متحف آثار طنطا يحتفل بذكرى افتتاحه الـ٣٣ بفعاليات متنوعة
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
نظم متحف آثار طنطا، احتفالية كبيرة بمناسبة الذكري الـ٣٣ لافتتاح المتحف والذى يوافق اليوم الأحد ٢٩ أكتوبر تحت عنوان «متحف طنطا جوهرة الدلتا»، تحت رعاية وزارة السياحة والآثار، بحضور نخبة من الآثاريين والمثقفين والمهتمين بالتاريخ وعدد كبير من رواد المتحف.
بدأت الفعاليات بكلمة ترحيبية قدمها الدكتور عماد بدير مدير المتحف والذي استعرض تاريخه كأحد أعرق المتاحف الإقليمية المصرية، وكانت البداية الأولى للمتحف في عام 1913م، حيث خُصصَت قاعة في مجلس البلدية بطنطا لعرض بعض الآثار، وفي عام 1957م نُقِلَ المُتحف إلى مدخل سينما البلدية، وفي عام 1980م بدأت هيئة الآثار في إنشاء المتحف الحالي والذي جرى افتتاحه في 29 أكتوبر عام 1990م، ظل المتحف مفتوحًا للزيارة حتى عام 2000م، حيث أغلق لاحتياج المبنى إلى الترميم والتطوير، وأعيد افتتاحه بعد تحديثه وإعادة تأهيله في 31 أغسطس سنة 2019م.
ويضم المتحف مقتنيات أثرية من مختلف العصور التاريخية بدءً من عصر ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليوناني وروماني وبعض المقتنيات من الفن القبطي والعصر الإسلامي والعصر الحديث، وتمثل هذه المعروضات نتاج التنقيبات الأثرية التي جرت في المواقع الأثرية بالمحافظة إلى جانب مقتنيات من العديد من المواقع الأثرية بمصر.
وألقى عدد من قدامى قيادات المتحف كلمات حول ذكريات افتتاح المتحف، وتنوعت فقرات الاحتفالية بين فنون وكلمات وورش فنية تشتمل على موضوعات أثرية وسياحية، وعرض مواهب لذوى الاحتياجات الخاصة ومعرض مؤقت لمجموعة من أجمل القطع الأثرية بالمتحف.
وقالت دكتورة شيماء أغا الأخصائية الإعلامية، أن الإنسان يستمد القوة والغذاء من جذوره، لذا فإن الإنسان بدون جذور يكون بلا حضارة أو تاريخ، مشيرة أن التاريخ بصفة عامة والآثار شئ مهم يوضح لنا بعض الأمور الهامة و المتاحف تعد جزء متأصل من حياتنا وأن معرفة الثقافة المصرية يتم من خلال المتاحف، التي تعزز الانتماء لدى الأطفال، فالطفل الذي ينمو ولديه انتماء يصبح إنساناً واثقاً في نفسه، وتعزيز تقدمه ونجاحه مشيرة ان الأجانب في بعض الدول يهتمون كثيراً بزيارة المتاحف لمعرفة تاريخهم.
فيما تناول الخبير الأثري حمادة سعد كلمة عن أهمية دور المتحف فى نشر الثقافة والتعريف بالحضارة المصرية القديمة.
فيما قالت الأديبة آمال أبو باشا أن متحف طنطا يقوم بدور رائد ويجمع نخبة من العلماء والمثقفين والعامة وهذا شيء جيد وإيجابي، مشيرة أن الدولة اهتمت مؤخراً بالمتاحف باعتبارها مؤسسات عالمية وتاريخية مختلفة، والحضارة المصرية حضارة عريقة، والمتاحف دورها التأريخ لذلك، وتعد ترسيخ للشخصية المصرية العظيمة موجهة الشكر للقائمين على المتحف على هذا الدور الهام.
وقال المفكر والأديب الدكتور مجدي الحفناوي، إن احتفال اليوم ما هو إلا نموذج للتعبير عن داخل مكنوننا للوطن، مستعرضاً تاريخ المتحف منذ عام ١٩١٣ في مقره القديم بمجلس البلدية أو مجلس المدينة حالياً، إلى أن تم نقله في موقعه الحالي في عام ١٩٩٠ في شارع محب بطنطا وتم إغلاقه عدة مرات آخرها عام ٢٠٠٠ ثم أعيد افتتاحه عام ٢٠١٩ وحتى الآن في موقعه الحالي في شارع محب.
مشيراً أن المتخف يعد مركز إشعاع للثقافة بمشملاتها من آداب وعلوم وفنون، وهو أول متحف إقليمي يضم٨٥٠٠ قطعة أثرية تحكي عن ٦ عصور، من قبل عصر الأسرات حتى عصر محمد علي باشا، ويضم مكتبة جديدة مقرؤة واليكترونية، موجهاً التحية لكل شهداء الوطن بداية من شهدائنا الفراعنة الذين دفعوا بأرواحهم فداء للوطن منذ عهد الأسرات وحتى الآن.
كما تم تقديم فيلم وثائقي عن متحف طنطا تم إعداده بالتعاون بين المتحف وإدارة الأفلام الوثائقية بقطاع المتاحف.
وتم في ختام الفعاليات تكريم عدد من ذوي الهمم لتفوقهم في الأنشطة الفنية والرياضية من بينهم سعيد سعد إبراهيم فنان تشكيلي وبطل رياضي من ذوي القدرات الخاصة، ومحمود محمد حجازي مصاب بالتوحد ولديه موهبة التواشيح وقراءة القرآن الكريم، وعادل حسيني لاعب كاراتيه من أصحاب الإعاقات الذهنية، ومحمد شعبان لاعب كنغ فو من ذوي القدرات العقلية، ومحمد شريف الجندي فنان تشكيلي، والتقاط الصور التذكارية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: وزارة السياحة والآثار فی عام
إقرأ أيضاً:
بحضور القيادات الدينية.. الجامع الأزهر يحتفل بذكرى غزوة بدر الكبرى.. صور
عقد الجامع الأزهر، الاثنين، عقب صلاة التراويح، احتفالية كبرى بمناسبة ذكرى "غزوة بدر الكبرى"، وذلك بحضور الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف السابق، الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، الدكتور عباس شومان، أمين عام هيئة كبار العلماء رئيس المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، محمود الشريف، نقيب الأشراف وكيل مجلس النواب، عبدالهادي القصبي، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، ونخبة من علماء وقيادات الأزهر الشريف.
قال الدكتور عبدالفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين السابق عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن غزوة بدر الكبرى سماها الله تعالى في كتابه "يوم الفرقان"، لأنه قد فرق بها بين الحق والباطل، بين أهل التوحيد والإيمان وبين أهل الشرك والوثنية، هؤلاء الذين ترامت الأخبار وتطايرت الأنباء أن أصحاب محمد "صلى الله عليه وسلم" استولوا على قافلتهم التجارية، فخرجوا جميعا دون مدارسة للأمر، وأقسم رائدهم أبو جهل "عليه لعنة الله" أن لا يرجع أبدا حتى يرد بدر ويقيم فيها وينحر الجزور ويشرب الخمر، وتسمع العرب بخبرهم فيهابوهم إلى يوم القيامة، في منطق غلب عليه الغرور والكبر والخيلاء والصلف.
أما نبينا "صلى الله عليه وسلم" حين وصله خبر خروج قريش بجميع من فيها لكي يقضوا على الإسلام، عرض الأمر على أصحابه، فكانوا بين كاره للمواجهة، لأن المؤمن لا يحب القتال ويعلموا دائما أن القاعدة الكلية في الإسلام هي السلام، وأن الحرب استثناء، مصداقا لقوله تعالى: "كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ"، فعمل نبينا "صلى الله عليه وسلم" على الإعداد لهذه الحرب، ووضع التخطيط المطلوب لها، فوقف الحباب بن المنذر قائلا: "يارسول الله، أهذا منزل أنزلكه الله أم هي الرأي والحرب و المكيدة، فقال له النبي: بل هو الرأي والحرب والمكيدة"، فقال: يا رسول الله، فإن هذا ليس بمنزل، فانهض بالناس حتى نأتي أدنى ماء من القوم، فننزله، ثم نغور ما وراءه من القلب، ثم نبني عليه حوضا فنملؤه ماء، ثم نقاتل القوم، فنشرب ولا يشربون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم الرأي ما رأيت يا حباب"، فاستجاب النبي لرأي جندي من جنوده واستمع لمشورته، فهؤلاء هم القادة الذين تلتف حولهم القلوب وتهوى إليهم الأفئدة، خاصة إذا كان المقام مقام مصارعة ومواجهة للعدو.
وبين عضو مجمع البحوث الإسلامية أن النبي "صلى الله عليه وسلم" أراد أن يتحقق عنده الأمن والطمأنينة بمعرفة موقف المسلمين من هذه المعركة الحاسمة، فاستشار القوم فقام أبو بكر "رضي الله عنه" فقال وأحسن، وقام سيدنا عمر بن الخطاب، فقال و أحسن، وقام المقداد بن عمروا وقال: “يا رسول الله، امض لما أراك الله، فوالله لا نقول لك كما قال بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون، ولكن نقول لك: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون”.
كما حرص " صلى الله عليه وسلم" أن يعرف موقف الأنصار، فقام سعد بن معاذ وقال يا رسول الله، "كأنك تريدنا معشر الأنصار" قال نعم، فقال "يارسول الله لقد آمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، فامض على بركة الله إنا لصبر في الحرب، صدق عند اللقاء، والله لو أردت أن تخوض البحر فخضته لخضناه معك، فامض لما أردت"، عندها اطمأن النبي "صلى الله عليه وسلم" وعلم أن الجبهة الداخلية جبهة قوية، فمضى للقتال، فكان نصر الله وكان توفيقه للمسلمين في هذه المعركة الحاسمة، مصداقا لقوله تعالى: "وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ ۖ فَاتَّقُوا الله لعلكم تشكرن".
من جانبه، أوضح الدكتور محمود الهواري، أنه في مثل هذه المناسبات الطيبة، يجدر بالأمة أن تجدد صلتها بالنبي "صلى الله عليه وسلم" وأن تعيد قراءة واقعها في ضوء الهدي النبوي، التي تجسد واقعا وسلوكا عمليا حياتيا، ومن الأحداث التي يجب الوقوف أمامها طويلا، هذه الغزوة الثرية بالبركات والدروس والعبر، وحسبنا أن تتوقف الأمة عند بعض المشاهد من هذه السيرة المباركة، وأول هذه المشاهد، أننا حين ندخل مباشرة إلى بركات هذه السيرة الطيبة نعرف أن الجماعة المؤمنة الأولى التي خرجت لملاقاة أهل الشرك، بالقياس الحسابي وبمنطق العدد، كان لا يتجاوز عددهم حينئذ لا يتجاوز بضعة رجاء بعد الثلاثمائة، وعدة أهل الكفر وعددهم ثلاثة أضعاف أهل الإيمان، وبمنطق أهل الدنيا وحساباتها، فالنصر للعدد الأكبر، لكن الله تعالى حسمها بقوله: “وما النصر إلا من عند الله”.
وأضاف أن النصر أولا بالله، فأول مشهد هو الإيمان بأن النصر من عند الله، وليس بعدة ولا عدد، وإن كان تحصيل العدة والعدد من الأسباب الضرورية المشروعة، ولكن يجب أولا أن نحصل الإيمان، مصداقا لقوله تعالى: " فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى".
وأشار الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، إلى أن المشهد الأخلاقي السلوكي الثاني، والذي لا ينبغي أن يغيب عنا، أن هذه الجماعة كان معهم من الإيمان بالله ما جعلهم في أعلى عليين، ويقص علينا هذا المشهد الطيب سيدنا حذيفة رضي الله عنه: " ما مَنَعَنِي أَنْ أَشْهَدَ بَدْرًا إلَّا أَنِّي خَرَجْتُ أَنَا وَأَبِي حُسَيْلٌ، قالَ: فأخَذَنَا كُفَّارُ قُرَيْشٍ، قالوا: إنَّكُمْ تُرِيدُونَ مُحَمَّدًا، فَقُلْنَا: ما نُرِيدُهُ، ما نُرِيدُ إلَّا المَدِينَةَ، فأخَذُوا مِنَّا عَهْدَ اللهِ وَمِيثَاقَهُ لَنَنْصَرِفَنَّ إلى المَدِينَةِ، وَلَا نُقَاتِلُ معهُ"، فلما حضر حذيفة إلى نبينا "صلى الله عليه وسلم" قص عليه الحكاية، وأن المشركون أخذوا عليهم عهدا بأن لا يكونوا معهم في قتال، فقال له النبي "صلى الله عليه وسلم" انصرفا، نفي لهم بعهدهم ونستعين الله عليهم، مع أنه في وقت يحتاج إلى محاربين وعدة وعدد، لكنه الوفاء النبوي والأخلاق المحمدية التي نحن في أشد الحاجة لها.
ولفت النظر إلى أن المشهد الثالث هو مشهد سلوكي أخلاقي، يحتاج إلى تأمل عميق ليأخذ بأيدينا كأمة إلى أن نلتف حول قياداتنا، فهذا رسول الله "صلى الله عليه وسلم" يقف بين الصفوف ليسويها بقدح معه، مر بسواد بن غزية حليف بني عدي بن النجار وهو متقدم من الصف، فطعن في بطنه بالقدح، وقال: (استوِ يا سواد) فقال: يا رسول الله! أوجعتني، وقد بعثك الله بالحق والعدل فأقدني (مكِّنِّي من القصاص لنفسي)، فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بطنه فقال: (استقد) (أي: اقتص)، قال: فاعتنقه، فقبَّل بطنه، فقال: (ما حملك على هذا يا سواد؟) قال: يا رسول الله! حضر ما ترى، فأردتُ أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك"، فما أجمل العدالة والأخلاق وما أجمل هذه المشاهد التي نحن في حاجة ماسة لها الآن.