، خاصّة أنّ العديد من الأسرى الذين لم يعانوا من مشاكل صحيّة سابقا يعانون اليوم من مشاكل صحيّة واضحة، خاصة مع انتشار الأوبئة بين صفوفهم، وأبرزها مرض (الجرب- السكايبوس) الذي شكّل نموذجاً واضحاً للجرائم الطبية ونشر الأوبئة بشكل متعمد بين صفوف الأسرى، بهدف قتلهم والتسبب لهم بأمراض ومشاكل صحية مزمنة لا يمكن علاجها لاحقا. 


وحمّلت الهيئة والنادي إدارة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير السابق طقاطقة، وعن مصير آلاف الأسرى الذين يواجهون إجراءات ممنهجة تهدف إلى قتلهم.


وجددت مؤسسات الأسرى دعوتها لعائلات الأسرى المفرج عنهم، بأن يقوموا فور الإفراج عن أبنائهم نقلهم لأقرب مستشفى وعمل الفحوصات اللازمة لهم، وأخذ تقرير طبي أولي عن حالتهم الصحيّة والاحتفاظ بالتقرير للأهمية، في ضوء المعطيات الصحيّة الخطيرة التي تُتابعها المؤسسات عن الأوضاع الصحيّة للأسرى والمفرج عنهم .


وجددت الهيئة والنادي مطالبتها المتكررة للمنظومة الحقوقية الدولية بضرورة استعادة دورها، ووقف حالة العجز المرعبة أمام استمرار حرب الإبادة وأحد أوجها الجرائم التي تنفّذ بحق الأسرى في سجون ومعسكرات الاحتلال، والتي تشكل وجها آخر من أوجه الإبادة المستمرة.

مقالات مشابهة

  • البيت الأبيض: إسرائيل لم ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين
  • خبير عسكري: المقاومة تزيد معاناة جيش الاحتلال بغزة على 3 مستويات
  • مستوطنون يهاجمون مركبات المواطنين الفلسطينيين جنوب نابلس
  • مسلسل التعذيب لا يزال مستمرا.. إسرائيل تنتهك حقوق آلاف الأسرى والمرضى الفلسطينيين
  • مسلسل التعذيب الإسرائيلي الممنهج بحق الآلاف من الأسرى الفلسطينيين وعلى رأسهم المرضى..لايزال مستمرا
  • "الوزراء السعودي" يجدد إدانته لجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين
  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 45,885 شهيدًا
  • قائمة توضح عدد ووضع الرهائن الإسرائيليين منذ أحداث 7 أكتوبر
  • المرصد الأورومتوسطي: إسرائيل تفكيك منظومتي الأمن والعدالة بغزة بشكل يضمن إهلاك الفلسطينيين
  • مستجدات مفاوضات غزة بالدوحة - قائمة حماس بالأسماء للمحتجزين الإسرائيليين