سلطان القاسمي يشهد انطلاق فعاليات مؤتمر الشارقة الدولي الأول لدراسات اللغة العربية في أوروبا
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى لمجمع اللغة العربية بالشارقة، أن الإمارة ماضية في جهود دعم ونشر وتعليم وتدريس اللغة العربية في مختلف أنحاء العالم، وحفظها من الزوال، مشيراً سموه إلى تتابع المشروعات الخاصة بها مثل المعجم التاريخي للغة العربية الذي يتضمن تاريخ اللغة ومن تداولوها مما يثري من معرفة وثقافة المتعلم والمتحدث والدارس للغة العربية.
جاء ذلك خلال حضور سموه انطلاق فعاليات مؤتمر الشارقة الدولي الأول لدراسات اللغة العربية في أوروبا، صباح أمس الأحد، والذي ينظمه مجمع اللغة العربية بالشارقة، تحت شعار “الدراسات العربية في أوروبا .. واقعٌ وآفاق”، وذلك في دارة الدكتور سلطان القاسمي، بمشاركة كبيرة من العلماء والمستشرقين والمستعربين من الدول الأوروبية المختلفة.
ورحب سموه بضيوف المؤتمر من العلماء وأساتذة اللغة العربية من مختلف الدول، في دولة الإمارات العربية المتحدة، وإمارة الشارقة، قائلاً سموه : نرحب بكم في الشارقة، حيث تجدون أن اللغة العربية يُعتنى بها عنايةً كاملةً من تدريسها وحمايتها ووضعها في قاموسٍ يجمعها حتى لا نجد بعض الذين يعُربّون الكلمات الأجنبية فيختلط الأمر على الدارسين .
وتناول صاحب السمو حاكم الشارقة فكرة المعجم التاريخي للغة العربية، الذي يعمل عليه 500 متخصص وعالم لغة، لافتاً سموه إلى استمرار مشروعات الحفاظ على اللغة العربية عبر العديد من المبادرات المتميزة مثل المؤتمرات وغيرها، قائلاً : منذ 5 سنوات بدأنا مشروع المعجم التاريخي للغة العربية وبإذن الله السنة المقبلة في مثل هذا التوقيت نكون قد أكملنا 110 مجلدات وكل مجلد فيه 750 صفحةً، والمعجم لا يُفسّر الكلمات فقط وإنما فيه من التاريخ والمعرفة وكل ما يحتاجه الإنسان، ليطلع على تاريخ هذه اللغة ومن تداولها من قبل، وكيف تم تداولها؛ وإن شاء الله بعد اكتمال مشروع المعجم سنبدأ مشروعاً آخر لا يقل أهمية عنه، حيث أننا كل فترة من الزمن ندعم العربية بمشروعات للحفاظ على هذه اللغة من الزوال؛ ونحن نحاول أن نصل إلى محبّي هذه اللغة والمتعطشين إليها، سواء أكان في أفريقيا، أو آسيا، أو أوروبا، ولكن أن نجد كل محبي اللغة يجتمعون هنا في الشارقة، فهذا وحده مكسب من مكاسب الحفاظ على هذه اللغة.
واستعرض صاحب السمو حاكم الشارقة، في ختام كلمة سموه، أهمية العناية باللغة العربية في العديد من الوجوه التي تتكامل مع بعضها البعض ضمن مراحل متعددة تهدف إلى الحفاظ عليها ونشرها، عبر الدعم المؤسسي؛ قائلا سموه : هذه اللغة تريد العناية بها، ليس في حفظها فقط وإنما في تحدثها، والتحدث بها يتطلبُ تدريسها، وهذا التدريس يتطلب العون ونحن معكم في ذلك ونحن متأكدون أنكم جميعاً من مؤسساتٍ تعمل للرقيّ باللغة العربية سواء كنتم تعملون في المكتبات أو الجامعات وغيرها، ونحن سنعمل على دعمكم أدبياً ومادياً ومعنوياً حتى تستطيعون أن تنجزوا، سنكون عوناً لكم وعون لهذه اللغة .
وكان افتتاح المؤتمر قد استهل بآيات بينات من القرآن الكريم تلاها الدكتور بهاء دنديس، ألقى بعدها الدكتور أمحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، كلمة ترحيبية بالمشاركين في المؤتمر الأول من نوعه الذي يعني بدراسات اللغة العربية في أوروبا، والذي تلتقي فيه القلوب في حب اللغة العربية.
وتناول المستغانمي أهم ما يسعى إليه المؤتمر لدعم اللغة العربية وتدريسها وتعلمها في الدول الأوروبية المختلفة، وفحص ظروفها وتقديم الحلول لما يحول دون تطورها وتمكينها هناك، متمنياً التوفيق للمشاركين.
وقدمت الإعلامية انستاسيا أوستروخوفا من جمهورية روسيا الاتحادية، كلمة ضيوف المؤتمر أعربت فيها عن شكرهم وتقديرهم الكبير إلى صاحب السمو حاكم الشارقة على دعم سموه اللامحدود للغة العربية ودارسيها في شتى بقاع العالم واهتمام سموه الشخصي بالدارسين وتشجيعهم ودعم دراستهم بمختلف الوسائل، في بلدانهم وفي إمارة الشارقة.
وأشادت انستاسيا في كلمتها بالأدوار الكبيرة التي تقوم بها إمارة الشارقة في كل ما يختص باللغة العربية والمعرفة، مما جعلها تتبوأ مكانةً عاليةً في سماء الثقافة والمعرفة، ودفع القاصي والداني للمجيء إليها لتوجهاتها العلمية ورؤيتها الحضارية وهويتها الثقافية ودعمها للأدب والشعر والمسرح وغيرها من الفنون الأدبية؛ وأشارت إلى أهمية المؤتمر في تناول شؤون دراسات اللغة العربية في أوروبا، شرقها وغربها، والنظر في قضاياها والتعرف على واقعها والخروج بحلول ومقترحات تزيد من نشر العربية هناك، وتعليمها للأجيال الجديدة، متناولة مقومات اللغة العربية كأحدى أهم اللغات الرئيسة في العالم والخصائص والمزايا التي جعلتها تتربع على عرش اللغات الإنسانية.
واستعرضت اناستاسيا، في ختام كلمتها، حب اللغة العربية من الناطقين بغيرها كقرار واختيار وافق هوى في نفوسهم بعد تعرفهم على جمالياتها، دراسةً وتواصلاً، واكتسابها الخلود بارتباطها بالقرآن الكريم والتراث العظيم من الشعر والأدب والمؤلفات الفلسفية والعلمية التي كتبت بها في عصر التدوين والانفتاح الحضاري.
وشهد صاحب السمو حاكم الشارقة، والحضور، الجلسة الأولى للمؤتمر والتي جاءت بعنوان “واقع اللغة العربية في بولندا وكازاخستان وإيطاليا” وترأسها الدكتور عبدالله الوشمي الأمين العام لمجمع الملك سلمان للغة العربية في المملكة العربية السعودية.
وقدمت الدكتورة باربارا ميكالاك من بولندا الورقة الأولى بعنوان “مائة عام من دراسات اللغة العربية وآدابها في جامعة ياجيلونسكي في كراكون بولندا”، تناولت فيها بداية انتشار الاهتمام باللغة العربية في أوروبا بشكل عام وفي بولندا عبر التوسع الجغرافي للعرب وأسفار الرحالة، متناولة أهم المستشرقين البولنديين الذين أحبوا اللغة العربية وتوسعوا فيها بجهود كبيرة منهم وألفوا عدداً من الكتب فيها، حيث أدى نمو العلوم الاستشراقية إلى تطور الأدب البولندي الذي تناول منطقة الشرق؛ وأشارت باربارا إلى اهتمام جامعة كراكوف باللغة العربية عبر قسم الاستشراق الذي يعود إلى العام 1919 م وجهود كبار العلماء والأستاذة في نشر اللغة العربية وسط الطلبة ومحبيها ودارسيها.
وقدم الدكتور اختيار بالتوري من كازاخستان ورقة بعنوان “اللغة العربية في كازاخستان .. الماضي والحاضر وآفاق التعاون مع المؤسسات الأوروبية”، أشار فيها إلى الارتباط الكبير لجمهورية كازخستان مع الدول العربية والإسلامية منذ أزمان بعيدة، لافتاً إلى وجود العديد من المفردات والتراكيب العربية في اللغة الكازاخية تاريخياً، إلى جانب انتشار اللغة العربية؛ وأكد على أهمية المؤتمر في فتح قنوات التعاون لهم مع العديد من الجامعات والمؤسسات الأوروبية لدعم تعليم وتعلم اللغة العربية.
واختتمت الجلسة الدكتورة فرانشيسكا كوارو من إيطاليا بورقة حملت عنوان “ترجمة وتدريس الشعر العربي في إيطاليا” استعرضت فيها تاريخ دخول اللغة العربية إلى جزيرة صقلية في القرن الثالث الهجري حيث بدأ تعليم اللغة العربية مع دخول ووجود المثقفون العرب هناك، وتناولت تجربتها مع العديد من الشعراء الإيطاليين من محبي اللغة العربية في ترجمة الشعر العربي إلى اللغة الإيطالية، وتنظيم العديد من الملتقيات.
ويسعى المؤتمر الذي ينظم في 29 و30 أكتوبر الجاري، إلى إلقاء الضوء على واقع اللغة العربية في الدّول الأوروبية، ويرصد الحضور العربي اللغوي في رحابها، وينظر في البحوث والدراسات التي كتبها المستعربون والمستشرقون في الشأن اللغوي والأدبي وفي مجال الدراسات العربيّة، انطلاقًا من رسالة مجمع اللغة العربية بالشارقة في دعم الجهود المبذولة والأعمال البحثيّة في هذا الإطار.ام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي الثامن لشباب الباحثين في العلوم الزراعية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهد الدكتور أحمد عكاوي رئيس جامعة جنوب الوادي انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي الثامن لشباب الباحثين في العلوم الزراعية في "الزراعة المستدامة والأمن الغذائي"، والذي تنظمه كلية الزراعة بالجامعة بحضور الدكتور عباس منصور رئيس الجامعة الاسبق والدكتور محمد وائل عبد العظيم نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث والدكتور عصام الدين عبد الهادي عميد كلية الزراعة ورئيس المؤتمر والدكتور عبد الحليم الشعينى وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث ومقرر المؤتمر ووكلاء الكلية ورؤساء الاقسام واعضاء هيئة التدريس بالكلية.
وأشار الدكتور أحمد عكاوي رئيس الجامعة، بأن هذا المؤتمر يهدف إلى إتاحة الفرصة للباحثين نحو المشاركة بالأوراق البحثية وأيضًا بيئة داعمة لشباب الباحثين نحو العمل والابتكار، وهذا يأتي في إطار دور الجامعة في المجتمع وأيضًا تحقيقًا للاستراتيجية الوطنية للبحث العلمي لتحقيق رؤية مصر 2030 كما وجه رئيس الجامعة عده رسائل لشباب الباحثين المشاركين في المؤتمر لبذل مزيد من الجهد في البحث عن المعلومات، وايضًا الحصول على الدورات التدريبية المختلفة وذلك لإجادة كافة الامور المتعلقة بالبحث العلمي.
وأشاد الدكتور محمد وائل عبد العظيم نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث بما تشهده جامعة جنوب الوادي من تطور في جميع القطاعات عامة وفي قطاع الدراسات العليا على وجه الخصوص، والذي ما زال يقدم كل جديد وتطور ملموس كما قامت الجامعة بتحديث لوائح النشر العلمي لتعزيز المنافسة بين شباب الباحثين وتدريب طلاب الدراسات العليا في مجال البحث العلمي من خلال من خلال إقامة مثل هذه المؤتمرات المتخصصة على مدار العام وذلك لتعزيز مهارات الباحثين في التركيز على النشر العلمي والارتقاء بالسمعة الاكاديمية للجامعة.
وأشار الدكتور عصام الدين عبد الهادي عميد الكلية، بأن هذا المؤتمر يهدف إلى تعزيز التعاون العلمي لتبادل الخبرات والآراء والتجارب لشباب الباحثين وتوحيد الجهود بين الجامعات ومراكز البحوث الزراعية ومنظمات المجتمع المدني لتحقيق التنمية المستدامة والامن الغذائي بالإضافة إلى توفير منصة لعرض نتائج الأبحاث وتطبيقاتها في مختلف المجالات الزراعية وتشجيع شباب الباحثين وطلاب الدراسات العليا على تقديم نتائجهم في المؤتمرات العلمية، وذلك يأتي متوافقا مع توجهات الدولة المصرية في تحقيق اهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.
وأضاف الدكتور عبد الحليم الشعيني وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث، بأن المؤتمر يشارك فيه 135 باحث منهم باحثين من الصين وتركيا، كما يناقش عدة محاور ومنها علم البيئة والتلوث ووقاية النبات والنانو تكنولوجي وتطبيقاته في الزراعة وتقنيات الأحياء وعلم الأحياء الجزيئي والتكنولوجيا الحيوية والبستنة والمحاصيل الحقلية وتطبيقاتها الحديثة في التنمية المستدامة واستدامة الامن الغذائي وتقنيات الانتاج الحيواني والتربة والموارد المائية وموارد الطاقة المتجددة والتغيرات المناخية وأثرها على الزراعة.
وأقيم المؤتمر تحت رعاية وحدة إدارة المشروعات، الجهاز التنفيذي لمشروعات التنمية الشاملة بوزارة الزراعة، ومشروع الغذاء للمستقبل - تعزيز الأعمال الزراعية في الريف المصري USAID الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وشركة نيوهوب ايجيبت المحدوده للأعلاف.
وفي نهاية المؤتمر قام الدكتور عصام الدين عبد الهادي عميد الكلية بإهداء درع المؤتمر لرئيس الجامعة ولنائب رئيس الجامعة، كما قام رئيس الجامعة بتكريم رعاة المؤتمر من خارج الجامعة وإهدائهم درع المؤتمر.