أشادت السفيرة التركية لدى البلاد طوبي سونمز بمساعي دولة الكويت قيادة وحكومة وشعبا للتخفيف من المعاناة الإنسانية في قطاع غزة مؤكدة أن بلادها والكويت تتشاركان في مساعيهما الدبلوماسية من أجل إيجاد حل جذري للكارثة الإنسانية هناك.

جاء ذلك في كلمة ألقتها سونمز في حفل استقبال أقامته السفارة التركية اليوم الأحد بمناسبة مرور 100 عام على تأسيس تركيا وذلك بحضور وزير العدل وزير الدولة لشؤون الإسكان فالح الرقبة ولفيف من الشخصيات الوطنية ورؤساء البعثات الدبلوماسية لدى الكويت.

وتحدثت عن المآسي التي تشهدها الأراضي الفلسطينية جراء عدوان قوات الاحتلال الإسرائيلي وذهب ضحيته أكثر من 8 آلاف شهيد حتى الآن قائلة “إننا نشهد بحسرة الكارثة الإنسانية التي تشهدها غزة حيث نجد 2ر2 مليون إنسان محاصر لا مفر لهم ويواجهون القصف بشكل مستمر”.

وانتقدت اختباء الاحتلال الاسرائيلي وراء ما يسميه “الدفاع عن النفس” بقصفه المستشفيات والبنى التحتية وقتله العشوائي للمدنيين والأطفال ووقفه المتعمد للمساعدات الإنسانية لهم مؤكدة ضرورة السعي وراء حل هذه الكارثة الإنسانية التي تهدد أمن واستقرار المنطقة بأكملها.

وعن العلاقات التاريخية بين تركيا والكويت أفادت بأن العام المقبل سيشهد ذكرى مرور 60 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية الوثيقة بين البلدين الصديقين وقالت إنه تحت قيادة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه والرئيس رجب طيب أردوغان تستمر العلاقة الوطيدة بالتطور والازدهار في شتى المجالات.

وأوضحت سونمز أن هذه العلاقات تتميز بالتعاون المثمر منها الاقتصادية حيث سجل التبادل التجاري بين البلدين العام الماضي 955 مليون دولار أمريكي وأنه على الرغم من تزايده عاما بعد عام “إلا أنه لا يمثل الإمكانات الكامنة خصوصا في هذا المجال”.

وأشارت أيضا إلى العلاقات الوطيدة بين الشعبين اللذين يتقاربان ثقافيا مما جعل تركيا من الوجهات السياحية الرئيسية للكويتيين ولاستثماراتهم العقارية مؤكدة سعي بلادها إلى تطوير هذا القطاع من خلال العديد من المشاريع التنموية والحيوية.

الوسومتركيا فلسطين قطاع غزة

المصدر: كويت نيوز

كلمات دلالية: تركيا فلسطين قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

ماذا تعني تحية "الذئاب الرمادية" التي سبّبت أزمة بين تركيا وألمانيا؟

تشهد العلاقات التركية الألمانية توتراً، بعد استدعاء السفير التركي لدى برلين رداً على استدعاء نظيره الألماني في أنقرة.

يأتي ذلك على خلفية رفع المدافع التركي مريح ديميرال إشارة "الذئاب الرمادية" احتفالاً بأحد هدفيه في مرمى النمسا، خلال ربع نهائي كأس أوروبا 2024 لكرة القدم.

رغم ذلك، أعلنت الرئاسة التركية أن رجب طيب إردوغان سيحضر مباراة منتخب بلاده وهولندا السبت في برلين، ضمن ربع النهائي.

ونقلت وكالة رويترز عن صحف ألمانية قولها إن ديميرال مُنع من اللعب لمباريتين متتاليتين، إثر تحقيق فتحه "الاتحاد الأوروبي لكرة القدم" (يويفا) الأربعاء.

وعلّقت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر على حركة ديميرال بمنشور على موقع "أكس"، قائلة إن "رمز المتطرفين اليمينيين الأتراك ليس له مكان في ملاعبنا"، مضيفة "استخدام كرة القدم الأوروبية كمنصة للعنصرية أمر غير مقبول على الإطلاق".

ووصفت الخارجية التركية رد فعل السلطات الألمانية تجاه ديميريل تحت خانة "معاداة الأجانب".

وقالت: "ندين ردود الفعل ذات الدوافع السياسية على استخدام رمز تاريخي وثقافي، بشكل لا يستهدف أحداً، خلال احتفالات فرحة في حدث رياضي".

وكان ديميرال، الذي يلعب في صفوف "الأهلي" السعودي، قد قال في تصريحات عقب المباراة إن احتفاله "بهذه الطريقة لا يحمل أي رسالة (سياسية)، أردت فقط أن أظهر مدى فخري وسعادتي".

وتزامن احتفال ديميرال مع بدء محاكمة 22 شخصاً في تركيا بتهمة اغتيال زعيم "الذئاب الرمادية" السابق سنان أتيس، بالرصاص في أنقرة أواخر عام 2022.

جدال قديم يتجدّد

ترتبط الإشارة التي لوّح بها اللاعب التركي بتنظيم تركي يوصف بأنه يميني متطرف يدعى "الذئاب الرمادية"، وتصنفه فرنسا على أنه "تنظيم إرهابي" منذ العام 2020، بينما تمنع النمسا رسم الإشارة الخاصة به منذ العام 2019. ويرسم أتباع هذا التنظيم بأيديهم شارة الذئب للدلالة على انتمائهم إليه.

ونددت تركيا بفتح "يويفا" تحقيقاً بحق لاعب منتخبها الوطني. وأشار بيان صادر عن وزارة الخارجية التركية إلى تقرير للجنة حماية الدستور الفيدرالي الألماني، نشر في سبتمبر/أيلول 2023، خلص إلى أنه "لا يمكن تصنيف كل من يرفع شارة الذئاب الرمادية على أنه يميني متطرف".

ويعتبر التنظيم على أنه "فرع الشباب" والجناح العسكري لـ"حزب الحركة القومية التركي" وهو حليف "حزب العدالة والتنمية" الحاكم الذي يتزعمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وبحسب وكالة فرانس برس، دعا التنظيم إلى أفكار متطرفة واستخدم العنف خلال ثمانينيات القرن الماضي ضد الناشطين اليساريين والأقليات العرقية في تركيا.

ومن جهتها، أوردت وكالة رويترز أن التنظيم شارك في أعمال عنف سياسية بين اليساريين والقوميين، أدت إلى مقتل نحو 5 آلاف شخص قبل انقلاب عام 1980 في البلاد.

كما يُتهم التنظيم بتنفيذ أعمال عنف أخرى منذ تاريخ تأسيسه.

وكانت المرة الأخيرة التي شغلت فيها هذه التحية ألمانيا الى هذا الحد، عام 2018، بعدما قال مشرعون ألمان تابعين للحزب الديمقراطي المسيحي، إنهم يعتزمون وضع تشريع يحظر رموز منظمة "الذئاب الرمادية" وعلى وجه التحديد، تحية اليد التابعة لها لأنها "تذكر بالتحية النازية".

وقال السياسي الديمقراطي المسيحي كريستوف دي فريس لصحيفة "بيلد" الألمانية حينها، إن "أي شكل من أشكال الفاشية هو أمر غير إنساني ويشكل تهديداً لمجتمعنا الليبرالي".

ماذا تعني إشارة الذئب في تركيا؟

اعتبرت وكالة الأناضول التركية في خبر نشرته عن الحادثة، أن الذئب الرمادي "هو موروث تاريخي وثقافي قديم لدى الأتراك"، ملمحةً بذلك على أن الإشارة ليس لها أن ترتبط بالضرورة بتنظيم "الذئاب الرمادية" الذي تأسس عام 1968 على يد أحمد يغيت يلدريم.

وفي دراسة نشرت عن "معهد الشرق الأوسط"، عام 2009، للمحاضر في العلوم السياسية أكين أونفير، تحدث الباحث عن معنى "الذئاب الرمادية" في الثقافة التركية، وقال إن الحركات القومية التركية تستخدم الشعار انطلاقاً من أسطورة قديمة.

وبحسب أونفير ترتبط الأقصوصة بوادٍ أسطوري خصب في جبال ألتاي، في آسيا الوسطى، يتمتع بقدسية روحية رمزية لدى الأتراك. وتحكي وتحكي الأسطورة التركية "ارغينكون" قصة ذئبة تدعى أسينا (مصورة على شكل ذئب رمادي)، تساعد العشائر التركية التي تقطعت بها السبل في جبال ألتاي إلى سهول أرغينكون الخصبة، حيث تمكنوا من العيش والاستمرار كمجموعة عرقية.

ووفق مصادر أخرى، يرمز الذئب الرمادي إلى الشرف في الأساطير التركية القديمة. تدور الأسطورة حول فتى صغير نجا من هجوم على قريته، حيث عثرت أنثى ذئب عليه ورعته حتى شُفي. بعد ذلك، أنجبت الذئبة عشرة أولاد، نصفهم ذئب ونصفهم بشر، ومن بينهم أشينا الذي أسس عشيرة آشينا التي ينحدر منها الترك الرحّل.

أما أسطورة إرغنيكون، فتحكي عن أزمة كبرى للترك القدماء بعد هزيمة عسكرية، حيث استراحوا في وادي إرغنيكون الأسطوري مُحاصرين لمدة أربعة قرون. تمكنوا أخيرًا من الخروج بفضل حداد صهر الجبل ليفتح ممراً، مما سمح للذئب الرمادي بقيادتهم إلى الحرية.

وتستخدم مجموعات تركية يمينية متطرفة كثيرة صورة الذئب في شاراتها كرمز.

كيف تتصرف الاتحادات الرياضية في حالات مماثلة؟

اتخذ "يويفا" إجراءات صارمة ضد سوء السلوك خلال بطولة "يورو 2024"، كما في بطولات سابقة نظمتها.

وأوقفت خلال البطولة الحالية، لاعب ألبانيا ميرليند داكو، لمباراتين، بعدما قاد المشجعين لإطلاق هتافات مسيئة ضد صربيا ومقدونيا الشمالية، عقب مباراة بلاده ضد كرواتيا.

وقال "يويفا" في بيانه: "تم إيقاف اللاعب بسبب عدم التزامه بالمبادئ العامة للسلوك وانتهاكه القواعد الأساسية للسلوك اللائق واستخدام الأحداث الرياضية لمظاهر ذات طبيعة غير رياضية/ تشوه سمعة رياضة كرة القدم".

وغرّم "يويفا" الاتحاد الألباني بمبلغ وصل إلى حوالى 47 ألف و200 يورو بسبب هتافات جماهيره ضد صربيا والتي تضمّنت شعار: "اقتلوا الصرب".

كما قام بالتحقيق بسلوك اللاعب الإنجليزي جود بيلينغهام بسبب إيماءة غير سياسية مسيئة قام بها.

كذلك مع "يويفا" صحافياً من كوسوفو يدعى أرنيلد ساديكو من تغطية المباريات المتبقية من اليورو، بعد أن ردّ على جماهير صربيا الذين كانوا يهتفون "كوسوفو هي قلب صربيا"، برسمه النسر الألباني بيديه.

ولا تعترف صربيا باستقلال كوسوفو.

ووقعت حادثة مماثلة في كأس العالم 2018 الذي ينظمه "الاتحاد الدولي لكرة القدم" (فيفا) وكانت تستضيفه روسيا، حيث بادر لاعبان سويسريان من أصل ألباني، هما غرانيت تشاكا وشيردان شاكيري، إلى رسم علامة "النسر" في مباراة بلادهم ضد صربيا.

وفرض "فيفا" حينها غرامة على اللاعبين بسبب هذا السلوك.

مقالات مشابهة

  • منصور بن زايد يهنئ قيادة الإمارات وشعبها ومسلمي العالم بالعام الهجري الجديد
  • منصور بن زايد يهنئ قيادة الإمارات وشعبها والمسلمين بالعام الهجري الجديد
  • المؤتمر السوداني: وقف الحرب مطلب ملح وعاجل أمام المعاناة الإنسانية للمواطنين
  • دبلوماسية الاقتصاد والاستثمار
  • شكشك وسفير تركيا يبحثان التعاون المشترك
  • قضية تسريب بيانات سوريين في تركيا.. إلى أين وصلت؟
  • ماذا تعني تحية "الذئاب الرمادية" التي سبّبت أزمة بين تركيا وألمانيا؟
  • الإمارات والبرازيل تحتفلان بمرور 50 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية
  • الشرطة التركية تعتدي على سوريين.. ما حقيقة الفيديو؟
  • تعاون إقليمي جديد: تركيا ومجلس التعاون الخليجي